الموضوع: رد الإمام على العضو كاشف وبياناته إلى الشيعة الاثني عشر ..

النتائج 1 إلى 10 من 11
  1. ( ردّ الامام على العضو كاشف وبياناته إلى الشيعة الاثني عشر )

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 08 - 1429 هـ
    03 - 08 - 2008 مـ
    01:01 صباحاً
    ــــــــــــــــ



    بيانٌ بالحقيقة العظمى للمهديّ المنتظَر يا معشر الشيعة الاثني عشر..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدّين، وبعد..

    أهلاً وسهلاً ومرحباً بجميع الشيعة الاثني عشر في الحوار مع المهديّ المنتظَر الناصر لمحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الإمام ناصر محمد اليماني، وأمّا بالنسبة لقولك بأنّ أحداً يُغيّر في ردود الآخرين فالله المُستعان! فلا تقل علينا غير الحقّ. والله لا أعلم بأنّي قطّ غيّرت ردّ أي إنسانٍ يحاورني، وإنما إذا شتمني نقوم بحذف خطابه أو يحذفه المشرفون الآخرون، ولن أسمح لأي مشرف أن يغيّر في ردود الآخرين، فقد احتملوا خطأً كبيراً إنْ يفعلوا، وكلا ولا ولن يفعلوا فضعوا يا معشر الشيعة ما تريدون، ولكن اسمحوا لي أن أعلن عليكم النّصر مقدماً في الحوار وأخرس ألسنة الممترين في شأني بغير الحقّ فأوقفهم عند حدّهم بالحقّ بكلام ربّ العالمين المحفوظ من التحريف وبسُنّة رسوله الحقّ التي لا تخالفه شيئاً، وإن لم أخرس ألسنتكم بالحقّ فلستُ المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهّر.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    كتب الردّ شخصياً عبد النّعيم الأعظم؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)





  2. - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 03 - 1429 هـ
    08 - 03 - 2008 مـ
    12:12 صـباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    الردّ بالبيان للحقيقة العظمى ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله وآله الطيّبين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخِرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين ولا أُفرّقُ بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، وبعد..

    أخي الكاشف، حقيقٌ لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ، وبالنسبة للحديث الوارد:
    [ويواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي]. فهذا الحديث فيه إدراج زيادة إلى الحقّ بغير الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، فأمّا الحديث الحقّ هو قوله عليه الصلاة والسلام: [يواطئ اسمه اسمي].

    وليس للدين علاقة بوالد محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عبدالله بن عبد المطلب، ولم يأتِ المهديّ المنتظَر ناصراً لما كان عليه عبد الله؛ بل ناصراً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، والحكمة من بعث المهديّ المنتظَر هي لنُصرة ما جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله وسنة رسوله ولا علاقة لأمره بوالد الرسول وما كان عليه من دين الوثنيّة، فلماذا تريدون اسم المهديّ المنتظَر لا بُدّ له أن يواطئ كذلك لاسم عبد الله، فأين الحكمة؟ بل أضاعوا الحكمة من الحديث بإضافة اسم والد الرسول إلى الحقّ، ولم يأتِ المهديّ المنتظَر لنصرة دين الوثنيّة التي كان عليها عبدالله بن عبد المطلب؛ بل جئتكم لنصرة ما كان عليه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ولم يجعلني الله نبيّاً ولا رسولاً بل جعل الله في اسمي خبري ورايتي وعنوان أمري (ناصر محمد) تصديقاً لحديث محمد رسول الله الحقّ:
    [يواطئ اسمه اسمي]. ولم يقل اسمه اسمي! إذاً لذهبت الحكمة من التواطؤ ولا ينبغي أن يكون اسم المهدي محمد إذاً لذهبت الحكمة من التواطؤ؛ بل يواطئ الاسم محمد في اسم المهديّ (ناصر محمد) وبذلك تنقضي الحكمة من الحديث الحقّ فجعل الله موضوع التوافق والذي هو نفسه التواطؤ لاسم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسمي في اسم أبي (ناصر محمد) وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر لن يأتي بدينٍ جديدٍ بل ناصراً لما جاء به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

    وأما بالنسبة لقول الله تعالى:
    {
    ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢} صدق الله العظيم [القلم]، فليس المُخاطب هُنا هو المهديّ بل محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وإنّما أقسم الله بحرف من اسم المهديّ المنتظَر (ناصر محمد) والذي سوف يُظهر الله به دين جدّه على العالمين حتى يتبيَّن لهم أنّه الحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٣٢هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٣٣} [التوبة].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٨﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الصف:9].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    وذلك وفاء من الله بوعده للمسلمين الصالحين كما وعدهم بذلك في قوله تعالى:
    {
    وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٥٥} صدق الله العظيم [النور].

    ومعنى قوله:
    {
    وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} وذلك المرتدون عن الحقّ فيتّبعون المسيح الدجال الطاغوت، وذلك بعد أن يهدي الله الناس أجمعين بالمهديّ المنتظَر ومن ثم يأتي الدجال ليفتنهم من بعد إيمانهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {الم ﴿١أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    فأما قوله تعالى:
    {الم} أي المهديّ المنتظَر الذي يهدي الله به الناس أجمعين، ومن ثم ذكر فتنة المسيح الدجال في نفس الآية في قول الله تعالى:
    {الم ﴿١أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣} صدق الله العظيم، ولم يقل الله أحسِب الذين آمنوا، ولو قال ذلك لأصبح يقصد الذين آمنوا من الناس ولكنّ المهديّ المنتظَر يهدي الله به الناس أجمعين حتى يكون الدين كلّه لله ومن ثمّ يأتي المسيح الدجال لفتنتهم عن الحقّ، ولذلك أخبركم بفتنة المسيح الدجال بأنّها بعد أن يهدي الله بالمهديّ الناس أجمعين، ولكنّ المهديّ المنتظَر سوف ينقذ الناس من الفتنة فلا يتّبعون المسيح الدجال ولن يتّبعه من الناس إلا أولياؤه الذين هم له يعبدون وهم يعلمون أنّه الطاغوت الشيطان الرجيم عدوّ الله ربّ العالمين، وليس ذلك بضلالٍ منهم بل كفرهم كمثل كفر الشيطان يؤمن بأنّ الله وحده لا شريك له فكفر به واتّخذه الله عدواً له، ويؤمن بالبعث ويؤمن بالنار ويؤمن بالجنة ولكنّه للحقِّ من الكارهين، وكذلك شياطين البشر عبدة الطاغوت إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً لأنّهم يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذونه سبيلاً وذلك لأنّهم يعلمون أنّه سبيل الضلال، وقال الله عنهم: {وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الأعراف:146]. أولئك ملعونين أينما ثُقفوا أخذوا وقُتلوا تقتيلاً.

    ولم يبتعثني الله لهَدي أمّة الناس فحسب فلن تتحقّق غايتي ما لم يهدِ الله بي من البعوضة فما فوقها وذلك لأنّي أعبد الله كما ينبغي أن يُعبد، فأعبُد رضوان نفسه تعالى حتى يكون هو راضياً في نفسه، ولم أتّخذ رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق الغاية جنة النّعيم وأعوذ بالله أن أتّخذ النّعيم الأعظم رضوان نفس الله وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر جنة النّعيم، ولو كنت كذلك لما فُزت بالدرجة العالية الرفيعة درجة الخلافة الشاملة على جميع الأمم من البعوضة فما فوقها؛ بل جعل الله غايتي الوحيدة هي رضوان نفس الله، ولن أرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه ليس مُتحسّراً على عباده شيئاً، ولكنّه قد حال بيني وبين غايتي جميع الأمم من البعوضة فما فوقها وتلك أمم مثلها كمثلكم خلقهم الله ليعبدوه وكُلٌّ قد علِم صلاته وتسبيحه، وكذلك جعل الله المهديّ المنتظَر علم الهدى لجميع الأمم من البعوضة فما فوقها فتتّبع الحقّ فتطيع وتخضع لأمر خليفة الله الشامل ويؤيّدني الله بهذه الأمم بعد أن يؤيدني الله بآية التصديق للناس أجمعين آية العذاب الأليم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٧وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٣٩قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وسوف تأتي آية العذاب الأليم ثم تجأرون إلى الله أن يكشف العذاب عنكم من بعد التصديق بالحقِّ من ربّكم، وقال الله تعالى:
    {
    قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١} صدق الله العظيم، وذلك العذاب هو كِسَف الحجارة في الدخان المبين من كوكب العذاب آية التصديق التي أترقّب لها من ربّي من بعد التكذيب بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الدخان:14].


    ولأنّ المسلمين كذلك معرِضون عن المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني ولذلك سوف يشملهم العذاب إلا أن يُصدّقوا، وآية العذاب هذه من أشراط الساعة الكبرى وتأتي قبل الساعة التي هي البطشة الكبرى في يوم القيامة، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولو يؤيدني الله بجميع الأمم من البعوضة فما فوقها لكان أول من يُكذّب بشأني هم المسلمون! نظراً لتغيير ناموس العقيدة الحقّ في الكتاب فصدّقوا المُفترين على الله ورسوله بأنّ الله يؤيد بها كذلك للباطل، ولذلك أخرَّها الله لتكون قبلها آية العذاب الأليم، وما دام المسلمون قد غيّروا ناموس المعجزات في الكتاب فحتماً لو يؤيّد الله بها المهديّ المنتظَر لقال المسلمون: "يا أيّها الناس إنما هذا المسيح الدجال"؛ وصدّوا عن الحقّ، وهو لا يدّعي الربوبية بل يدعو الناس ليعبدوا الله وحده لا شريك له، ولكنّكم يا معشر المسلمين قد جعلتم الحقّ باطلاً، ومنذ متى يؤيّد الله بالآيات لتصديق دعوة الطاغوت؟ بل لتصديق دعوة الحقّ، ولذلك لن تصدِّقوا يا معشر المسلمين بسبب عقيدة الباطل التي أنتم عليها بأنّ الله يؤيّد بآيات التصديق للباطل.

    ومن أجل هذه العقيدة؛ كمثل عقيدتكم في أنَّ الله يؤيّد بآياته المسيح الدجال وبسبب هذه العقيدة المُنكرة زوراً وبهتاناً الباطل حتماً بلا شك أو ريب سوف يكفر جميع المسلمين بالخلافة الشاملة للمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم، وقال الله تعالى:
    {
    وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿١١١} صدق الله العظيم [الأنعام:111].

    ويا علماء المسلمين تعالوا لأخبركم لماذا الله سوف يجعلني خليفته الشامل على كلّ شيء من البعوضة فما فوقها حتى تعلموا الحقّ فلا تكونوا أول كافر به، إنّما سوف يأتيني الدرجة العالية الرفيعة درجة الخلافة الشاملة التي لا ينبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عباد الله الصالحين، فقد فاز بها المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ولكنّكم عن الحقّ معرضون، ولسوف أبيّن لكم السبب؛ إنّما رجوتُ من ربّي أن يأتيني ملكوت الدرجة العالية الرفيعة درجة الخلافة على ملكوت كُلّ شيء لأتّخذ ذلك كله كوسيلة لتحقيق الغاية وهي أن يكون الله راضياً في نفسه وذلك هو النّعيم الأعظم بالنسبة لناصر محمد اليماني، وبما إنِّي تمنّيت ذلك فأصبتُ الحكمة التي خلقنا الله من أجلها وهي قول الله تعالى:
    {
    وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ولكنّه لم يفز بها من قبلي أحدٌ من جميع الصالحين ولا الأنبياء والمُرسَلين نظراً لأنّهم يتمنّون أن يعلموا الوسيلة للوصول للدرجة العالية فيتنافسون على الرحمن أيّهم أقرب ليفوز بها، ولكن يا إخواني إنّ الله لم يخلقنا من أجل ذلك بل خلقنا من أجله تعالى، وبما إنَّ ناصر محمد اليماني كانت أمنيته أن يكون الله راضياً في نفسه وذلك هو مُنتهى أملي وغايتي ومرادي وأمنيتي في حياتي، ولم أتّخذ رضوان نفس الله وسيلة لتحقيق الغاية بالفوز بملكوت الدنيا والآخرة، وأعوذ بالله، وأقسم بالله العظيم لا يساوي ذلك عندي شيئاً إلى عظيم نعيم رضوان نفس ربّي وأصدقتُ الله فأصدقني وسوف يجعلني خليفته الشامل على ملكوت كل شيءٍ، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [النجم].

    وذلك هو شأن المهديّ المنتظَر الحقّ الذي أنتم عنه معرضون، والذي جعله الله علَم الهُدى للبعوضة فما فوقها، ويهدي به الناس أجمعين ما دون الشياطين منهم الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذونه سبيلاً، والمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي يجعله الله خليفته الشامل على ملكوت كلّ شيءٍ من البعوضة فما فوقها وسوف تجدون المثل الحقّ في الخلافة الشاملة للمهديّ المنتظَر الذي يهدي به الله الناس أجمعين ما دون الشياطين منهم تجدون سرَّه في قول الله تعالى:
    {
    إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖوَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    فتدبروا قول الله تعالى:
    {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖوَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧} صدق الله العظيم، وفي هذه الآية يوجد سرّ المهديّ المنتظَر الذي يهدي الله به الناس أجمعين فيؤيّده الله بجميع آياته من البعوضة فما فوقها جميع جنود الله في السماوات والأرض لتكون معه ضد المسيح الدجال وجنوده من يأجوج ومأجوج وجميع الشياطين من الجنّ والإنس وفي كل جنسٍ، والمسيح الدجال يعدّ العدّة منذ آلاف السنين لمواجهة المهديّ للناس أجمعين وقد وعدني ربّي بتحقيق غايتي استجابةً لدعوتي ويضلّ بدعوتي جميع الشياطين الذين يعلمون علم اليقين بأنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم فيكرهون الحقّ وكرههم الله وغضب عليهم لأنّهم يئِسوا من رحمة الله كما يئِس الكفار من أصحاب القبور، وهؤلاء فلن يهديهم الله بالمهديّ المنتظَر لأنّهم ولو تبيّن لهم بأنّه المهديّ المنتظَر لما اتّبعوه، ولكنّ الله سوف يهدي بعبده الناس أجمعين ما دون الشياطين من كل جنسٍ.


    فذلك هو المهديّ المنتظَر الحقّ، أم تظنون بأنّ الله يهدي بالبعوضة الناس أجمعين! بل بمن سوف يؤيّده الله بجميع جنوده من البعوضة فما فوقها لو كنتم تعلمون؟ فأمّا الذين آمنوا منكم بأمره فهم السابقون الأخيار فيعلمون أنّه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖوَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧} صدق الله العظيم.

    وأما ظهوره فهو كما أسلفنا ذِكره يظهر عند الركن اليماني للمبايعة من بعد التصديق، وأمّا جهة المجيء إلى الركن اليماني فالمهديّ المنتظَر يأتي من اليمن، تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:[إنّي أرى نَفَس الله يأتي من اليمن] صدق عليه الصلاة والسلام، وإنّما النّفَس أي الفرج على المظلومين في العالمين ويهدي الله به الناس أجمعين.

    وأما سرّ عبادة المهديّ المنتظَر فقد بيّن لكم ذلك محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقال: [الإيمان يمان والحكمة يمانية] صدق عليه الصلاة والسلام، وذلك لأنّه نزل جبريل عليه الصلاة والسلام بقول أدهش محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك ما جاء في قول الله تعالى: {
    الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الفرقان]. فسأل محمدٌ رسول الله أخاه جبريل: "ومن ذلك الخبير بالرحمن يا أخي يا جبريل؟" فقال له: "إنّه المهديّ المنتظَر الذي عبدَ الله كما ينبغي أن يُعبد من أمّتك، آمن بالله وبرسوله وقدّر الله حق قدره". ولذلك قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [الإيمان يمانٍ والحكمةُ يمانية]، وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر هو الذي عبدَ الله كما ينبغي أن يُعبدَ فلم يتّخذ رضوان نفس الله (النعيم الأعظم) وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر الدرجة العالية وجنة النعيم.

