الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 07 - 1428 هـ
10 - 08 - 2007 مـ
05:32 صباحاً
________
أنا المهديّ المنتظَر فقد جئتكم بسلطانٍ مبين ..
بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].
والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله والمرسَلين من قبله وآلهم الطيّبين والتابعين لهم بإحسان في كُلّ مكانٍ وزمانٍ إلى يوم الدين، ولا أُفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، ثُمّ أما بعد..
يا أيّها الناس، إنّي أنا المهديّ المنتظَر الحقّ حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الحقّ لمن يريد اتّباع الحقّ، واللعنة على الذين هم للحقّ كارهون وهم يعلمون أنّهُ الحقّ من ربّهم؛ كتابٌ مُباركٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه لتحريفه في عهد رسول الله ولا من خلفه من بعد ممات المرسل به رحمةً للعالمين ذلك الذكر المحفوظ حديث الله ربّ العالمين: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المرسلات].
جعله الله الحُجّة لي عليكم أو حُجّتكم عليّ، ومن ألجم علماء الأُمّة من القرآن إلجاماً وأخرس ألسنتهم بالحقّ بالبرهان البيّن والواضح من القرآن فذلك هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم يا معشر المسلمين، فلا تكونوا أوّل كافرٍ به يا معشر المسلمين، وعليكم أن تعلموا بأنّه توجد في القرآن آياتٌ لم يُكلّف محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يُحاجّ بها المسلمين وذلك لأنّهم مؤمنون برسول الله والقرآن العظيم، فكيف يُحاجّون نبيّهم وهم به مؤمنون؟ وإنّما يُحاجّ الأنبياء الذين لم يؤمنوا بهم وبما أُنزل عليهم، فهل تظنون هذه الآية التالية تخصّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يُحاجّ بها المؤمنين؟ أم ترونها تخصّ المهديّ المنتظَر ليُحاجّ بها المُؤمنين بهذا القرآن العظيم فلا يكونوا أوّل كافرٍ به؟ فهذه الآية التالية يخاطب الله بها المسلمين في زمن المهديّ المنتظَر ويحذّرهم من الكفر بالبيان الحقّ للقرآن وأن لا يكونوا أوّل كافرٍ به وهم أولى بالتصديق بالمهديّ المنتظَر الحقّ والذي يخاطبهم بحديث الله ربّ العالمين، وآية خطاب الله للمسلمين في زمن ظهور المهديّ المنتظَر هو قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحديد].
فهل تظنّون هذه الآية تُخاطب المؤمنين في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ كلا ثُمّ كلا؛ بل تخصّ المؤمنين في عهد الدّاعية المهديّ المنتظَر الذي يدعوهم للرجوع للذكر المحفوظ والاعتصام به، وذلك هو حبل الله من استمسك به نجا وهُدي إلى صراطٍ ـــــــــــــــ مستقيم، ومن زاغ عنه هوى وكأنّما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريحُ إلى مكانٍ سحيقٍ، فقد أمركم الله يا معشر المسلمين بالاعتصام بالقرآن العظيم وأن لا تُصدّقوا من سُنّة محمدٍ رسول الله ما جاء مخالفاً لما نزل في القرآن العظيم، وأنّ هذا الحديث المخالف للقرآن ليس من عند الله ورسوله فانبذوه وراء ظهوركم واستمسكوا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا، وهنا أتمنى لو أنّ أحدكم قاطعني فيقول: "فما هو حبل الله الذي أمر الله المسلمين والناس أجمعين الاعتصام به؟". ومن ثُمّ نردُّ عليه مباشرةً بالفتوى الحقّ من الله ربّ العالمين مُبَيِّنٌ لحبلِ الله بفتوى الله تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ثُمّ نزيدكم فتوى أُخرى من فتاوى الحيّ القيوم من حديثه سبحانه وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
ثُمّ نزيدكم فتوى أُخرى لكم من محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بحديثٍ يتشابه مع القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أبشروا، أبشروا ! أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: نعم قال: "فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله عز وجل وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تَهْلكَوا بعده أبداً]. صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
فهل تُريدون يا معشر المسلمين أن تكذّبوا حديث الله وحديث رسوله ثم تزعمون بأنّكم مُتمسّكون بكتاب الله وسنّة رسوله وأنتم بشأن ناصر محمد اليماني لا تؤمنون؟ فهل يخاطبكم بحديث من تلقاء نفسه؟ بل بحديث الله ورسوله، فبأيِّ حديثٍ بعده تؤمنون! فما خطبكم لا تصدقون؟ وماذا دهاكم ما لكم كيف تحكمون؟
ويا معشر الكفّار من الناس بهذا القرآن العظيم، عليكم أن تعلموا بأنّه يوجد آياتٌ في القرآن العظيم لم يُكلّف بها محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يُحاجّ بها الكُفّار، بل كلّف الله بها المهديّ المنتظَر أن يُحاجّ بها الكُفّار، فبالله عليكم هل كان يرى كفّارُ قريش وجميعُ الكافرين في ذلك الزمن بأنّ السماوات والأرض كانتا رِتقاً (كوكب نيتروني) فانفتقت بالانفجار الأعظم ومن ثُمّ يُحاجّهم محمد رسول الله بما أحاطهم الله بعلمه بأنّهم رأوا ببصيرة العلم الحديث بأنّ السماوات والأرض كانتا رِتقاً كوكباً واحداً (النجم النيتروني) الواحد الجامع للسماوات والأرض من قبل الانفجار الأعظم، فهل كان يعلم ذلك كفّار قُريش حتى يأمر الله نبيّه أن يحاجّهم به؟
وأعلم جوابكم فسوف تقولون: "وما يُدري ذلك الكُفّار الجاهلون علميّاً؟ وإنّما الثورة العلميّة لبني الإنسان هي الآن في القرن العشرين ومن قبله كانوا يجهلون الثورة العلميّة"، ومن ثُمّ أردُّ عليكم فأقول للذين أجابوني بذلك: صدقتم. وقال الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105]، تصديقاً لقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
فيا معشر الكافرين، لقد أيّدني ربّي بمعجزةٍ كبرى بل أكبر معجزة قد أيّد الله بها داعيةً إلى الصِراط المستقيم، فإن وجدتموها حقاً على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق فصدّقوا القرآن العظيم وصدّقوا بأنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر، وهذه المعجزة الكبرى للتصديق لناصر مُحمد اليماني قد جعلها الله كونيّة كبرى وهي:
أين تكون السبع الأراضين والتي لم يسبق وأن بيّنها أحدٌ من جميع الأنبياء والمرسلين والأئمة أجمعين ولا ينبغي لهم؛ بل هي معجزة التصديق للمهديّ المنتظَر.
ومعنى قولي: لا ينبغي لهم، وذلك لأنّ علماء الكون لم يكونوا يحيطون بعلمها ولا ينبغي لهم أن يحيطوا بعلمها إلّا في زمن الظهور للمهديّ المنتظَر ليجعلها الله آية التصديق، وإن كفروا دمّرهم الله بأسفل الأراضين السبع تدميراً وزلزل بها الأرض زلزالاً عظيماً تذهل منه المرضعة عمّا أرضعت وتضع منه كلُّ ذات حَملٍ حَملها، تتمرجح الأرض بقدوم أسفل الأراضين السبع الطامة الكُبرى فتزلزلها زلزالاً عظيماً يتمرجح الناس على أرضهم وهم يفرّون باحثين عن المفر، ولكن الفار من شدّة الزلزال ترونه يتمرجح يساراً ويميناً وكأنهم سكارى وما هم بسكارى! ولكن من شدّة الزلزال العظيم.
وذلك هو البأس الشديد من لدنه يا معشر النّصارى الذين قالوا اتّخذ الله ولداً إنّي لكم وللمسلمين والناس أجمعين نذيرٌ مبينٌ وإمامٌ عليمٌ وهادٍ إلى الصِراط ـــــــــــــــ المُستقيم..
فإن وجدتم بأنّ هذا القرآن العظيم يتنزّل بين السماوات السبع والأراضين السبع فاعلموا بأنّي حقاً المهديّ المنتظَر، وإن أبيتم دمّر الله من يشاء منكم بالكوكب العاشر تدميراً وطهّر الأرض منهم تطهيراً كشجرةٍ خبيثةٍ اجتُثّت من فوق الأرض ما لها من قرار، فقد أعذر من أنذر.
وحقيقة ما تسمونه الكوكب العاشر (نيبيرو) فتلك هي أسفل الأراضين السبع، بمعنى: أنّ الأراضين السبع توجد من تحت أرضنا التي نعيش عليها. بمعنى: أنّ أرضنا توجد بين السماوات السبع والأراضين السبع، فانظروا هل أحاط الله بعلم ذلك قبل أن تُحيطوا بعلمه؟ فخاطبكم الله في القرآن بذلك لتعلموا أنّ الله على كُلّ شيءٍ قدير وأنّ الله قد أحاط بكل شيءٍ علماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الطلاق].
وتلك آية المهديّ المنتظَر والتي سبق وأن فصّلها لكم من القرآن تفصيلاً في خطاب الحوار الافتراضي بين بوش الأصغر واليماني المنتظَر والذي هو بعنوان:
[الكوكب العاشر آية اليماني المنتظَر يا بوش الأصغر]
وسبق وأن بيّنّا لكم في أوّل هذا الخطاب بأنّه توجد آياتٌ لم يُكلّف بها محمداً رسول الله ولا تخصّ الكافرين في زمانه شيئاً، بل يُحدّث الله بها كفّار اليوم بلسان حُجّته المهديّ المنتظَر ومن ثُمّ يدعوهم ربّهم للإيمان بأمر خليفته المهديّ المنتظَر فيقول: أفلا يؤمنون! وقال الله تعالى مخاطباً كُفّار اليوم في زمن الظهور؛ قال سبحانه: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ومعنى قوله: {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}، أيّ بعد أن وجدوا هذه الحقيقة بالعلم والمنطق الحقّ على الواقع الحقيقي تصديقاً للقرآن العظيم أفلا يؤمنون؟ فبأيّ حديثٍ بعده تؤمنون يا معشر المسلمين والكافرين!
المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
_________________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
https://albushra-islamia.net./showthread.php?t=996