الموضوع: عليها تسعة عشر

النتائج 1 إلى 10 من 18
  1. افتراضي عليها تسعة عشر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال تعالى :
    (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) )
    صدق الله العظيم

    هل ذكر الامام المهدي ما دلالة عدة الملائكة تسعة عشر؟
    أرجو ان تفيدوني بالبيان عن لامام؟
    (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )
    صدق الله العظيم

  2. افتراضي

    تسعة عشر هم عدد الملائكه حسب ما اتذكر مما قرات للامام


    اقتباس المشاركة 141247 من موضوع عليها تسعة عشر



    إقتباس من احد بيانات الإمام المهدي صلوات ربي وسلامه عليه:

    ويا رجل إنك لم تزل تسجل لدينا وأنا من قام بتفعيل عضويتك ومن ثم باشرتنا بالسب والشتم ولم تتدبر ولم تتفكر في البيان الحق للذكر وأما كوكب سقر فهي لواحة للببشر ومرورها الأقرب هو من أحد اشراط الساعة الكبر ليلة يسبق اليل النهار تصديقاُ لقول الله تعالى:

    { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ(37)}
    صدق الله العظيم. [المدثر]

    البيان كاملا في الرابط أسفله:
    Read more: https://albushra-islamia.net./showthread.php?t=1438



    إقتباس آخر من احد بيانات الإمام المهدي صلوات ربي وسلامه عليه :

    وسأل سائل فقال:
    يا ناصر محمد اليماني فمن هم التسعة عشر ؟ و ما هي أحجام الملائكة ؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أما خزنة جهنم فهم تسعة عشر ملكاً فقط وهم من النوع الأكبر كُلما أراد الكُفار أن يخرجوا من نارجهنم أُعيدوا فيها بواسطة أجنحة الملائكة الكُبرى فضربة جناح الملك ترجع أُمم لا يحصيها إلا الله فيعيدهم بضربة جناحه بشدة مؤلمة إلى نار جهنم فيقولون لهم ذوقوا عذاب الحريق
    تصديقاً لقول الله تعالى:

    { كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}
    صدق الله العظيم

    وملائكة النار في الحجم من النوع الأكبر ذوي الأربعة الأجنحة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وبضربة أحد أجنحته يصد أمم لا يحصيها إلا الله فيعيدهم بضربة جناحه إلى نار جهنم وقائدهم ملك يُدعى (مالك)

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}
    صدق الله العظيم

    وأصغر حجم في الملائكة هم الملكان الموكلان بالإنسان بحفظ عمله خيره وشره فهم مُكلفان معه حتى يأتي قدر موته ثم يتوفونه وهما رقيب وعتيد وكُل إنسان معه ملائكة الموت وهم رقيب وعتيد كما سبق تفصيل مهامهم الموكلة إليهم في بيان قبل هذا , وهم من أصغر أنواع الملائكة المُكرمين ولا يفرطون في الكافر حتى يلقياه في العذاب الشديد في نار جهنم ثم تنتهي مهمتهم تصديقاً لقول الله تعالى

    {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ}
    صدق الله العظيم

    ويأخذ أحدهم بناصيته وهو عتيد وأما رقيب فيأخذه بقدميه فيلقياه فيقذفون به في نار جهنم وذلك لأنهم يسوقوه إلى الباب فيأبى أن يدخل نار جهنم ومن ثم يأخذوه بناصيته وقدميه فيقذفون به في نار جهنم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ}
    صدق الله العظيم

    فيلقون به في نار جهنم تصديقاً لقول الله تعالى :
    { فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ}
    صدق الله العظيم

    ثم تنتهي مهمة رقيب وعتيد وهم أنفسهم ملائكة الموت الحفظة لعمل الإنسان حتى يأتي قدره فيتوفونه وهم لا يفرطون به حتى يلقوا به في نار جهنم فيخلوا مسؤوليتهم إذا كان من أصحاب الجحيم تصديقاً لقول الله تعالى:

    { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ}
    صدق الله العظيم

    وهم من أصغر أحجام الملائكة وأعظم الأحجام هم الثمانية حملة عرش الرحمن ويليهم في الحجم تسعة عشر ملك وهم خزنة جهنم الغلاظ الشداد
    وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    مصدر الإقتباس في الرابط أسفله:
    http://alhidaih.blogspot.com/2013/11...post_5222.html

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 141251 من موضوع عليها تسعة عشر



    الإمام المهدي يزيدنا تعريفاً عن بيان الآية الكريمة:
    {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿35﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿36﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ‌}


    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 03 - 1433 هـ
    19 - 02 - 2012 مـ
    02:44 AM
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الإمام المهدي يزيدنا تعريفاً عن بيان الآية الكريمة:

    {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿35﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿36﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ‌ ﴿37﴾}
    صدق الله العظيم [المدثر]
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر، أما بعد..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

    ويا حبيبي في الله من يريد أن يتقدم فيتبع البيان الحق للقرآن ولا يريد أن يتأخر عن اتباع الحق من ربه، إني أراك تجادلني بقول الله تعالى {إِنَّها لإٍحْدَى الْكُبَرِ} صدق الله العظيم [المدثر:35]

    ومن ثم تقول أن كلمة {إِنَّها} راجعة لرقم الملائكة التسعة عشر، ومن ثم يرد عليك المهدي المنتظر وأقول:
    إن عندكم سلطان بهذا أم تقولوا على الله مالا تعلمون؟
    ولكن الله لو كان يقصد الملائكة التسعة عشر أصحاب خزنة جهنم لقال إنهم ولكنه قال {إِنَّها لإٍحْدَى الْكُبَرِ} كونه يتكلم عن سقر. ولذلك قال الله تعالى:

    {وَمَا أَدْرَ‌اكَ مَا سَقَرُ‌ ﴿27﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ‌ ﴿28﴾ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ‌ ﴿29﴾} [المدثر]

    ومن ثم يزيدكم تعريفاً عنها فيقول:
    {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿35﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿36﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ‌ ﴿37﴾} صدق الله العظيم [المدثر]

    وإنما النذير يأتي للتحذير من عذاب الله المنتظر للمعرضين عن اتباع الذكر. ولذلك قال الله تعالى:
    {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿35﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿36﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ‌ ﴿37﴾} صدق الله العظيم

    وسؤالك الآخر هو عن التقدم والتأخر، ومن ثم يرد عليك المهدي المنتظر وأقول: إن التقدم هو التقدم إلى اتباع الحق من ربه للأخذ به، وأما التأخر فهو أن يتأخر إلى الوراء فينقلب على دبره سالكاً الطريق المعاكس للحق، وإنما المستقدمين هم الذين تقدموا لاتباع الحق من ربهم، وأما المستأخرين وهم الذين تأخروا عن اتباع الحق من ربهم وقد أحاط الله بهم علماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} صدق الله العظيم [الحجر:24]

    وتصديقا لقول الله تعالى:{لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:179]

    فتقدم للبيعة واتبع الحق من ربك ولا تتأخر عن اتباع الحق، فاحذر من عذاب الله من كوكب سقر اللواحة للبشر من عصر إلى آخر بقدر مقدور في الكتاب المسطور، وإلى الله ترجع الأمور. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    {كَلَّا وَالْقَمَرِ‌ ﴿32﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ‌ ﴿33﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ‌ ﴿34﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿35﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿36﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ‌﴿37﴾}
    صدق الله العظيم [المدثر]
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    لا اله الا الله وعلى انبيائه صلى الله وعلينا حلت رحمة الله
    الله الله الله الله
    يا سعد قوم بالله فازو ولم يرو في الورى سواه ولم يرو في الورى سواه
    قربهم منه واجتباهم قوم يحبهم ويحبونه
    ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله
    ازال حجب الغطاء عنهم فراو رضوانه في سماه
    ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة : أبو خالد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال تعالى " سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) " صدق الله العظيم
    هل ذكر الامام المهدي ما دلالة عدة الملائكة تسعة عشر؟ أرجو ان تفيدوني بالبيان عن لامام
    انتهى الاقتباس من أبو خالد
    الجواب تجده في هذا البيان للإمام ناصر محمد اليماني

    اقتباس المشاركة 538 من موضوع يزيد فى الخلق مايشاء


    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 12 - 2009 مـ
    02:45 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    أكبر ملائكةٍ في الكتاب هم الثمانية حملة عرشه سبحانه وتعالى ..


    اقتباس المشاركة :
    سيدى الإمام ناصر فى قراءتى لبياناتكم وجدت ذكر حديث يتكلم عن أن المسافة مابين شحمة أذن ملك من الملائكة وبين رقبته تعدل مسيرة 700 سنة. كما أننا نعلم أيضا من الكتاب المحفوظ من التحريف بقوله تعالى: { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴿11﴾ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ﴿12﴾ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ﴿13﴾ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ﴿14﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴿15﴾ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ﴿16﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴿17﴾ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴿18﴾ } صدق المولى عز وجل العلى العظيم. وقال تعالى: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ { الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴿1﴾ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴿2﴾ } صدق ربى العظيم. وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴿6﴾ } صدق الله العظيم.
    وبرغم أننى أعلم أن جزءاً من الإجابة موجود سابقا فى المنتدى ولكننى أريد مزيداً من التفصيل لأنني وجدتكم تجيبون وبتفصيل على سؤال ( السراء والضراء ) مما شجعني أن أطلب مزيداً من البيان من القول الثقيل. والسؤال هنا، نريد مزيداً من القول الثقيل والبيان الحق للتعرف على مخلوقات الخالق المتين فاطر السماوات والأرض وخاصة الملائكة سواء ملائكة رحمة أم ملائكة عذاب ( الملائكة الحفظة - ملائكة الموت - ملائكة النصرة فى النزال - ملائكة حملة العرش - ملائكة على أبواب السماوات حفظاً من كل شيطان مارد - ملائكة حضور مجالس الذكر - ملائكة العذاب، أصحاب النار، زبانية جهنم ) وهل خازن النار اسمه مالك و حارس الجنة اسمه رضوان؟ ومن هم أصحاب الأجنحة المثنى؟ ومن أصحاب الثلاث؟ من أصحاب الأربع أجنحة؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الامام النور.
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطّاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    أخي الكريم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته السلام علينا وعلى جميع عباد الله المسلمين في ملكوت الله من الأولين والآخرين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.