    ويا معشر المسلمين إنّي عبد النّعيم الأعظم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وجميع أسمائي جعلها الله صفات شأني:
    عبد النّعيم الأعظم: وذلك لأنّي أعبد رضوان نفس ربّي، لأنّه النّعيم الأعظم من جنة النّعيم، واسم الله الأعظم جعله الله صفة لرضوان نفسه؛ بمعنى أنَّ رضوان نفس الله على عباده هو نعيم أعظم من الجنة، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    أفلا ترون بأنّ اسم الله الأعظم هو صفة لرضوان نفس الله على عباده فيؤيّدهم الله بروح الرضوان نعيم الريحان في القلوب فيشرح نور رضوانه صدورهم وتطمئن به أنفسهم فيشعرون بنعيم نفسي لا يساويه أيّ نعيم في الدنيا ولا في الآخرة، فتدبّروا قول الله في وصف نعيم رضوان نفسه بأنّه النّعيم الأعظم من الجنة، وقال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢}، وذلك هو النّعيم الذي عنه سوف تُسألون يا من ألْهَتْكُم الحياة الدنيا عن نعيم رضوان نفس الله، وقال الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨} صدق الله الأعظم [التكاثر].

    فلا تلحِدوا في أسماء الله، والنعيم الأعظم هو اسم من أسماء الله الحسنى وليس له اسم (سبحانه) أعظم من اسم، وإنّما النّعيم الأعظم حقيقة اسم الله الأعظم أي النّعيم الأعظم والأكبر من نعيم الجنة، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم، وليس له اسم (سبحانه) أعظم من اسم، فكيف يكون ذلك وهو واحدٌ أحدٌ وجميع أسمائه صفاته؟ فأيُّما تدعون فلا فرق بينهم، فلا تُلحدوا في أسماء الله يا من تبحثون عن اسم الله الأعظم فقد بيَّناه لكم بالحق، ولا فرق بين النّعيم الأعظم ولا بين اسم الله ولا بين اسم الرحمن فأيَّما تدعون تُجابون ولكن ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

    و يا معشر علماء الأمّة أجمعين، من كان له أيّ اعتراضٍ على بيان الحقيقة العُظمى للمهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني فليتفضّل للحوار مشكوراً.

    وسلام على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخو المسلمين وعبدٌ من عباد الله الصالحين خليفة الله وعبده (عبد النّعيم الأعظم)؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    __________________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  3. اليماني المنتظَر يدعو المؤمنين للخروج من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد..

    - 3 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    05 - جمادي الآخرة - 1428 هـ
    20 - 06 - 2007 مـ
    12:17 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=138
    ــــــــــــــــــــــــ



    اليماني المنتظَر يدعو المؤمنين للخروج من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف]. منَ الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ إلى جميع المسلمين والنّاس أجمعين، والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصّراط المستقيم..

    يا معشر المسلمين، لا تدعوا مع الله أحدًا، وإني لآمركم بالكفر بالتّوسل بعباد الله المقرّبين فذلك شركٌ بالله، فلا تدعوهم ليشفعوا لكُم عِند ربّكم فذلك شركٌ بالله، وتعالوا لننظر في القرآن العظيم نتيجة الذين يدعون من دون الله عبادَه المكرّمين فهل يستطيعون أن ينفعونهم شيئًا أم إنّهم سوف يتبرّأون ممَّن دعاهم من دون الله؟ وكما بيَّنا لكم من قبل بأنّ سبب عبادة الأصنام هي المبالغة في عباد الله المُقَرَّبين والغلوّ فيهم بغير الحقّ، حتى إذا مات أحدهم من الذين عُرفوا بالكرامات والدعاء المُستجاب بالغَ فيهم الذين من بعدِهم؛ وبالغوا فيهم بغير الحقّ فيصنعون لكُلٍّ منهم صَنَمًا تمثالًا لصورته فيدعونه من دون الله، وهذا العبد الصالح المُكرّم قد مات ولو لم يزل موجودًا لنهاهم عن ذلك ولكن الشرك يحدث من بعد موته، فهلمّوا لننظر إلى حوار المشركين المؤمنين بالله ويشركون به عباده المُكرمين، وكذلك حوار الكفار الذين عبدوا الأصنام دون أن يعلموا سرّ عبادتها إلّا أنّهم وجدوا آباءهم كابِرًا عن كابرٍ كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وإليكم التأويل بالحقّ؛ حقيقٌ لا أقول على الله بالتأويل غير الحقّ وليس بالظنّ فالظنّ لا يُغني من الحقّ شيئًا، والتأويل الحقّ لقوله: {‏وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾}، ويقصد الله أين عبادي المُقَرَّبين الذين كنتم تدعونهم من دوني؟ وقال الذين كانوا يعبدون الأصنام: " ربنا هؤلاء أغوينا. " ويقصدون آباءهم الأولين بأنّهم وجدوهم يعبدون الأصنام ولم يكونوا يعلمون ما سرّ عبادتهم لها فهَرَعوا على آثارهم دون أن يعلموا بسرّ ذلك وآباؤهم يعلمون السرّ في عبادتها. ثمّ ننظر إلى ردِّ آبائهم الأولين فقالوا: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا}، ويقصدون بذلك بأنّهم أغووا الأمم الذين من بعدهم بسبب عبادتهم لعباد الله المُقَرَّبين ليقرّبوهم إلى الله زُلفًا ومن ثمّ زيّل الله بينهم وبين عباده المقربين فرأوهم وعرفوهم كما كانوا يعرفونهم في الحياة الدُّنيا من الذين كانوا يُغالون فيهم من بعد موتهم، وقال تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [النحل]. وإنّما أزال الله الحجاب الذي يحول بينهم وبين رؤيتهم لبعضهم بعضًا فأراهم إيّاهم، ولذلك قال تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾}، وذلك هو التزييل المقصود في الآية، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [يونس]. ومن ثمّ قال عباد الله المقربون: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:63]، وهذا هو التأويل الحقّ لقوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا يا معشر المسلمين، قد كفر عبادُ الله المقرّبين بعبادة الذين يعبدونهم من دون الله كما رأيتم في سياق الآيات وكانوا عليهم ضدًا، تصديقًا لقوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    إذًا يا معشر الشيعة من الذين يدعون أئمة أهل البيت أن يشفعوا لهم فقد أشركتم بالله أنتم وجميع الذين يدعون عبادَ الله المُقَرَّبين ليشفعوا لهم من جميع المذاهب، وإنّما هم عبادٌ لله أمثالكم، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وهذا بالنسبة للمؤمنين المشركين بالله عبادَه المقربين، ولكنّه يوجد هناك أقوامٌ يعبدون الشياطين من دون الله؛ بل ويظهر لهم الشياطين ويقولون بأنّهم ملائكة الله المقربين فيخرّون لهم ساجدين حتى إذا سألهم: ما كنتم تعبدون من دون الله؟ فقالوا: الملائكةَ المقرّبين. ومن ثمّ سأل ملائكتَه المقربين: هل يعبدونكم هؤلاء؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ]. وهؤلاء من الذين تصدّهم الشياطين عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون، وكُلّ هذه الفرق ضالّة عن الطريق الحقّ ويحسبون بأنّهم مهتدون، ويُطلَق عليهم الضالين عن الطريق الحقّ وهم لا يعلمون بأنّهم على ضلالٍ مبينٍ؛ بل ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون بأنّهم يُحسنون صُنعًا.

    وأما فرقةٌ أخرى فليسوا ضالّين عن الطريق وبصَرهم فيها حديد، ولكنّهم إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلًا لأنّهم يعلمون بأنّه سبيل الحقّ، وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذونه سبيلًا وهم يعلمون بأنّه سبيل الباطل، أولئك شياطين البشر، أولئك ليسوا الضالين؛ بل هم المغضوب عليهم باءوا بغضبٍ على غضبٍ، كيف وهم يعلمون سبيل الحقّ فلا يتّخذونه سبيلًا وإن يروا سبيل الغيّ يتخذونه سبيلًا؟! كيف وهم يعرفون بأنّ محمدًا رسول الله حقٌّ كما يعرفون أبناءهم ثمّ يصدّون عن دعوة الحقّ صدودًا؟! أولئك هم أشدُّ على الرحمن عتيًّا، أولئك هم أولى بنار جهنم صليًّا، ويحاربون الله وأوليائه وهم يعلمون أنّه الحقّ فيكيدون لأوليائه كيدًا عظيمًا، ويعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون أنّه الشيطان الرجيم عدوّ الله وعدّو مَن والاه لذلك اتّخذوا الشياطين أولياء من دون الله وغَيَّروا خلق الله، ويجامعون إناث الشياطين لتغيير خلق الله، فاستكثروا مِن ذُريّات بني البشر عالَم الجنّ الشياطين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أولئك لا يدخلون النّار بالحساب؛ بمعنى أنّهم لا يؤخَّرون إلى يوم القيامة بل يدخلون في النّار مباشرةً من بعد موتهم، أولئك شياطين البشر في كلّ زمانٍ ومكانٍ يدخلون النّار من بعد موتهم مباشرةً، وعكسهم عباد الله المُقَرَّبون لا يدخلون الجنة بحسابٍ؛ بمعنى أنهم لا يُؤخَّرون إلى يوم القيامة لمحاسبتهم بل يدخلون الجنّة فور موتهم ويَمكُثون في الجنة ما دامت السماوات والأرض، وكذلك شياطين البشر يمكُثون في النّار ما دامت السماوات والأرض، وأما أصحاب اليمين فيُؤخَّر دخولهم الجنّة إلى يوم البعث والحساب؛ بمعنى أنّهم يتأخرون عن دخول الجنّة إلى يوم القيامة فيدخلون الجنة بحساب ويرزقون فيها بغير حساب، وكذلك الضالّون يُؤخَّر دخولهم النّار إلى يوم القيامة فيدخلون النّار بحساب ويأكلون من شجرة الزَقُّوم بغير حساب؛ طعام الأثيم كالمُهل يغلي في البطون كغلي الحَميم. ومعنى القول بحساب أي: يُحاسَبون حتى يتبيّن لهم بأنّ الله ما ظلمهم شيئًا بل أنفسهم كانوا يظلمون، أما شياطين البشر فهم يعلمون وهم في الحياة الدنيا بأنّهم على ضلالٍ مبينٍ أولئك يدخلون النّار مرتين المرة الأولى من بعد موتهم في الحياة البرزخيَّة والأخرى يوم يقوم الناس لله ربّ العالمين.

    ويا معشر المسلمين، تعالوا لأبيّن لكم الفَرْقُ بين أصحاب اليمين والمُقَرَّبين، والفارق هو بين الدرجات، وأن الفرق هو بين عمل الفرض وعمل النافلة تقرُّبًا إلى الله، فإنَّ الفَرق بينهما ستمائة وتُسعون درجة، ولا ينال محبَّة الله أصحاب اليمين بل ينالون رضوانه؛ بمعنى أنّه ليس غاضِبًا عليهم بل راضٍ عنهم، وذلك لأنّهم أدّوا ما فرضه الله عليهم، ولكنّهم لم يقربوا الأعمال التي جعلها الله طوعًا وليس فرضًا؛ بل إن شاءوا أن يتقرّبوا بها إلى ربّهم ولكنهم لم يفعلوها بل أدّوا صدقة فرض الزكاة ولم يقربوا صدقات النافلة.

    ولكنّ الفرق عظيم في الميزان يا معشر المؤمنين، فتعالوا ننظُر الفَرق: فأما المُقَرَّبون فأدّوا صدقة الفرض فكُتبت لهم كحسنات أصحاب اليمين عشرة أمثالها، ومن ثمّ عمدوا إلى صدقات النافلة فأنفقوا في سبيل الله ابتغاء مرضاة الله وقربةً إليه تثبيتًا مِن أنفسهم ولم يكن عليهم فرضُ أمرٍ جبريٍّ كفرض الزكاة بل من أنفسهم، وكان الله أكرم منهم فجعل الفرق بين درجة الفرض ودرجة النافلة ستمائة وتُسعون درجة، وأحبَّهم وقرَّبهم. وقال الله تعالى: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160].

    وتلك هي حسنة الفرض والأمر الجبريّ، ولا تُقْبَل النافلة إلا بعد إتيان العمل الجبريّ ومن ثمّ الأعمال الطوعيّة، وذكر الله الفرق بينهما بنصّ القرآن العظيم بأنّ الحسنة الجبريّة هي في الميزان بعشرة أمثالها وأما الحسنة الطوعيّة قربةً إلى الله فهي بسبعمائة حسنة، وبَيَّن الفرق بينهما أنّه ستمائة وتُسعون درجة، وكذلك يُضاعف الله فوق ذلك لمن يشاء فلم يحصر كرمه سبحانه.

    ولكن توجد هُناك حسنة وسيئة قد جعلهم الله سواءً في الميزان في الأجر أو الوزر وهي قتل نفسٍ بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعًا، وكذلك من أحياها وعفا أو دفع ديّة مُغرية لأولياء الدم حتى عفوا فكأنّما أحيا الناس جميعًا.

    فتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، ولينظر أحدُكم هل هو مِن المُقَرَّبين أو من أصحاب اليمين أو من أصحاب الجحيم؟ فهل يعلم بحقيقة عمل الإنسان ونيّته غير الإنسان وخالق الإنسان؟ فانظروا إلى قلوبكم تعلمون هل أدّيتُم ما أمركم الله به أم لا؟ وإذا أدَّيتُموه انظروا هل عملكم خالصٌ لوجه الله أم لكم غاية أخرى ( رياء الناس أو حاجة دنيوية في أنفسكم )؟ فأنتم تعلمون ما في أنفسكم وكذلك ربّكم، فانظروا إلى نوايا أعمالكم وسوف تعلمون هل أنتم من المُقَرَّبين أم مِن أصحاب اليمين أم مِن أصحاب الشِّمال، وذلك تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الحشر].

    أخو المسلمين خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهَّر؛ اليماني المُنتَظَر الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)






  4. - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 08 - 1429 هـ
    03 - 08 - 2008 مـ
    03:11 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    المهديّ المنتظَر يدعو جميع علماء السُّنة والشيعة للحوار ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين من أوّلهم إلى خاتم مسكهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، السلام علينا وعلى جميع المسلمين التابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    ويا معشر جميع علماء السُّنة والشيعة وجميع علماء الفرق الإسلاميّة المُختلفين في دينهم، إني أنا المهديّ المنتظر أدعوكم إلى طاولة الحوار في عصر الحوار من قبل الظهور، ولم أتيكم بدينٍ جديدٍ بل أدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف محكم كتاب الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله وأشهد أني المهديّ المنتظَر الحقّ رحمة الله الشاملة إلا من أبى ولم يتبع الحقّ، ولا تزالون تجادلون في شأن الاسم وصدق محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في قوله عليه الصلاة والسلام في حديث النفي لتسمية المهديّ المنتظَر بغير اسم الصفة (المهدي المُنتظر) وقال عليه الصلاة والسلام:
    [من سماه فقد كفر] صدق عليه الصلاة والسلام وآله.

    وها أنتم يا معشر السُّنة والشيعة أول من كفر بشأن المهديّ المنتظَر وتجادلونني في الاسم ولم يجعل الله الحجّة في الاسم بل في العلم، فلنفرض بأنّه قد نزلت في القرآن آيةٌ تخبركم باسم المهدي المنتظر فقال الله لكم بأنّ اسم المهدي المنتظر (محمد) لقلت لكم أنا محمد في الكتاب وأنا ناصر محمد كما قال محمد رسول الله للمُنكرين من النّصارى حين قالوا بأنّ النّبي الذي يبعثه الله من بعد عيسى عليه الصلاة والسلام بأن اسمه (أحمد) وأنت اسمك محمد، ومن ثم ردّ عليهم النّبي عليه الصلاة والسلام وقال أنا أحمد في الكتاب وأنا محمد ولم يجعل الله حُجتكم علي يا معشر النّصارى في الاسم بل في العلم المصدق لما معكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكنكم يا معشر السُّنة والشيعة إنكم لتصدُّون عن الحقّ الذي جاء به محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بتمسككم بحجّة الاسم، فهل تريدون أن تجعلوا للنصارى سلطاناً على التكذيب بالقرآن فيقولون إن اسم النّبي الذي يأتي من بعد المسيح عيسى ابن مريم اسمه (أحمد) ومن ثم يزدادون كفراً بما جاء به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ أفلا تعلمون يا معشر المسلمين والنّصارى ما هي الحكمة بأن يجعل الله لمحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- اسمين مُختلفين (أحمد) وكذلك (محمد)؟ وذلك لكي تعلموا بأنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم. ولذلك قال الله تعالى:
    {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)}صدق الله العظيم [آل عمران].

    وكذلك المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أقول: بأنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم برغم أنّ الله جعل للمهديّ المنتظَر ثلاثة أسماء وليس اثنين فقط بل ثلاثة وكلّ اسمٍ يحمل في باطنه حكمةً بالغةً، وهي:

    1- المهدي المنتظر : ويحمل صفة الهُدى فيهدي به الله النّاس أجمعين.

