بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أنبياء الله والمرسلين ومن تبعهم بإحسان إللى يوم الدين أما بعد :
سؤالي هو :
عن ما مدى صحة هذا الحديث وما هذا الكنز قيل :
« كان ذهبا وفضة » وقيل كان مالا، وقيل كان الكنز صحفا ؟
وسلام على المرسلين والحمد الله رب العالمين
جاء في تفسير البغوي رحمه الله
[82] قوله تعالى : { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ } ، وكان اسمهما أصرم وصريم ، { وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا } ، اختلفوا في ذلك الكنز ، روي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « كان ذهبا وفضة » (1) . وقيل عكرمة : كان مالا . وعن سعيد بن جبير : كان الكنز صحفا فيها علم { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } ، قيل : كان اسمه كاشح وكان من الأتقياء . قال ابن عباس : حفظا بصلاح أبيهما ، وقيل : كان بينهما وبين الأب الصالح سبعة آباء ، وقال محمد بن المنكدر : إن الله يحفظ بصلاح العبد ولده وولد ولده ، وعترته وعشيرته وأهل دويرات حوله ، فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم . وقال سعيد بن المسيب : إني لأصلي فأذكر ولدي فأزيد في صلاتي .
قوله عز وجل : { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا } ، أي يبلغا ويعقلا . وقيل : أن يدركا شدتهما وقوتهما . وقيل : ثمان عشرة سنة ، { وَيَسْتَخْرِجَا } حينئذ { كَنْزَهُمَا رَحْمَةً } ، نعمة ، { مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي } ، أي باختياري ورأيي ، بل فعلته بأمر الله وإلهامه
_________
(1) أخرجه الترمذي في تفسير سورة الكهف 8 / 600 والحاكم في المستدرك 2 / 369 والبخاري في تاريخه والطبراني . انظر تحفة الأحوذي 8 / 601
والله اعلم