    وبارك الله فيك وبصرّك بالحقّ فلم تكن من الإمّعات من الذين يعتمدون على عقول النّاس ولا يستخدمون عقولهم، ألم يجعل الله الإنسان سميعاً بصيراً فلماذا لا يستخدم عقله ليُميّز بين دعوة الحقّ ودعوة الباطل؟ وقال الله تعالى:
    { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿٢﴾ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴿٣﴾ } صدق الله العظيم [الانسان]. فإن احتجّ على ربّه أنهُ اتّبع أحد الدُعاة من العلماء ظنّاً منه أن دعوته على بصيرةٍ من ربّه فأضلّه عن الصراط المستقيم، ثم يحاجّه ربّه بعقله لمن اتبع لعُلماء الضلالة بغير علمٍ من ربّه ولماذا لم يستخدم عقله في تدبر سُلطان علم الداعية من أين جاء به وهل يقبله العقل والمنطق أم إنّه من العلماء الذين يقولون على الله ما لا يعلمون. فهذه يتوصل إليها طالب العلم الباحث عن الحقّ بالتدبر والتفكر في سُلطان علم الداعية، فعليه أن يلجأ إلى عقله وإن اتّبع الإتّباع الأعمى فأضلّه الذين يقولون على الله ما لا يعلمون عن سواء السبيل فلسوف يسأله الله عن عقله إن لم يأخذه منه فلماذا يتبع الإتباع الأعمى دون أن يستخدم عقله، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } صدق الله العظيم [الإسراء:٣٦]، وأما البيان لقول الله تعالى: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أي علم من ربّك سلطان علم الداعية أم إنه يقول على الله ما لم يعلم، فهذا شيء سوف يدركه الباحث عن الحقّ بالعقل وبالتفكر في سلطان علم العالم.

    وبالنسبة للمخلوقات فأصغر شيء أجده في الكتاب هي الذرّة وما حوت، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّ‌ةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَا أَصْغَرُ‌ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ‌ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٣} صدق الله العظيم [سبأ]، وتصديقاً لقول الله تعالى: { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّ‌ةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْ‌ضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْ‌كٍ } صدق الله العظيم [سبأ:٢٢]، بمعنى أنهم لم يخلقوا مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وتصديقاً لقول الله تعالى: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾ } صدق الله العظيم [الزلزلة]. فتلك الذرّة وما حوت هي أصغر شيء خلقه الله في السموات والأرض وهي تُسبح بحمد الله وتُقدِّس له، تصديقاً لقول الله تعالى: { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْ‌ضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورً‌ا ﴿٤٤} صدق الله العظيم [الإسراء]. وكل شيء يسبح بحمد ربّه من الذرّة وما حوت أصغر شيء إلى أكبر شيء في خلقه وهي الشجرة وتلك سدرة المُنتهى حجاب الربّ وعرشه أكبر من ملكوت السموات والأرض، بل سدرة المُنتهى هي أكبر من الجنّة التي عرضها كعرض السموات والأرض. ولذلك قال الله تعالى: { سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾ } صدق الله العظيم [النجم]. وذلك حجاب الربّ وعرشه فهي منتهى خلقه إلى ذاته، وهي الفاصل بين العباد والمعبود فما دونها الخلائق وما عليها الرحمن على العرش استوى: { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ } صدق الله العظيم [سبأ:٢]

    ونادى الله نبيه موسى عليه الصلاة والسلام من الشجرة وهي في البقعة المُباركة فأسمعه صوته وقربه نجيّاً. وقال الله تعالى:
    { نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ ربّ العالمين } صدق الله العظيم [القصص:٣٠]. فأمّا موقع نبيّ الله فهو في الأرض في البقعة المُباركة من شاطئ الوداي الأيمن بالوادي المقدس طوى، وأما مصدر نداء الربّ فهو: { مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ ربّ العالمين } صدق الله العظيم. وتلك الشجرة هي سدرة المنتهى، وإنما قرّب الله نبيّه موسى نَجِيّاً بالصوت فأسمعه صوته بقدرته ولم تسمع نداء الله زوجتُه وهي على مقربة من المكان، و كلّمه الله تكليماً وقربه نَجِيّاً، وأمّا محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقد بعث الله إليه بالدعوة عن طريق رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام ليحضره إلى ربّه فيكلّمه تكليماً من وراء السّدرة ليلة المعراج إلى ربّه، فمرّ به في الملكوت الكونيّ ليريه النّار التي وعد بها الكُفار ويريه الجنّة التي وعد بها الأبرار، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَإِنَّا عَلَىٰ أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } صدق الله العظيم [المؤمنون:٩٥]. ولم يرى الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً بل رأى من آيات ربّه الكُبرى في الكتاب، ومن آياته الكبرى ما يغشى سدرة المُنتهى من نورِ وجهه سبحانه وتعالى علواً كبيراً، ومن آياته الكُبرى السّدرة التي هي أكبر شيء خلقه الله في الكتاب التي عندها الجنّة، فبرغم أنّ الجنّة عرضها السموات والأرض ولكنّها عند سدرة المُنتهى، ثم أكبر ملائكةٍ في الكتاب وهم الثمانية حملة عرشه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً.

    وأما خزنة جهنّم فهم تسعة عشر ملكاً فقط وهم من النوع الأكبر
    فكُلما أراد الكُفار أن يخرجوا من نار جهنّم أُعيدوا فيها بواسطة أجنحة الملائكة الكُبرى، فضربة جناح الملك تُرجع أُمماً لا يحصيها إلا الله فيعيدهم بضربة جناحه بشدةٍ مؤلمةٍ إلى نار جهنّم فيقولون لهم ذوقوا عذاب الحريق، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } صدق الله العظيم [الحج:٢٢]. وملائكة النّار في الحجم من النوع الأكبر ذوي الأربعة الأجنحة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وبضربة أحد أجنحته يصدّ أمماً لا يحصيها إلا الله فيعيدهم بضربةٍ جناحه إلى نار جهنّم وقائدهم ملك يُدعى (مالك). تصديقاً لقول الله تعالى: { وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا ربّك قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴿٧٧﴾ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بالحقّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٨﴾ } صدق الله العظيم [الزخرف]

    وأصغر حجم في الملائكة هم الملكان الموكلان بالإنسان بحفظ عمله خيره وشره فهم مُكلفان معه حتى يأتي قدر موته ثم يتوفونه وهما رقيب وعتيد، وكُل إنسان معه ملائكة الموت وهم رقيب وعتيد كما سبق تفصيل مهامهم الموكلة إليهم في بيان قبل هذا، وهم من أصغر أنواع الملائكة المُكرمين ولا يفرطون في الكافر حتى يلقياه في العذاب الشديد في نار جهنّم ثم تنتهي مهمتهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { أَلْقِيَا فِي جهنّم كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾ } صدق الله العظيم [ق]. ويأخذ أحدهم بناصيته وهو عتيد وأمّا رقيب فيأخذه بقدميه فيلقياه فيقذفون به في نار جهنّم وذلك لأنهم يسوقونه إلى الباب فيأبى أن يدخل نار جهنّم ومن ثم يأخذوه بناصيته وقدميه فيقذفون به في نار جهنم، تصديقاً لقول الله تعالى: { فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ } صدق الله العظيم [الرحمن:٤١]. فيلقون به في نار جهنم، تصديقاً لقول الله تعالى: { فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ } صدق الله العظيم. ثم تنتهي مهمة رقيبٍ وعتيدٍ وهم أنفسهم ملائكة الموت الحفظة لعمل الإنسان حتى يأتي قدره فيتوفونه وهم لا يفرّطون به حتى يلقوا به في نار جهنّم فيُخلوا مسؤوليتهم إذا كان من أصحاب الجحيم، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:٦١]. وهم من أصغر أحجام الملائكة، وأعظم الأحجام هم الثمانية حملة عرش الرحمن، ويليهم في الحجم تسعة عشر ملك وهم خزنة جهنّم الغلاظ الشداد.

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المؤمنين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وال البيت الطاهريين
    سلام الله على ابوخالد ورحمة الله وبركاته على الامام المهدى المنتظر ناصر محمد وعليك وعلى جميع الانصار السابقين والتابعين للحق فى كل وقت وحين

    فعلا نريد أن نعلم ماهى الصلة والعلاقة بين عدد ملائكة العذاب التسعة عشر , وعدد أبواب النار السبعة؟
    قال الله تعالى
    (((سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴿26﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴿27﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ﴿28﴾ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ﴿29﴾ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴿30﴾ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴿31﴾))) صدق الله العظيم
    وقال الله تعالى
    ((( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ﴿43﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ﴿44﴾))
    صدق الله العظيم

    وقد سبق وأن بين لنا الامام المهدى المنتظر بأن أجسام ملائكة و خزنة النار بأنها ضخمة ولهم أجنحة كبيرة فبضربة واحدة تعيد أمماً تريد الخروج من النار فيعيدونهم اليها مرة أخرى

    قال الله تعالى (
    (( كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴿22﴾)))
    صدق الله العظيم

    فيا ايها الامام العليم بين لنا العلاقة بين عدد ملائكة العذاب خزنة النار , وعدد أبوابها السبعة؟



  5. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4272 من موضوع البيان الحقّ من صاحب علم الكتاب عن أرض المحشر ..