    2- عبد النّعيم الأعظم : ويحمل للمهديّ المنتظَر صفة العبوديّة، فعبد الله كما ينبغي أن يُعبد فتمنّى الفوز بالدرجة العالية لتكون وسيلةً لتحقيق الغاية ليهدي النّاس أجمعين إلى الصراط المستقيم حتى يتحقق نعيمي الأعظم فيكون الله راضياً في نفسه وليس متحسِّراً على عباده الذين ظلموا أنفسهم بعدم تصديق الرُّسل فأهلكهم الله، حتى إذا أهلكهم فيقول الله في نفسه قولاً لا تسمعه ملائكته ولا جميع من في سماواته وأرضه.

    أرأيتم لو عصى الولد أمَّه فلم يُطِع لها أمراً لمدة مائة عامٍ ومن ثم مات فرأته أمَّه يتعذب في نار جهنّم، فحتماً لن تشمت بولدها وسوف تقول (يا حسرةً على ولدي)، فأنتم تعلمون كم مدى العظمة في حسرة هذه الأمّ على ولدها العاق فما بالكم بعظمة الحسرة في نفس من هو أرحم بولدها منها! ذلكم الله أرحم الراحمين.

    ولربّما يودّ الكاشف أو غيره أن يُقاطِعني فيقول: "مهلاً مهلاً سبحان الله أن يتحسر! وعلى أن يتحسر على الكافرين". ومن ثم يَردّ عليه الخبير بالرحمان المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: بلى إنَّ الله يتحسَّر على عباده الكافرين الذين أهلكهم بسبب التكذيب لرسل ربّهم فيقول قولاً في نفسه لا يسمعه من عنده من الملائكة المقرّبين ولا يسمعه جميع من في سماواته وأرضه ولا يسمعه الخلائق أجمعين، ولكن الخبير بالرحمان المهديّ المنتظَر يعلم بهذا القول في نفس الله وأعلم بعظمة مداه في نفس أرحم الراحمين.

    وإليكم السلطان لهذا القول في نفس الله وقد جعل الله هذا القول قولاً محكماً واضحاً وبيَناً في القرآن العظيم لو كنتم تتدبرون، وقال الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ(31) وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    وعلِم بذلك المهديّ المنتظر وقال: قد علمتُ عظيم تُحسِّر جدّي محمد رسول الله على الأمّة حتى كاد أن يُذْهِبَ نفسه حسرات عليهم خشية أن يهلكهم الله فيدخلهم نار جهنّم، فكيف بتحسِّر من هو أرحم من محمدٍ رسول الله بعباده الله أرحم الراحمين؟ فكيف بتحسُّرِه عليهم إذا أهلكهم بسبب ظُلمهم لأنفسهم بتكذيب رسل ربّهم حتى إذا كذّبوا رسل الله فيدعو الرسل على قومهم ثم يُجيبهم الله تصديقاً لوعده إن كذبّوا بالحقّ فيهلكهم ومن ثمّ يقول فور إهلاكِهم:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    ومن أجل ذلك فإنّ الخبير بالرحمن المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم قد حرّم على نفسه جنّة النّعيم حتى يُحقِّق له الله النّعيم الأعظم من ذلك وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، ولكنّه حال بيني وبين تحقيق نعيمي الأعظم جميع الأمم من البعوضة فما فوقها كلّ ما يَدِبُّ أو يطير فأهديهم بإذن الله إلى الصراط المستقيم فيدخلهم الله في رحمته أجمعين فيجعل الله النّاس أمّةً واحدةً على الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمنوا فَيَعْلَمُونَ أنّه الحقّ مِن ربّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكنتم أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ ترجعونَ (28)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولذلك جعل الله اسمي في الكتاب (عبد النّعيم الأعظم)، وهذا الاسم جعل الله فيه صفة العبوديّة لله وذلك لأني أعبد رضوان نفسه تعالى حتى يكون هو راضياً في نفسه، وذلك هو النّعيم الأعظم من جنّة النّعيم ولكن أكثر النّاس لا يعلمون، وذلك هو اسم الله الأعظم جعله الله صفة رضوان نفسه على عباده ورضوان نفس الله نعيماً أعظم وأكبر من نعيم الجنّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وذلك هو النّعيم الذي جعل الله فيه الحكمة من خلقكم وأكثركم عنه غافلون، فألهَتْهُمُ الحياةُ الدُّنيا ولم يخلُقْهُمْ من أجلها حتى تكون غايتهم ومنتهى أملهم وعن الحكمة من خلقهم سوف يسألهم عن تحقيقها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعيم (8)} صدق الله العظيم [التكاثر].

    وقد علمّناكم بأنّ: النّعيم هو حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله صفةً لرضوان نفسه، ولذلك خلقكم لتعبدون رضوان نفس ربّكم، ولكن أكثركم لا يعلمون بأنّ ذلك هو الهدف من خلقكم وعنه سوف تُسألون إنْ أَلهَتْكُم عنه الحياة الدُّنيا.

    ويا معشر علماء الأمّة، لقد جعل الله الهدف من خلقكم بيِّنٌ وواضحٌ في سورة التكاثر ولكنّ الُمفسِّرين منكم الذين تدعوني لاتِّباعهم قد حرَّفوا هذه الآية السورة عن موضعها المُراد، والمقصود بتحريفهم للمعنى بغير علمٍ فمنهم من قال بأنّ معنى قول الله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعيم (8)} [التكاثر]، بأنّه الأسودان التمر والماء، وجاء بحديث مفترى مصدق لتفسيره عن محمد رسول الله! وحاشا لله أن يقول ذلك محمد رسول الله، فهل خلقكم الله من أجل التمر! والماء قاتلهم الله أنى يؤفكون؛ بل كُلٌّ أتى له بتفسير وأتى بحديث عن محمد رسول الله كذِباً من الأحاديث المفتراة مصدقاً لتفسيره الباطل! فانظر إلى كثرة تزييفهم لأنَّهم اتّبعوا الأحاديث المفتراة فانظروا لقولهم وقال أحدهم:
    اقتباس المشاركة :
    {‏ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعيم (8) } بين يدي ربكم عن بارد الشراب وظلال المساكن وشبع البطون واعتدال الخلق ولذاذة النوم حتى خطبة أحدكم المرأة مع خطاب سواه فزوجها ومنعها غيره‏"‏‏..

    وقال آخر: [وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله‏:‏:::: {‏ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) } قال‏:‏ صحة الأبدان والأسماع والأبصار.

    وقال آخر: [وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله‏:‏: {‏ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) } قال‏:‏ كل شيء من لذة الدنيا‏.‏..

    وقال آخر: [وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله‏:‏:: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) } قال‏:‏ الأمن والصحة‏.‏..

    وقال آخر: [وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود في الآية قال النعيم‏:‏ الأمن والصحة‏.‏ وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب: { ‏ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) } قال‏:‏ النعيم العافية.

    ‏. وقال آخر:[وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي بن أبي طالب أنه سئل عن قوله‏:‏ :{ ‏ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) } قال‏:‏ عن أكل خبز البر وشرب ماء الفرات مبردا، وكان له منزل يسكنه، فذاك من النعيم الذي يسأل عنه‏.‏..

    وقال آخر: [وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) } قال‏:‏ ناس من أمتي يعقدون السمن والعسل بالنقى فيأكلونه‏..

    وقال آخر: [وأخرج عبد بن حميد عن حمران بن أبان عن رجل من أهل الكتاب قال‏:‏ ما الله معط عبدا فوق ثلاث إلا سائله عنهم يوم القيامة‏:‏ قدر ما يقيم به صلبه من الخبز، وما يكنه من الظل وما يواري به عورته من الناس.

    وقال آخر: [وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية {‏ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) } قال الصحابة‏:‏ وفي أي نعيم نحن يا رسول الله‏؟‏ وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير فأوحى الله إلى نبيه أن قل لهم‏:‏ أليس تحتذون النعال وتشربون الماء البارد‏؟‏ فهذا من النعيم.

    وقال آخر: [وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وأحمد وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن محمود بن لبيد قال‏:‏ لما أنزلت ‏{‏ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }‏ فقرأ حتى بلغ ثم { ‏ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) }‏ قالوا يا رسول الله‏:‏ عن أي نعيم نسأل‏؟‏ وإنما هما الأسودان الماء والتمر وسيوفنا على رقابنا والعدو حاضر فعن أي نعيم نسأل‏؟‏ قال‏:‏ ‏أما إن ذلك سيكون.

    وقال آخر: [وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن الزبير بن العوام قال‏:‏ لما نزلت {‏ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) }‏قالوا يا رسول الله‏:‏ وأي نعيم نسأل عنه وإنما هما الأسودان التمر والماء‏؟‏ قال‏:‏ ‏" إمأ ‏إن ذلك سيكون.

    ‏"‏‏.‏ وقال آخر: [وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن الزبير قال‏:‏ لما نزلت {‏ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) }‏ قال الزبير بن العوام‏: :‏ يا رسول الله أي نعيم نسأل عنه‏؟‏ وإنما هما الأسودان الماء والتمر‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أما ذلك سيكون.‏"‏‏.

    ‏ وقال آخر: [وأخرج عبد بن حميد عن صفوان بن سليم قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }‏ إلى آخرها {‏ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) }‏ قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ عن أي نعيم نسأل‏؟‏ إنما هما الأسودان الماء والتمر وسيوفنا على عواتقنا‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنه سيكون.

    وقال آخر: [وأخرج ابن جرير عن ثابت البناني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏النعيم المسؤول عنه يوم القيامة كسرة تقوته وماء يرويه وثوب يواريه.

    وقال آخر: [وأخرج أحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فأطعمناهم رطبا وسقيناهم ماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هذا النعيم الذي تسألون عنه.

    وقال آخر: [وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال‏:‏ ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة‏؟‏ قالا‏:‏ الجوع يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، فقوموا، فقاما معه فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت‏:‏ مرحبا وأهلا فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أين فلان‏؟‏ قالت‏:‏ انطلق يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، فقال‏:‏ الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، فانطلق فجاء بعذق فيه بسر وتمر فقال‏:‏ كلوا من هذا، وأخذ المدية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إياك والحلوب فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا‏.‏ فلما شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة.

    وقال آخر:[وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أبي بكر الصديق قال‏:‏ ‏"‏انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعنا عمر إلى رجل يقال له الواقفي، فذبح لنا شاة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إياك وذات الدر، فأكلنا ثريدا ولحما وشربنا ماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ هذا من النعيم الذي تسألون عنه.
    ..............................

    انتهى الاقتباس

    فسبحان الله النّعيم الأعظم عمَّا تصفون وتعالى علوَّاً كبيراً فتلك نِعمُ الله لم يخلقنا الله من أجلها حتى تكون الهدف من خلقنا بل خلقها الله من أجلنا وخلقنا من أجل نعيم رضوان نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ(57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    إنّما هذه النِّعم يُحاجُّكم الله بها في الدُّنيا لعلكم تتقون فتعلمون إنّما خلقها الله من أجلكم وخلقكم من أجل أن تعبدوا رضوان نفس الله وذلك هو النّعيم الحقّ الذي عنه سوف تُسألون يوم القيامة عن الهدف الذي خلقكم من أجله وهو نعيم رضوان نفسه عليكم، فهل حقّقْتُم الهدف المقصود فعبدتُم الله كما ينبغي أن يُعبد؟ ولكنّ أكثركم يجهلون.

    ولن يتّبع المهديُّ المنتظر الحقّ أهواءَكم إذاً لفسدت السماوات والأرض ولم تنقضِ الحكمة من خلق السماوات والأرض وما فيهن، بل خلق الله السماوات والأرض بالحقّ ليبلوكم أيُّكم أحسن عملاً فيعبد الله كما ينبغي أن يُعبد فيحقِّق الهدف الذي خلقه الله من أجله وعن نعيم رضوان نفس ربِّه سوف يَسأله الله يوم القيامة لأنّه الهدف من خلق هذا العبد.

    ويا معشر السُّنة والشيعة وجميع المسلمين والنّاس أجمعين، أقسم بالله ربّ العالمين بأنّ من كفر بشأن المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني بأنّه يساوي الكفر بجميع الأنبياء والمرسلين، ولن يتَّبعني إلا من شهد بالحقّ بأنّ رضوان الله هو النّعيم الأعظم ولذلك خلقكم.

    ونأتي الآن لذكر الأسماء الثلاثة وكلّ اسم يحمل صفته:
    1- المهديّ : ويحمل صفة الهدى للناس أجمعين فيهديهم الله بالمهديّ إلى الصراط المستقيم فيكونون أمّةً واحدةً على دينٍ واحدٍ ولذلك يُسمى بالمهديّ.

    2- عبد النّعيم الأعظم : ويحمل هذا الاسم صفة العبوديّة للمهديّ المنتظَر لأنه يعبد الله كما ينبغي أن يُعبد فحقّق الهدف من الخلق.

    3- ناصر محمد : ويحمل هذا الاسم صفة النّصرة لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    فمن كذَّبني فقد كذَّب باسم الله الأعظم، واسم الله الأعظم جعله الله حقيقة لرضوان نفسه، فمن كذبني فقد نال غضب الله وبدّل نعيم رضوانه بسخطه.

    أفلا ترون لو تدرك الشمس القمر فتكون غرّة رمضان 1429 يوم الأحد، فهل سوف توقنون بأنّها حقاً أدركت الشمس القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر أم إنّكم سوف تُنْظِرون إيمانكم بالأمر حتى تروا كوكب العذاب يُمطر عليكم بالأحجار؟ فهل من مُدَّكر؟

    ويا معشر الشيعة الاثني عشر، إني أنا المهديّ المنتظَر فإن كنتم حقاً الأنصار لآل البيت المطّهر فاخرجوا من سرداب سامراء فقد ظهر البدر، وأقسم بالله الواحد القهّار بأنّكم لن تشاهدوا البدر ما لم تخرجوا من سرداب سامراء فهل يشاهد البدر في السماء من كان في سردابٍ مظلمٍ! وقاتل الله المفتري بأسطورة السرداب ولولاه لصدّقت الشيعة بمن آتاه الله علمَ الكتاب وكانوا من السابقين الأنصار فهم أكثر النّاس دراية بشأن المهديّ المنتظَر لولا السرداب الذي دخلوا فيه ولم يخرجوا منه بعد، ولذلك لا يزالون في ريبهم يتردّدون هل ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر أم إنّه شيطان أشِر؟ وسوف يعلمون بعد قليل حقيقة الأمر وإنّهم لفي شكٍّ من أمري مُريب! فنِعم الشك لو يتلوه اليقين، وذلك لأنّ الشيعة من الذين أظهرهم الله على أمري يخشون بأن يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر وهم عنه معرضون، ولكنهم لم يوقنوا بعد.

    وكذلك السُّنة من الذين أظهرهم الله على أمري في الإنترنت العالمية يخشون بأنّي لربّما أكون المهديّ المنتظَر ولربّما شيطانٌ أَشِر، وسوف يعلمون بعد قليل حقيقة الأمر يوم العذاب العقيم يعلم بشأني جميع السُّنة والشيعة، فبأي حقٍّ تُكذِّبوني؟ وما أدعوكم لعبادتي وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي بحقّ بل لعبادة الله وحده كما ينبغي أن يُعبد، وأدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسُنّة رسوله لكي أبيِّن لكم جميع الأحاديث المفتراة عن محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فأستنبط لكم الحكم في بُطلان الحديث المُفترى فآتيكم بما يخالفه جملةً وتفصيلاً من كتاب الله المحفوظ ليكون المرجعيّة الحقّ فيما اختلفتم فيه من السّنة، فلو كنتم تعلمون لما كذّبتم الحقّ من ربّكم.

    ويا أيّها الكاشف، ليس المهديّ المنتظَر أمام أمرين أحلاهما مرّ، وليس عندي شكٌّ في كتاب ربّي وسُنّة رسوله الحقّ ولكنّي أُنكِر الباطل لأنّه مخالفٌ للحقّ في الكتاب في شأن المهدي المنتظر. وأمّا قولك:
    اقتباس المشاركة :
    ({ ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) } أقسم الله بحرف من حروف المهدي فيكون صالح فما المانع على قاعدتك، و{ ن } لما لاتكون نادر أو ناجي أو نور الدّين !!!انظر اقوال العلماء في الحروف المقطعة)
    ــــــــــــــــــ
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم أردّ عليك أيّها الكاشف وأقولك ذلك الحرف كذلك من حروف الاسم (ناصر) وسوف آتيك بالبيان الحقّ في ذلك حقيق لا أقول على الله غير الحقّ ولا أتّبع علماءك بقول الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً.

    ويا أخي الكريم الكاشف، تدبّر وتفكّر لعلك تتذكّر وجميع علماء السُّنة وجميع علماء الشيعة الاثني عشر، وقد أقسم الله بنون
    {ن} ناصر محمد اليماني ما أنت بنعمة ربّك بمجنون، ومن ثم جاء وعد الله لنبيه بالحقّ بأن يظهر دينه على الدّين كله ولو كره المجرمون وذلك على يد الإمام {ن} [القلم:1]، وذلك رمز لاسم المهديّ المنتظَر لو كنتم تعلمون.

    فإنّ الأحرف التي في أوائل السور إنّما هي رموز الأسماء من الأنبياء والخلفاء في الأرض من الأسماء التي علّمها الله لآدم عليه الصلاة والسلام، ولا يقسم الله بالحرف (فهو حرف)، وإنما يُقسِم باسم أحد الأنبياء أو الخلفاء، ويرمز للقسم به بحرف من اسم المقسوم به، ولكن شرطٌ أن يكون الحرف من الاسم الأول للنّبي أو الإمام الخليفة فلا يتجاوز إلى اسم الأب فيقسم بحرف من اسم أبيه، غير أنّه ليس شرط أن يكون الحرف من أول الحروف في الاسم الأول بل قد يكون من أول حروف الاسم الأول أو الحرف الثاني من حروف الاسم الأول أو الثالث أو الأخير من أحرف الاسم الأول إلا إنه لا يتجاوز القَسَم إلى اسم الأب بل فقط من أحد حروف الاسم الأول سواءً من أوله أو وسطه أو آخره.

    فتعالوا للنظر إلى أنبياء آل يعقوب في سورة مريم ابنة عمرآن، وقال تعالى:
    { كهيعص } وذلك قسمٌ خفيٌّ من ربّ العالمين.
    - فأمّا
    (ك) فهو رمز اسم نبيّ الله ( زكريا ).
    - وأما
    (هـ) فرمز لاسم نبيّ الله ( هارون ) بن عمران أخو مريم.
    - وأما
    (ي) فيرمز ليحيا عليه السلام.
    - وأما
    (ع) فيرمز لكلمة الله التي ألقاها إلى مريم بكن فكان ( المسيح عيسى ابن مريم ) الذي كلم النّاس في المهد صبياً عليه الصلاة والسلام.
    - وأما
    (ص) فقد أُخذ من ( اسم الصفة لمريم ) عليها الصلاة والسلام ذلك لأنها ليست نبيّةً ولا رسولة ولا خليفة بل كما سماها الله صدّيقة فأخذ القَسَم من اسم الصفة لمريم عليها الصلاة والسلام.

    وأما إذا جاء القَسَم بحرفٍ وذكر الله معه القرآن العظيم فذلك الحرف الذي رافقه القَسَم بالقرآن غالباً ما يكون من أحرف اسم المهديّ المنتظر، مثال قوله تعالى:
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)} صدق الله العظيم [القلم].

    وكذلك:
    {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1)} صدق الله العظيم [ص].

    وفي هذا القَسَم وعد الله بالعزّ الأكبر للإسلام والمسلمين على يد المهديّ المنتظَر، فيأتي في عصر الذُلّ للإسلام والمسلمين والذين كفروا في عزّة وشقاق في ذلك العصر كما ترون ذلك في هذا العصر عصر زمن الحوار من قبل النّصر والظهور في ليلةٍ واحدةٍ على العالمين وأعداء الله يكونون من الصاغرين وقد كانوا في عزّةٍ وشقاقٍ لدين الله بحجّة الإرهاب، ولذلك تجدون القَسَم بأحد حروف الاسم الأول للمهديّ المنتظَر الذي سوف يظهره الله في ليلةٍ واحدة بالبأس الشديد من كوكب العذاب الأليم، فتدبّروا القَسَم بحرفٍ من حروف الاسم ناصر وهو
    {ص}، ومن ثمّ إنّ الله يبعثه لنصرتكم في عصرٍ أنتم فيه أذلةً والعزّة لأعدائكم الذين يشاقّون الله ويحاربون المسلمين ودينهم ولكن الله أقسم بأحد حروف اسم (ناصر) وهو الحرف: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)} صدق الله العظيم [ص].

    فإذا تدبّرتم الحقّ تجدوه واضحاً وبيّناً لأولي الألباب، فأمّا
    {ن} فهو حرف من حروف الاسم ناصر، وتجدون في القَسَم بنون وعداً من الله بالنّصر الكبير وذلك الوعد لنبيّه عليه الصلاة والسلام ردّاً على الذين وصفوه بالجنون فوعده الله بأنه سوف يظهره على الدّين كله ولو كره المشركون، ولكن القَسَم بالقرآن يأتي يرافقه حرف يقسم الله به كذلك من أحرف اسم المهديّ والقرآن حجّة المهديّ فيدعو النّاس إليه ليهديهم بالقرآن العظيم إلى صراط العزيز الحميد ولذلك أقسم ربّ العزة والجلال بحرفٍ آخر من حروف الاسم ناصر وكذلك القرآن ذي الذكر، وقال الله تعالى: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)} صدق الله العظيم [ص].

    وهذه الآية القصيرة تحمل في طياتها أسراراً وأخباراً فلو كنتم تتدبرون القرآن لعلمتم ما لم تكونوا تعلمون ولكن أكثركم يهرفون بما لا يعرفون من غير تدبرٍ ولا تفكرٍ، فماذا يفهم أولو الألباب من هذه الآية التي جعل الله فيها القَسَم خفياً بوعده بأن ينصر عبده والقرآن العظيم والمؤمنين بالقرآن العظيم؟ وتجدون ذلك في قسم الله بالنّصر في قوله تعالى:
    {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1)} صدق الله العظيم [ص].

    ومن ثم يخبركم بوضعكم يا معشر المسلمين في عصر الدعوة للحوار بأنّكم أذلّة يا معشر المسلمين والعزة والشقاق لأعدائكم بسبب تفرّقكم وعدم اعتصامكم بحبل الله القرآن العظيم الذي أدعوكم إليه وترك ما خالفه والتمسّك به وبالسنة المُهداة التي لا تخالفه ولا تزيده إلا بياناً وتوضيحاً للمسلمين.

    ولربّما يودّ أحدكم ان يقاطعني فيقول: "وكيف علمت أنّ الله يقول في هذه الآية بأنّ الحرف المقسم به
    {ص} أنّ مثله كمثل الحرف {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ(1)} وإنه يقصد بذلك المهديّ والقرآن العظيم ووعد الله المحقق بعزّته للمهديّ والقرآن العظيم؟ وكذلك تصِف وضع المسلمين بأنّ الله يبعث إليهم المهديّ المنتظَر في عصر الذلة والهوان، ومن ثم تخبرنا بأنّ نصرك سوف يكون من الله وحده بكوكب العذاب والهلاك لمن يشاء من العالمين فيظهر بعذابه المهديّ المنتظَر في ليلةٍ واحدةٍ وهم من الصاغرين وأنّهم لن يجدوا مكاناً للهرب من بأس الله الشديد". ومن ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: هذا هو الحقّ وإذا لم تُصدِّق فعليك بالتطبيق لبيان هذه الآية على الواقع فتجد أنّه الحقّ في جميع النقاط، فأمّا المُقسَم به من باب التكريم فهو ناصر والقرآن العظيم، وذلك في قول الله تعالى: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1)} صدق الله العظيم [ص].

    وأما وصف أخباركم في عصر المجيء بأنّكم أذلّة فيُعرف ذلك من خبر عدوكم بأنّه في عزّةٍ وشقاقٍ لكم ولدينكم، وذلك في قول الله تعالى:
    {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)} صدق الله العظيم [ص].

    وأنتم تعلمون ذلك الآن وفي هذا العصر والزمان بأنّكم أذلة وعدوكم في عزّةٍ وشقاقٍ يشاقون الله ورسوله بحرب على الإسلام والمسلمين بحجّة الإرهاب، وذلك هو البيان الحقّ لقوله تعالى:
    {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)} صدق الله العظيم [ص].

    ومن ثم يأتي الخبر عن نوعية سبب النّصر للمهديّ المنتظَر فيُظهره الله في ليلةٍ بعذاب أليم فيُهلك الله المفسدين في الأرض الذين يُشاقّون الله ورسوله ودينه والمسلمين فيعد أعدائه بالهلاك المبين، وذلك البيان لقول الله تعالى:
    {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)} صدق الله العظيم [ص].

    ومن كان لديه تفسيراً لهذه الآية هو خيراً من تفسيري وأحسن تأويلاً فليتفضل بتفسيره الحقّ إن كان من الصادقين، وأقسم بربّ العالمين أنّه البيان الحقّ المبين يصدقه الواقع الحقّ الذي أنتم فيه لو كنتم تعلمون.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    المهدي المنتظر عبد النّعيم الأعظم؛ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)







  5. - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 08 - 1429 هـ
    05 - 08 - 2008 مـ
    01:13 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    أعظم كلامٍ يكتبه المهديّ المنتظَر في الكتاب ..
    " الله يكشف عنك غطاءك أيّها الكاشف فإنك لم ترَ الحقّ "


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    كشف الله عنك غطاءك أيّها الكاشف، فلن ترى الحقّ ما لم يكشف الله عنك الحجاب المستور على قلبك وهو الذي حال بين رؤيتك للحقّ لدرجة انكارك لاسم الله الأعظم، وأقسم بالله العظيم لو كنت تعلم علم اليقين بأنّ رضوان الله هو نعيمٌ أعظم من جنّة النّعيم لما أنكرت الحقّ، وسبق وأن أفتيت في بياني من قبل هذا بأنه لن يُصدّقني بحقيقة اسم الله الأعظم إلا من يعلم علم اليقين بأنّ رضوان نفسه تعالى على عبده لهو النّعيم الأعظم من الجنّة، وبما أنّ الكاشف لم يَر بأنّ رضوان الله نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة ولذلك أنكر حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله الله الصفة لرضوان نفسه على عباده والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟

    ويا أيّها الكاشف، إني لا أقول مثلك على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل آتيكم بالبرهان للفتوى بالحقّ من محكم القرآن العظيم،
    فإنما أسماء الله صفاته فهو القادر، وترى أيّها الكاشف صفة قدرة ربّك على الواقع الحقّ، وكذلك الرحيم وترى صفة رحمته على العباد، وكذلك النّعيم وترى صفة النّعيم في رضوان نفس ربّك عليك، ولكن هذه الصفة لا تراها شيئاً ملموساً على حقيقة الواقع المرئيّ بل حقيقةً محسوسةً في قلب العبد الذي نال رضوان ربّه فيمدّه الله بروح منه، وتلك الرُّوح هي رضوان نفس الربّ على العبد.
    وأقسم بربّ العالمين بأنّ الذين لم يُمدّهم الله بروح رضوان نفسه في هذه الحياة الدُّنيا إنهم ليسوا من حزب الله ولم يعرفوا أبداً حقيقة رضوان الله ولا يحبّهم الله ولا يحبّونه.


    ويا أيّها الكاشف ، كلا ولا ولن تعرف حقيقة رضوان نفس ربّك ما لم يكُن الله هو أحبّ إليك من أمّك وأبيك ومن ولدك ومن ملكوت الدُّنيا والآخرة، وذلك لأنّ النّعيم الأعظم تجده في حبّ الله وقربه ورضوان نفسه، وإذا لم يمدك بحقيقة اسمه الأعظم الذي جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عبده فإنك لن تُقدِّر الله حقّ قدره بمعنى إنك لم تعرف الله حقّ معرفته، ولذلك لن تُصدّق فتوى المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في الفتوى بالحقّ عن اسم الله الأعظم، وذلك لأنّ روح رضوان الله فإنما يمدّ الله روحَ رضوانه لحزبه فقط، ومن ثمّ يعلمون علم اليقين بأنّ حبّ الله وقربه ورضوان نفسه لهو النّعيم الأعظم من أيّ نعيم، ويعلمون حقيقة الصفة لرضوان نفس الله وهم لا يزالون في الحياة الدُّنيا، وأولئك هم حزب الله من هذه الأمّة ولن يكذّبوا بالحقّ فهم على ذلك لمن الشاهدين بأنهم وجدوا حبّ الله لعباده ورضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من أيّ نعيمٍ، لأنهم يعلمون بعظيم حبّهم لربّهم، وأولئك هم حزب الله الذين يُمدّهم الله بروح رضوان نفسه وهم لا يزالون في هذه الحياة الدُّنيا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آباءهم أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ إلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)} صدق الله العظيم [المجادلة]، فتدبّر قول الله تعالى: {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} صدق الله العظيم، وذلك ما أقصده يا أيّها الكاشف:
    إنّ اسم الله الأعظم قد جعله الله صفةً لرضوان نفسه فيمدّهم بروح رضوان نفسه فيشعرون بنعيمٍ نفسيٍّ ليس كمثله نعيم وذلك هو الصفة لرضوان نفس الله على عباده؛ ذلك هو اسم الله الأعظم.


    وكيف تشعر بأنّ رضوان نفس الله هو حقاً نعيمٌ ليس كمثله نعيم ما لم يُمدّك الله بروح رضوان نفسه لتعلم علم اليقين بأنك فزت بحبّ الله وقربه ورضوان نفسه فلا بُدّ أن يُمدك بالبشرى في الحياة الدُّنيا برُوح رضوان نفسه عليك، وهذه الرُّوح إذا لم يمدك بها في الدُّنيا فلن يُمدّك الله بها في الآخرة، ورُوح رضوان نفس الله على عباده يُمدّهم الله بها وهم لا يزالون في الدُّنيا لأنهم أحبّوا الله أكثر من آبائهم وأولادهم وأزواجهم وأموالهم وعشيرتهم وأحبّ شيء إلى أنفسهم هو الله، فعلم الله بما في أنفسهم فأحبّهم وقرّبهم ورضي عنهم فأمدّهم برُوح رضوان نفسه عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} صدق الله العظيم [المجادلة:22].

    فذلك هو اسم الله الأعظم قد جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده فأيّدهم برُوح منه، وتلك الرُّوح هي رُوح الرضوان تتنزل إلى القلب، وليس معنى ذلك بأنّ الله تنزل إلى قلب عبده سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! بل أيّده الله برُوحِ رضوان نفسه فيرسلها إلى قلب عبده الفائز برضوانه ومن ثمّ يشعر بسكينةٍ وطمأنينةٍ، أيْ نعيمٌ روحانيٌّ نفسيٌّ يُصلح الله به بالَه ويطمئن به قلبه فتهدأ نفسه فيرتاح فيشعر بأنه في بحبوحةٍ من العيش النفسيّ فيشرح الله صدره بنور الرضوان فهو على نور من ربّه.

    وأمّا المعرضون عن رضوان ربّهم الذين ألهتهم عنه أموالهم وأزواجهم وأولادهم والتكاثر في الحياة الدُّنيا فسوف يجدون أنفسهم عكس ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَمَن يُردّ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُردّ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} صدق الله العظيم [الأنعام:125].

    إذاً المعرضون عن الحقّ لن يصدقونني أبداً لأنهم لا يعلمون بحقيقة ما يقوله ناصر محمد اليماني، وذلك لأنهم لن يجدوا ما يقوله حقيقةً في ذات أنفسهم، وذلك لأنهم لم يعرفوا ربّهم كما عرفه داعي الإيمان بنعيم رضوان الرحمن ناصر محمد اليماني تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [الإيمان يمان والحكمة يمانية] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وإنّما حزبي هم حزب الله الذين صدَّقوا بحقيقة اسم الله الأعظم بأنه حقاً قد جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده، وأولئك سوف يتّبعون الإمام بالذِّكر المبين، وأمّا المعرضون عن ذكر ربّهم فسوف يجدون في أنفسهم عكس ما يقوله ناصر محمد اليماني الدّاعي إلى نعيم رضوان نفس الرحمن واُكرر القَسَم وأقول:
    أقُسم بالنّعيم الأعظم رضوان نفس ربّ العالمين بأنه لن ينكر آية التصديق للمهديّ المنتظَر التي جعلها الله في قلوبهم إلا العُميان عن ربّهم فلم يُقدِّروه حقّ قدره وأولئك هم المعرضون عن الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتّبع هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ له مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)} صدق الله العظيم [طه].

    أي أعمى البصيرة عن ربّه لأنه لم يعبد ربّه ولم يُقدّره حقّ قدره ولذلك لن يُمدّه الله برُوح رضوانه فهي النّور الذي يرى برهان الربّ يا أخي الكاشف، ذلك نور الهدى إذا تنزَّل في القلب فلا يُمكن أن يعصي العبد ربّه أبداً، ولكن هذه الرُّوح النّورانيّة تريد وقوداً فإذا لم تُمدها بالوقود تنطفئ فإذا قلبك في ظلامٍ دامسٍ لا يُبصر شيئاً، وماهو الوقود لهذه الرُّوح النّورانيّة إنها المحافظة على ذكر الله؛ ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وأمّا الذين نسوا الله فينساهم الله عمداً كما نسوه.

    ويا أيّها النّاس، أُقسم بالنّعيم الأعظم رضوان نفس ربّي على عباده بأني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أدعوكم إلى الله فاتّبعوني أهدِكم سبيل رضوانه فتفوزوا فوزاً عظيماً.

    ويا معشر علماء الأمّة، إنّما جعلني الله خليفته بالحقّ وقائد حزبه في الأرض ضدّ المسيح الدجال الشيطان الرجيم المُبلس من رحمة الله وأوليائه الذين يتّخذون سبيل ما يغضب الله وساءت سبيلاً.

    ويا معشر علماء الأمّة، إنّي أشهد الله وجميع الذين يعبدون نعيم رضوانه بأنّي أدعوكم للحوار في موقعي طاولة المهديّ المنتظَر للحوار، وأمّا حقيقة دعوتي فهي دعوة المهديّ المنتظَر للناس إلى نعيمٍ هو أعظم من نعيم الدُّنيا والآخرة، وأعِدكم به من لحظة فور التصديق والاتّباع وعداً غير مكذوب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِن كنتم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا أحباب الله يا من تحبّون الله ويا من اتّخذتم إليه سبيل الرضوان، كونوا أنصاري إلى الله ولا تُكذبوا بنعيم رضوانه فتهلكوا..

    ويا أخي الكاشف، إن كنت تريد الحقّ فسوف تجد حقيقة دعوة المهديّ المنتظَر فتعلم بأنّي الحقّ من ربّك، وكيف تعلم ذلك علم اليقين؟ فتصوّر بأنّ الله ليس راضياً في نفسه عليك، وتصوّر ذلك وأنت في خلوةٍ بربك وناجِ ربّك وقل له:
    "يا إلهي لقد جئت إليك تائباً مُنيباً راجياً حُبّك وقربك ورضوان نفسك فأنت خلقتني لأكون عبداً لِرضوانك ربّي، وجئت إليك لتحقيق الهدف، وكيف أستطيع ما لم تُمدّني برُوح رضوانك؟".

    وامكُث بين يدي ربّك فلا تقُم من مكانك حتى يُجيبك ولن يطول عليك بل سوف تجده يُرحب بك ربّك، وكيف تعلم ذلك، وسوف أدلك على آية الرضوان فإذا غشّى نور رضوانه قلبك فسوف يخشع قلبك وتدمع عينك وتتمنى بأن لو تكون كذلك طول عمرك فذلك رُوح الرضوان حتى ولو كان قلبك أشدّ قسوة من الحجارة لجعلته يقطر بالماء فيسيل الدمع من عينيك مما عرفت من الحقّ، والحقّ هو ربّك وما دونه باطل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الحقّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا أخي الكاشف، أقسم بالله الذي رضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من الجنّة بأنّي أنا المهديّ المنتظَر أدعوكم يا معشر المسلمين والنّاس أجمعين إلى نعيمٍ عظيمٍ تجدونه أعظم من نعيم الدُّنيا والآخرة، ذلك سبيل رضوان الله ربّ العالمين فاتخذوه معي سبيلاً، وقد أخبرتكم بأنه نعيمٌ أكبرُ من نعيم الدُّنيا والآخرة، فيا معشر المؤمنين بالقرآن العظيم صدّقوا الخبير بالرحمن، وصدّقوا خبر الله في القرآن بأنّ رضوان نفسه على عباده نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    فكيف تكذّبني يا أخي الكاشف؟ فإنك لم تكذّبني بأنّ اسم الله الأعظم جعله حقيقةً لرضوان نفسه؛ بل كذبت كلام ربّك الذي أخبرك بذلك في محكم كتابه في قوله تعالى:
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم، فانظر ماذا ذكر الله قبل هذا القول فتجده يتحدث عن نعيم الجنّة ومن ثمّ وصف بأن نعيم رضوان نفسه على عباده نعيم أعظم من نعيم الجنّة، وإن كنت ترى لهذه الآية المُحكمة بياناً آخر فاهدني إليه إن كنت من الصادقين! وأقسم بربّ العالمين لو اجتمع جميع علماء المسلمين الأولين منهم والآخرين لا يستطيعون أن يأتوا لهذه الآية ببيانٍ أحقّ من بيان ناصر محمد اليماني وذلك لأنّ ما بعد الحقّ إلا الضلال، فما بعد رضوان الله إلا غضبه ونعوذ بالله من غضبه بنعيم رضوانه وحبه وقربه إن ربّي غفور رحيم.

    ويا أيّها الكاشف، لماذا خلقك الله؟ وأعلم إجابتك فسوف تقول لي: "لأعبده". ومن ثمّ أردّ عليك: فهل تعبده لكي تنال رضوانه؟ وسوف تقول: "نعم". ومن ثمّ أقول لك: ولماذا تريد رضوان ربّك؟ فإذا قلت: "لكي يدخلني جنته" . ومن ثمّ يَردّ عليك المهديّ المنتظَر فأقول لك: وهل خلقك الله من أجل الجنّة أم إنّه خلقك من أجله؟ وسوف تقول: "خلقني الله من أجله" . ومن ثمّ أقول لك: فلماذا تعبد الجنّة والحور العين؟ وسوف تقول: "أعوذ بالله، بل أعبد رضوان نفس ربّي". ومن ثمّ أردّ عليك وأقول: إنك لم تعبد الله كما ينبغي أن يُعبد، وذلك لأنك اتّخذت رضوانه وسيلة لتحقيق الغاية والتي هي الجنّة والحور العين، فيا عجبي منكم ياعُبّاد الجنّة والحور العين فهل خلقكم الله من أجل الجنّة والحور العين؟ أم إنه خلق الجنّة والحور العين من أجلكم وخلقكم من أجله؟ أفلا تعبدون الله كما ينبغي أن يُعبد؟ إذاً قد جعلتم الحكمة من خلقكم لكي يدخلكم جنته ويقيكم ناره ، ولكن الله قال في محكم كتابه:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    إذاً لقد أخطأتم الوسيلة يا معشر جميع المتقين، فاتَّخذتم رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق الغاية وهي الجنّة والحور العين، ولا تختلف دعوة المهديّ المنتظَر مع دعوة جميع الأنبياء والرسُل إلا في هذا، فهم يدعون النّاس ليعبدوا الله حتى يدخلهم جنّته وينقذهم من ناره ولكنهم أخطأوا الوسيلة جميعاً فاتّخذوا رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق الغاية وهي الجنّة والحور العين برغم أنّ الله لم يخلق الجنّة والحور العين إلا من أجلهم وخلقهم من أجله، إذاً لم تقدروا الله حقّاً قدره
    ، ولا تزالون مختلفين يا معشر المُتقين والنّاس أجمعين فلم تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فتحققوا الحكمة من خلقكم، ولن تحققوها ما دمتم تتخذوا رضوان نفس الله النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر، فلا تنقضي الحكمة من خلقكم حتى تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فلا تتخذوا سبيل رضوانه وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر بل لتحقيق حبّه وقربه ورضوان نفسه وأنتم موقنون بأنّ حبّه وقربه ورضوان نفسه هو نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة والحور العين، فاتّبعوا الخبير بالرحمن لأهديكم سبيل النّعيم الأعظم من جنّة النّعيم ؛ ذلك رضوان الله عليكم إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أيّها الَّذِينَ آمنوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ما لم فلا تزالون مختلفين؛ جميع المُتقين والنّاس أجمعين، ولم تحققوا الهدف الذي خلقكم الله من أجله، ولم يَعْبُدْ الله كما ينبغي أن يُعبد غير المهديّ المنتظَر من النّاس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاء ربّك لَجَعَلَ النّاس أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إلا مَن رَّحِمَ ربّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ ربّك لأَمْلأنَّ جهنّم مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ(119)} صدق الله العظيم [هود].

    فتدبّروا هذه الآية الجليّة في شأن المهديّ المنتظَر الذي هو الوحيد الذي عبد الله كما ينبغي أن يعبد وذلك لأنّه لم يتخذ رضوان الله النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر نعيم الجنّة والحور العين أو لتحقيق الدرجة العالية الرفيعة التي لا ينبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عباد الله، وكلاً من جميع المقربين والأنبياء والمرسلين يرجو أن يكون هو، ولذلك يتنافسون على الرحمن أيّهم أقرب، وللأسف أكثر المؤمنين يدعونهم من دون الله فيرجون منهم الشفاعة بين يدي الله فأشركوا بالله، وكان من المفروض أن ينافسوهم على ربّهم وليس الله حصرياً للمقربين من الأنبياء والمرسلين فهم عبيد ونحن عبيد ولنا الحقّ في المعبود سوياً، فمن شاء ابتغى إلى ربّه الوسيلة، ولكن للأسف فإن أكثر النّاس لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون يدعون من دونه عباده المقربين، وقال تعالى:
    {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً (56) أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُوراً (57)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    إذاً يا معشر المؤمنين الصالحين وجميع الكافرين لم تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ولا تزالون مُختلفين، فمنكم من يعبد الدُّنيا وذلك مبلغهم من العلم فألهتهم عن الهدف الذي خلقهم الله من أجله، ومنكم من يعبد الجنّة والحور العين وإنما اتّخذ رضوان الله وسيلة لتحقيق الغاية، فإذاً لا تزالون مُختلفين ولم تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد، وهنا يأتي حُكم الله الحقّ على الجنّ والنّاس أجمعين بنار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاء ربّك لَجَعَلَ النّاس أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إلا مَن رَّحِمَ ربّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ ربّك لأَمْلأنَّ جهنّم مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ(119)} صدق الله العظيم [هود].

    وذلك يوم تُسألون عن النّعيم الذي خلقكم من أجله فجعله حقيقة في رضوان نفسه فلم تحققوا الهدف الذي خلقكم من أجله أنتم جميع المُختلفين المؤمنين والكافرين، فطائفةٌ أشركوا بربّهم وأخرى لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد، ولذلك يأتي حكم الله على الجنّ والإنس وتسمعون حكم الله أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إلا مَن رَّحِمَ ربّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ ربّك لأَمْلأنَّ جهنّم مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ (119)} صدق الله العظيم [هود].

    وذلك يوم الفزع الأكبر للصالحين والكافرين إلا إنه لن يصيب الصالحين منه سوء برغم فزعهم فلن يحزنهم الفزع الأكبر الذي يشمل جميع من في السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرض إلا مَن شَاء اللَّهُ وَكلّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)} صدق الله العظيم [النمل].

    وذلك هو المهديّ المنتظَر المُستثنى عليه فلن يناله الفزع الأكبر لأنه عَبَدَ الله كما ينبغي أن يُعبد فأتاه الله ملكوت الدُّنيا والآخرة، وأعلم أنّ هذا كلام كبير جداً ولكني على إلجامكم بمحكم القرآن العظيم لقدير بإذن الله الواحد القهّار وفي ذلك اليوم يوم إعلان النتيجة العامة؛ هل تحققت الحكمة من خلق الجنّ والإنس والملائكة؟ فأجيب عليكم بإذن الله بالحقّ فأقول: كلا لم يُحققها غير واحدٍ وهو المهديّ المنتظَر وهو الذي نال شرف الدرجة العالية الرفيعة لخلافة الله على ملكوت كلّ شيء وهو الوحيد الذي یؤذن له بالقول بين يدي الله، ومن ثمّ لا يشفع لهم شيئاً وإنما يُحاجِج الله في نعيمه الأعظم فيقول الله له: ألم أجعلك خليفتي الشامل على الملكوت كله؟ وإذا المهديّ المنتظر يقول: أعوذ بك ربّي أن أرضى بذلك النّعيم؛ بل أريد النّعيم الأعظم من ذلك. ومن أجله خلق الله الخلق وقد علمناكم بأن النّعيم الأعظم هو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه ما لم يدخل كلّ شيء في رحمته؟ فأمّا الكافرين فلا يملكون من الرحمن يوم القيامة خطاباً فلا يؤذن لهم فيعتذرون، وكذلك جميع المتقين لا يملكون يوم القيامة من الرحمن خطاباً نظراً لأنهم أخطأوا الوسيلة فاتّخذوا النّعيم الأعظم رضوان نفس الله والذي خلقهم من أجله فاتّخذوه وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر نعيم الجنّة والحور العين، ولم يخلقهم الله من أجل الجنّة والحور العين بل خلقهم من أجله وخلق الجنّة والحور العين من أجلهم، وكان ذلك خطأهم ولم يحققوا الهدف من خلقهم، وكذلك الملائكة المقربين كانت فتنتهم في الدرجة العالية الرفيعة في خلافة الملكوت على الملائكة والجنّ والإنس وهي نفس الدرجة التي أعطاها الله لآدم من قبل ليكون خليفة الله على الملائكة والجنّ والإنس من ذريّته، ولكن آدم لم يعرف الله حقّ معرفته وكانت الجنّة فتنته ولو كان يعلم بأنّ نعيم رضوان نفس ربّه أعظم من نعيم الجنّة التي هو فيها لما عصى أمر ربّه وإنما أخافه الشيطان على النّعيم الذي هو فيه:
    {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدم هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى (120)} صدق الله العظيم [طه].

    {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إلا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالدّين (20)}
    صدق الله العظيم [الأعراف].

    إذاً لو كان يعلم آدم بأنّ نعيم رضوان نفس ربّه هو نعيمٌ أعظم من النّعيم الذي هو فيه لما حرص على النّعيم الذي هو فيه ليكون فيه من الخالدّين، وإنما أكل من الشجرة حرصاً على البقاء في هذا النّعيم. إذاً لا يستحق درجة خلافة الملكوت، ولذلك نال بالفشل الذريع ولم يجد الله له عزماً، وكذلك الملائكة المقربين كانت الدرجة العالية الرفيعة فتنتهم:
    {وَإِذْ قَالَ ربّك لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(30) وَعَلَّمَ آدم الأسماء كُلَّهَا ثمّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأسماء هَـؤُلاء إِن كنتم صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سبحانكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدم أَنبِئْهُم بأسْمَائِهم فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأسْمَائِهم قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كنتم تَكْتُمُونَ (33)} صدق الله العظيم [البقرة].

    والملائكة حاجّوا ربّهم لأنهم يرون بأنّ الخليفة للملكوت الأَولَى أن يحظى بهذا الشرف أحد الملائكة، ولذلك قالوا:
    {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30)} صدق الله العظيم، ولذلك كان في نفس الله شيئاً من ملائكته المقربين حتى هم يسبحون بحمد ربّهم ويقدسون له فيتخذون حبّه وقربه ورضوان نفسه وسيلة لتحقيق الغاية وهي الدرجة العالية لخلافة الملكوت، ولكن ملائكة الرحمن أدركت بأن في نفس ربّهم منهم شيء ولم يدركوا ذلك إلا حين عرض عليهم خلفائه من ذريّة آدم فقال: {وَعَلَّمَ آدم الأسماء كُلَّهَا ثمّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأسماء هَـؤُلاء إِن كنتم صَادِقِينَ (31)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وعلم الملائكة بأنهم قد زاغوا عن طريق الحقّ وعلموا ذلك من خلال قول ربّهم الموجّه لهم بالتكذيب من ربّهم بأنهم أولى بها وأنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ولذلك قال الله لهم:
    {أَنبِئُونِي بِأسماء هَـؤُلاء إِن كنتم صَادِقِينَ (31)} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذاً يا معشر علماء الأمّة، قد تبيّن لنا بأنه لن ينال من الرحمن خطاباً يوم القيامة جميع الكافرين لأنهم كفروا بربّهم، وكذلك جميع المُتقين الصالحين من الإنس والجنّ والملائكة لأنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ولن يملك من الرحمن خطاباً غير المهديّ المنتظَر الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً (35) جَزَاء مِّن ربّك عَطَاء حِسَاباً (36)ربّ السماوات وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوح وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إلا مَنْ أَذِنَ له الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الحقّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى ربّه مَآباً (39) إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كنت تُرَاباً (40)} صدق الله العظيم [النبأ].

    فلماذا لا يملك جميع المتقين من ربّهم الخطاب؟ وقال الله تعالى:
    {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً (35) جَزَاء مِّن ربّك عَطَاء حِسَاباً (36) ربّ السماوات وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37)} صدق الله العظيم [النبأ].

    وكذلك الملائكة المقربون بما فيهم جبريل الأمين لا يملكون من الرحمن خطاباً. وقال الله تعالى:
    {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوح وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إلا مَنْ أَذِنَ له الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الحقّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى ربّه مَآباً (39) إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كنت تُرَاباً (40)} صدق الله العظيم [النبأ].

    وذلك هو شأن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد ولكنهم جميعاً أخطأوا الوسيلة وأرادوا الفوز بها ولكن المهديّ المنتظَر اتّخذها وسيلة لتحقيق الغاية وهي أن يكون الله راضياً في نفسه.

    وأعلمُ يا معشر علماء الأمّة بأنّ هذا كلام كبيرٌ فهوِّنوا على أنفسكم وبيني وبينكم شيءٌ واحدٌ وهو أن لا أدَّعي الربوبيّة، وما ينبغي لي أن يؤتيني الله علم الكتاب فأقول للناس ادعوني من دون الله، وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي بحقّ بل أدعوكم أن تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فلا تتخذوا نعيم رضوانه وسيلةً من أجل الفوز بنعيم الجنّة أو الدرجة العاليّة الرفيعة لخلافة الملكوت، فلم يخلقكم الله من أجل ذلك كلّه بل خلق الله السماوات والأرض وما فيهم من أجلكم وخلقكم من أجله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    وأنا المهديّ المنتظَر أدعوكم لعبادة الله ربّي وربّكم كما ينبغي أن يُعبد، فهل تتخذون نعيم رضوانه معي سبيلاً أم أني سوف أنال الآن غضبكم أجمعين فتروني على باطلٍ وضلالٍ مبين؟ إذاً علِّموني بضلالي إن كنتم صادقين! أم إنكم تعبدون الرسل والأنبياء؟ ولذلك سوف تروني على ضلالٍ مبينٍ لأنكم تركتم الله للرسل والأنبياء يتنافسون عليه أيّهم أقرب وأما أنتم فترون إنه لا يحقّ لكم، تُريدون أن يشفعوا لكم بين يدي الله !
    وأقسم بربّ العالمين لا یحل الخطاب في الشفاعة إلا للمهديّ المنتظَر، وكلا ولا ولن أشفع لكم بين يدي ربّي وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فكيف أشفع بين يدي من هو أرحم بعباده من عبده! وإنما يأذن لي ربّي بالقول الصواب لكي أحاجّه في تحقيق نعيمي الأعظم وهو أن يكون هو راضياً في نفسه وليس متحسراً على عباده، ونظراً لعلمي لتحسّر ربّي على عباده لأنه أرحم بعباده من عبده ولذلك حرَّمت الجنّة على نفسي حتى يحقق الله لي النّعيم الأعظم وهو أن يكون راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه ما لم يدخل كل شيء في رحمته؟ ثمّ تأتي الشفاعة من الله وحده فيقول للمهديّ المنتظَر اِدْخل أنت وعبادي جنتي فقد حققت لك نعيم رضوان نفس ربّك، وهنا تكون المُفاجأة فيقول النّاس لبعضهم بعض: ماذا قال ربّكم؟ فيقول الصالحون الذين لم يحزنهم الفزع الأكبر فيقولون: الحقّ وهو العلي الكبير، وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأرض وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا له مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ له حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ ربّكم قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)} صدق الله العظيم [سبأ].

    وذلك هو المهديّ المنتظَر الذي أذن الله له أن يُحاجِج ربّه:
    {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} صدق الله العظيم [سبأ: 23].

    وذلك لأنه يعبد الله ليكون راضياً في نفسه، ولكنه لم يقُل: ربّي شفِّعني في عبادك! أعوذ بالله؛ ذلك هو الضلال البعيد. إذاً ما زدناهم إلا ضلالاً، وذلك لأنهم سوف يقولون لولا هذا العبد لهلكنا، قاتلهم الله أنَّى يؤفكون؛ بل لولا أنّ الله أرحم الراحمين وإنما علّم المهديّ المنتظَر بتحسّر ربّه في نفسه على عباده لأنه أرحم الراحمين فلا تحرّف كلام الله عن مواضعه يا أيّها الكاشف أم إنك تنكر بأنّ الله أرحم الراحمين؟ فإذا كان كذلك فكيف لا يتحسر على عباده فاتقِ الله.

    وهذا هو أعظم كلام يكتبه المهديّ المنتظَر في الكتاب فلا تكفر بحقيقة اسم الله الأعظم ؛ إذاً قد كفرت بأنّ نعيم رضوان الله هو أعظم من نعيم الجنّة، وسوف يحكم الله بيني وبينكم أجمعين بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    كتب البيان عبد النّعيم الأعظم ؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)







  6. - 6 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 08 - 1429 هـ
    06 - 08 - 2008 مـ
    12:15 صباحاً
    ــــــــــــــــ



    المهدي المنتظر يعلن بيان الدرجة العالية الرفيعة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم ، من المهديّ المنتظَر إلى الكاشف الذي يصفني بالمنحرف فيُنكر دعوة الداعي إلى الإيمان وتحقيق الحكمة من الخلق فلا نتخذ رضوان الله النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق الدرجة العالية لخلافة الملكوت ولا لتحقيق الجنّة والحور العين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    وأما جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فأنا أولى به منك بالحبّ والقُرب والاتّباع، ولكنه لم يقُل لكم يا أيّها الكاشف بأنه هو من سوف يفوز بالدرجة العالية الرفيعة درجة الخلافة الشاملة؛ بل قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [إن عند الله درجة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد] صدق رسول الله.

    وقد علّمنا محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بأنّ هذه الدرجة لا ينبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ من عباد الله ولم يقُل بأنّه هو من سوف يفوز بها بل قال عليه الصلاة والسلام:
    [وأرجو أن أكون ذلك العبد]، ولم يقُل بأنه هو بل قال: [وأرجو أن أكون هو].

    ويا أيّها الكاشف لم يجعلك الله حكماً في شأن هذه الدرجة، وصاحبها مجهولٌ وهو عبدٌ من عباد الله ولها شرط في الكتاب فكتبها الله لعبدٍ واحدٍ من عباده وهو الذي يُدرك سرّ الوسيلة إلى ربّه وسرّ الوسيلة مجهولٌ يا أهل العقول، والعبد الذي سوف يفوز بها مجهولٌ، وأقسم بربّ العالمين بأن لو دعوتم أنتم والمهديّ المنتظَر تريليون عاماً ونقوم الليل ونصوم النّهار فلا ننام فندعو ليلاً ونهاراً بأن يفوز بهذه الدرجة محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لما أجابنا الله ما لم يُدرك العبد الوسيلة الحقّ لها، وكذلك لو مكث النّصارى تريليون عاماً وهم يدعون ليلاً نهاراً أن يفوز بها رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام لما أجابهم الله ما لم يُدرك المسيح عيسى ابن مريم الوسيلة الحقّ لها.

    ويا أيّها الكاشف، إني لا أعبد مثلك الأنبياء والمرسلين بل أعبد الله ربّ العالمين وأنافس جدّي محمد رسول الله إلى ربّي فهل تعلم لماذا؟ وذلك لو أني أرضى أن يكون جدّي محمد رسول الله هو أحبّ وأقرب مني إلى ربّي فلن تُغني عني من الله شيئاً ولن يُغني عني جدّي محمد رسول الله شيئاً فقد أشركت بالله إن فعلت، وذلك لأن جدّي محمد رسول الله قد أصبح أحبّ إلي من الله ومن أَحَبّ عبداً أكثر من المعبود فقد أشرك بالله، ولكن جدّي محمد رسول الله هو أحبّ وأقرب إلى نفسي من أمّي وأبي ومن النّاس أجمعين، وإني أُشهد الله وملائكته وجميع الصالحين من عباده بأني قد أعطيتها لجدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- قربة إلى الله مُقابل أن يُحقق لي الله النّعيم الأعظم من ذلك وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وذلك هو نعيمي وكلّ أملي ومنتهى غايتي، ومن أجل ذلك أعيش ولذلك أعيش وله أحيا وأموت وأبعث له ولن أبدل تبديلاً.

    ويا أيّها الكاشف ويا معشر جميع علماء الأمّة، أُقسم بالله النّعيم الأعظم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم بأن لو يأتيني الله درجة الجنّة العالية ودرجة خلافة ملكوت كلّ شيء في الدُّنيا والآخرة ولم يُغادر مُلكي غير بعوضةٍ واحدةٍ فُيلقى بها في نار جهنّم ولا سبيل لإنقاذها إلا إذا عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني سوف يفتدي بجميع ما أتاه الله بما فوق هذه البعوضة فيؤتيه لمحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لما ترددت شيئاً فأقدم ذلك كلّه فداءً بين يدي ربّي لُينقذ هذه البعوضة من نار جهنّم، وهنا تَحَقَقَ هدفي في حياتي وتَحَقَقَ أعظم نعيمٍ في نظري وسرّي وجهري وظاهري وباطني بعد أن عاد الرضوان إلى نفس ربّي، وذلك ما أبغي وبه أكتفي وهو زادي وكلّ جنتي ومرادي، وذلك هو السرّ العظيم في شأن المهديّ المنتظَر وسرّ المثل الذي ضربه الله لكم في القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمنوا فَيَعْلَمُونَ أنّه الحقّ مِن ربّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وفي هذه الآية يوجد سرّ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي يهدي الله بدعوته النّاس أجمعين ما دون الشياطين الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون، ولم يبعثني الله لهدايتهم وذلك لأنّهم وإن تبيّن لهم بأنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم لما زادهم ذلك إلا كفراً ومكراً ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فإن كنت من المؤمنين يا أيّها الكاشف تعلم علم اليقين من خلال هذا المثل المضروب في القرآن العظيم بأني حقاً المهديّ المنتظَر الذي يهدي به الله النّاس أجمعين باستثناء الشياطين الذين قال الله عنهم:
    {وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سبيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سبيلاً} صدق الله العظيم [الأعراف:146].

    ولماذا يا أيّها الكاشف سوف أفتدي بعوضةً واحدةً بجميع ما فوقها من الملكوت؟ فإذا كنتَ من أولي الألباب فسوف تعلم بأنّ ناصر محمد اليماني ليست غايته المُلك والملكوت لا في الدُّنيا ولا في الآخرة كل ذلك ليس مهم بالنسبةِ لي؛ بل الأهم لدي من ذلك كله هو تحقيق رضوان الله على عباده أجمعين حتى يكون الله راضياً في نفسه.

    ويا معشر أحباب الله، سألتكم بالله العظيم يا من تحبون الله كيف سوف تهنأون بجنّة النّعيم والحور العين وربّكم ليس راضياً في نفسه بسبب عباده الذي أغضبوا ربّهم فأدخلهم ناره؟ ويا أحباب الله يا من تحبون الله أكثر من كلّ شيء في الوجود كلّه في الدُّنيا والآخرة يا من تحبون الله أكثر من جنّة النّعيم والحور العين اتّبعوني لتحقيق السعادة في نفس الله وأقسم بالله العظيم لا يكون الله سعيداً في نفسه ما لم يدخل كلّ شيء في رحمته وذلك لأنّ الله هو أرحم الراحمين، وبما أنّ الله هو أرحم الراحمين فكيف لا توقنون بأنه يتحسر على عباده وتحسره سرّ مكنون في نفسه، وقد بين لكم ذلك صاحب الإيمان والحكمة الخبير بالرحمن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وإذا لم تصدقوني بما أخبرتكم بأنّ الله يقول ذلك في نفسه فصدقوا كلام الله المُحكم في قوله تعالى:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    ومن كذب بهذا القول فقد أنكر بأنّ الله هو أرحم الراحمين بل تحسر الله في نفسه على عباده أشد تَحسراً من محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- على النّاس، ولكن المهديّ المنتظَر لا يتحسر على النّاس شيئاً فلست أرحم بهم من الله بل تحسري على نعيمي الذي ذهب من نفس ربّي ولا ينبغي للناس أن يظلموني وإلى الله أشكو ظلمي فلم يخلقني الله عبثاً بل خلقني لأعبُدَ رضوان نفسه حتى يرضى ليس عني فحسب إذاً فقد أصبح رضوانه ليس إلا وسيلةً لتحقيق الجنّة بل حتى يكون الله راضياً في نفسه، وجاء تحقيق هدف المهديّ المنتظَر فيهدي الله من أجله النّاس أجمعين فيجعلهم أمّةً واحدةً على الصراط المستقيم.

    وإني أعلم بأنّ البيان السابق سوف يُحزن عُبّاد الأنبياء والرسل فيسخطون علي ناصر محمد اليماني فأنال سخطهم كما سخط النّصارى مني؛ فكيف أقول بأن الله جعلني إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام؟ ويقولون فكيف تكون إماماً لولد الله! سبحانه عمّا يشركون وتعالى علوَّاً كبيراً!

    ويا أيّها النّاس، إنه لا خيار لكم فإمّا أن تصدقوا داعي الحكمة والإيمان المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني، وإن كفرتم برحمة الله التي وسعت كلّ شيء فأقسم بربّ العالمين ليظهرني الله عليكم في ليلةٍ ببأسٍ من لدنه شديدٍ، وأرجو من الله أن تدرك الشمس القمر في يوم السبت ليلة الأحد فتكون غرّة رمضان 1429 هي يوم الأحد، وأعلم بأنّ ذلك مستحيلٌ نظراً لأنّ شمس يوم السبت سوف تغيب من قبل الاقتران كما يعلم حقيقة ذلك علماء الفلك في العالمين عربيّهم وأعجميّهم، فاسألوهم لماذا يستحيل أن تكون غرّة رمضان 1429 في يوم الأحد أي غرّة الصيام؟ فسوف تجدون جوابهم فيقولون: "ذلك لأننا نعلم علم اليقين بأنّ الهلال لن يولد إلا بعد غروب الشمس بعدة ساعات". فكيف تشاهدون هلالاً لا وجود له بالأفق الغربي يا أهل مكة بعد غروب شمس السبت ليلة الأحد؟ وكلا ولا ولن يكون ذلك إلا أن تدرك الشمس القمر فيولد الهلال فجر السبت حتى إذا غربت شمس السبت فتشهدون الهلال إن أراد الله أن يرحمكم فزادني بهذه الآية لعلكم تعقلون، ولكني أقول لكم شيئاً مُقسِماً بربّ العالمين لئن أيدني الله بهذه الآية ثمّ لا تعترفون في شأني في وسائل الإعلام بالحقّ يا أيّها الملك عبد الله بن عبد العزيز ويا هيئة كِبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة ويا علماء الفلك بالمملكة العربيّة السعوديّة إني أحذّركم بأنه إذا أيّدني الله إن يشاء فتدرك الشمس القمر فتكون غرّة رمضان الأحد ثمّ لا تعلنوا بشأني للمسلمين والنّاس أجمعين بأن الله سوف يُعذبكم والنّاس أجمعين عذاباً نكراً، ثمّ يظهرني عليكم وعلى العالم كلّه في ليلةٍ واحدة ببأسٍ شديد. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وكفى بالله شهيداً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    داعي الإيمان الحكمة من الخلق عبد النّعيم الأعظم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  7. - 7 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 08 - 1429 هـ
    06 - 08 - 2008 مـ
    10:42 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    البيان لسرّ المثل الذي ضربه الرحمن في القرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، أُقُسمُ بالله الذي لا أعبُد سواه المُستوي في سماه والنّعيم الأعظم في رضاه بأن لو يجعلني الله أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى نفسه من الخلائق أجمعين ويأتيني الدرجة العاليّة الرفيعة درجة الخلافة الشاملة لكلٍّ ما يدبّ أو يطير في ملكوت الدُّنيا والآخرة ومن ثمّ يقول يا عبدي قد جعلتك أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى نفسي من عبيدي أجمعين في السماوات والأرض ثمّ جعلتك خليفة ربّك مالك المُلك على الملكوت كلّه على كلّ ما يدبّ أو يطير بجناحيه من البعوضة فما فوقها فهل رضيت؟ فَلَمَا رضي المهديّ المنتظَر أبداً حتى يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه إلا إذا أدخل كلّ النّاس في رحمته إلا من أبى رحمة ربه.

    فذلك هو البيان الحقّ للمثل الذي ضربه الله لكم في القرآن العظيم يخصّ بسرّه المهديّ المنتظَر، ولن يبيّن ماذا أراد الله بهذا مثلاً إلا الذي يقصده الله بسرّ ذلك المثل ذلك هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي يهدي به الله كثيراً من النّاس ويضلّ به كثيراً من النّاس، وما يُضلّ به إلا كلّ شيطانٍ مريدٍ من الجنّ والإنس من كلّ جنسٍ من الذين يريدون أن يُطفِئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ به نوره ولو كره المُجرمون ظهوره.

    ذلك هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، فأمّا الذين آمنوا منكم بالقرآن فسيعلمون أنّ المقصود في سرّ المثل أنّه المهديّ المنتظَر الذي يهدي به الله النّاس كافة فيجعلهم به أمةً واحدةً، وأمّا الكفّار الذين يعلمون بأنّ القرآن من عند الله فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً أولئك لن يهديهم الله بالمهديّ المنتظَر فلا يزيدهم إلا ضلالاً إلى ضلالهم ورجساً إلى رجسهم، ذلك لأنّهم يعلمون بأنّ القرآن من عند ربّهم فهم به يكفرون، ولو لم يكونوا يؤمنوا بأنّ القرآن من عند الله لما قالوا ماذا أراد الله بهذا مثلاً؟ أولئك لن يزيدهم المهديّ المنتظَر إلا ضلالاً إلى ضلالهم ورجساً إلى رجسهم. وذلك هو سرّ المثل الذي ضربه الله لكم في القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمنوا فَيَعْلَمُونَ أنّه الحقّ مِن ربّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)} صدق الله العظيم [البقرة]. وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدّين..

    كتب البيان شخصياً المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)





  8. - 8 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 10 - 1429 هـ
    09 - 10 - 2008 مـ
    09:50 مساءً
    ــــــــــــــــــــــ



    الدّفاع عن حقيقة المهديّ المنتظَر من الكتاب والسُّنة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..
    الإجابة على السؤال الأول بطلب الدّفاع عن حقيقة المهديّ المنتظَر من الكتاب والسنة المُهداة، وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مرسلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} صدق الله العظيم [الرعد].

    وبما أنكم لا تنتظرون نبيّاً ولا رسولاً من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إذاً صاحب علم الكتاب هو رجل صالح من المسلمين يؤتيه الله علم الكتاب ليبيّن للناس ما شاء الله من حقائق لآيات القرآن بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي ويبيّن الأسرار التي ذكرها القرآن ولا يُحيط النّاس بها علما كمثل: يأجوج ومأجوج وسدّ ذي القرنين والأرض ذات المشرقين وتابوت السكينة وأصحاب الكهف والرقيم المضاف إليهم المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وهذه الآيات آيات التصديق والإقناع لحقيقة رسالة القرآن العظيم، وكذلك برهان التصديق للمهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض وبيان هذه الآيات للإقناع والتصديق على الواقع الحقيقي جاءت تصديقاً لقول الله تعالى:
    {سَنُرِيهِمْ آياتنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنّه الحقّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا ربّك بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)} صدق الله العظيم [النمل].

    ويبتعث الله عبده المهديّ المنتظَر بالتحدّي العلميّ ليبيّن لهم حقائق آيات الله بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي فلا ينكرون آية إلا وبيّنها لهم بالحقّ على الواقع. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آياتهِ فَأَيَّ آيات اللَّهِ تُنكِرُونَ (81)} صدق الله العظيم [غافر].

    فإن أنكروا الأراضين السبع بيّنها لهم من القرآن على الواقع الحقيقي، وإن أنكروا الأرض ذات المشرقين ويأجوج ومأجوج وسدّ ذي القرنين ثمّ يبيّن ذلك لهم على الواقع الحقيقي، وإن أنكروا أصحاب الكهف والرقيم بيّن ذلك لهم على الواقع الحقيقي، وإن أنكروا إرم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد ثمّ يبيّن المهديّ المنتظَر ذلك لهم على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيُرِيكُمْ آياتهِ فَأَيَّ آيات اللَّهِ تُنكِرُونَ (81)} صدق الله العظيم [غافر].

    ويأتي المهديّ المنتظَر لبيان تلك الآيات حصرياً من القرآن ومن ثمّ يعرفونها على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقوله تعالى:
    {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتهِ فَتَعْرِفُونَهَا} صدق الله العظيم [النمل:93].

    حتى يتبيّن لهم أنه الحقّ من ربّهم بالعلم والمنطق على الواقع الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {سَنُرِيهِمْ آياتنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنّه الحقّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].

    إذاً لا بُدّ للمهديّ أن يجعله الله مؤهلاً لبيان هذه الآيات بالعلم والمنطق، وكذلك جعل الله المهديّ المنتظَر حكماً بين علماء المسلمين فيما كانوا فيه يختلفون فيدعوهم إلى الرجوع إلى الاحتكام إلى كتاب الله المحفوظ من التحريف ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في السُّنة النبويّة، وذلك لأنّ الأحاديث النبويّة الحقّ إنما جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، ولأنّ الله لم يعدُكم بحفظ السُّنة من التحريف ولكنه أمركم بتدبر محكم القرآن للمُقارنة بينهنّ وبين الأحاديث الواردة عن النّبيّ عليه الصلاة والسلام، وعلّمكم الله بأنّ ما كان من الأحاديث النبويّة من عند غير الله بأنّكم سوف تجدون بينها وبين آيات القرآن المحكمات في نفس الموضوع اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً ومن ثمّ تعلمون بأنّ ما خالف القرآن المحكم من الأحاديث النبويّة أنّه من عند غير الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافاً كَثِيراً (82) وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ ردّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إلا قليلاً (83)} صدق الله العظيم [النساء].

    وفي هذه الآيات ذكر الله المهديّ المُنقذ للمسلمين من فتنة المسيح الدجال وأنه لولا فضل الله عليكم يا معشر المسلمين لاتَّبعتم الشيطان إلا قليلاً، ذلك لأنّ المسيح الدجال هو الشيطان الرجيم بذاته ولكنّ الله بعث لكم من فضله ورحمته المهديّ المنتظَر ليُنقذكم من فتنة المسيح الدجال ويُفصّل لكم حقيقته تفصيلاً ثمّ يُبطل مكر المسيح الدجال الشيطان الرجيم فلا يتبعه المسلمون، ومُهمة الإنقاذ كُلف بها من آتاه الله علم الكتاب القرآن العظيم.

    وجاء المهديّ المنتظَر بقدرٍ مقدور في الكتاب المسطور ليُتمّ الله به نوره فيظهره على الدّين كلّه ولو كره المجرمون ظهوره. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهدى وَدِينِ الحقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّين كلّه وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولم يجعل الله المهديّ المنتظَر نبياً ولا رسولاً بل جاء ناصراً لما جاء به محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم تصديقاً لوعد الله لنبيّه ليظهر أمره على يده تصديقاً لوعد الله في قوله تعالى:
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ ربّك بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ(6)} صدق الله العظيم [القلم].

    ثم أقسم الله بحرفٍ آخر من حروف الاسم ناصر وهو الحرف
    (ص) ليبعثه الله والذين كفروا في عزَّة وشقاق في الأرض يحاربون دين الله بحجّة الإرهاب ويريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره فبعث المهديّ المنتظَر ناصر ليُحاجّ النّاس بالقرآن العظيم والذين كفروا في عزّةٍ وشقاقٍ في عصر الدعوة بالقرآن والرجوع إليه حتى إذا لم يعترف بأمره بوش الأصغر وأولياؤه ومن ثمّ يظهره الله ببأسٍ شديدٍ من لدنه على النّاس كافة وهم من الصاغرين. تصديقاً لقول الله تعالى: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)} صدق الله العظيم [ص].

    فأنا صاحب الرمز
    (ن) في القرآن العظيم وأنا صاحب الرمز (ص) في القرآن العظيم. أقسم الله بعبده وبالقرآن ذي الذكر الذي أحاجُّكم به ثمّ يعرض عني المسلمون برغم حاجتهم لمن يقودهم ويوحِّد صفّهم وعدوهم في عزّةٍ وشقاقٍ لدينهم ثمّ لا يصدِّقه المسلمون ثمّ يهلك الله عدوهم ويعذب المسلمين عذاباً شديداً فيُظهر المهديّ المنتظَر في ليلةٍ على النّاس كافة وهم من الصاغرين.

    وأما سبب العذاب أنّه شمل قرى المسلمون ذلك لأنّهم كذلك لم يعترفوا بشأن المهديّ المنتظَر الذي يحاجّهم بالقرآن العظيم وسوف ينصره الله بآية العذاب الشاملة لقرى الكفار والمسلمين بكوكب العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (58) وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيات إلا أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيات إلا تَخْوِيفاً (59)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وهذه الآية واضحةٌ وجليّة تَعِدِ النّاس بعذابٍ يشمل قراهم كافةً، وذلك لأنّ هذا القرآن رسالةٌ إلى النّاس كافةً وهم عنه معرضون برغم أنّي أحاجُّهم به وأفصّله لهم تفصيلاً، ولكن لا فائدة فلم يصدِّق بالبيان الحقّ حتى الذي هم به يؤمنون، ولذلك ترون آية التصديق بالحقّ آية العذاب الشاملة لجميع قرى الكفار به والمسلمون، وما الفائدة من إيمانهم بالقرآن وهم لم يصدِّقوا بالبيان الحقّ له على الواقع الحقيقي بلا شك أو ريب؟ فإذا المسلمون عن الحقّ معرضون ولذلك سوف يهلك عدّوهم ويعذبهم عذاباً شديداً ولكنه لن يهلكهم بل سوف يعذبهم عذاباً شديداً إلا أن ينقذوا أنفسهم بالتصديق بالحقّ وجئتكم أنا وكوكب العذاب على قدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور لعلكم تعقلون.

    وكذلك جعل الله المهديّ المنتظَر إماماً للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فأمّا آية التكليم في المهد فتلك آية للمسيح عيسى ابن مريم قد مضت وانقضت يوم كلم النّاس وهو في المهد صبيّاً وتأتي الآن معجزة التكليم لابن مريم وهو كهلٌ، وما العجيب أن يُكلمكم كهلا إلا لأنّ الله سوف يبعث جسده الذي في تابوت السكينة ليُكلمكم وهو كهلٌ ومن الصالحين، ومعنى قوله ومن الصالحين أي أنّه لم يأتِ ليدعو النّاس إلى اتّباعه؛ بل من الصالحين التّابعين للمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين.

    وبيان هذه الآية في السٌّنة المهداة في حديث محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [أبشركم بالمهدي؛ يبعث على اختلاف من النّاس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وهذه الأحداث كما ترونها في عصر الظهور اختلافٌ بين علماء المسلمين وتفرقهم حتى فشلوا وذهبت ريحهم كما هو حالكم الآن أذلة وعدوكم في عزّة وشقاق، ولكن محمد رسول الله لم يقُل اسم المهديّ المنتظَر محمد بل قال عليه الصلاة والسلام:
    [لا تنقضي الدُّنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي].

    وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [لو لم يبق من الدهر إلا يوماً لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً، كما ملئت جوراً] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ولكن محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يقُل اسم المهديّ محمد بل قال عليه الصلاة والسلام:
    [يواطئ اسمه اسمي]؛ بمعنى أنه لا بُدّ أن يأتي الاسم محمد مواطئاً في اسم المهديّ، والحكمة من ذلك لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر نظراً لأنّ المهدي لم يجعله الله نبياً ولا رسولاً بل ناصراً لما جاء به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولن تتحقّق الحكمة البالغة من التواطؤ حتى يكون اسم المهدي (ناصر محمد)، وجعل الله التواطؤ للاسم محمد في اسمي في اسم أبي لكي تتحقق الحكمة من التواطؤ (ناصر محمد)، ولو قال عليه الصلاة والسلام اسم المهدي المنتظر (محمد) لما قالت طائفة اسمه (أحمد) بسبب عدم فهمهم لحديث الحكمة الحقّ [يواطئ اسمه اسمي]، ويوجد هناك فرق بين (اسمه اسمي) و (يواطئ اسمه اسمي)، فلو قال اسمه اسمي لصار اسمه محمد، ولمّا قال عليه الصلاة والسلام [يواطئ اسمه اسمي] والتواطؤ هو التوافق وقد وافق اسم محمد عليه الصلاة والسلام في اسمي في اسم أبي (ناصر محمد) ولا ينبغي أن يكون اسم المهديّ الذي يُسميه به أبيه بقدر مقدور في الكتاب المسطور بغير اسم ناصر محمد.

    وأما قوله عليه الصلاة والسلام:
    [ من سمّاه فقد كفر]؛ بمعنى أنّ الذين يسمون المهديّ المنتظر بغير اسم الصفة (المهدي المنتظر) فسوف يكونون أول كافرٍ بشأنه ولا يقصد كفراً بالدّين بل يقصد عليه الصلاة والسلام بأنّ أصحاب التسمية بغير الحقّ سوف يكونون أول كافرٍ بشأن المهديّ المنتظَر الحقّ في عصر الدعوة للحوار، فيقولون: إنّ اسمك يخالف المعتقد بل أنت كذّاب أشِر ولست المهديّ المنتظَر، فهؤلاء يكونون أوّل من يكفر بالمهديّ المنتظَر.

    وأما نزول المسيح عيسى من السماء إنّما يقصد روح المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام تتنزل إلى الجسد ليبعثه الله حياً فيُكلمكم كهلاً، ذلك لأنّ روح المسيح رفعه الله إليه وطهّر الجسد فوضعه في تابوت السكينة وأضيف رقم آخر إلى رقم أصحاب الكهف، وقال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فانظروا وتدبروا في هذه الآية فتجدون التَّوفّي والرّفع إلى السماء وهذا يخص توفّي ورفع الروح للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، ومن ثم أخبرنا الله أنّه أنقذ جسد المسيح عيسى ابن مريم من الذين كفروا فلم يصلبوه ولم يقتلوه بل أيّده الله بالملائكة والروح القدس وقاموا بتطهير الجسد فلم يلمسه الذين كفروا بسوء ووضعوه في تابوت السكينة، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ }صدق الله العظيم [آل عمران]؛ ومعنى قوله تعالى: { إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} أي روح المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.

    وأما قوله تعالى:
    {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} ويقصد الجسد بأنه لم يلمسه الذين كفروا بسوء بل طهّره الملائكة وأنقذوه من الذين كفروا لم يمسّوه بسوء ووضعوه في تابوت السكينة فجعلوه رقماً مضافاً إلى أصحاب الكهف، وذلك هو الرقيم المضاف لرقم أصحاب الكهف. ومن أراد أن يُعْصمَ من فتنة المسيح الكذاب فعليه أن يفهم العشر آيات من سورة الكهف وفيهما جاء ذكر المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ودلّت على مكانه وأنّه الرقيم المضاف إلى أصحاب الكهف، وما للنّصارى من علم ولا لآبائهم وظنوا بأن الله لم ينقذ جسده من الذين كفروا. وقال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ﴿١قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴿٢مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴿٣وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿٤مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚإِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿٧وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴿٨أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿١٠} صدق الله العظيم [الكهف].

    فهذه هي العشر آيات الأولى من سورة الكهف، وبما أنّ المسيح الكذاب سوف يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنّه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل هو كذّاب لذلك يُسمى المسيح الكذاب، ولذلك دلّكم الله فأخبركم أين يكون المسيح عيسى ابن مريم الحقّ والذي لا يدّعي الربوبية بأنّه أضافه مع أصحاب الكهف وجاء ذكره في هذه العشر الآيات الأولى من سورة الكهف، ذلك لأن النّصارى ظنّوا بأنّ الله لم يُنقِذ جسد المسيح عيسى ابن مريم وأنّ اليهود مثّلوا به، وما لهم من علمٍ ولا لآبائهم الأولين عن حقيقة الأمر وأنّ الله رفع روحه إليه وطهر جسده من الذين كفروا وجعله رقماً يُضاف إلى أصحاب الكهف وذلك الرقيم المعطوف في القصة في الآية رقم (9) في قول الله تعالى:
    {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آياتنَا عَجَباً(9)} صدق الله العظيم [الكهف].

    ولذلك قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال] صدق عليه الصلاة والسلام.

    فقد أخبركم لكي تعلموا أنّ المسيح الكذاب سوف يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم ولذلك أمركم بحفظ هذه الآيات حتى إذا جاء بيانها تكون أمّة محمد قد حفظوها فيعلمون حقيقة الحكمة من حفظها فيعلمون المسيح الحقّ من المسيح الكذاب.

    وأما أسماء المهديّ المنتظَر فله في الكتاب ثلاثة أسماء وجميعهن لهنّ حقيقة ذاتيّة وهنَّ:
    1- ناصر محمد : وهذا يحمل صفة النّصرة لمحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فيكون اسماً على مسمى.
    2- المهدي المنتظر : ويحمل علم الهدى إلى الصراط المستقيم فيهدي الله به النّاس أجمعين إلا من أبى رحمة الله من شياطين الجنّ والإنس، ويهدي الله به ما دون ذلك ولذلك يُسمى المهدي المنتظر.
    3- عبد النّعيم الأعظم : وهذا الاسم يحمل صفة العبوديّة للمهديّ المنتظر لأنّه عبَدَ الله كما ينبغي أن يُعبد وحقّق الحكمة من الخلق ذلك لأنّ المهديّ المنتظَر يعبد رضوان نفس الله تعالى، وكيف يكون الله راضياً في نفسه ما لم يُدخِل كل شيءٍ في رحمته؟ ولن يُدخِل النّاس في رحمته حتى يجعلهم أمّةً واحدةً تحت راية علم الهدى المهديّ المنتظَر.

    ومن ثمّ تأتي الفتنة بالمسيح الدجال بعد أن يهدي الله بالمهديّ النّاس جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الم (1) أَحَسِبَ النّاس أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    فأما الرمز
    { الم } فذلك ثلاثة أحرف من اسم (المهدي) وهنّ ثلاثة الأحرف الأولى (الم) الذي يهدي الله به النّاس جميعاً، ومن ثمّ تأتي فتنة المسيح الكذاب ولذلك لم يقُل الله أحسب الذين آمنوا وذلك للتبعيض من النّاس ولكنه في هذه الآية قد جعل النّاس أمّةً واحدةً قُبيل فتنة المسيح الدجال، ولذلك قال: {الم (1) أَحَسِبَ النّاس أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)} صدق الله العظيم، ومعنى قوله: {وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} وتلك هي الفتنة بالمسيح الدجال من بعد أن جعل الله النّاس أمّةً واحدةً بهَدي المهدي المنتظر الحقّ الذي فيه تمترون بغير الحقّ.

    وأما اسم الله الأعظم فقد بيّنتُه من القرآن العظيم، وإنّه ليس لله اسماً أعظم من اسمٍ سبحانه! ومثل الاسم الأعظم كمثل أي اسمٍ من أسماء الله الحسنى بلا فرق شيئاً، ولكن لماذا يُسمّى بالأعظم؟ وذلك لأنه نعيمٌ أعظم من جنّة النّعيم وذلك الاسم جعله الله حقيقةً لرضوان نفس الربّ على قلب العبد فيشعر من رضي الله عنه بنعيمٍ نفسيٍّ عظيمٍ وذلك هو نعيم الريحان النفسي وهو أعظم من نعيم الجنّة المادي، وقال الله تعالى:
    {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‎﴿٨٨﴾‏ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ‎﴿٨٩﴾}‏ صدق الله العظيم [الواقعة].

    فأمّا روح الريحان النّفسي فهو نعيمٌ روحي حصل انعكاساً لرضوان الله على عبده، وأما قوله وجنة نعيم فهو نعيم الجنّة المادي ولكن نعيم الروح والريحان النفسيّ هو أعظم نعيماً من جنّة النّعيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    فكيف تُنكر بأنّ رضوان الله نعيمٌ أعظم من الجنّة؟ بل ذلك حقيقةٌ للاسم الأعظم (النّعيم الأعظم)، أي إنّه نعيمٌ أعظم من الجنّة وليس أعظم من أسماء الله الأخرى سبحانه وتعالى علواً كبيراً! بل النّعيم الأعظم من الجنّة كما بيّن لكم الله ذلك في القرآن العظيم بأنّ حقيقة رضوان نفسه عليكم نعيمٌ أعظم من نعيم الجنّة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وأمّا الحسرة في نفس الله على عباده فالسبب يا أيّها السائل لأنّ الله أرحم الراحمين وليس هينٌ عليه أن يكفر به عباده فيجبرونه أن يعذبهم عذاباً نكراً، بل لقد علمتُ بما في نفس ربّي ولذلك حرّمتُ على نفسي الجنّة حتى يتحقق نعيمي الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه وليس متحسراً على أحدٍ من عباده، فكيف تنكر تحسر أرحم الراحمين على عباده في قول الله تعالى:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِن كَانَتْ إلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    فكيف لا يتحسّر على عباده وهو أرحم الراحمين؟ ولكنهم ظلموا أنفسهم وليس ذلك هيناً في نفس أرحم الراحمين ولو لم يظلمهم شيئاً.

    وأما حسرتهم على أنفسهم فهذا شيء آخر؛ حسرة العبد على نفسه وندمه لعصيان ربّه لعدم اتّباع رسله، ولكنك تريد تحريف كلام الله عن مواضعه لكي يستيئس النّاس من رحمة ربّهم وأنّه غليظ ولذلك يئِس من رحمته شياطين البشر كما يئِس الكفّار من أصحاب القبور، ولكنّي أفتي النّاس أنّ الله هو أرحم الراحمين وإن يستغفروه فيتوبوا إليه فيجدوا بأنّ الله وسِع كل شيء رحمةً وعلماً، ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون.

    وأنت تقول إنّ الآية معناها يا حسرتنا على أنفسنا في قول الله تعالى:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِن كَانَتْ إلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    وأتحدّاك وجميعَ أهل اللغة أن يحرِّفوا هذه الآية عن موضعها، وهل تظنّ حين يُهلك الله الكفار أنّه مسرورٌ بذلك؟ بل حزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم فتحسّر عليهم في نفسه سبحانه لأنه أرحم الراحمين، ولذلك قال تعالى:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِن كَانَتْ إلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    فهل يوجد في الآيات ذكرى تحسّر العباد على أنفسهم؟ فقد أهلكهم الله ومن بعد هلاكهم ولم يظلمهم شيئاً. قال تعالى:
    {إِن كَانَتْ إلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    وأما سبب تحسّره على عباده لأنّه أرحم الراحمين، أرأيت لو عَصَوْك أولادك زمناً طويلاً ومن ثمّ قدرت عليهم فجمعتهم وأوقدت ناراً كبرى فألقيت بهم جميعاً في نار جهنّم، بالله عليك تخيّل مدى حسرتك على أولادك حين ذلك فما بالك بتحسر من هو أرحم بهم من أمّهم وأبيهم؟ فهل فهمت أيّها الكاشف يا من تصفني بأنّي ألفّ وأدور؟ أقول لك هل تبيّن لك الحقّ؟ وإن قلت كلا واستمررت في الإعراض فعند ذلك سوف أعلم علم اليقين من تكون، فإن حاولت أن تصدّ عن الحقّ بعد هذا الردّ من المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّك فأنت من الذين سوف أدعوه للمُباهلة لئن أنكرت الحقّ، وأقسم بالله إذا دعوتك للمباهلة فلأني أعلم علم اليقين أنّه تبيّن لك الحقّ وإنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّك ولكنّك للحقّ لمن الكارهين، فلئن أعرضتَ عن هذا الردّ ووصفتني بغير الحقّ فعند ذلك سوف أعلم من تكون ولن أردّ عليك أيّها الكاشف بعد هذا الردّ الحقّ الواضح والبيّن، ولكني سوف أدعوك مباشرةً للمباهلةً وسوف يحكم الله بيننا بالحقّ عاجلاً من بعد المُباهلة ليجعلك عبرةً للآخرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)







  9. - 9 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 04 - 1430 هـ
    14 - 04 - 2009 مـ
    11:02 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    وليس البرهان أخي الكريم هو إثبات النسب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وقال عليه الصلاة والسلام:
    [كُلكم من آدم وآدم من تراب لا فرق لعربي على عجمي ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وبرهان هذا الحديث النّبويّ الحقّ تجدونه في مُحكم قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} صدق الله العظيم [الحجرات:13].

    وهل من انتسب لآل البيت يصير من المكرّمين ما لم يكن من الذين اتّقوا ربَّهم؟ فها هو في الكتاب تجدون عمَّ محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أبو لهب من الذين لعنهم الله وأهان قدره ولن يقيم له يوم القيامة وزناً ولم ينفعه حسبه ونسبه أنّه عمُّ محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    إذاً النسب الحقّ رفيع المُستوى في الكتاب هو نسبُ التقوى وليس الافتخار بالأحساب والأنساب وكثرة المال والبنون وليس ذلك ما يقرِّبهم إلى الله زُلفى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} صدق الله العظيم [سبأ:37].

    وبالنسبة لنسب الإمام المهدي الحقّ فهو ينتمي إلى آل البيت من ذرية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، ولا ولن يُذهِب الله الرجس عن آل البيت إلا من أناب منهم إلى ربّه ليُذهِب الرجس عنهم فيُطهِّره تطهيراً، وبما أنّ أبا لهبٍ لم يُنِب إلى الله ليهدي قلبه ويذهب الرِّجس عنه ولذلك لم يجعله من المُطهَّرين من آل البيت برغم أنّه من آل بيت محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من بني هاشم، فاتقوا الله يا معشر آل البيت وأنيبوا إلى ربّكم ليطهّر قلوبكم ويُذهب الكبر والرجس عنكم فيطهِّركم تطهيراً، أما تكبّركم على النّاس وغروركم بغير الحقّ! ويرى كثيرٌ منكم أنّه يكفيه أنّه ينتمي لآل البيت! ولكنّ ناصر محمد اليماني الذي سَيَعْلَمُ النّاس إنّه ذو حسبٍ ونسبٍ مشهورٍ بين القبائل ثم أفتاه الله ورسوله عن نسبهِ الحقّ من ذرية الإمام علي وفاطمة بنت محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لا يتكبّر على المؤمنين ولا يرى أنّه خيرٌ منهم بحسبه ونسبه إلا بالتقوى ودرجات العلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    ‏ {‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏} ‏صدق الله العظيم [المجادلة:11].

    ولا ولن أُحاجّكم أن تصدّقوا بأنّي الإمام المهديّ لأنّي من آل البيت حتى لو شهِد العالم بأسره أنّي من آل البيت لما جعل الله الحجّة عليكم أن أثبت لكم ذلك بل جعل الله الحجّة عليكم أن يزيدني بسطةً عليكم في العلم وجعل الله ذلك هو برهان الخلافة والقيادة لتعلموا أنّ الله اصطفاني بالحقّ من بين المؤمنين الصالحين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ} صدق الله العظيم [البقرة:247]. ومن ثم تعلمون أنّي حقاً من آل البيت ولم أكن من المفترين بغير الحقّ.

    إذاً برهان الخلافة والإمامة أن يزيدني الله على كافة علماء أمّة الإسلام بسطةً في العلم وذلك حتى أستطيع أن أحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون بالحُكم الحقّ المُقنع من الكتاب القرآن العظيم ومن ثم لا يجدون في صدورهم حرجاً مما قضيتُ بينهم بالحقّ ويُسلِّموا تسليماً ويعلمون علم اليقين أنّ ناصر محمد حقاً لا يكذب على النّاس أنّه من آل البيت، فقد تبيّن لهم إنّ الله أيّده بالحجّة البالغة علم الكتاب القرآن العظيم إذا جعلتم كتاب الله هو المرجع والحكم فيما كنتم فيه تختلفون، فإن أبيتُم وتريدون ناصر محمد اليماني أن يُحاجّكم بغيره فلا ولن أُحاجّكم بغير كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ لو مدَّ الله عمري مليون عام وكذلك أعماركم من أجل الحوار مليون عام لما تنازلتُ عن الحجّة عليكم بالحقّ كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، وهل بعد الحقّ إلا الضلال! اللهم قد بلّغت بالحجّة الحقّ اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المسلمين الذليل على المؤمنين العزيز على الكافرين؛ المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ


  10. الردّ على الكاشف كشف الله عنك غطاءك لعلك تتقي الله بعدم الصدود عن الحقّ




    - 10 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 04 - 1430 هـ
    16 - 04 - 2009 مـ
    01:20 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    الردّ على الكاشف كشف الله عنك غطاءك لعلك تتقي الله بعدم الصدود عن الحقّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    وسلامُ الله عليك أيها الكاشف لعل الله يتقبّل إن كان يعلم أنّ الكاشف يريد الحقّ ولا غير الحقّ ولا يسعى بمكرٍ وخداعٍ خفيٍّ للتشكيك في الحقّ، والله أعلمُ بما في نفسك فاحذره. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} صدق الله العظيم [البقرة:235].

    ويا رجل، إنّ سؤالك لناصر محمد اليماني هو: كيف علم أنّه من آل بيت محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وسبق وأن أفتيناك إنّ قبيلةً من الأشراف من أهل البيت قد أفتونا إنّنا نحن من آل البيت وأفتوا بأنّ لديهم ما يثبت ذلك، ولكنّنا لم نكترث لقولهم وأجابهم من أجابهم منا بقولٍ كريمٍ وقال لهم: "نحن مُعتزّون بأنفسِنا وبحسبِنا وبنسبنا ولا داعي أن نُعلن للقبائل اليوم أنّنا من أهل البيت فلن يرفع ذلك من درجاتنا وتقديرنا واحترامنا بين القبائل". حتى صرف نظر الأشراف بإقناعنا أنّنا من أهل البيت، ولكنّي صدّقتُ الفتوى الحقّ المُباشرة من محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- كما فصّلتُ لكم من قبل في الرؤيا الحقّ وكما أخبرتكم أنّ الرؤيا فتواها تخصّني وحدي من الله وما يخصّكم أنتم في الرؤيا هو قول واحد فقط:
    [[ وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته بالحقّ ]].

    فإن جادلتني من كتاب الله وهيمنتَ على ناصر محمد اليماني بسلطان العلم من القرآن العظيم فهنا أيّها الكاشف استطعتَ أن تكشف كذب وافتراء ناصر محمد اليماني إن كان من الذين يفترون على الله ورسوله بغير الحقّ، وبما أنّ لكل دعوى برهاناً وبرهان الرؤيا الحقّ على الواقع الحقيقي هو حتماً إذا تلك الرؤيا حقّ من الله فحتماً سوف يؤيّدني الله بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فيزيدني على كافة علماء الأمّة بسطةً في العلم، وذلك هو برهان الاصطفاء في كلّ زمانٍ ومكانٍ وناموس الخلافة والإمامة في كلّ زمانٍ ومكانٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وليس البرهان أخي الكريم هو إثبات النسب أنّه من أهل البيت لا شك ولا ريب، وفور إثبات نسب المدعي يجب التصديق بادعائه المهديّة فإنّك لمن الخاطئين! فتصور أنّ المدّعي من آل البيت ظاهر الأمر وهو ابن زنى وأنّ أمّه خانت زوجها وأنجبت له ولداً من نسل قومٍ آخرين ثم يدّعي ذلك الرجل فيقول أنّه المهديّ المنتظَر، فهل تراك سوف تُصدِّقه لأنّك تعلم علم اليقين أنّه من آل البيت؟ أفلا ترى أنّك لمن الخاطئين!.
    ويا أخي، تذكّر إنّ هذا النسب بدأ قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام واختلط الحابل بالنابل ولم تكن تعلم أيُّهم أهل البيت الحقّ وأيُّهم الباطل، وبقي برهان العلم المُلجم بالحقّ هو من سوف يثبت نسبي وخلافتي وإمامتي وقيادتي للأمّة، والحَكَمُ طاولة الحوار بالعلم والسلطان.

    ويا أخي الكاشف، إنّي سوف أصدِقك القول في شأنك إنّي أحياناً أتوسّم فيك خيراً كثيراً، وأحياناً أشكّ في أمرك شكّاً كبيراً وكأنّك تريد أن تصُدّ عن الحقّ بطريقة ذكية، ولكنّي أذكى منك إن كنت كذلك، ولكني لا أريدُ ظُلمك بغير الحقّ وسوف نظنّ فيك خيراً برغم ما قد بدر منك من قبل، وعسى الله أن يهديَك صراطاً مستقيماً فيجعلك من الأنصار المكرمين السابقين الأخيار كما أرجو من ربّ العالمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوك؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ


المواضيع المتشابهه
  1. بيانٌ بالحقيقة العظمى للمهدي المنتظر يا معشر الشيعة الإثني عشر..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 31-05-2014, 01:13 AM
  2. بيان بالحقيقة العظمى للمهدي المنتظر يامعشر الشيعة الاثني عشر
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى القول الفصل في حقيقة إسم المهدي المنتظر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30-08-2012, 02:20 AM
  3. وسأل سائل: وما هو ردّ الإمام على افتراء الشيعة الاثني عشر بأنّ المهديّ المنتظَر هو محمد بن الحسن العسكري؟
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-08-2010, 04:07 AM
  4. ردود الإمام على أبي جعفر من الشيعة الاثني عشر: صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله: [ولكنّكم تستعجلون] ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 09:20 AM
  5. ردود الإمام على أبي جعفر من الشّيعة الاثني عشر: صدقَ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بقوله: [ولكنّكم تستعجلون] ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 09:20 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •