08 - محرم - 1445 هـ
26 - 07 - 2023 مـ
07:46 صباحًا
(بحسب التقويم الرسميّ لأُمّ القرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=422608
____________
دَرَجات حَرارةِ المُنَاخ تَستَمِر في الارتِفاع بِسَبَب فَيْح جَهنَّم إضافَةً لِحرارةِ الشَّمس في مُحكَم القُرآن العَظيم ..
بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم مُعَلِّم الإنسان البيان الحَقّ للقُرآن..
فمال العَرَب وكأنَّهم لا يفقهون القُرآن العَرَبيّ المُبيْن قولًا ولا يُريدون أن يهتدوا سبيلًا؟! فمُنذ تِسعَة عَشر عامًا في مثل هذا الشهر (محرم لعام 1426 هـ) وأنا أُنذِر العَرَب والعَجَم مِن مُرور كوكَب جهنَّم سَقَر اللواحة في آفاق كوكب الأرض كُلّ (51,840,000,000 كيلو متر) حتى تستوي عالي الأرض في القُبَّة السماويَّة فَتُحدِث كُسوفًا سماويًّا عظيمًا فما اعتبرتم مِن نُذُر العذاب التَترى؛ لا مِن قارعة حَرْب الله المُناخية بسبب تناوش اقتراب كوكب سَقَر مِن مكانٍ بعيدٍ قبل مروره، ولا مِن قارِعة حَرْب الله الكورونية بِما تُسمونه كوفيد تسعة عشر، وما زادكم ذلك إلَّا إلحادًا بالله العَظيم، وكأن غَرَق كوكب الأرض كُلّها في زمن رسول الله نوح ليس إلَّا بِسَبب تَغيُراتٍ مُناخية وليس بأمر الله! يا سبحان الله العظيم، وكأن الله لا وجود له! سبحان الله العظيم عَمَّا يُلحِد به المُلحِدون ويُشرِك به المُشرِكون وتعالى عُلوًا كَبيرًا، فالويل ثم الويل لِأذناب المُلحدين مِن المُسلمين؛ فَبِحُجَّة أنَّهُم أعلم مِنكم تَتَّبِعون عقائدهم حتى ولو كانت عقائدهم مُخالِفةً لكافة آيات الكِتاب المُحكمَات البَيِّنات في القُرآن العظيم! فويلٌ للمُلحِدين بالله العظيم وأذنابهم مِن المُسلِمين وأهل الكِتاب ثم وَيلٌ لَهُم.
وعلى كُل حالٍ يا معشَر العَرَب والعَجَم، فهل تعلمون عَن الحِكمة مِن العَذاب الأدنى قَبْل مُرور كوكب سَقَر؟ هو لعلكم تَرجعون لله مِن قبل مرورها لتكون يوم مُرورها بردًا وسلامًا على الصالحين المُصَلِّين المُتَّقين الذين يعبدون الله وَحده لا شريك له والمُسارعين في الخَيرات فيمنعهم الله من عذاب يَومٍ عَقيمٍ قَبْل يَوم القيامة تصديقًا لقول الله تعالى: {قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
ورَبّ الأرض والسَّماوات إنَّه قادِمٌ على المُعرضين عَذاب يومٍ عَقيمٍ قبل يَوم القيامة فيجعل رؤوس الوِلدان الشباب شِيبًا، فكيف تَتَّقون مَطْر كَوكَب جَهنَّم يا معشَر العَرَب والعَجَم؟! تصديقًا لقول الله تعالى: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ﴿١٧﴾ السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ ۚ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا ﴿١٨﴾ إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿١٩﴾}صدق الله العظيم [المزمل].
فيا للعَجَب يا معشَر العَجَم والعَرَب، وأشَد العجَب من العرب! فكأنَّهم لا يفقهون بيان القُرآن العَظيم للإمام المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ خليفة الله على العالَم بأسرِه، فكأنّي جِئت العَرَب بِوحيٍ جَديدٍ غريبٍ عليهم وما كأني أُخاطِبهم مِن كلام الله في مُحكَم القرآن العظيم! وخسئتم أيُّها المُعرِضون عن البيان الحَقّ للقُرآن مِن العَرَب والعَجَم. ويا مَعشَر العَرَب خاصةً والأعاجِم عامةً إنّي أخاطبكم مِن مُحكَم القُرآن العظيم بِلِسانٍ عَرَبيٍ مُبيْنٍ.
وربّما يَوَد السائلون أن يقولوا: "يا ناصِر مُحَمد اليمانيّ، إنَّك جادلتنا فأكثرت جِدالنا وأنت تُحَذِّر مِن كِسَف حِجارةٍ مِن نارٍ مِن كوكَب سَقَر وقبل ذلك قوارِع حَرب الله الكَونية والكورونية حسب زعمك، يا رجل! صَدَّعت رؤوسنا مِن قوارع حَرْب الله الكونية والكورونية وآية إدراك الشَّمْس والقَمَر النَّذير للبشَر الذي مَضى وانقَضى إلى حين؛ نذيرًا للبشر - حسب زعمك - قَبْل أن يَسبِق الليل النَّهار بسبب مُرور كَوكَب سَقَر، فنحن حافظون تحذيراتك على مُختَلف العيارات حِفظًا صَمًّا". فَمِن ثمَّ يرُد عليكم خَليفة الله على العالَمين الإمام المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ وأقول: اللهم نَعَم، صَدَّعت رُؤوسكم بالحَق؛ حَقيقٌ لا أقول على الله إلَّا الحَق، ولكن وما تُغني الآيات ونُذُر العذاب قَبْل العَذَاب الأكبَر عَن قومٍ لا يُؤمنون بالله العظيم، فهم بالله مُلحِدون! فان عَذَّبكم بقارعة حَرْب جُنود كوفيد الشَّديد (آياتٍ تَترى) قال أطباؤكم: "مُتَغَيِّرات كورونية طبيعيَّة." وإنْ عَذَّبكم بقوارع حَرْب الله الكونية المُناخية قال عُلماء المُناخ: "إنَّ ذلك بِسبب تَغيُّراتٍ مناخية بسبب الاحتباس الحراريّ لثاني أُكسيد الكَربون فَيُسَبِّب كوارث طبيعيَّة." بل طَبَع الله على قُلوب المُجرمين مِنكُم الصَّادِّين بِتَعَمُّدٍ مِنهم فَهُم لا يؤمنون، ويكفرون بالله وهم يَعلمون أنَّ الله هو الحَقّ وهم للحق كارهون. ألَم يُوقِف كوفيد تِسعة عشر عَجلة حياة العالَم بأسرِه عام (عشرين عشرين) فتوقَّفَت كافة مصانعكم وشركاتكم النفطيَّة الكربونيَّة مائة بالمائة عام (2020 مـ)، وعام (واحد وعشرين) بشكلٍ مُتقَطِّعٍ وعام (اثنين وعشرين)؟ والسؤال الذي يطرح نفسه لكل إنسانٍ عاقلٍ: فهل وجدتم كوارث المُناخ في صَيف (عشرين عشرين) أو في الصَّيف الذي يليه عام (2021 مـ) خَفَّت فيهم؟ ولَكِنَّكم وجدتم درجات الحرارة مُستمرةً في الارتفاع في صَيف (2020) وصيف (2021) وصيف (2022) وصيف (2023 مـ)! فهل شعوب العالم أنعامٌ بَقرٌ لا تتفَكَّر أم بَشَر؟! فكيف يستمرون في تَصديق نَظرية الاحتباس الحَراريّ وعُلماء المُناخ قاطبةٌ لَيعلَمون أنَّ هذه النظرية حطمها كوفيد تسعة عشر بسبب الإغلاق وحَبس شعوب العالَم بأسرِه عام (2020) حتى ذهب ثاني اُكسيد الكربون مائة بالمائة من سماء كوكب الأرض؟! وباعتراف وكالة ناسا الأمريكيَّة وباعتراف كافة عُلماء المُناخ آنذاك فزعموا أنَّ كُوفيد (كورونا) حَلّ مُشكلة المُناخ وقالوا: "رُبَّ ضارَّةٍ نافِعةٌ." فاعتقدوا جازِمين أن حرارة صَيف (عشرين عشرين) مُعتَدِلةٌ مِن بَعد الشتاء والربيع، فإذا هُم يتفاجأون باستمرار ارتفاع حرارة الصَّيف أشَد في أعوام كورونا الأربعة (عشرين، وواحد وعشرين، واثنان وعشرين، وثلاثة وعشرين الجاري) ولم تَجِدوا أنَّ درجة حرارة المُناخ خَفَّت؛ بل مُستمرة في الارتفاع في كُلِّ صَيفٍ، كون الكَربون له علاقة بالبيئة وليس له علاقه بالتغيُّرات المُناخية بالعلم والمنطق والفيزياء الفلكية الحق في الكتاب، وتُصَفّي الأمطارُ الهواءَ مِن الغُبار ومن ثاني أكسيد الكربون، أفلا تعقلون؟!
ولا تزالون تُعانون من عواقِب كورونا الوَخيمة بِموتِ الفَجأة، فمهما أخفيتُم فسوف يفضحكم مَوت المشاهير وغِياب كَثيرٍ مِن الكُبارات عن الشَّاشات.
وعَلى كُل حالٍ لقد أظلَّكم العذاب الأكبَر؛ صَيف كوكَب سَقَر الآتي مِن النِّصف الجنوبيّ لكوكب الأرض فيجتاح النِّصف الشماليّ لِكوكَب الأرض بدءًا مِن أقصى جَنوب الأرض الشرقيّ إلى أقصى جنوب الأرض الغربيّ، ومُستَمِرًّا في التقَدُّم مُتَّجِهًا شَمالًا وشَمال شَرق الكوكَب وشَمال غَرْب الكوكب حتى يَركَب طَبَقًا عن طَبَقٍ في قُبَّة السماء الوُسطَى بزاوية مائة وثمانين درجةً فيحدث كسوفًا سماويًّا عَظيمًا عالميًّا كوكبيًّا؛ فذلك عذاب يَومٍ عقيمٍ. فلَكم حَذَّرت وأنذَرت وقُلت: يا مُسلمين يا مُسلمين كوكب العذاب وصَل، كوكب العذاب وصَل. على مدار سِنين وأنا أُنذِر وأُحَذِر من عذاب اقتراب كوكَب العذاب سَقَر فأبَى العرب والعجم إلا كُفورًا.
فاسمَعوا واعقِلوا ما سوف نُنَبِّئكُم بالحَقِّ: فإنْ كُنتم تَرون أنَّكم تستطيعون صَدّ كَوكَب سَقَر فقد أوشك أن يَحجُب القُبَّة السماويَّة فيطمس عنكم رؤية كافَّة نجوم السَّماء المُضيئة ومنها الشمس يحجبها عنكم، كَما سوف يطمس عنكم رؤية النجوم بِرمّتها كونه سوف يَمُرّ في القُبَّة السماويَّة لكَوكَب الأرض في نُقطة الحَضيض وهي أقرب نُقطة في فَلَكِه مِن كوكَب الأرض بزاوية مائة وثمانين درجةً سقريَّة؛ فَتِلك أقرَب نُقطة مُرور لكوكب سَقَر. فَلكَم أقسَمت لَكُم منذ تسعة عشر سنةً أنَّي لا أتغنَى لَكُم بالشِّعر ولا مُبالغٌ بِغَير الحَقِّ بالنَّثْر بأن كَوكَب سَقَر سوف يَمُرّ في آفاق سماء أرض البشر فيحجُب الجِهات الأربع (الجنوب والشرق والغرب والشمال) فأين المَفَرّ أيُّها المُلحِدون بالله الواحِد القَهَّار؟!
فلكَم حاولت إنقاذكم بأن تعبدوا الله وحَده لا شَريك له وأن تكفُروا بشفعائكم بَين يَدي الله بِما لم يُنَزِّل الله به سلطانًا في مُحكَم القُرآن العظيم، فاتَّبِعوني ولا تَتَّبِعوا شياطين البَشَر الصَّادِّين عن التَّصديق بالبيان الحَقّ للقُرآن، فَصَلُّوا لِربِّكُم وحده لا شَريك له فتكون بَردًا وسَلامًا عليكم يوم مُرورها؛ فسوف يمسكم لهيبها إذا لم تكونوا من المُصَلِّين وأنتم لا تزالون في الحياة الدُّنيا فتَرمي المُعرضين بِشَررٍ كالقَصْر، وإنَّما ذَلِك تشبيه؛ أي: أنَّها تُرسِل شَررها بِخَطٍّ عَموديّ (كُلٌّ منكم بزاوية مائة وثمانين درجةً) كون كُلّ شبرٍ في الأرض هو في مَرمَى كَوكَب سَقَر، وبزاوية مائة وثمانين درجةً يتنزل مَطرها تنزيلًا؛ ذلكم مَطر السَّوء الذَّائِب؛ فيتكسَّف إلى أحجارٍ حين يدخل مَطرُها الغلاف الجويّ للأرض؛ بمعني أن مَطَر الحِجارة الذَّائبة تتجمَّد حين دخولها الغِلاف الجويّ فتتحول الى كُرات أُكسيد النحاس الأصفَر، فساء مَطر السَّوء (من طينِ النحاس الأصفر الأمشاج بمعدنٍ آخر) الذَّائب فيتجمَّد كِسفًا حين دخوله الغِلاف الجوي للأرض ليكون مسوَّمًا مضادًا للاحتكاك بالغِلاف الجويّ فَيَصِل مطرها كُرات نارية حمراء تقنص الكافرين قنصًا إلا مَن سأل الله بِحَق لا إله إلا هو وبحق رحمته التي كتب على نفسه وبحق عظيم نعيم رضوان نفسه أن يغفر له ويصرف عنه عذابه برحمته ليتَّبِع داعي الله وخليفته على العالَم بأسرِه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، وسَلوا الله التَّثبيت كونكم سوف تُخلِفون وَعد الله رغم أُنوفكم إذا لم تعلموا أنَّ الله يَحُول بين المرء وقلبه، ولكن بعد ماذا آمنتم بداعي الله الحَقّ؟ فهل بَعد أن ابيضت رؤوس الشباب شِيبًا؟! كون الذين يُنظِرون إيمانهم بالله وحده فلا يدعون الله وحده لا شَريك له حتى يَروا العَذاب قومًا لا يعقلون؛ بل الأنعام أهدَى مِنهم سَبيلًا، فهذه حقيقة الذين يُؤَخِّرون اتِّباع داعي الحَق مِن ربِّهم حتى يَروا العذاب الأليم؛ فالله أعلم بِما يُوعون بِه أنَّه الحَق مِن رَبِّهم كونهم لم يستخدموا عقولهم قبل أن يَمسّهم العذاب الأليم.
وأُقسِم بِرَبِّ سَقَر وَرَبّ المَهديّ المُنتَظر أنَّكم لو تستخدمون عقولكم فتتفكَّرون في منطق سُلطان عِلْم ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ وناموس دعوته الحَقّ إلى عبادة الله وحده لا شَريك له لَتجدون أن عقولكم سوف تقول لكم إنَّكم أنتم الظالِمون والحَق هو مع مَن يدعو إلى عبادة الله وَحده لا شَريك له ويُنذِركم ويُحَذِّركم أن تدعوا مع الله أحدًا، فماذا بعد الحَقِّ إلَّا الضَّلال؟! فلا تتبعوا الصَّادِّين الذين كرهوا ما أنزل الله وكرهوا رضوان الله على العالَمين فإنَّهم يُريدونكم أن تكفروا كما كفروا بالله بتعمُّدٍ منهم لتكونوا معهم سواءً في العذابِ الأليم، أولئك حزب الطَّاغوت (الشيطان الرَّجيم) الذي يدعو حزبه ليكونوا مِن أصحاب السَّعير كونهم كرهوا رضوان الله على عباده؛ كون شياطين البَشَر لا يرضون لعباد الله أن يكونوا شاكرين لله رَبّ العالَمين؛ فهدفهم كمثل هَدَف إبليس الشَّيطان الرَّجيم وكافة شياطين الجِن والإنس؛ فهدفهم في نفس الله (تحقيق غضب الله على عباده) فلا نَجَوت إنْ نَجوا، فهم يُتابِعون دعوة خليفة الله المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليماني ليمكروا بالضد للصَدِّ عن التَّصديق بداعي الله فَيَصُدُّون بِما لا يقبله العَقْل والمَنطِق؛ لِيَصدُّوا بكذبهم على العالَمين ودجلهم بِما لا يقبله العقل والمنطق مكرًا مِنهم عن التَّصديق بالبيان الحق للقُرآن العظيم؛ فصَدُّهم على مستوى أُمَميّ عالَميّ وكأنَّهم لا يَعلمون بِبَعْث خليفة الله المَهدي ناصِر محمد اليماني؛ بل وكأنهم لا يعلمون عن بيان القرآن بالقرآن لخليفة الله المهدي ناصر محمد اليماني شيئًا، ولَكِنّي أُذَكِّرهم بِما أنذرناهم منه في بداية الدعوة المهديَّة العالميَّة بقول الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]، وتصديقًا لِوَعْد الله الحَقّ في قول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤١﴾ وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ۖ يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ۗ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [الرعد].
وسَبَق أنْ عَلمناكم أنَّ الأطراف هي جِهَة الأقطاب وليس مِن الشَّرق والغَرب؛ بل مِن جِهة القُطبين (الشَّمالي والجَنوبي) الذي يمتَدَّ بينهم خَطُّ الاستواء (بَين القُطبَين)، وربما يَود كافة السائلين في العالَمين أن يقولوا: "يا ناصر محمد اليماني، إنَّ خَطَّ الاستواء هو يمتدّ مِن الشَّرق إلى الغَرب وليس مِن الشَّمال إلى الجَنوب." فمن ثم يرُد خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أعلم وأعي ما أقول وأعلم بما لا تعلمون، فلا أقصد خَطَّ الاستواء لحرارة الشَّمس؛ بل أقصد خَطَّ الاستواء لحرارة فَيْح صَيف جهنَّم (سَقَر) في اليَوم الموعود؛ فقد جاء وعد الله مِن بعد اقتراب دائِرة سَوْء جهنَّم في القُبَّة السماويَّة على مقربةٍ من الأرض؛ فقد جاء قَدَر مرورها في سماء أرض البشر من جهة القُطبَين الباردَيْن (الشماليّ والجنوبيّ) ودَخَل العالَم بأسرِه في فَجْر ظِلّ كَوكَب سَقَر قُبيل شروقها بغتةً على العالَمين مِن أُفُق القُبَّة السماويَّة الجنوبيَّة من أقصَى الشَّرق إلى أقصَى الغَرب؛ فلا يستطيع ردها المجرمون ولا هم يُنصَرون، فهل يستطيعون أن يصرفوا عنهم كوكَب جهنَّم سَقَر الأعظَم من محيط الشَّمس بفارقٍ عظيمٍ؟ أفلا تعقلون؟!
فلكَم أدركَت الشمس القمر فَوُلِد الهِلال من قبل الكُسوف الشمسيّ واجتمعت به وقَد هو هلالًا، وكان يتجلَّى للبَشر (آية الإدراك) وكان رغم أنوفهم يقولون ليلة النِّصف يوم الثالث عشر من الشهر القَمَريّ وهم يعلمون أنَّ البدر يَحدُث مَساء يوم الرابع عشر (ليلة الخامس عشر)! ولَكِنَّه تَرَبَّى جيلَ عالَمٍ بأسرِه مِن الشَّباب وفُتِحَت أعينهم على أنَّ القَمَر يُبدِر يوم الثالث عشر وليس يوم الرابع عشر، فدعوت الله أن يُقيم الحُجَّة كذلك على شباب العالَم بأن يُعيد القَمَر إلى وضعه الطبيعي كما كان مُنذ أن خَلَق الله السماوات والأرض لِيعلَم شباب العالَم بأسرِه أنَّ القَمَر يُشرِق بَدرًا بعد غروب شمس يوم الرابع عشر (ليلة الخامس عشر) مُنذ أن خلق الله السماوات والأرض؛ لا الشمس ينبغي لها أن تُدرِك القمر فَيوُلَد الهلال مِن قبل الاقتران فتجتمع به الشمس وقد هو هلالًا كما حدث في آية الإدراك الأكبَر في ذي الحجة لعام (1442 هـ) فحدَث البدر المُستَحيل مساء يوم الجمعة ليلة السبت، فلو تعلمون لكَم عَظَمَة المُستَحيل بأن يُشرِق القمر بَدرًا في مثل الليلة التي حدث فيها المحاق؛ فتلك هي بُدور المُعجِزات الكونيَّة التي لا تخفى على أي إنسانٍ عاقِلٍ بسبب ولادة الهلال من قبل الكسوف الشمسي واجتمعت بِه وقد هو هلالًا؛ فكانت تحدث بُدور المُعجِزة في مثل الليلة التي يحدث فيها المحاق للقمر؛ أي في نفس الليلة التي يحدُث فيها الاقتران المركزيّ، فكيف تكون ليلة النصف يوم الثالث عشر في كثيرٍ من سنين الدعوة المهديَّة - فكانت تحدُث ليلة النصف من الشهر - فتحدث البُدور العملاقة مساء يوم الثالث عشر قبل أن يأتي موعدها المقرر مساء يوم الرابع عشر (ليلة الخامس عشر)؟! ولَكِن للأسف الشَّديد صَدّ عن آية الإدراك عُلماء الفَلك فأدخَلوا مُصطَلَحًا جديدًا فأطلقوا عليه: "قمر الحَضيض" وهم يعلمون عِلم اليقين أنَّهم كانوا يُشاهِدون بكاميرات (سي سي دي) هلال الشهر يُولَد مِن قَبْل الكُسوف الشمسي فتجتمع بِه الشمس وقد هو هلالًا فأخفوها عَن العالَمين خِشية الاعتراف بآية الإدراك للإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ؛ فكان القمر يجبرهم أن يُعلِنوا بالبَدر مساء يوم الثالث عشر مِن الشهر وليس مساء يوم الرابع عشر (ليلة الخامس عشر) ليلة النِّصْف المُنتظَرة في كل شهرٍ كالمعتاد.
وعَلى كُل حالٍ استمر صَدّهم حتى فضحَهم الله وشَرَّد بِهِم مِن خَلفهم في رمضان (1443 هـ) فأعاد القَمَر إلى ما كان عليه من قَبْل الإدراك، فأجبر القمر كافَّة عُلماء الفَلك أن يعترفوا أن القمر أشرق بدرًا مَساء يوم السبت (ليلة الأحد) بمعنى مساء يوم خمسة عشر (ليلة ستة عشر) مِن رمضان رغم أنهم صَوَّموا النَّاس يوم السبت ومِن بعد رمضان (1443 هـ) اختفى قَمَر الثالث عشر، ولا يزال حتى الآن في وضعه الطبيعي كما كان من قبل حدوث آية الإدراك للقمر النذير على مَدار سنين مَضَت من الدعوة المهديَّة العالميَّة، والسؤال الذي يطرح نفسه لِكُلِّ البَشَر: فأين ذهبت بُدور الثالث عشر مِن الشهر القَمَريّ؟! فلم نَعُد نسمَع بها إطلاقًا برغم أنهم لم يكونوا يدخلون الشهر دُخولًا شرعيًّا (بحسب رؤية الهلال بالعين المجرَّدة)، وبَعْد عودة القمر إلى وضعه الطبيعي مُنذ شهر رمضان لعام (1443)، وكذلك رمضان لعام (1444 للهجرة)؛ فسوف نُوَجِّه أسئلةً إلى الله رَبّ العالَمين ونترك الإجابة من الله بكلامه مُباشرةً من مُحكَم كتابه القرآن العظيم، وأقول:
سـ1: يا الله، هل يوجد في كِتابك أشهرًا مِن تسعة وعشرين يومًا مِن تاريخ مُشاهدة رؤية هلال الشهر أم أن البشر لا يُشاهدون هلال الشهر إلَّا بعد ثلاثين ليلة من رؤية هلال الشهر الفائت فتثبت رؤية هلال الشهر الجديد للعالَم بأسرِه مساء يوم ثلاثين (ليلة واحد من الشهر الجديد) فتثبت رؤية هلال الشهر الجديد للعالم بأسرِه كُلٍّ بحسب أُفُق غروب شمسه (أفقه الغربيّ) بعد انقضاء عِدَّة الشهر الذي من قبله (ثلاثين ليلةً) فمن ثمَّ يظهر هلال الشهر الجديد بعد إكمال عِدَّة الشهر المُنصَرِم (ثلاثين يومًا) فتثبت رؤية الهلال بالعين المُجَرَّدة لِكلِّ من له أعين يُبصِر بها؟ اللهم عَلِّم الناس بالجواب في محكم كتابك؛ سُبحانك لا عِلم لنا إلَّا ما علَّمتنا إنَّك أنت العَليم الحَكيم.
وإلى الجَواب مِن الله مُباشرةً، جـ1: قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٨٥﴾ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿١٨٦﴾} [البقرة] صدق الله العظيم.
سـ2: إذًا يا إلَهي، إنَّه حسب فتواك فلا يوجد هُناك شهر تِسعة وعشرون يومًا تصديقًا لِفتواك الحق في إتمام عدة الشهر ثلاثين يومًا برؤية هلال شوال بدليل قول الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٨٥﴾} صدق الله العظيم، فهذا يعني أنَّ رُؤية الهلال بالعَين المجردة بعد إتمام العِدَّة ثلاثين يومًا؛ فهذا يعني أنَّ عِدَّة الشهور ثلاثون يومًا لِكُلّ شَهرٍ تُحسَب مِن رؤية الهلال إلى رؤية هلال الشهر الجديد وبينهم ثلاثون يومًا؛ فَزِدنا بالعدد الرقميّ لأيَّام كُلّ شهرٍ بأن عِدَّته ثلاثون يومًا، سُبحانَك لا عِلْم لنا إلَّا ما علَّمتنا إنَّك أنت العَزيز الحَكيم.
والجَواب، جـ2: قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿٣﴾ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٤﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٥﴾} [المجادلة] صدق الله العظيم. إذًا يا إلَهي، فهذا يعني أنَّ عِدَّة الشهور ثلاثون ليلةً من رؤية الهِلال مساء تاريخ يوم ثلاثين (ليلة واحد في الشهر الجديد) إلى مساء يوم ثلاثين (ليلة واحد في الشهر الذي يليه) بدليل قول الله تعالى: {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم؛ أي: يُطعِم كُلّ يَومٍ مِسكينًا مُقابل رفع الصيام. فهذا يعني أن الشهرين المُتتاليين ستون يومًا بالضبط؛ كلٌّ بحسب غُروبه يُشاهِد هلال الشهر الجديد مساء يوم ثلاثين وليس مساء يوم تسعة وعشرين بدليل عدد أيام الشهرين المُتتاليين (ستين يومًا)، فهل أمرتنا أن نبحث عن الأهِلَّة بالتِلِسكوب؟ أم أنَّ هلال الشهر الجديد يخرُج على الناس كافةً بعد إتمام معاييره الفلكيَّة الحَق في الكتاب ثم تثبُت رؤيته بالعين المُجَرَّدة بسهولةٍ مساء يوم الثلاثين من الشهر القديم فيتلوه رؤية هلال الشهر الجديد فيُشاهِده كافَّة العالَمين بالعين المُجَرَّدة؟ فهذا يعني أنَّك جعلت أهِلَّة الشهور مَواقيت دقيقة للناس فيُشاهِدون هِلال الشهر الجديد كُلّ مُضِي ثلاثين يومًا من الشَّهر الفائت؛ للناس كافةً بالعين المُجَرَّدة؛ للذين يَتَّقون الله ويدخُلون البيوت من أبوابها برؤية الأهِلَّة، وليس أنَّ الهِلال يتميَّز برؤيته مُجَرَّد شاهِد عدل حسب زعمهم تصديقًا لقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿١٨٩﴾} [البقرة] صدق الله العظيم.
إذًا يا إلَه العالَمين، بما أنَّك شَرَعت لَنا مِن الدِّين ما شرعته لنبي الله نوح عليه الصلاة والسلام؛ بمعنى أن نبيّ الله نوح والذين معه كانوا يصومون رمضان برؤية الهِلال بالعين المُجَرَّدة للناس كافَّةً كونهم يَرون الهلال بعد اكتمال معايير رؤية الهلال بالعين المُجَرَّدة، والمعيار الحق في الكِتاب هو بعد انقضاء ثلاثين يومًا من رؤية هلال الشهر المُنصَرِم فمن ثمّ تحدُث رؤية الهلال كونه لا ينبغي لهم أن يشاهِدوا هلال الشهر الجديد بالعين المُجَرَّدة إلَّا بعد انقضاء الشهر الذي من قبله (ثلاثين يومًا) فذلك هو معيار الأهِلة في الكتاب (رؤيتها بالعين المُجَرَّدة).
والسؤال يا إلَه العالمين، سـ3: كم عدد الشهور للعام الواحد؟
والجواب من الله تعالى، جـ3: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿٣٦﴾} [التوبة] صدق الله العظيم، ونعلم أنَّما نقاتل من يقاتلنا عدوانًا وظلمًا فلا نريد الخروج عن الموضوع.
ونقول، سـ4: يا إله العالَمين، كيف نحسب الشُّهور وذلك حتى نعلم عَدَد السِّنين والحِساب بِدِقَّةٍ مُتناهيةٍ عن الخطأ؟
والجواب من الله في مُحكَم الكتاب، جـ4: قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥﴾ إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ ﴿٦﴾} [يونس] صدق الله العظيم. اللهم زِدنا عِلمًا لنكون مِن الموقنين أنَّ اليوم مِن غروب الشمس إلى غروب الشمس ثمَّ رؤية الهلال بالعين المُجَرَّدة؛ وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿١٢﴾} [الإسراء] صدق الله العظيم، ولَكِن يا إلَه العالمين، فمن أين يتم حساب الأيام؟ فهل مِن الشروق أم من الغروب إلى الغروب ليتسنَّى لنا رؤية هلال الشهر الجديد؟ والجواب في مُحكَم الكتاب؛ قال الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿٣٧﴾ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٣٨﴾ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} [يس] صدق الله العظيم.
إذًا يا إلَه العالَمين، قد عَلَّمت عبادك في مُحكَم القُرآن العظيم أنَّ اليَوم مِن غُروب الشَّمس إلى غُروبها وكُلٌّ بحسب أُفُق غروب شمس يومه بالأفُق الغَربيّ، وأنَّ هلال الشهر الجديد لن يُرَى بالعين المُجَرَّدة إلَّا إذا انقضى الشهر الذي من قبله (ثلاثون يومًا)، وعَلَّمت عبادك أن السنة اثني عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، إذًا لا ينبغي أن يُرى هلال الشهر الجَديد بالعين المُجَرَّدة حتى تنقضي عِدَّة الشَّهر الذي من قبله (ثلاثون يومًا)، إذًا الشهر حتمًا ثلاثون يومًا وعِدَّة أشهر السنة الواحدة اثني عشر شهرًا وكُلّ شهر ثلاثون يومًا؛ إذًا عدد أيَّام السنين 360 يومًا لا شَكّ ولا رَيب ممَّا نعد في الكتاب من غروب الشمس إلى غروبها؛ إذًا عدد أيام الشهر الواحد حتمًا تكون ثلاثين يومًا؛ إذًا السنة حَتمًا بالضَّبط ثلاثمائة وستون يومًا.
وبِما أنَّ نبيّ الله نوح شرَع الله له مِن الدِّين كمَا شرع الله للرُّسل مِن بعدِه فلا ينبغي لنوحٍ عليه الصلاة والسلام أن يأتي البيوت مِن ظهورها، فلَن يجعل الشهر ناقِصًا عَن ثلاثين يومًا، كون الحِساب ينضبط للناس برؤية الهلال بالعَين المُجَرَّدة قَبْل أن تُخرِجهم الـ (سي سي دي كاميرا) مِن النُّور إلى الظُّلمات بثبوت رؤية الهلال قَبْل غروب الشمس برغم أنَّه لا ولن يشهده النَّاس بعد غروب الشمس بِسبب قربه مِن الشمس ولم يكتمل عمره كهلالٍ، وأعجب مِن العَجَب إعلان ثبوت الهلال بالـ (سي سي دي كاميرا) ثم إدخال غُرة الشهر رغم عدم رؤيته بالعين المُجَرَّدة بعد غروب الشمس! فأي أُمَّة غَضِب الله عليهم يدخلون غُرَّة الشهر بثبوت رؤية الهلال قَبْل غروب الشمس رغم عدم رؤية الهلال بَعْد غروب الشمس؟! فأولئك كمثل الذين يدخلون البيوت مِن ظهورها، ولَكِنَّ نبي الله نوح يَتَّقي الله ويأتي للبيوت مِن أبوابها برؤية هلال الشهر الجديد بالعين المُجَرَّدة بعد غروب الشمس، وبما أنَّ نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام لَبِث في قومه ألف سَنَةٍ إلَّا خَمسين عامًا أي تسعمائة وخمسين سنة (لا كَبيسْة ولا هُم يَحزنون كما يزعم المُفتَرون) إذًا حتما عَدد أيَّام السنة القمريَّة حتمًا 360 يومًا بدليل قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٤﴾} [العنكبوت] صدق الله العظيم.
"يارب إنَّ المُسلمين والكافرين اتَّخذوا هذا القُرآن مَهجورًا فقد جاهدتهم به جهادًا كبيرًا على مَدار تِسعة عشر عامًا، اللهم إنَّه قد حَلَّ عليهم صيفُ سَقَر الموعود فزادهم فَيْحُ جَهنَّم حَرًّا إلى صيفِ حَرّ الشَّمس المُعتاد فصار الحَرّ غَير مُعتادٍ، فلَكَم أنذرتهم وحَذَّرتهم اقتراب كوكب جهنَّم سَقَر من أرض البشر فأبَى أكثر الناس إلَّا كُفورًا، اللهم إنِّي عبدُك أشهد أنه جاء وعدك في مُحكَم كتابك باقتراب كوكب النَّار مِن كوكب البَشَر في زمن بعث المهدي المنتظر ناصِر محمد اليماني وانتهت دُنياهم وجاءت آخرتهم وهُم في غفلَةٍ مُعرضون كَما نبأناهم منذ أوَّل بيانٍ في مِثل هذا الشهر (شهر محرم لعام 1426 هـ) مُنذ تسعة عشر عامًا - بحسابهم هُم - الموافق (2005 مـ) ولم يَزدهم دُعائي إلَّا فرارًا وضلالًا واستكبارًا، اللهم احكُم بين عبدك وعبادك المُعرِضين عن دعوة الحق مِن ربهم، اللهم وإنِّي عبدك جعلت في وجهك كافَّة عبادك الذين لو عَلِموا الحَقَّ من رَبِّهم لَما أخذتهم العِزَّة بالإثم مِن اتِّباع داعي الحَق مِن رَبِّهم إنَّك بعبادك خبيرًا بصيرًا، اللهم إنِّي عبدك لا ولن أتنازل عن هدفي وأسمَى غايتي؛ هداية عبادك أجمعين إلَّا الذي كرهوا رضوان نفسك، اللهم إنَّك تعلم لَكَم آلم وأنقم عليهم أجمعين اللهم فَمنهم انتقِم، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم ونَعوذ بِك مِن شرورهم، اللهم إنِّي أشهد أنَّ جهنَّم مُحيطَةٌ بالمجرمين وجاء قَدَرها فلا يزالون بِها كافرين رغم أنهم صاروا الآن يشعرون بِحَرِّ جهنَّم وأوشكت أن تحجب عنهم جهات أُفُق السَّماء (الأربعة اتجاهات) ثم لا يستطيعون أن يَكفُّوا النَّار عن وجوههم ولا عن ظهورهم بسبب حَرّها مِن الجهات الأربَع (الشَّمال والجَنوب والشَّرق والغَرب) كون جهنَّم مُحيطةً بالجِهات الأربَع ليلة مرورها تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ ۚ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٥٣﴾ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿٥٤﴾}[العنكبوت] صَدق الله العظيم، وتصديقًا لوعد الله في محكَم كتابه في قول الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} [الأنبياء] صدق الله العظيم."
فقد جاء وَعد الله، فقد جاء وَعد الله، فقد جاء وَعد الله؛ فَفِرّوا مِن الله إليه إنِّي لَكُم مِنه نَذيرٌ مُبيْنٌ.
وما كتَبت هذا البيان إلَّا معذرةً إلى الله خشية التَّقصير في دعوتي إلى سَبيل الله على بصيرةٍ مِن الله (القرآن العظيم). اللهم قد بَلَّغت اللهم فاشهَد، ومُنتَظِرين لِحُكمك يا إلَه العالَمين فلكَ الحُكم وأنت خيرُ الفاصِلين وأسرَع الحاسِبين وخَيْر الماكِرين بالحَقّ وسلَامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبِّ العالَمين.
وربما يَود السَّائلون أن يقولوا: "مَهلًا مَهلًا يا ناصِر مُحمَّد اليمانيّ، لا تُكمِل قبل أن تُفَصِّل ماذا تقصد بالكيلوهات لسَفْر كوكَب سَقَر". فَمِن ثمَّ نرُد على السَّائلين ونقول: ذلك فَلَك كوكب العذاب (سَقَر) في فَلَكه مِن الحَضيض (أقرب نُقطة للأرض) إلى عودته إلى عُرجونه القَديم في الحَضيض (كَما فُعِل بأشياعهم مِن قَبْل)، ويُسافر في دائرةٍ مداريةٍ بمسافة قدرها: (واحد وخمسين مليار وثمانمائة وأربعين مليون كيلومتر) كما يلي: (51,840,000,000 كيلومتر) مُستَديرًا بِسرعة ألف كيلومتر في الساعة؛ فهو يَقطَع كُل يَومٍ بحِساب يومنا أربعة وعشرين ألف كيلومتر بالضَّبط، كون كَوكَب العذاب (سَقَر) سرعته ألف كيلومتر في السَّاعة مِن ساعاتكم التي بأيديكم بِدِقَّةٍ مُتناهيةٍ عَن الخطأ كون مُحيط كوكب العذاب (سَقَر) كألف كوكبٍ أرضيٍّ؛ وهي كمثل كوكب الأرض ألف مرةٍ؛ فهل ترون أنَّكم قادرون على صدِّها؟! وقال الله تعالى: {أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ﴿٢٠﴾ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴿٢١﴾ إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴿٢٢﴾ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴿٢٣﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٢٤﴾ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا ﴿٢٥﴾ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ﴿٢٦﴾ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا ﴿٢٧﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٢٨﴾ انطَلِقُوا إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴿٢٩﴾ انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ ﴿٣٠﴾ لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ ﴿٣١﴾ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ﴿٣٢﴾ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ﴿٣٣﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٤﴾} [المرسلات] صدق الله العظيم.
اللهم قَد بَلَّغت اللهم فاشهَد، وكفى بالله شهيدًا.
وسَلامٌ على المُرسَلين والحَمدُ لله رَبِّ العالَمين..
خليفةُ الله على العالَم بأسرِه؛ الإمام المهديّ ناصِر محمد اليماني.
_______________