    الإمام ناصر محمد اليمانيّ
    4 - جمادى الآخرة - 1430 هـ
    28 - 05 - 2009 مـ
    12:13 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    البيان الحقّ من صاحب علم الكتاب عن أرض المحشر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿١٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فهذه الآية تتكلم عن يوم القيامة والحساب للذين سيدخلون الجنّة من بعد الحساب فيرزقون فيها بغير حساب، وأمّا في ساحة المحشر فيكونون جميعاً في أرض المحشر أهل النّار وأهل الجنّة ويتمّ إحضار النّار والجنّة في الساحة الكونيّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ ﴿٣٥﴾ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [النازعات].

    فيتمّ إحضار الجحيم إلى أرض المحشر؛ والنّار لها سبعةُ أبوابٍ لكُلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسوم. وكذلك يتمّ إحضار الجنّة إلى نفس أرض المحشر الكُبرى وهو الكون كُلّه يدكه دكّاً بكافة كواكبه ونجومه، ولم يخلقه الله لعباً ولا عبثاً! فيجعله أرضاً واحدةً مستويةً لا ترى فيها عِوجاً ولا أمتاً، ويتمّ إحضار النّار والجنّة إليها فتكون الجنّة بموقع غير بعيد من النّار. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴿١٩﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠﴾ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴿٢١﴾ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾ وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴿٢٣﴾ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [ق].

    وتكون الجنّة في أرض المحشر غير بعيدة من النّار؛ أي على مقربة منها، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم.

    غير أنّ الجنّة لا تكون خلف النّار؛ بل على مقربةٍ من بعضهما البعض؛ مُتقابلاتٍ، فالنّار تكون إلى جهة الشمال والجنّة إلى جهة اليمين وجميع المتّقين والكافرين ينظرون إلى الجنّة وإلى النّار وهم في أرض المحشر، ومن بعد الحساب والفصل بالحقّ فمن ثمّ يأتي التفرّق تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    والتفرّق من بعد الحساب فيتمّ حشر أهل النّار من أرض المحشر فيُساق أهل النّار إلى صراط النّار. تصديقاً لقول الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكن يتمّ تقسيمهم إلى سبع زُمرٍ بعدد أبواب جهنّم السبعة تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    ولذلك يتمّ حشر أهل النّار من أرض المحشر وتقسيمهم إلى سبع زُمرٍ ثمّ يُساقون نحو أبواب جهنّم السبعة لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسوم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} صدق الله العظيم [الزمر:71].

    وأما أهل الجنّة فمن بعد الحساب يتمّ تقسيمهم زُمراً بعدد أبواب الجنّة، والتزحزح هو الابتعاد عن النّار من نفس منطقة المحشر فلا يُساقون إلى صراطِ الجحيم؛ بل إلى صراط جنّات النّعيم المُقيم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويحاول أهل النّار الهرب منها صوب الجنّة ويتوسّلون بالمتقين من أهل الجنّة أن ينظروهم ويقتبسوا من نورهم، ولكنّ الملائكة يرجعونهم بالقوّة فيُساقون قهراً إلى نار جهنّم فيستغيثون بالمُتّقين ليقتبسوا من نورهم ذلك لأنّهم لا يزالون مُشركين بربّهم عبادَه المقربين، والنّور من الله، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ، ولكن من كان في هذه أعمى عن الحقّ فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً، ولأنّهم لا يعرفون الحقّ والحقّ هو ربّهم ولذلك يتوسّلون إلى عباد الله المتّقين ويقولون لهم: {انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} صدق الله العظيم [الحديد:13].

    ثمّ يُضرب بينهم بسورٍ فاصل بين الجنّة والنّار، فباطنه إلى الجنّة والنّار من قِبَلِهِ لأنّ النّار والجنّة قد جعلهما الله يوم القيامة مُتقابلات، النّار شمال والجنّة يمين وسور الأعراف بينهما، ومن ثمّ تُساق طائفةٌ أُخرى من أرض المحشر لم يتمّ حسابهم ولم يسألهم الله عن أيّ شيء ولم يُحاسبهم الله عن أيّ شيء لأنّ لهم حُجّة على ربّهم فجعلهم الله فوق سور الأعراف يتفرّجون على أهل النّار وأهل الجنّة. ولكن من هم تلك الطائفة؟ والجواب الحقّ: هم القوم الذين ماتوا من أهل القرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم، فأولئك لهم حُجّة على ربهم تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    كأمثال عبد الله بن عبد المطلب أبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجميع الذين ماتوا من القرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم، فأولئك لا يُعذّبهم الله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    فأولئك هم أصحاب الأعراف فلم يجعلهم الله من أهل الجنّة ولم يجعلهم الله من أهل النّار، وشهدوا كيف أنّ الله حاسب عباده وكيف فصل بينهم بالحقّ وبين أنبيائهم، وسأل الله أنبياءهم هل بلّغتم؟ فأجابوا نعم، وشهد على بلاغهم الذين صدّقوا بشأنهم، وصار لديهم مفهوم قصة الرُّسل وأقوامهم والذين كذّبوا برُسل ربّهم والذين صدّقوا برُسل ربّهم فصار الأمر واضحاً لديهم كاملاً من البداية إلى النهاية عن أقوامهم من بعدهم، ومنهم من يعرف رجالاً من أهل النّار كمثل أبي لهب والوليد ابن المغيرة، فمثلاً أبو النّبي عبد الله بن عبد المطلب يعرف أبا لهب ويعرف الوليد بن المغيرة وغيرهم من قبل موته، وكذلك جميع أهل الأعراف الذين ماتوا من قبيل مبعث الرُّسل يعرفون النّاس الذين كانوا بجيلهم غير أنّهم ماتوا من قبل بعث رُسل الله إلى القُرى، فبعضهم قبل مبعث رسول ربّه إلى قريته بشهر أو أكثر من ذلك بسنين أو أقل، ولكنّهم قد علموا أنّ هؤلاء المُترفون الذين كانوا يعرفونهم قد بعث الله رُسلاً من بعدهم وكذّبوا برُسل الله الذين أرسلهم الله إليهم من بعد موتهم وبالذّات الذين يموتون من أهل القُرى قُبيل بعث الرسول إليهم فهم حتماً يعرفون المُترفين في جيلهم ووجدوا خبرهم أنّ الله بعث إليهم رسولاً فكذّبوا به وكانوا يعرفون أنّهم أغنياء ولذلك قالوا لهم: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولذلك يُنادونهم من فوق الأعراف لأنّهم يعرفونهم بصورهم في الدنيا.

    وقبل التفصيل في شأن أهل الأعراف نعود إلى أصحاب الجنّة والنّار بعد انتهاء الحساب وإقامة الحُجّة بالحقّ فيدخل أهل النّارِ النّارَ ويدخل أهل الجنّةِ الجنّةَ فينادي أصحاب الجنّة أصحاب النّار. وقال الله تعالى: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فمن المؤذن بينهم؟ إنّه عبد الله بن عبد المُطلب ومن معه من أهل الأعراف.

    ونعود الآن إلى رجال الأعراف. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]، فهم يعرفون كُفّاراً من أصحاب النّار وكذلك يعرفون رجالاً من أهل الجنّة، فينظر أصحاب الأعراف إلى أصحاب الجنّة فيقولون لأصحاب الجنّة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، ولكنّهم ليسوا في الجنّة؛ بل ينظرون إليها وإلى من فيها من فوق سور الأعراف ويَتمنّوْنَ أن يُدخلهم الله جنّته برحمته. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ ينظرون إلى أصحاب النّار فيخاطبونهم فيقولون لهم: {أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:49]، ويقصدون بهؤلاء؛ أهل الجنّة، فأشاروا إليهم وهم يخاطبون أصحاب النّار وقالوا لهم: يا أصحاب النّار أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَته؟ ومن ثمّ يُجيب الله دعوة أهل الأعراف حين ذكروا رحمته وأهل الأعراف قد دعوا الله من بعد حشرهم على سور الأعراف وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾ أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فمن الذي قال لأهل الأعراف: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم؟ إنّه الذي دعوه من بعد حشرهم على الأعراف ونظروا إلى نار جهنّم والكُفّار يصطرخون فيها. وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم.

    فانظروا إلى جواب الله لدُعائهم حين ذكروا رحمته لأنّهم يمقتون الكُفّار وقالوا لهم: أهؤلاء - ثمّ أشاروا إلى أهل الجنّة - الذين أقسمتم يا أهل النّار لن ينالهم الله برحمته؟ ومن ثمّ تأتي إجابة الله لدعوة أهل الأعراف حين أقرّوا وأيقنوا برحمة الله وقالوا: {أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ} صدق الله العظيم، وعلى الفور ناداهم الله من وراء الحجاب فأجاب دعوتهم بالحقّ، وقال الله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّهم يدعون ربّهم فيسألونه برحمته حين ينظرون إلى أهل النّار يصطرخون في نار جهنّم. وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم.

    فانظروا لإجابة الله لدُعائهم وقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، اتّقوا الله واعلموا أنْ ليس لكم من دون الله وليٌ ولا شفيع، وسلوا الله برحمته، ومن ذا الذي هو أرحم بكم من الله حتى تلجأوا إليه من دون الله! أفلا تتّقون؟ أفلا ترون أنّ الله أجاب دعوة أهل الأعراف ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟

    ويا من ينتظرون لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يشفع لهم بين يدي الله ها هو أبوه مع أهل الأعراف ولم يشفع له محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يرجُ من ولده أن يشفع له بين يدي ربه؛ بل دعا ربّه مع أهل الأعراف وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم، ثمّ أجاب الله دعاء أهل الأعراف وقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد .. فأمّا الذين آمنوا منكم حين أذكّرهم بآيات ربّهم وأبيّنها لهم فتزيدهم إيماناً فتلين جلودهم ومن ثمّ تخشع قلوبهم فتدمع أعينهم مما عرفوا من الحقّ، وأمّا العُميان فوالله لو أنذرته بجميع آيات الكتاب وفصّلتها تفصيلاً فإنّه سوف ينبذها جميعاً وراء ظهره مهما كانت واضحةً وبيّنةً في البيان الحقّ، وسبب فتنته أنّهُ يعلم حديثاً أو روايةً مُخالفةً لهذه الآيات المحكمات ويفضّل أن يستمسك بذلك الحديث المخالف ويقول: "إنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلّا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح، فهل أنت أعلم يا ناصر محمد اليماني أم هم؟". ومن ثمّ أردّ عليه وأقول: ولكنّي أُحاجّك بآياتٍ مُحكماتٍ بيّنات هُنَّ أمُّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلّا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ، فيتّبع الفتنة الموضوعة من أحاديث وروايات الفتنة التي تأتي مخالفةً لآيات الكتاب المحكمات وحسبه جهنّم ومن اتّبعه وساءت مصيراً.

    ولكنّي أقسم بالله لو الآية جاءت مطابقةً للحديث الذي هو مستمسكٌ به لأعجبته واستمسك بها وصرخ بها كبرهان على الحديث، ولكن إذا جاءت مخالفةً للحديث الذي هو مستمسكٌ به فعند ذلك تسوءه ويقول: "لا يعلم تأويلها إلّا الله" برغم أنّها مُحكمة من آيات الكتاب المُحكمات من أُمّ الكتاب وليست من المتشابهات! تالله لا يطلّع على بيان ناصر محمد اليماني عالِمٌ أو جاهلٌ إلّا تبيّن له الحقّ، ولكنّ الكارثة أنّه برغم أنّه تقبّلها عقله إلّا أن كثيراً لا يوقن بآيات ربّه برغم وضوحها الشديد!

    ويا قوم يا أصحاب اللسان العربيّ المبين إنّ القرآن عربيّ أرسله الله بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ليُبيّن لكم ما تتقون، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:4].

    وكذلك القرآن العظيم لماذا لا تفهمون مُحكمه؟ فهو ليس بأعجميٍّ؛ بل عربيٌّ مُبينٌ، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    ولكنّكم جعلتموه أعجميّاً فأعرضتم عنه وقلتم على الله زوراً وبهتاناً أنّه لا يعلم تأويل القرآن إلّا الله، ولم يقل الله ذلك وافتريتم على الله الكذب وأنتم تعلمون أنّه لم يقل ذلك؛ بل قال لكم أنّ مِنهُ آياتٌ مُحكماتٌ واضحاتٌ بيّناتٌ هُنَّ أمُّ الكتاب يعلمهنّ ويفهمهنّ ويعقلهنّ العالِم والجاهل كلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ، وتلك أكثر آيات الكتاب بنسبة تسعين في المائة وأُخرى مُتشابهات وهُنّ قليلٌ ليست إلّا تقريباً عشرة في المائة أو أقل من عشرة في المائة فتلك الآيات المُتشابهات لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله وهُنّ قليلٌ، ولكنّكم جعلتم القرآن كُلّه لا يعلمُ تأويله إلّا الله، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم لم يحاجّكم إلّا بالآيات المحكمات الواضحات البيّنات يعلمهنّ ويعقلهنّ كُلّ من تدبّر ما جاء فيهنّ من ربّه لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلّا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المُبين.

    ويا معشر الأنصار كونوا من الموقنين ولا تكونوا من الذين هم بآيات ربّهم لا يوقنون ثمّ لا يوقنون إلّا بعد أن يقع القول عليهم وخروج الدابة، وكذلك قال الله تعالى إنّكم لم تكذّبوا بالذي يحاجّكم بآيات ربّكم ولم تصدّقوا والسبب عدم اليقين بآيات الله التي أحاجّكم بها في الكتاب، وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    بارك الله فيكم اخوتي جميعا و لقد قرأت البيانات المنشورة مسبقا و لكن سؤالي هو في قوله تعالى " وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) " صدق الله العظيم

    ليستيقن الذين اوتوا الكتاب, فما علاقة عدد ملائكة جهنم بأهل الكتاب, علما ان الرقم تسعة عشر هو رقم له دلالات عند اليهود


    (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )
    صدق الله العظيم

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : أبو خالد
    بارك الله فيكم اخوتي جميعا و لقد قرأت البيانات المنشورة مسبقا و لكن سؤالي هو في قوله تعالى " وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) " صدق الله العظيم

    ليستيقن الذين اوتوا الكتاب, فما علاقة عدد ملائكة جهنم بأهل الكتاب, علما ان الرقم تسعة عشر هو رقم له دلالات عند اليهود


    انتهى الاقتباس من أبو خالد
    بختصار قد ذكر في كتب أهل الكتاب عدد ملائكة خزنه النار ولقد أكدت هذه الايه صدق ماعندهم وليتأكدوا ويستيقنوا من صدق هذا القرآن الذي طابق مافيه من الحق ماعندهم من الحق في شأن عدته أهل النار


    ومن أراد أن يفهم فليقرأ هنا


    {عليها تسعة عشر}: أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث وابن مردويه عن البراء
    أن رهطاً من اليهود سألوا رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم، فجاء، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل عليه ساعتئذ: {عليها تسعة عشر}.
    {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ}؟ استفهام للتهويل والتفظيع أي وما أعلمك أي شيء هو سقر؟ {لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ} أي لا تبقي على شيء فيها إلا أهلكته، ولا تترك أحداً من الفجار إلا أحرقته، قال ابن عباس: لا تبقي من الدم والعظم واللحم شيئاً، فإذا أعيد خلقهم من جديد تعاود إحراقهم بأشد مما كانت وهكذا أبداً
    {لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ} أي تلوح وتظهر لأنظار الناس من مسافات بعيدة لعظمها وهولها كقوله تعالى {وبرزت الجحيم لمن يرى} قال الحسن: تلوح لهم من مسيرة خمسمائة عام حتى يروها عياناً فهي بارزة إلى أنظارهم، يرونها من غير استشراف ولا مدِّ أعناق {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ}

    أي خزنتها الموكلون عليها تسعة عشر ملكاً من الزبانية الأشداء كقوله تعالى
    {عليها ملائكة غلاظٌ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} قال ابن عباس: "ما بين منكبي الواحد منهم مسيرة سنة، وقوة الواحد منهم أن يضرب بالمقمع فيدفع بتلك الضربة سبعين ألف انسان في قعر جهنم" قال الألوسي: روي عن ابن عباس أنها لما نزلت {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} قال أبو جهل لقريش: ثكلتكم أُمهاتكم، أسمع ابن أبي كبشة - يعني محمداً - يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر، وأنتم الدَّهم - أي العدد - الشجعان، أفيعجز كل عشرةٍ منكم أن يبطشوا برجل منهم؟ فقال أبو الأشداد الجمحي: - وكان شديد البطش - أنا أكفيكم سبعة عشر فاكفوني أنتم اثنين، فأنزل الله.هذه الايات


    الحكمة من تخصيص عدد خزنة جهنم

    {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ(31)كَلا وَالْقَمَرِ(32)وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ(33)وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ(34)إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ(35)نَذِيرًا لِلْبَشَرِ(36)لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ(37)}
    سبب النزول:
    نزول للآية (31):
    {وما جعلنا ..} : قال ابن إسحاق وقتادة: قال أبو جهل يوماً: يا معشر قريش، يزعم محمد أن جنود الله الذين يعذبونكم في النار تسعة عشر، وأنتم أكثر الناس عدداً، أفيعجز مئة رجل منكم عن رجل منهم، فأنزل الله: {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة} الآية.
    وقال السُّدِّي: لما نزلت
    {عليها تسعة عشر} قال رجل من قريش يدعى أبا الأشد بن كَلَدة الْجُمَحي - وكان شديد البطش -: يا معشر قريش لا يهولَنَّكم التسعة عشر، أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن عشرة من الملائكة، وبمنكبي الأيسر التسعة، فأنزل الله: {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة}.
    وفي رواية: أن الحارث بن كَلَدة قال: أن أكفيكم سبعة عشر، واكفوني أنتم اثنين، فنزل قوله:
    {وماجعلنا أصحاب النار إلا ملائكة} أي لم يجعلهم رجالاً تستطيعون مغالبتهم.
    {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً} أي وما جعلنا خزنة النار إلا من الملائكة الغلاظ الشداد، ولم نجعلهم من البشر حتى يصارعوهم ويغالبوهم {وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} أي لم نجعل ذلك العدد إلاَّ سبباً لفتنة وضلال المشركين، حيث استقلوا بعددهم واستهزؤوا حتى قال أبو جهل: أفيعجز كل مائةٍ منكم أن يبطشوا بواحدٍ منهم ثم تخرجون من النار؟ قال الطبري: وإِنما جعل الله الخبر عن عدد خزنة جهنم فتنةً للكافرين، لتكذيبهم بذلك وقول بعضهم لأصحابه - على سبيل الاستهزاء - أنا أكفيكموهم
    {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} أي ليتيقن أهل الكتاب من صدق محمد، وأن هذا القرآن من عند الله، إِذ يجدون هذا العدد في كتبهم المنزَّلة
    {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}
    أي ويزداد المؤمنون تصديقاً لله ورسوله، بما يشهدون من صدق أخبار نبيهم صلى الله عليه وسلم وتسليم أهل الكتاب لما جاء في القرآن موافقاً للتوراة والإِنجيل
    {وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ} أي ولا يشك أهل الكتاب والمؤمنون في عددهم، وهذا تأكيدٌ لما قبله لأنه لما ذكر اليقين نفى عنهم الشك، فكان قوله {ولا يرتاب} مبالغة وتأكيداً، وهو ما يسميه علماء البلاغة الإِطناب {وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً} أي وليقول الذين في قلوبهم شك ونفاق والكافرون من أهل مكة: أيَّ شيء أراد الله بهذا القول العجيب، الذي هو مثل في الغرابة والبداعة؟
    ولما يخوفنا بواسطته من سقر وخزنتها التسعة عشر؟ قال الرازي: إِثبات اليقين في بعض الأحوال لا ينافي حصول الارتياب بعد ذلك، فالمقصود من إِعادة هذا الكلام هو أنه حصل لهم يقين جازم بحيث لا يحصل عقيبه البتة شك ولا ريب، وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلم من حال قريش أنه متى أخبرهم بهذا العدد العجيب فإِنهم يستهزئون به ويضحكون منه، ولذلك بيَّن تعالى الغاية من ذكر هذا الخبر أوضح بيان
    {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} أي مثل ما أضلَّ الله أبا جهل وأصحابه، يضلُّ الله عن الهداية والإِيمان من أراد إِضلاله، ويهدي من أراد هدايته، وله الحكمة البالغة، والحجة الدامغة {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ} أي وما يعلم عدد الملائكة، وقوتهم وضخامة خلقهم، وكثرتهم إِلا الله رب العالمين، وفي الآية ردٌّ على أبي جهل حين قال: أما لربِّ محمد أعوان إلاّ تسعة عشر؟ {وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} أي وما هذه النار التي وصفها لكم الجبار، إلا موعظة وتذكرة للخلق ليخافوا ويطيعوا {كَلا وَالْقَمَرِ} {كَلا} كلمة ردع وزجر ثم أقسم تعالى بالقمر على أن سقر حق، والمعنى ليرتدع أولئك المستهزئون بالوحي والقرآن عن فعلهم وسوء صنيعهم، وأُقسم بالقمر {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} أي وأُقسم بالليل حين ولَّى بظلمته ذاهباً {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} أي وبالصبح إِذا تبلَّج وأضاء، ونشر ضياءه على الأرجاء {إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ} أي إِن جهنم لإِحدى الدواهي الكبيرة، والبلايا الخطيرة، فكيف يستهزئون بها ويكذبون؟ قال أبو حيان: أقسم تعالى بهذه الأشياء تشريفاً لها، وتنبيهاً على ما يظهر فيها من عجائب الله وقدرته، وقوام الوجود بإِيجادها، أقسم على أن جهنم إِحدى الدواهي العظيمة التي لا نظير لها - وفي الآية إِيماء إِلى أن الشمس والقمر مخلوقان لله، وأنهما في حركاتهما وإِدبارهما وإِسفارهما، ونشوء الليل والنهار عنهما، مسخران لأمره تعالى، ساجدان بين يدي قدرته وقهره، فكيف يحسن بالبشر أن يعبدوهما ويكفروا بالإِله الذي خلقهما؟ ثم قال تعالى عن جهنم {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ} أي هي إِنذار للخلق ليتقوا ربهم {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} أي لمن أراد من العباد أن يتقرب إلى ربه بفعل الخيرات أو يتأخر بفعل الموبقات، قال أبو حيّان: والمراد بالتقدم والتأخر: السبق إلى الخير والتخلف عنه كقوله تعالى {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} قال ابن عباس: من شاء اتبع طاعة الله، ومن شاء تأخر عنها بمعصيته.

    اللهم إني أعوذ بك أن أرضى بشيىء حتى ترضى.


    {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ }
    الأعراف89

  8. Lightbulb الإمام المهدي يزيدنا تعريفاً عن بيان الآية الكريمة: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿35﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿36﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ‌}


    الإمام المهدي يزيدنا تعريفاً عن بيان الآية الكريمة:
    {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿35﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿36﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ‌}


    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 03 - 1433 هـ
    19 - 02 - 2012 مـ
    02:44 AM
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    الإمام المهدي يزيدنا تعريفاً عن بيان الآية الكريمة:

    {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿35﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿36﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ‌ ﴿37﴾}
    صدق الله العظيم [المدثر]
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر، أما بعد..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

    ويا حبيبي في الله من يريد أن يتقدم فيتبع البيان الحق للقرآن ولا يريد أن يتأخر عن اتباع الحق من ربه، إني أراك تجادلني بقول الله تعالى {إِنَّ?َا لإٍحْدَى الْكُبَرِ} صدق الله العظيم [المدثر:35]

    ومن ثم تقول أن كلمة {إِنَّ?َا} راجعة لرقم الملائكة التسعة عشر، ومن ثم يرد عليك المهدي المنتظر وأقول: إن عندكم سلطان بهذا أم تقولوا على الله مالا تعلمون؟ ولكن الله لو كان يقصد الملائكة التسعة عشر أصحاب خزنة جهنم لقال إنهم ولكنه قال {إِنَّ?َا لإٍحْدَى الْكُبَرِ} كونه يتكلم عن سقر. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَمَا أَدْرَ‌اكَ مَا سَقَرُ‌ ﴿27﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ‌ ﴿28﴾ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ‌ ﴿29﴾} [المدثر]

    ومن ثم يزيدكم تعريفاً عنها فيقول:
    {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿35﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿36﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ‌ ﴿37﴾} صدق الله العظيم [المدثر]

    وإنما النذير يأتي للتحذير من عذاب الله المنتظر للمعرضين عن اتباع الذكر. ولذلك قال الله تعالى:
    {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿35﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿36﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ‌ ﴿37﴾} صدق الله العظيم

    وسؤالك الآخر هو عن التقدم والتأخر، ومن ثم يرد عليك المهدي المنتظر وأقول: إن التقدم هو التقدم إلى اتباع الحق من ربه للأخذ به، وأما التأخر فهو أن يتأخر إلى الوراء فينقلب على دبره سالكاً الطريق المعاكس للحق، وإنما المستقدمين هم الذين تقدموا لاتباع الحق من ربهم، وأما المستأخرين وهم الذين تأخروا عن اتباع الحق من ربهم وقد أحاط الله بهم علماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} صدق الله العظيم [الحجر:24]

    وتصديقا لقول الله تعالى:{لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:179]

    فتقدم للبيعة واتبع الحق من ربك ولا تتأخر عن اتباع الحق، فاحذر من عذاب الله من كوكب سقر اللواحة للبشر من عصر إلى آخر بقدر مقدور في الكتاب المسطور، وإلى الله ترجع الأمور. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    {كَلَّا وَالْقَمَرِ‌ ﴿32﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ‌ ﴿33﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ‌ ﴿34﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿35﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿36﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ‌﴿37﴾}
    صدق الله العظيم [المدثر]
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  9. افتراضي




    اقتباس المشاركة 4272 من موضوع البيان الحقّ من صاحب علم الكتاب عن أرض المحشر ..

    الإمام ناصر محمد اليمانيّ
    4 - جمادى الآخرة - 1430 هـ
    28 - 05 - 2009 مـ
    12:13 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    البيان الحقّ من صاحب علم الكتاب عن أرض المحشر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿١٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فهذه الآية تتكلم عن يوم القيامة والحساب للذين سيدخلون الجنّة من بعد الحساب فيرزقون فيها بغير حساب، وأمّا في ساحة المحشر فيكونون جميعاً في أرض المحشر أهل النّار وأهل الجنّة ويتمّ إحضار النّار والجنّة في الساحة الكونيّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ ﴿٣٥﴾ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [النازعات].

    فيتمّ إحضار الجحيم إلى أرض المحشر؛ والنّار لها سبعةُ أبوابٍ لكُلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسوم. وكذلك يتمّ إحضار الجنّة إلى نفس أرض المحشر الكُبرى وهو الكون كُلّه يدكه دكّاً بكافة كواكبه ونجومه، ولم يخلقه الله لعباً ولا عبثاً! فيجعله أرضاً واحدةً مستويةً لا ترى فيها عِوجاً ولا أمتاً، ويتمّ إحضار النّار والجنّة إليها فتكون الجنّة بموقع غير بعيد من النّار. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴿١٩﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠﴾ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴿٢١﴾ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾ وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴿٢٣﴾ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [ق].

    وتكون الجنّة في أرض المحشر غير بعيدة من النّار؛ أي على مقربة منها، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم.

    غير أنّ الجنّة لا تكون خلف النّار؛ بل على مقربةٍ من بعضهما البعض؛ مُتقابلاتٍ، فالنّار تكون إلى جهة الشمال والجنّة إلى جهة اليمين وجميع المتّقين والكافرين ينظرون إلى الجنّة وإلى النّار وهم في أرض المحشر، ومن بعد الحساب والفصل بالحقّ فمن ثمّ يأتي التفرّق تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    والتفرّق من بعد الحساب فيتمّ حشر أهل النّار من أرض المحشر فيُساق أهل النّار إلى صراط النّار. تصديقاً لقول الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكن يتمّ تقسيمهم إلى سبع زُمرٍ بعدد أبواب جهنّم السبعة تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    ولذلك يتمّ حشر أهل النّار من أرض المحشر وتقسيمهم إلى سبع زُمرٍ ثمّ يُساقون نحو أبواب جهنّم السبعة لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسوم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} صدق الله العظيم [الزمر:71].

    وأما أهل الجنّة فمن بعد الحساب يتمّ تقسيمهم زُمراً بعدد أبواب الجنّة، والتزحزح هو الابتعاد عن النّار من نفس منطقة المحشر فلا يُساقون إلى صراطِ الجحيم؛ بل إلى صراط جنّات النّعيم المُقيم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويحاول أهل النّار الهرب منها صوب الجنّة ويتوسّلون بالمتقين من أهل الجنّة أن ينظروهم ويقتبسوا من نورهم، ولكنّ الملائكة يرجعونهم بالقوّة فيُساقون قهراً إلى نار جهنّم فيستغيثون بالمُتّقين ليقتبسوا من نورهم ذلك لأنّهم لا يزالون مُشركين بربّهم عبادَه المقربين، والنّور من الله، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ، ولكن من كان في هذه أعمى عن الحقّ فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً، ولأنّهم لا يعرفون الحقّ والحقّ هو ربّهم ولذلك يتوسّلون إلى عباد الله المتّقين ويقولون لهم: {انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} صدق الله العظيم [الحديد:13].

    ثمّ يُضرب بينهم بسورٍ فاصل بين الجنّة والنّار، فباطنه إلى الجنّة والنّار من قِبَلِهِ لأنّ النّار والجنّة قد جعلهما الله يوم القيامة مُتقابلات، النّار شمال والجنّة يمين وسور الأعراف بينهما، ومن ثمّ تُساق طائفةٌ أُخرى من أرض المحشر لم يتمّ حسابهم ولم يسألهم الله عن أيّ شيء ولم يُحاسبهم الله عن أيّ شيء لأنّ لهم حُجّة على ربّهم فجعلهم الله فوق سور الأعراف يتفرّجون على أهل النّار وأهل الجنّة. ولكن من هم تلك الطائفة؟ والجواب الحقّ: هم القوم الذين ماتوا من أهل القرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم، فأولئك لهم حُجّة على ربهم تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    كأمثال عبد الله بن عبد المطلب أبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجميع الذين ماتوا من القرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم، فأولئك لا يُعذّبهم الله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    فأولئك هم أصحاب الأعراف فلم يجعلهم الله من أهل الجنّة ولم يجعلهم الله من أهل النّار، وشهدوا كيف أنّ الله حاسب عباده وكيف فصل بينهم بالحقّ وبين أنبيائهم، وسأل الله أنبياءهم هل بلّغتم؟ فأجابوا نعم، وشهد على بلاغهم الذين صدّقوا بشأنهم، وصار لديهم مفهوم قصة الرُّسل وأقوامهم والذين كذّبوا برُسل ربّهم والذين صدّقوا برُسل ربّهم فصار الأمر واضحاً لديهم كاملاً من البداية إلى النهاية عن أقوامهم من بعدهم، ومنهم من يعرف رجالاً من أهل النّار كمثل أبي لهب والوليد ابن المغيرة، فمثلاً أبو النّبي عبد الله بن عبد المطلب يعرف أبا لهب ويعرف الوليد بن المغيرة وغيرهم من قبل موته، وكذلك جميع أهل الأعراف الذين ماتوا من قبيل مبعث الرُّسل يعرفون النّاس الذين كانوا بجيلهم غير أنّهم ماتوا من قبل بعث رُسل الله إلى القُرى، فبعضهم قبل مبعث رسول ربّه إلى قريته بشهر أو أكثر من ذلك بسنين أو أقل، ولكنّهم قد علموا أنّ هؤلاء المُترفون الذين كانوا يعرفونهم قد بعث الله رُسلاً من بعدهم وكذّبوا برُسل الله الذين أرسلهم الله إليهم من بعد موتهم وبالذّات الذين يموتون من أهل القُرى قُبيل بعث الرسول إليهم فهم حتماً يعرفون المُترفين في جيلهم ووجدوا خبرهم أنّ الله بعث إليهم رسولاً فكذّبوا به وكانوا يعرفون أنّهم أغنياء ولذلك قالوا لهم: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولذلك يُنادونهم من فوق الأعراف لأنّهم يعرفونهم بصورهم في الدنيا.

    وقبل التفصيل في شأن أهل الأعراف نعود إلى أصحاب الجنّة والنّار بعد انتهاء الحساب وإقامة الحُجّة بالحقّ فيدخل أهل النّارِ النّارَ ويدخل أهل الجنّةِ الجنّةَ فينادي أصحاب الجنّة أصحاب النّار. وقال الله تعالى: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فمن المؤذن بينهم؟ إنّه عبد الله بن عبد المُطلب ومن معه من أهل الأعراف.

    ونعود الآن إلى رجال الأعراف. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]، فهم يعرفون كُفّاراً من أصحاب النّار وكذلك يعرفون رجالاً من أهل الجنّة، فينظر أصحاب الأعراف إلى أصحاب الجنّة فيقولون لأصحاب الجنّة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، ولكنّهم ليسوا في الجنّة؛ بل ينظرون إليها وإلى من فيها من فوق سور الأعراف ويَتمنّوْنَ أن يُدخلهم الله جنّته برحمته. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ ينظرون إلى أصحاب النّار فيخاطبونهم فيقولون لهم: {أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:49]، ويقصدون بهؤلاء؛ أهل الجنّة، فأشاروا إليهم وهم يخاطبون أصحاب النّار وقالوا لهم: يا أصحاب النّار أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَته؟ ومن ثمّ يُجيب الله دعوة أهل الأعراف حين ذكروا رحمته وأهل الأعراف قد دعوا الله من بعد حشرهم على سور الأعراف وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾ أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فمن الذي قال لأهل الأعراف: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم؟ إنّه الذي دعوه من بعد حشرهم على الأعراف ونظروا إلى نار جهنّم والكُفّار يصطرخون فيها. وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم.

    فانظروا إلى جواب الله لدُعائهم حين ذكروا رحمته لأنّهم يمقتون الكُفّار وقالوا لهم: أهؤلاء - ثمّ أشاروا إلى أهل الجنّة - الذين أقسمتم يا أهل النّار لن ينالهم الله برحمته؟ ومن ثمّ تأتي إجابة الله لدعوة أهل الأعراف حين أقرّوا وأيقنوا برحمة الله وقالوا: {أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ} صدق الله العظيم، وعلى الفور ناداهم الله من وراء الحجاب فأجاب دعوتهم بالحقّ، وقال الله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّهم يدعون ربّهم فيسألونه برحمته حين ينظرون إلى أهل النّار يصطرخون في نار جهنّم. وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم.

    فانظروا لإجابة الله لدُعائهم وقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، اتّقوا الله واعلموا أنْ ليس لكم من دون الله وليٌ ولا شفيع، وسلوا الله برحمته، ومن ذا الذي هو أرحم بكم من الله حتى تلجأوا إليه من دون الله! أفلا تتّقون؟ أفلا ترون أنّ الله أجاب دعوة أهل الأعراف ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟

    ويا من ينتظرون لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يشفع لهم بين يدي الله ها هو أبوه مع أهل الأعراف ولم يشفع له محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يرجُ من ولده أن يشفع له بين يدي ربه؛ بل دعا ربّه مع أهل الأعراف وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم، ثمّ أجاب الله دعاء أهل الأعراف وقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد .. فأمّا الذين آمنوا منكم حين أذكّرهم بآيات ربّهم وأبيّنها لهم فتزيدهم إيماناً فتلين جلودهم ومن ثمّ تخشع قلوبهم فتدمع أعينهم مما عرفوا من الحقّ، وأمّا العُميان فوالله لو أنذرته بجميع آيات الكتاب وفصّلتها تفصيلاً فإنّه سوف ينبذها جميعاً وراء ظهره مهما كانت واضحةً وبيّنةً في البيان الحقّ، وسبب فتنته أنّهُ يعلم حديثاً أو روايةً مُخالفةً لهذه الآيات المحكمات ويفضّل أن يستمسك بذلك الحديث المخالف ويقول: "إنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلّا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح، فهل أنت أعلم يا ناصر محمد اليماني أم هم؟". ومن ثمّ أردّ عليه وأقول: ولكنّي أُحاجّك بآياتٍ مُحكماتٍ بيّنات هُنَّ أمُّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلّا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ، فيتّبع الفتنة الموضوعة من أحاديث وروايات الفتنة التي تأتي مخالفةً لآيات الكتاب المحكمات وحسبه جهنّم ومن اتّبعه وساءت مصيراً.

    ولكنّي أقسم بالله لو الآية جاءت مطابقةً للحديث الذي هو مستمسكٌ به لأعجبته واستمسك بها وصرخ بها كبرهان على الحديث، ولكن إذا جاءت مخالفةً للحديث الذي هو مستمسكٌ به فعند ذلك تسوءه ويقول: "لا يعلم تأويلها إلّا الله" برغم أنّها مُحكمة من آيات الكتاب المُحكمات من أُمّ الكتاب وليست من المتشابهات! تالله لا يطلّع على بيان ناصر محمد اليماني عالِمٌ أو جاهلٌ إلّا تبيّن له الحقّ، ولكنّ الكارثة أنّه برغم أنّه تقبّلها عقله إلّا أن كثيراً لا يوقن بآيات ربّه برغم وضوحها الشديد!

    ويا قوم يا أصحاب اللسان العربيّ المبين إنّ القرآن عربيّ أرسله الله بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ليُبيّن لكم ما تتقون، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:4].

    وكذلك القرآن العظيم لماذا لا تفهمون مُحكمه؟ فهو ليس بأعجميٍّ؛ بل عربيٌّ مُبينٌ، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    ولكنّكم جعلتموه أعجميّاً فأعرضتم عنه وقلتم على الله زوراً وبهتاناً أنّه لا يعلم تأويل القرآن إلّا الله، ولم يقل الله ذلك وافتريتم على الله الكذب وأنتم تعلمون أنّه لم يقل ذلك؛ بل قال لكم أنّ مِنهُ آياتٌ مُحكماتٌ واضحاتٌ بيّناتٌ هُنَّ أمُّ الكتاب يعلمهنّ ويفهمهنّ ويعقلهنّ العالِم والجاهل كلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ، وتلك أكثر آيات الكتاب بنسبة تسعين في المائة وأُخرى مُتشابهات وهُنّ قليلٌ ليست إلّا تقريباً عشرة في المائة أو أقل من عشرة في المائة فتلك الآيات المُتشابهات لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله وهُنّ قليلٌ، ولكنّكم جعلتم القرآن كُلّه لا يعلمُ تأويله إلّا الله، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم لم يحاجّكم إلّا بالآيات المحكمات الواضحات البيّنات يعلمهنّ ويعقلهنّ كُلّ من تدبّر ما جاء فيهنّ من ربّه لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلّا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المُبين.

    ويا معشر الأنصار كونوا من الموقنين ولا تكونوا من الذين هم بآيات ربّهم لا يوقنون ثمّ لا يوقنون إلّا بعد أن يقع القول عليهم وخروج الدابة، وكذلك قال الله تعالى إنّكم لم تكذّبوا بالذي يحاجّكم بآيات ربّكم ولم تصدّقوا والسبب عدم اليقين بآيات الله التي أحاجّكم بها في الكتاب، وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 3859 من موضوع رد صاحب علم الكتاب إلى حبيب الحبيب بالبيان الحقّ لا ريب فيه: { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَ‌قِيبٌ عَتِيدٌ } ..


    - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 01 - 1429 هـ
    10 - 01 - 2008 مـ
    11:52 مـساءً
    ــــــــــــــــ


    أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين فأتَّبعك يا حبيب الحبيب
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين. ثمّ أمّا بعد..

    يا حبيب الحبيب، إنّنا كنُا نتكلم عن كُلّ نفسٍ جاءت وهي من أصحاب الجحيم وأنّ سائقها مَلك يُسمّى عتيد وقرين عتيد الشاهد بالحقّ الملك رقيب.
    وأما الصالحين فهم وفدٌ مُعززٌ مُكرمٌ ضيوفُ الرحمن لا يأتون سَوقاً إلى الرحمن ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، ويبعث الله الملائكة لتستقبلهم وترافقهم إلى مقاعدهم وذلك هو السَوق لعباد الله المكرمين، ولم يأتِ أحدٌ معهم يسوقهم بل استقبلتهم الملائكة بأمر من الرحمن الرحيم أن يستقبل الملائكة ضيوفه المكرمين الخالدين ولذلك ابتعث الله ملائكته لاستقبال ضيوفه المكرّمين ليتلقّوهم فيرحبوا بهم باسم الرحمن الرحيم. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴿١٠١﴾ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴿١٠٢﴾ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وهل تعلم من الذي يتلقّاهم؟ إنهما الملك رقيب والملك عتيد وذلك للترحيب فيرافقونهم فيسوقونهم ليروهم مقاعدهم. وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:٣٢].

    وأما الصراط المُستقيم فهو من هُنا من الحياة الدُنيا يسلك الصالحون الصراط المستقيم صراط العزيز الحميد والذي يؤدي إلى الجنّة.
    ولم يجعل صراط النّار والجنة واحداً؛ بل جعلهم نجدين فنجدٌ يؤدّي إلى الجنّة ونجدٌ يؤدّي إلى النّار، فيا عجبي من أمّة يعتقدون بأنّ طريق الحقّ وطريق الباطل واحدةٌ تؤدّي إلى الجحيم فجعلوا الصراط المُستقيم يؤدّي إلى نار جهنّم واتّبعوا الذين يقولون على الله الإفك وهم يعلمون فيتبعون المُتشابه من القرآن العظيم.

    وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني أنفي عقيدة الباطل بأنّ الصراط المستقيم هو طريق يؤدّي إلى نار جهنّم ثمّ إلى الجنّة وأنّه أرهف من الشعرة وأحدّ من السيف؛ فأنفي عقيدة الباطل جُملةً وتفصيلاً وأهدي بالحقّ إلى صراط مُستقيم؛ صراط العزيز الحميد الذي يؤدي إلى الجنّة، وصراط الشيطان يؤدي إلى نار جهنّم، فمن أراد أن يسلك نجد الرحمن والجنان فمن هُنا يسلك الصراط المُستقيم حتى إذا مات وهو عليه دخل الجنّة، ومن سلك طريق الشيطان فيتّبع ما يرضي الشيطان ويسخط الرحمن حتى إذا مات وهو على ذلك يدخل نار جهنّم وبئس المصير، وطريق الحقّ والباطل نجدان مُختلفان فإمّا شاكراً وإما كفوراً.

    ولربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: "ولكن القرآن يقول في قوله تبارك وتعالى:
    {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:٧١]". ومن ثمّ نردّ عليه فنقول إنّ المنافقين يضعون أحاديث تتشابه مع بعض الآيات في ظاهرها ولكنكم إذا رجعتم إلى المحكم والواضح والبيّن والذي لا يحتاج إلى تأويلٍ فسوف تجدون بأنّ هذه الآية تُخالف الحديث المُفترى والمتشابه مع ظاهرِ آيةٍ أخرى في القرآن العظيم، وذلك لأنكم جعلتم النّار كمسبحٍ ومن ثم جعلتم خشبةً أو سيفاً أو شعرةَ صراطٍ فوق المسبح! ومن ثمّ يمرون في الجسر الهوائي والذي هو أرهف من الشعرة وأحدّ من السيف ومن سقط مِن على الجسر الهوائي وقع في النّار ومن مرّ ولم يقع فيعبر فسوف يدخل الجنّة!

    ويا أسفي على علماء أمّة يعلِّمون الأمّة روايات كروايات العجز وأساطير الخرافات التي لم يُنزّل الله بها من سُلطانٍ في القرآن العظيم، ولكنّكم اتبعتم المُتشابه في القرآن العظيم والذي لا يزال يحتاج لتأويل ذي علمٍ من ربّه إمامٍ حكيمٍ، وتركتم المحكم والواضح والبيّن والذي لا يحتاج إلى إمام ليبيّنه شيئاً نظراً لوضوحه كوضوح الشمس في السماء ولكنكم تركتم المحكم واتبعتم أحاديث الإفك التي جعلت صراط الحقّ وصراط الباطل طريقاً واحداةً تؤدّي إلى نار جهنّم، فجعلوا أحاديث الإفك تتشابه مع آياتٍ في ظاهرهن ولا تزال بحاجة إلى عالِم وإمامٍ مُبينٍ ليفسرها ويفصّلها تفصيلاً.

    وإني لأتحدى جميع علماء الأمّة بالحقّ وليس تحدي الغرور بل بالبيان الحقّ لجميع المتشابهات والمحكمات وأفتي بعلمٍ وهُدًى وكتابٍ مُنيرٍ، ولسوف نبدأ بالآيات المحكمات في هذا الشأن والواضحات كوضوح الشمس في السماء لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ ولكنكم تركتم المحكم وراء ظهوركم فاتبعتم المتشابه نظراً لأنه يوجد حديثٌ تشابه مع أحد الآيات المتشابهة مع حديث الفتنة والإفك على الله ورسوله.

    ولسوف نبدأ حواركم بالمحكم الذي نبذتمونه وراء ظهوركم كمثال قول الله تعالى في محكم كتابه بأنّ لنار جهنّم سبعة أبواب ولكُلّ باب منهم جزءٌ مقسومٌ لذلك تجدون الكفار يُساقون إلى نار جهنّم زُمراً أي جماعاتٍ، وذلك لأنّ لها سبعة أبوابٍ لكُل بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ ولا يمرّون من فوق النّار فيقعون على الصراط المستقيم! قاتلكم الله أنا تؤفكون. بل حتى إذا جاءوها فُتحت أبوابها ومن ثم يُلقى بهم في نار جهنّم كما بيّنّا لكم من قبل في قوله تعالى:
    {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [ق].

    ولكنكم جعلتم أهل الجنّة وأهل النّار يُساقون نحو النّار، فأكرِّر وأقول قاتلكم الله أنّى تؤفكون فتقولون على الله ما لا تعلمون وتتّبعون ما لم ينزل الله به من سلطانٍ فتتبعون الأحاديث المتشابهة مع آياتٍ ليست من المحكمات وتركتم المحكم الواضح والبيّن وراء ظهوركم وكأنّه ليس من عند الله، فانظروا إلى الآية المحكمة في هذا الشأن تجدونها تُفصِّل لكم الفتوى في هذا الشأن تفصيلاً وتقول بأنّ أهل النّار يُساقون إلى النّار حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وذلك لأنّ لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم، وأما أصحاب الجنّة فيساقون نحو الجنّة حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، فقد أنزل الله لكم في هذا الشأن آيةً هي قصة منذ لحظة البعث إلى نهاية الأمر فقصّ عليكم القصة وفصّلها لكم تفصيلاً. وقال الله تعالى:
    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    أفلا ترون بأنّ حديث الإفك قد اختلف جملةً وتفصيلاً مع هذه الآية الكريمة المحكمة الواضحة البيّنة؟ ولكنكم اتّبعتموه وذلك لأنّه تشابه مع آيةٍ أخرى في القرآن الكريم وهي قوله تعالى:
    {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿٧١﴾ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ولو كنتم تريدون الحقّ لاستمسكتم بالمحكم الواضح والبيّن وأمّا هذه الآية والتي يتشابه مع ظاهرها إحدى الروايات فإذا قارنتم بين هذه الرواية المتشابهة مع ظاهر هذه الآية وبين الآية المحكمة في هذا الشأن فحتماً سوف تجدون بين الحقّ والباطل اختلافاً كثيراً في قوله تعالى:
    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الزمر]، وهذه هي الآية المحكمة ذات القصة الحقّ في هذا الشأن.

    ومن ثم نعود لتأويل الآية المتشابهة مع حديث الفتنة في الرواية الباطلة عن الصراط المستقيم أنه على نار جهنّم زوراً وبهتاناً على الله ورسوله، فأمّا الذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه مع أحاديث الفتنة ابتغاء تأويل القرآن؛ ولكن في قلبه زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيّن الذي نبذه وراء ظهره فاتّبع هذه الآية نظراً لتشابهها مع حديث الفتنة والذي كان يزعم أنه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولأني من الراسخين في العلم مما علمني ربّي فسوف آتيكم بالتأويل الحقّ والقول المختصر المفيد لقوله تعالى:
    {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿٧١﴾ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].
    فليس الورود في هذا الموضع يُقصد به الدخول؛ بل الوصول إلى ساحة نار جهنّم فبرزت الجحيم لمن يرى فيشاهدها الصالحون والمُبطلون معاً سوياً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].

    ومعنى الورود هُنا هو الوصول إلى ساحة جهنّم كما ورد موسى إلى ماء مدين ولكنه لم يدخل الماء؛ بل وصل إلى ساحة الماء فوجد عليه أمّة يسقون، وقال الله تعالى:
    {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} صدق الله العظيم [القصص:٢٣].

    وليس هذا قياساً بل لكي تفهموا حقيقة الورود المقصود إلى نار جهنّم بأنه الوصول إلى ساحتها حتى يُشاهدها الصالحون والمبطلون فيرونها رأي العين بعين اليقين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [التكاثر]، وتصديقاً لقول الله عز وجل: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَىٰ} صدق الله العظيم [النازعات:٣٦].

    أي برّزت فكانت ظاهرةً للجميع لمن كان له أعيناً تبصر فهو يراها، ولكن الله لم يُرِها للصالحين لكي يدخلهم فيها أو يعبروا فوقها؛ بل لكي يحمدوا الله الذي أنجاهم من هذه النّار التي تتلظّى والتي لا يصلاها إلا الأشقى، وليس للصالحين أي طريقٍ نحوها ولا يقربوها فيدخلوها ولا يمرّون من فوق وهجها بل برَّزها الله للغاوين فقط، وأما المشاهدة فيشاهدها المؤمنون والكافرون، وبرّزت الجحيم لمن يرى ولكنها بُرّزت للغاوين فقط. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ} صدق الله العظيم [الشعراء:٩١].

    ولم يجعل الله صراط الجنّة وصراط الجحيم سوياً؛ بل صراط الجحيم في جانبٍ وصراط الجنّة في جانبٍ آخر. وقال الله تعالى:
    {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات]. ولكنّكم يا معشر علماء الأمّة جعلتم صراط الجحيم هو نفسه صراط النّعيم ما لكم كيف تحكمون؟ ولا يزال لدينا الكثير والكثير من البرهان في هذا الشأن ندّخرُه للممترين فألجمهم بالحقّ إلجاماً، فكيف تجعلون الصراط المستقيم يؤدي إلى نار جهنّم صراط الضالين والمغضوب عليهم؟ ألم تقولوا في كلّ صلاة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولكنكم صدقتم أنه صراطٌ واحدٌ يورد نار جهنّم وإنكم لخاطئون فكيف يكون طريق الحقّ وطريق الباطل طريقٌ واحدةٌ تُورد بالجميع إلى نار جهنّم أفلا تعقلون؟ وإنما يُنجّي الله الصالحين فلا يساقون إلى صراط الجحيم بل إلى الجنّة، ولا يساق إلى صراط الجحيم إلا أصحاب النّار فيذرهم الله فيها جثياً. تصديقاً لقول الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ومن ثم يُلقي بكلّ واحدٍ منهم الملكان (رقيب) و(عتيد) فيذهبان به إلى بابه المعلوم ثمّ يلقيان به في نار جهنّم كما أسلفنا شرحه لكم من قبل في قوله تعالى:
    {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [ق].

    فقد تبيّن لكم الحقّ وليس كما كنتم تزعمون بأنّه يمشي الكافر والمؤمن على صراط الشعرة والتي زعموا أنّها أحدّ من السيف ومن اخترق نجا ومن وقع سقط في النّار، فلم نجد لهذا الإفتراء من سلطان في القرآن، فمن كان له أي اعتراضٍ على الآيات المحكمات الواضحات البيّنات فليتفضل للحوار.
    وأما المتشابه فسوف أفسّره خيراً منكم وأحسن تأويلاً وآتي له بالسلطان من نفس القرآن حتى إذا كذبتم فقد كذبتم بآيات الله في القرآن العظيم فيحكم الله بيننا بالحقّ وهو أسرع الحاسبين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا حبيب الحبيب يا من تزعم بأنّك إذا أحضرت اسم المهديّ من القرآن ومن ثم تقول: "فهل سوف تتّبعني؟". ومن ثمّ نردّ عليك بالحقّ فأقول: وتالله لو أتيتني من القرآن باسم حبيب الحبيب واضحاً وجليّاً في القرآن لما اتبعتك وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم ولم يأتِك الله العلم بل تجادل بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً وأمّا الاسم فلم يجعله الله السلطان يا حبيب الحبيب، وحتى تعلم يا حبيب الحبيب أنت وغيرك
    بأنّ الله لم يجعل السلطان في الاسم بل في العلم؟ لذلك قال: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}
    صدق الله العظيم [الصف:6]، ولكنه جاء اسمه (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك لكي تعلموا أنّ البرهان ليس في الاسم بل في العلم، وأشهد أنّ محمداً رسول الله هو نفسه أحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في اللوح المحفوظ، فهل تريد أن أجعل حجةً لأهل الباطل على جدّي؟ وأعوذ بالله أن أكون من الذين يجادلون في الله بغير علمٍ ولا هُدًى و لا كتابٍ مُنيرٍ؛ بل أدعو إلى سبيل ربّي على بصيرةٍ وعلمٍ وكتابٍ منيرٍ فأهدي به النّاس إلى صراط مُستقيم.

    المهديّ المنتظَر الحقّ الناصر لمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..





    بيان الامام المهدي عن كوكب العذاب :
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?t=1438

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي عليها تسعة عشر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة أنصار الحق في كل زمان ومكان إلى يوم الدين وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

    اما بعد امامنا الغالي و قرة اعيننا قد سألنا أحد المترددين وهذا نص سؤاله:
    (اذا كنت مهدي هذه الامة فأجب على سؤالي عن تفسير قوله سبحانه وتعالى:
    (عليها تسعة عشر) ماهو تفسيرها اذاكنت من الصادقين فوالله ثم والله أن أفدتمونا بها صح فوالله اني لكم من الناصحين الصادقين ومن جنودك الاولين وان لم تجيب فارجوامنك أن تستغفرالله وترجع الاالله لتكون من المفلحين )

    انتهى السؤال - وكانت هذه اجابتي :-
    سلام الله عليك أمة النور - لا أعلم الا أنهم ملائكة النار وعددهم فتنة - يجدر بنا سؤال الإمام

المواضيع المتشابهه
  1. اسئلة واستفسارات الرجاء الرد عليها من الشيخ ناصر فقط
    بواسطة علوي علي في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 316
    آخر مشاركة: 18-08-2017, 06:33 AM
  2. فتوى الإمام المهديّ عن حمل الصِّدّيقة مريم عليها السلام..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 27-08-2014, 01:01 PM
  3. لماذا ظن الانسان انه قادر عليها؟؟؟؟
    بواسطة كلمة الحق في المنتدى كوكب العذاب سقر X Planet
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-06-2012, 09:12 PM
  4. أسئلة كثيرة تراودني ولا أعرف الاجابة عليها
    بواسطة أبو روان في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 22-12-2011, 07:15 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •