الموضوع: الله متحسر وحزين

النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. افتراضي الله متحسر وحزين

    (یَـٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ مَا یَأۡتِیهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ ۝ أَلَمۡ یَرَوۡا۟ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ أَنَّهُمۡ إِلَیۡهِمۡ لَا یَرۡجِعُونَ ۝ وَإِن كُلࣱّ لَّمَّا جَمِیعࣱ لَّدَیۡنَا مُحۡضَرُونَ)
    [سورة يس 30 - 32]

    صدق الله العظيم

    الله متحسر وحزين منذ الازل القديم منذ ان اهلك اول امة كذبوا برسول ربهم من الجن والانس وهو يقول هذا القول الخفي في نفسه لاتسمعه حتى ملائكته المقربون

    بل لم يذهب حزنه ولا حتى ثانيه واحده لان الله لاينام ولا يغفل ولا يسهو ولا ينسى سبحانه بكل شي محيط

    وبرغم ان الله فيه اجمل الصفات ولكن عبيده لم يحبوه كما ينبغي بل لم يسألوا عن حاله في نفسه برغم انهم يتسألون عن احوال بعضهم بعضا ولكن الله لم يسألوا عن حاله خلق من بعد خلق حتى ساله الامام المهدي فقط في اخر الزمان

    لماذا عبيد الله غافلين عن ربهم الحق الاههم الحقيقي عما سواه
    ولماذا الشياطين يكرهون الله ولماذا يحاربونه ولماذا يريدون اغضابه
    برغم انه يدعوهم الى باب رحمته ولا يقنطهم منها
    فهل الله بهذه الصفات الجميله يستحق ان يعاملوه عبيده بهذه المعاملة

    وحتى المؤمنين يتهاونون في مايستحقه ربهم منهم لا قوة الا بالله العلي العظيم
    ووالله ان الالم بعذاب جهنم لهو اهون عندنا من حسرة الله وحزنه ولن يستشعر ذلك الا من احب الله بالحب الاعظم من كل شي في الوجود

    وعجلنا اليك ربنا لترضى
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    انا لله وانا اليه راجعون
    وسلام على المرسلين
    والحمدلله رب العالمين
    *سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله والله اكبر ولا إله إلا الله وأستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته*

  2. افتراضي

    إنا لله وإنا إليه لراجعون
    نعوذ بالله أن نرضى حتى يرضى
    رب اغفر وارحم وانت خير الراحمين
    { رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ (٨) رَبَّنَاۤ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِیَوۡمࣲ لَّا رَیۡبَ فِیهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُخۡلِفُ ٱلۡمِیعَادَ (٩) }
    [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٨-٩]

  3. افتراضي

    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 08 - 1430 هـ
    09 - 08 - 2009 مـ
    ــــــــــــــــــــــــ
    إنّ الله بشَّر التوّابين منكم بحبه سبحانه فيطهّركم من خطاياكم تطهيراً فيحبّكم ويقرّبكم ..

    اقتباس المشاركة :
    يا معشر الجنّ والإنس، أفلا أدلّكم بأعظم إثمٍ في الكتاب من بعد الشّرك بالله؟ إنّه القنوط من رحمة الله، فذلك أشدّ ما يغضب الله أن يقنط عبده من رحمة ربِّه مهما كانت ذنوبه، فلا يجوز له أن يقنط من رحمة الله وإن قنط من رحمة الله فسوف يناله غضبٌ من الله أعظم من غضب الله عليه بسبب ذنوبه، وأقسمُ بالله قسماً غير مكذوبٍ لو يتوب إبليس الشيطان الرجيم لوسعته رحمة الله.

    ويا أمّة الإسلام، ألا إنّ رحمة الله كقدرته المُطلقة لا نهاية لها ولا حدود، ولذلك تُكفَّر كل الذنوب لمن تاب إلى الله متاباً، فيُدخله برحمته في عباده الصالحين فيَمُنّ عليهم بحُبّه ونعيم رضوانه، فهل تعلمون لماذا؟ لأنّ الله أرحم الراحمين تجدونه حقاً أرحم بكم من أمّهاتكم ومن آبائكم ومن الناس أجمعين، وأقسمُ بالله العظيم أنّهُ بمجرد ما يشهد المؤمن مع الإمام المهديّ إلى نعيم رضوان الرحمن فيعترف أحدكم بدعوة ناصر محمد اليماني أنّ الله أرحم به من أمّه وأبيه ومن إخوته وأبنائه والناس أجمعين فيقرّ بذلك في قلبه أنّه تغشاه فوراً روح الرضوان من الله وهو لا يزال فوق كرسي الجهاز فيقشعر جلده فيلين قلبه بذكر ربِّه فيقول:

    [[[ يا رب إنّك قلت في مُحكم كتابك أنّك أرحم بعبدك من أمّي ومن أبي ومن إخوتي ومن أبنائي ومن الناس أجمعين؛ يا ربِّ عبدك بين يديك لا يتوسل بالمهديّ المنتظَر ولا بمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ولا بأحدٍ من كافة الأنبياء والمرسَلين، فكيف أفعل ذلك وقد علمتُ أنّك أرحم بعبدك منهم أجمعين! بل أتوسل إليك ربّي بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك، اللهم إن كانت ذنوبي حُجّةً لك على عبدك فتُعذبه ولكنّ حُجّة عبدك عليك هي أعظم وهي رحمتك التي كتبت على نفسك فوعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    اللهم إنّي أشعر بتحسّرٍ على أمّي وأبي وأخي وولدي تحسّراً عظيماً لو كانوا من أصحاب الجحيم فأراهم يصطرخون في نار جهنم فإذا كان هذا حالي فكيف بحال من هو أرحم بهم منّي؛ الله أرحم الراحمين؟ وعليه فإنّ عبدك يسألك بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك أن تهدي أمّي وأبي وإخوتي وأبنائي وجميع أهل بيتي وجميع المسلمين والناس أجمعين فتدخلهم برحمتك في عبادك الصالحين، وليس دعائي لهم لأنّي أرحمُ بهم أكثر منك ربّي سبحانك! بل أنت ربّي وربّهم أرحم من عبدك بهم وأرحم بي منهم يا أرحم الراحمين، فمن ذا الذي هو أرحم منك؟ فكم أنت عظيم يا إلهي يا من وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلماً؛ اكتب لي هذه الشهادة عندك أنّ عبدك يشهد أن لا إله إلا الله أرحم الراحمين حتى أُجادلك بها عن نفسي يوم يقوم الناس لربّ العالمين: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا} صدق الله العظيم [النحل 111].

    فلا حُجّة لعبدك بين يديك إلا رحمتك التي كتبت على نفسك، تصديقاً لوعدك الحقّ في مُحكم كتابك الحكيم: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف
    انتهى الاقتباس
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6414 من موضوع بسم الله الرحمن الرحيم {وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿١١٨﴾} صدق الله العظيم ..


    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 08 - 1430 هـ
    09 - 08 - 2009 مـ
    ــــــــــــــــــــــــ



    إنّ الله بشَّر التوّابين منكم بحبه سبحانه فيطهّركم من خطاياكم تطهيراً فيحبّكم ويقرّبكم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين النبيّ الأميّ الأمين وآله الطيّبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
    يا معشر المسلمين، إنّ الذي حال بينكم وبين منافسة عباد الله المقرّبين من الأنبياء والمرسَلين هو إنّ أحدكم يفكر بأنّ هؤلاء معصومون من الخطأ فلم يرتكبوا خطيئةً قط، وبسبب هذه العقيدة الباطلة دخل كثيرٌ من الناس في الإشراك بربّهم فاتّخذوا الوساطة بينهم وبين ربّهم وقالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ} [الزمر:3]، بسبب ظنّهم أنّهم لم يذنبوا قط! وأما أنتم فترون أنّه لا يمكن أن تكونوا مثلهم عند الله لأنّكم قد أذنبتم فيَئِستُم من رحمة الله أن يجعلكم من المُقرّبين منه، ولذلك تركتُم التنافس على الله أيّكم أقرب إلى الله، ولذلك لن تفعلوا مثل أوليائه من قبل؛ كانوا يتنافسوا على ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، حتى إذا رأيتم لهم كراماتٍ فإذا أنتم تدعونهم من دون الله من بعد موتهم برغم أنّ الله أفتاكم إنّما هم عبادٌ أمثالكم ولهم ذنوب وتابوا إلى ربّهم متاباً؛ فغفر لهم وأحبّهم وقربهم وتنافسوا على حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه حتى إذا كرّمهم الله فإذا أنتم تدعونهم من دون الله، وقال الله تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن ثم أفتاكم الله إنّما هم عبادٌ أمثالكم بين يدي ربّهم وليس لهم الحقّ في ربّهم أكثر منكم حتى تروا أنّه لا يحقّ إلا لهم وحدهم أن يتنافسوا على الله ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، وأما أنتم فلا! لأنّكم ترون أنّكم قد أذنبتم ولذلك تدعونهم من دون الله أن يشفوا مرضاكم أو أن يعافوكم مِمّا ابتلاكم به ربّكم أو يشفعوا لكم عند ربّكم حتى أصبح لا يؤمن أكثركم بالله إلا وهم مشركين به عبادَه المقرّبين برغم أنّهم عبادٌ أمثالكم ولم يكن الله لهم حصريّاً من دونكم. وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهل تعلمون لماذا يخافون عذاب الله؟ وذلك لأنّهم قد أذنبوا ذنوباً لا يعلم بها سواه ولكنّهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ويتنافسون على حُبِّ الله وقُربه ونعيم رضوان نفسه كما أخبركم الله بذلك في مُحكم الكتاب: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فيا معشر المُذنبين، هل تريدون أن تنالوا حُبَّ الله وقُربه ونعيم رضوان نفسه؟ فإني أُبشّركم بقول الله في مُحكم كتابه لعالِمكم وجاهلكم إنّ الله بشَّر التوّابين منكم بحُبّه سبحانه فيطهّركم من خطاياكم تطهيراً فيحبّكم ويُقربكم. تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه: {إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:222].

    فتوبوا إلى الله متاباً يبدل الله سيئاتكم بعفوه ورحمته التي وسعت كلّ شيء، تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه الحكيم: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٧٠﴾ وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    يا معشر الجنّ والإنس، أفلا أدلّكم بأعظم إثمٍ في الكتاب من بعد الشّرك بالله؟ إنّه القنوط من رحمة الله، فذلك أشدّ ما يغضب الله أن يقنط عبده من رحمة ربِّه مهما كانت ذنوبه، فلا يجوز له أن يقنط من رحمة الله وإن قنط من رحمة الله فسوف يناله غضبٌ من الله أعظم من غضب الله عليه بسبب ذنوبه، وأقسمُ بالله قسماً غير مكذوبٍ لو يتوب إبليس الشيطان الرجيم لوسعته رحمة الله.

    ويا أمّة الإسلام، ألا إنّ رحمة الله كقدرته المُطلقة لا نهاية لها ولا حدود، ولذلك تُكفَّر كل الذنوب لمن تاب إلى الله متاباً، فيُدخله برحمته في عباده الصالحين فيَمُنّ عليهم بحُبّه ونعيم رضوانه، فهل تعلمون لماذا؟ لأنّ الله أرحم الراحمين تجدونه حقاً أرحم بكم من أمّهاتكم ومن آبائكم ومن الناس أجمعين، وأقسمُ بالله العظيم أنّهُ بمجرد ما يشهد المؤمن مع الإمام المهديّ إلى نعيم رضوان الرحمن فيعترف أحدكم بدعوة ناصر محمد اليماني أنّ الله أرحم به من أمّه وأبيه ومن إخوته وأبنائه والناس أجمعين فيقرّ بذلك في قلبه أنّه تغشاه فوراً روح الرضوان من الله وهو لا يزال فوق كرسي الجهاز فيقشعر جلده فيلين قلبه بذكر ربِّه فيقول:

    [[[ يا رب إنّك قلت في مُحكم كتابك أنّك أرحم بعبدك من أمّي ومن أبي ومن إخوتي ومن أبنائي ومن الناس أجمعين؛ يا ربِّ عبدك بين يديك لا يتوسل بالمهديّ المنتظَر ولا بمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ولا بأحدٍ من كافة الأنبياء والمرسَلين، فكيف أفعل ذلك وقد علمتُ أنّك أرحم بعبدك منهم أجمعين! بل أتوسل إليك ربّي بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك، اللهم إن كانت ذنوبي حُجّةً لك على عبدك فتُعذبه ولكنّ حُجّة عبدك عليك هي أعظم وهي رحمتك التي كتبت على نفسك فوعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    اللهم إنّي أشعر بتحسّرٍ على أمّي وأبي وأخي وولدي تحسّراً عظيماً لو كانوا من أصحاب الجحيم فأراهم يصطرخون في نار جهنم فإذا كان هذا حالي فكيف بحال من هو أرحم بهم منّي؛ الله أرحم الراحمين؟ وعليه فإنّ عبدك يسألك بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك أن تهدي أمّي وأبي وإخوتي وأبنائي وجميع أهل بيتي وجميع المسلمين والناس أجمعين فتدخلهم برحمتك في عبادك الصالحين، وليس دعائي لهم لأنّي أرحمُ بهم أكثر منك ربّي سبحانك! بل أنت ربّي وربّهم أرحم من عبدك بهم وأرحم بي منهم يا أرحم الراحمين، فمن ذا الذي هو أرحم منك؟ فكم أنت عظيم يا إلهي يا من وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلماً؛ اكتب لي هذه الشهادة عندك أنّ عبدك يشهد أن لا إله إلا الله أرحم الراحمين حتى أُجادلك بها عن نفسي يوم يقوم الناس لربّ العالمين:
    {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا} صدق الله العظيم [النحل 111].

    فلا حُجّة لعبدك بين يديك إلا رحمتك التي كتبت على نفسك، تصديقاً لوعدك الحقّ في مُحكم كتابك الحكيم:
    {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:156].

    اللهم إنّي آمنت بآياتك واعترفت برحمتك وأنّك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، اللهم إيّاك أعبد ولك أسجد ولك كلّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ من أجلك حتى ترضى ومماتي من أجل لقائك وأنت راضٍ عني؛ اللهم إنّك لك حقاً على عبدك أن يعبد رضاك ولي حقّ عليك أن ترضيني.

    اللهم إنّما نعبد نعيم رضوانك في نفسك فحقّق لنا ذلك فلن نرضى حتى تكون أنت راضياً في نفسك، وكيف تكون راضياً في نفسك؟ وذلك حتى تدخل أمّي وأبتي وأولادي وإخوتي وجميع أهل بيتي وجميع المسلمين في رحمتك، وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّك أرحم بهم من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.
    ]]]

    ويا معشر الربّانيّين أيّها العابدين لنعيم رضوان الله ربّ العالمين وكأنّي أرى روح نعيم الرضوان تغشاكم فخشعت قلوبكم ودمعت عيونكم ممّا عرفتم من الحقّ والحقّ هو ربّكم الله أرحم الراحمين صلّى الله عليكم وملائكته ليخرجكم من الظُلمات إلى النور، تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا معشر المسلمين: {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]، اللهم صلِّ عليه وعلى جميع الأنبياء من قبله وآله وآلهم وسلّم تسليماً، وسلامُ الله على الصالحين التابعين للحقّ، فاعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد وحده لا شريك له في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

    اللهم اغفر لكافة المسلمين ذكرهم والأنثى، اللهم لا تُعذبهم لأنّهم كذبوا بأنّي المهديّ المنتظَر الحقّ فإنّهم لا يعلمون أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم؛ اللهم فاغفر لهم بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك ولجميع أمواتهم وأدخلنا أجمعين برحمتك في عبادك الصالحين؛ اللهم عبدك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت أن لا تُجبْ دعوتي عليهم أبداً وأن تجيب دعائي لهم يا من وسعتَ كُلّ شيء رحمةً وعلماً يا أرحم الراحمين.

    فادعوا يا معشر الأنصار كدعاء إمامكم لأُمّتكم من أجل تحقيق النعيم الاعظم في نفس ربّكم فإنّه لا يتحقّق ما لم يُدخل عباده في رحمته إن كنتم تعبدون نعيم رضوان الله كغاية، وأما أن تكونوا تعبدون رضوان الله كوسيلةٍ ليدخلكم جنته ويقيكم من ناره فلكم ذلك، ولكن لي سؤال لو أنّ أحدكم بحث عن أبيه وأمّه وإخوته وأبنائه بين أصحاب الجنة فلم يجدهم ومن ثم اطّلع فرآهم يصطرخون في سواء الجحيم فهل ترون أنّكم سوف تستمتعون بالنعيم والحور من بعد اطِّلاعكم عليهم وهم يصطرخون في نار جهنم؟ فلا يفتنكم ذلك عن رحمة من هو أرحم بهم منكم، وقولوا: "إذا كان هذا حالنا فكيف حال من هو أرحم بهم منّا؟" ثم سَلوهُ برحمته التي كتب على نفسه أن يهدي أهل بيوتكم والناس أجمعين، واعلموا أنّ الله حين يُهلك الكفار المعرضين عن دعوة رسل ربّهم فيهلكهم من غير ظلمٍ ثم يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    {ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ﴿١٠٠﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ﴿١٠١﴾ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربّ العالمين ..
    الذليل على المسلمين مثل جدّه بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
    02 - ربيع الثاني - 1431 هـ
    18 - 03 - 2010 مـ
    03:00 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرّسمي لأمّ القُرى )
    ______

    اقتباس المشاركة :
    فمَن أحبّ مِن الله يا مسلمين؟ فمَن أحبّ مِن الله يا مسلمين؟ فمَن أحبّ مِن الله يا مسلمين؟ فَكَم أحبّك يا الله حُبًّا شديدًا ولذلك إنّي أشهدك أنّي مُنافس لجميع العبيد في حبك وقربك ونعيم رضوان نفسك حتى تكون أنت راضيًا في نفسك يا حبيبي يا الله، فمَن كان الله هو حُبّه الأعظم فقد فاز فوزًا عَظيمًا، فهل تدرون لماذا حرَّمتُ جنة ربّي على نفسي حتى يتحقق النّعيم الأعظم منها؟ وذلك لأنّي لا أستطيع بل والله الذي لا إله غيره أنّي لا أستطيع ولا أريد أن استمتع بنعيم الجنّة والحور العين وحبيبي الله متحسّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم ويقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ثم أقول: وكذلك عبدك يقول: يا حسرتي على النّعيم الأعظم، فكيف تريد عبدك أن يستمتع بالنعيم والحور العين وحبيبي حزين وليس سعيدًا في نفسه بسبب تحسره على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فهل تدرون لماذا حسرة الله شديدة على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ ذلك لأنّ الله هو أرحم الراحمين، فوالله الذي لا إله غيره أنّي لم أجِد أرحم من ربّي أحدًا على الإطلاق، فَكَم يجهل قدره الذين ما عرفوه حقّ معرفته ويرجون الرحمة مِن الشفعاء دونه سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا.

    ويا معشر المسلمين قَدِّروا الله حقَّ قدره فلا تحبّوا شيئًا أكثر منه سبحانه وتعالى علوًّاً كبيرًا، فهو الأهل للحبّ الأعظم، فتعالوا لأدلكم كيف تعلمون أنّ الله قال لبيكَ عبدي أو لبيكِ أمَتي وذلك حين تنادون الله فتقولون (يا حبيبي يا الله)، فحين ينظر لهذا النداء (يا حبيبي) فيجده يخرج من قلبِ مُغرمٍ بحُبّ الله ثم يقول الله لبيك عبدي أو لبيك أمَتي.

    وأما كيف تعلمون أنّ الله قال لبيك عبدي أو لبيك أمَتي وذلك إذا كررتم هذا القول: (يا حبيبي يا الله)، ثم هاج بحر الحُب في القلب فذرفت أعينكم مِن الدَّمع فعند ذلك فاعلموا أنّ الله يقول لكم في تلك اللحظة لبيك عبدي أو لبيك أمَتي، فتشعرون بسكينة الرضوان والاطمئنان وانشراح الصدر وصلاح البال، فما أجمل ذكر الله خالصًا من غير أن تلبسوا إيمانكم بظُلمٍ فلا تدعوا مع الله أحدًا أبدًا إنّي لكم ناصحٌ أمين.
    انتهى الاقتباس
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4881 من موضوع مِن الإمام المهديّ خليفة الله في الأرض ناصر محمّد اليمانيّ إلى كافة أُمّة النّصارى المسيحيّين في العالمين مِن العرب والعجم، والسّلام على مَن اتَّبع الهُدى مِن العالمين ..

    - 5 -
    الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
    02 - ربيع الثاني - 1431 هـ
    18 - 03 - 2010 مـ
    03:00 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرّسمي لأمّ القُرى )
    ______


    أخي محمد العربي وكافة الأنصار المُبلِّغين الأخيار ..


    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، وَسَلامٌ عَلَى المُرسَلين، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ الْعَالَمِينَ..

    أخي محمد العربي وكافة الأنصار السابقين الأخيار المُبلِّغين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم إلى العالمين، السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته، وبالنسبة إلى أمر التَّبليغ فإنّما أريد أن تبلِّغوا البيانات التي تجدونها مُفصلةً تفصيلًا لأنّ بعضًا مِنها لم نُفَصِّل فيها إلّا قليلًا كمثل بيان الليلة لأنّنا لم نَجِد ردًّا مِن (يسوع1)، ولا نزال ننتظِر علماء النّصارى فهل سوف يجيبون الإمام المهديّ الداعي إلى الاحتكام إلى مُحكَم كتاب الله القرآن العظيم؟ ولا أظنّهم سيجيبون دعوة الداعي إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم حتى يتّبع المهديّ المنتظَر أهواءهم، وأعوذُ بالله أن أتّبع أهواء الذين خالفت أهواؤهم لِما جاء في مُحكَم كتاب الله القرآن العظيم سواءً كانوا مِن النّصارى أو من اليهود أو مِن المُسلمين المُعرِضين عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم.

    ولا يزال المهديّ المُنتظَر يدعو علماء المسلمين وأمَّتهم خمس سنوات وهو يناديهم عبر الإنترنت العالميّة فلم يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله ليحكُم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون نظرًا لأنّه يُخالِف لِما بين أيديهم مِن أحاديثَ ورواياتِ الشّيطان الرَّجيم المُفتراة على الله ورسوله على لسان أوليائه مِن شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر، ولذلك أعرض علماء المسلمين عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله حتى يتَّبِع المهديّ المنتظَر أهواءهم التي بين أيديهم مِن الأحاديث المُفتراة في السُّنة النبويّة بنسبة تسعين في المائة، وكذلك النّصارى سوف يُعرِضون عن الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم حتى أتَّبِع ما يخالف لمُحكَم كتاب الله القرآن العظيم، ويريدون أن يجعلوا الإنجيل هو المُهيمن ولكنهم يعلمون أنّه غير محفوظٍ مِن التّحريف ولهم مِئات الأناجيل وليس كتاب واحد! حسبي الله ونعم الوكيل.

    وأرى النتيجة سوف تكون هي ذاتها كما فَعَل علماء المُسلمين المُعرضين عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله لمدة خمس سنوات والإمام المهديّ يُناديهم بالاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فأبوا وقالوا أنّهم هم من يصطفي خليفة الله من دونه سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا! فمِنهم مَن اصطفاه قبل أكثر من ألف سنةٍ وآتوه الحُكم صبيًّا أولئك هم أشدّ كفرًا بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم، ثم يليهم في الكُفر أهل السُّنة والجماعة الذين حرَّموا على المهديّ المنتظَر أن يُعَرِّفَهم بشأنه فيهم وقالوا إنّهم هم مَن يقولون له إنّك أنت المهديّ وكأنّه مكتوب على جبينه المهديّ المنتظَر كما كتبوا على جبين المسيح الكذّاب، وذلك لأنّهم قومٌ لا يفقهون كيف يُفَرِّقون بين المسيح الكذّاب والمسيح الحقّ وكذلك لا يُفَرِّقون بين المهديّ المنتظَر الحقّ والمهديّين المُفترين مِن قبل؛ بل أرادوا أن يُبَدِّلوا اسم المسيح الكذّاب باسم المسيخ وذلك لأنّهم لا يعلمون لماذا يُسمَّى في الروايات الحقّ باسم المسيح الكذّاب وينتظرون المسيح الكذّاب يأتي يقول لهم أنّه المسيح الكذّاب أو إنّهم سيجدون على جبينه مكتوبًا المسيح الكذّاب! فأيّ علماء أنتم؟! فبئس العلماء مَن أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، ولكنّ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم أفتاهم بالحقّ بأن المسيح الكذّاب أولًا ليس بأعورٍ ولا مكتوب على جبينه كافر؛ بل سوف يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وأنّ الله مُتجسدٌ فيه وأنّه هو ذات الله سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، ولذلك اقتضت الحكمة من عودة المسيح الحقّ عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى أمّه الصدّيقة القدّيسة الطاهرة العفيفة الشريفة التي برَّأها الله تعالى مِن الزور والبهتان الذين يفترون عليها وما مَسَّها بشرٌ؛ بل كلمة من الله ألقاها إلى مريم (كُن) فكان المسيح عيسى ابن مريم بقدرة الله كن فيكون، وليس أنّ ذات الله تَنَزَّل سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا! فما أعظم افتراءكم يا معشر الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، ألا والله أنّي لم أجد في الكتاب أظلم مِمَّن افترى على الله كذبًا، وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام:93].

    فَلِمَ تقولون في دينكم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئًا وتتّبعون افتراء الشياطين الذين يصدونكم عن اتّباع هذا القرآن العظيم؟ فلِمَ أنتم معرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ ولِمَ تَكذِبون على أنفسكم أنّكم به مؤمنون يا معشر المسلمين؟ أفلا ترون النّصارى كذلك يريدون المهديّ المنتظَر أن يتّبع أهواءهم فتكون حجّته الإنجيل؟ أفلا يعلمون أنّه لم يبقَ من التّوراة والإنجيل إلا الاسم وتمّ تبديل أكثرهم كذلك بنسبة تسعين في المائة أو أكثر مِن ذلك كما تمّ تبديل سُنَّة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وبقي القرآن العظيم شامِخًا ومُهيمنًا بالحقّ لم يستطيعوا أن يحرفوا فيه كلمةً واحدةً؟ اللهم لك الحمد حمدًا عظيمًا يليق بعظيم نعيم رضوان نفسك أن حفظت لنا القرآن العظيم من التّحريف والتّزييف، فكم أحبك ربّي وأحب كتابك القرآن العظيم ربيع قلبي فيه ينشرح صدري وهو نور السبيل إلى ربّي يهدي إلى صراط العزيز الحميد، وأُعاهد الله العليُّ العظيم الذي يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّي لن أعتصم بما خالف لمُحكَم القرآن العظيم في شيء حتى لو اجتمع على ما يخالفه كافة الجنّ والإنس لَمَا سلكت طريقهم، ومن ثم أقول لهم: لكم دينكم وليَ دين، لا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنّا لله وإنا إليه لراجعون.

    فإني أرى ربّي قد أعمى بصيرتكم عن الحقّ وأصمّكم مِن غير ظلمٍ منه، فكيف ألزمكم بالقرآن العظيم وأنتم له كارهون يا معشر علماء المسلمين؟! فبالله عليكم هل ترون فرقًا بينكم وبين هؤلاء في قول الله تعالى:
    {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [آل عمران]؟

    أفلا ترون يا معشر علماء المسلمين أنَّكم حذوتم حذوَهم فاتّبعتم ملّتهم ولذلك يدعوكم الإمام المهديّ إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فإذا أنتم عنه معرضون إلّا مَن رحم ربّي من الأنصار السابقين الأخيار، أليس الحُكم لله وهو خير الفاتحين؟ فكَم أخشى عليكم من حَرْب التناوش مِن مكانٍ بعيدٍ بسبب اقتراب كوكب سَقَر التي لن تأتيكم إلا بغتةً فتبهتكم والنّصارى واليهود لأنّكم جميعًا على مِلَّةٍ واحدةٍ، ولو لم تكونوا على ملةٍ واحدةٍ إذًا لاستجبتم لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، ولو لم يصبح المسلمون والنّصارى واليهود جميعًا على ملةٍ واحدةٍ لَما شمل عذاب الله كافة قرى اليهود والنّصارى والمسلمين مِن الذين عظَّموا أنبياءهم بغير الحقّ فجعلوهم شُفعاءهم عند الله وتركوا التنافس إلى الرحمن حصريًّا لأنبيائه من دون الصالحين ولن يستطيعوا أن يكشفوا الضرّ عنكم ولا تحويلًا. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {ربّكم أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نحن مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فما هو العذاب المَسطور في الكتاب الذي يشمل قُرى النّاس جميعًا؟ والجواب تجدونه في مُحكَم الكتاب في قول الله تعالى:
    {
    فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الدخان].

    وتلك هي آية التّصديق لخليفة الله الذي يدعوكم إلى كتاب الله القرآن العظيم فإذا المسلمون والنّصارى واليهود صاروا على ملّةٍ واحدةٍ ولم يجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم!
    فهل تعلمون لماذا لم يجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ وذلك لأنّ ناصر محمد اليماني يفتيهم أنّ المُنافسة إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب هي لكافة العبيد في أرضه وسماواته ولم يجعل الله التنافس للأنبياء حصريًّا مِن دون الصالحين، إذًا لماذا خَلَق الصالحين؟ ليعبدوا من لو كانت عقيدتكم حقًّا؟ أفلا تتَّقون؟! فلماذا أنتم للحقّ كارهون؟ فمَن أحبّ مِن الله يا مسلمين؟ فمَن أحبّ مِن الله يا مسلمين؟ فمَن أحبّ مِن الله يا مسلمين؟ فَكَم أحبّك يا الله حُبًّا شديدًا ولذلك إنّي أشهدك أنّي مُنافس لجميع العبيد في حبك وقربك ونعيم رضوان نفسك حتى تكون أنت راضيًا في نفسك يا حبيبي يا الله، فمَن كان الله هو حُبّه الأعظم فقد فاز فوزًا عَظيمًا، فهل تدرون لماذا حرَّمتُ جنة ربّي على نفسي حتى يتحقق النّعيم الأعظم منها؟ وذلك لأنّي لا أستطيع بل والله الذي لا إله غيره أنّي لا أستطيع ولا أريد أن استمتع بنعيم الجنّة والحور العين وحبيبي الله متحسّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم ويقول: {
    يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ثم أقول: وكذلك عبدك يقول: يا حسرتي على النّعيم الأعظم، فكيف تريد عبدك أن يستمتع بالنعيم والحور العين وحبيبي حزين وليس سعيدًا في نفسه بسبب تحسره على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فهل تدرون لماذا حسرة الله شديدة على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ ذلك لأنّ الله هو أرحم الراحمين، فوالله الذي لا إله غيره أنّي لم أجِد أرحم من ربّي أحدًا على الإطلاق، فَكَم يجهل قدره الذين ما عرفوه حقّ معرفته ويرجون الرحمة مِن الشفعاء دونه سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا.

    ويا معشر المسلمين قَدِّروا الله حقَّ قدره فلا تحبّوا شيئًا أكثر منه سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، فهو الأهل للحبّ الأعظم،
    فتعالوا لأدلكم كيف تعلمون أنّ الله قال لبيكَ عبدي أو لبيكِ أمَتي وذلك حين تنادون الله فتقولون (يا حبيبي يا الله)، فحين ينظر لهذا النداء (يا حبيبي) فيجده يخرج من قلبِ مُغرمٍ بحُبّ الله ثم يقول الله لبيك عبدي أو لبيك أمَتي.

    وأما كيف تعلمون أنّ الله قال لبيك عبدي أو لبيك أمَتي وذلك إذا كررتم هذا القول:
    (يا حبيبي يا الله)، ثم هاج بحر الحُب في القلب فذرفت أعينكم مِن الدَّمع فعند ذلك فاعلموا أنّ الله يقول لكم في تلك اللحظة لبيك عبدي أو لبيك أمَتي، فتشعرون بسكينة الرضوان والاطمئنان وانشراح الصدر وصلاح البال، فما أجمل ذكر الله خالصًا من غير أن تلبسوا إيمانكم بظُلمٍ فلا تدعوا مع الله أحدًا أبدًا إنّي لكم ناصحٌ أمين.

    يا إخواني المسلمين ويا مَعشَر النّصارى توبوا إلى الله يرحمكم الله، فوالله الذي لا إله غيره أنّكم أغضبتم المسيح عيسى ابن مريم وأمّه صلّى الله عليهما وسلّم تسليمًا، ذلك لأنّ المسيح عيسى ابن مريم يعلم إنّما هو عبد لله و لرضوان الله وحُبّه وقربه، وكذلك الصدّيقة مريم التي كانت تخلو بنفسها لتستمتع بذكر الله فتتّخذ مِن دون النّاس حِجابًا عليها الصلاة والسلام لكي تُخاطب ربّها فتقول:
    فكم أُحبك يا الله يا حبيبي يا الله.

    وكذلك أنتم يا معشر النّصارى انهجوا نهج المسيح عيسى ابن مريم ونهج أمّه ونهج محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ونهج المهديّ المنتظَر وتعالوا إلى كلمةٍ سواء بيننا جميعًا أن لا نعبد إلا الله ولا نُحِبّ شيئًا أكثر من الله ثم نتنافس في حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه فتجدون في النّعيم النعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة وإنّا لصادقون. فلا تُعَظِّموا العبد حتى يُليهكم عن تعظيم المعبود واعلموا أنّ الله عزيزُ النفس فلا يقبل عبادةً فيها مثقال ذرةٍ مِن الشرك ألا لله الدّين الخالص، وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿١٣٠﴾‏ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٣١﴾‏} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ‎﴿١٦١﴾‏ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٦٢﴾‏ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ‎﴿١٦٣﴾‏} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} صدق الله العظيم [البينة:5].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:125].

    اللهُ أكبر ولله الحمدُ والشكر، ولكنّ المشركين لا يعلمون فقد يحصرون أخِلاّء الله إلى واحدٍ فيقولون أن خليل الله واحدٌ فقط وهو خليل الله إبراهيم وإنّهم لَمِن الخاطئين، ألا والله إنّ الله يَتَّخذ عبده الذي اتّبع مِلة إبراهيم كذلك يتّخذه الله خليلًا كما اتَّخذ إبراهيم عليه الصلاة والسلام وكذلك يتَّخذ الله أمَته خليلة ولا يظلم ربّك أحدًا، فلماذا تحصرون الله لقلة قليلة مِن العبيد؟ إذًا لماذا خلقكم؟! أفلا ترون أنّ لكم حقّ في ربّكم كما لهم؟! ما لكم كيف تحكمون؟! بل الله ربّ إبراهيم ومحمد رسول الله وربّ المسيح عيسى ابن مريم وربّ المهديّ المنتظَر وربّ عبيده أجمعين.

    ولكن تعالوا لأعلّمكم لماذا أراد الله أن يشهر إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأنّه اتخذه خليلًا، فهل تدرون لماذا؟ فتعالوا لأعلمكم لماذا، وذلك لأنّ الله عفوٌّ يُحِبّ العفو وأراد الله أن يشهر حُبّه لنبيّه إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأنه قال:
    {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [إبراهيم:36].

    ولذلك وصَف الله خليله إبراهيم بالحليم، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} صدق الله العظيم [هود:75].

    فهل تعلمون ما يقصد بقوله تعالى
    { أَوَّاهٌ } أي متحسّر على النّاس كمثل تحسّر المسيح عيسى ابن مريم وتحسّر محمد رسول الله عليهم أفضل الصلاة وأتَمّ التَّسليم الذين يتّبعون ملّة إبراهيم الحقّ، أفلا ترون كيف كان إبراهيم يُجادل رسل الله من الملائكة حين قالوا إنّا مُهلكوا هذه القرية؟ فإذا خليل الله إبراهيم يجادلهم في قوم لوط، وقال الله تعالى: {
    فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٤إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ﴿٧٥يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ﴿٧٦} صدق الله العظيم [هود].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٤إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ﴿٧٥} صدق الله العظيم، إذًا أوَّاه: أي متحسر على عباد الله فلا يريد أن يُهلكهم الله ويريد من الملائكة أن يرجعوا وهو سوف يذهب إليهم ليدعوهم ليلًا نهارًا حتى يهتدوا، ولكن ملائكة الرحمن قالوا: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ﴿٧٦} صدق الله العظيم [هود].

    وذلك لأنّ الله لا يخلف الميعاد وإنّما جاءهم العذاب استجابة لدعوة نبيّ الله لوط الذي لم يكَد أن يستطيع أن يَصبِر على تدميرهم حتى الصباح بل قال لملائكة الرحمن أن يهلكوهم فور وصولهم ثم ردّ عليه ملائكة الرحمن وقالوا:
    {
    إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴿٨١} صدق الله العظيم [هود].

    ولكن المهديّ المنتظَر لا يتحسّر على النّاس كمثل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّي علمت بحسرة مَن هو أرحم بعباده من عبده، الله أرحم الراحمين الذي يقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢}صدق الله العظيم [يس].

    ولكنّ الأنبياء قد ألْهَتهم حسرتهم على النّاس عن التفكّر في حسرة مَن هو أرحم بعباده منهم؛ الله أرحم الراحمين، وفي ذلك سر نجاح المهديّ المنتظَر الذي سوف يهدي الله به مَن في الأرض جميعًا فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ إنّ ربّي على كلّ شيءٍ قَدير.

    فاستجيبوا لدعوة الحقّ يحيي الله قلوبكم ويشرح صدوركم ويصلح بالكم يا مَعشَر المسلمين والنّصارى واليهود، واعلموا أنّ ربّي غفارٌ لِمَن تاب وأناب، وتعالوا يا معشر المسلمين والنّصارى واليهود لنتّبع مِلة أبينا إبراهيم الذي جاء ربّه بقلبٍ سَليمٍ مِن الشرك بالله، وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿١٣٠﴾‏ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٣١﴾‏} صدق الله العظيم [البقرة].

    وَسَلامٌ عَلَى المُرسَلين، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ الْعَالَمِينَ..
    أخو المُخلصين لله عبد الله وخليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    بيان الحسرتين في محكم القرآن إلى كافة الإنس والجانّ..


    -2-
    [ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصلية للبيــــان ]
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=135132

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 05 - 1435 هـ
    09 - 03 - 2014 مـ
    05:38 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان الحسرتين في محكم القرآن إلى كافّة الإنس والجان ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على كافّة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعلى رسل الله من قبله لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    ويا حبيبي في الله (مجتهد للحق)، إنّي أراك تجادل أنصار الحقّ وتجاهدهم بالباطل جهاداً كبيراً وتجعل سؤالك أحياناً وكأنّه منطقي في ظاهره للسائلين، ووجب علينا أن نقيم عليك الحجّة من محكم حجّة الله عليك القرآن العظيم ونجاهدكم به جهاداً كبيراً.

    وأرى كثيراً من علماء المسلمين جعلوا الحسرة لغةً واصطلاحاً تحمل معنى واحداً فقط وهو الندم، ولذلك أنكروا فتوى الله في محكم كتابه عن حسرة الحزن في نفسه على عباده في قول الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثم يردّ على كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر المؤمنين بربّ العالمين أنه حقاً أرحم الراحمين ومؤمنون بكتابه القرآن العظيم، إليكم البيان الحقّ، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، ونقوم أولاً ببيان الحسرة في القرآن العظيم نستنبطها لكم من محكم القرآن العظيم أنّ الحسرة في النفس إما أن تكون حسرة ندامةٍ أو حسرة حزنٍ، ونأتي بالبرهان المبين لبيان الحسرة في النفس، فإما أن تكون الحسرة في النفس ندماً وإما أن تكون الحسرة في النفس حزناً.

    ونأتي لبرهان حسرة الندم، وتجدونها في محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وهذه حسرة ندامةٍ في أنفسهم على ما فرَّطوا في جنب ربهم، وجاءت حسرة الندامة في أنفسهم من بعد أن أهلكهم الله بعذابه وعلموا أنهم كذبوا برسول ربهم الحقّ، ولذلك جاءت حسرة الندامة في أنفسهم على كفرهم بالله ورسله. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بالحقّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ونأتي لبيان حسرة الحزن والأسف في النفس على الآخرين، ونجدها في قول الله تعالى: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} صدق الله العظيم [فاطر:8].

    ألا وإن الحسرة في النفس على الآخرين تعني الأسف والحزن. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} صدق الله العظيم [الكهف:6].

    ومثال حسرة نبي الله يعقوب على ابنه يوسف عليهم الصلاة والسلام حسرة حزن وأسف على ولده المفقود. وقال الله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:84].

    وكذلك حسرة الله على عباده إنّما حسرة حزن في نفس الله على عباده من بعد أن أخذتهم الصيحة. وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وتبيَّن للسائلين أنّ الحسرة في محكم القرآن العظيم تحتوي على بيانين اثنين، فإمّا أن تكون الحسرة في النفس ندماً وإما أن تكون الحسرة في النفس حزناً على الغير.

    فتبيّن لكم بيان حسرة العباد في أنفسهم ندماً على ما فرَّطوا في جنب ربهم كونهم أصبحوا خاسرين وفي جهنم خالدين إلاَّ ما شاء الله، وكذلك تبيَّن للسائلين حسرة الله على عباده أنّها حسرة حزنٍ في نفسه وأسف عليهم. تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه القرآن العظيم في قوله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فهل تبيَّن لك الحقّ من الباطل حبيبي في الله مجتهد للحق؟ وصبرٌ عليك جميل ونحن أهدى منك سبيلاً وأقوم قيلاً، ونأمر بإطلاق عضوية مجتهد للحق إلى حين ليردّ علينا على بيان الحسرتين في محكم القرآن العظيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    وربّما يودّ (مجتهد للحق) أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، فلنفرض أنّك أقمت على (مجتهد للحق) الحجّة بالحقّ في بيان الحسرتين في محكم القرآن العظيم أنّهما حسرة الندم في نفس الإنسان على ما فعل أو تكون حسرة حزن في النفس على ما أصاب قوما آخرين، والسؤال يا ناصر محمد: أليس يعني هذا أنّ الله سوف يستمر حزنه على عباده المعذبين في نار الجحيم؟". ومن ثم يردّ على كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بلى وربي الله، إنّ ربي حزين في نفسه على عباده النّادمين على ما فرَّطوا في جنب ربِّهم؛ بل حزين عليهم منذ آلاف السنين منذ لحظة حسرتهم على ما فرَّطوا في جنب ربهم؛ بل حزن الله عليهم أعظم من حزن الأم على ولدها حين تراه يصطرخ في نار الجحيم حتى ولو عصاها ألف عام، فكذلك حزنها على ولدها حزن عظيم نظراً لوجود الرحمة في قلبها بولدها؛ بل حزن الله أعظم على عبده وهو أرحم الراحمين! ولكنهم كذلك ظلموا أنفسهم باليأس من رحمة ربهم.

    وهنا يقف أولو الألباب برهةً من الوقت للتفكير العميق بعقلٍ ومنطقٍ، ومن ثم يقول أحدهم: "يا ناصر محمد، ما دام تبيّن لنا عظيم حزن الله على عباده الظالمين لأنفسهم فلماذا خلقنا الله؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: تجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْت الجنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    ومن ثم يشمِّرون لتحقيق هدى الأمّة ليكونوا شاكرين فيسعون لبدء تحقيق هدف رضوان نفس ربهم. ومن ثم يردّ على أولي الألباب صاحب علم الكتاب وأقول: إذاً فقد اتَّخذتم رضوان الرحمن غاية وتسعون لتحقيق الهدف المعاكس لهدف المغضوب عليهم من شياطين الجن والإنس فلهم غاية في نفس الرحمن كما لكم غاية في نفس الرحمن، فأمّا هدف الشياطين المحصور في نفس الله هو تحقيق غضب الله على عباده أجمعين وكرهوا رضوانه، ولذلك لم يكتفِ شياطين الجن والإنس بغضب الله عليهم وحسبهم ذلك؛ بل يسعون إلى تحقيق غضب الله على عباده أجمعين. وبما أنّ شياطين الجن والإنس علموا بقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر:7]، ولذلك يسعى الشيطان وحزبه بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ إلى تحقيق الهدف في نفس ربهم وهو عدم رضوان الله على عباده. وطريق الشيطان وحزبه إلى تحقيق ذلك الهدف هو أن لا يكون عبيد الله شاكرين، ولذلك بيَّن الله لكم هدف الشيطان في نفس الرحمن في قصص القرآن: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولذلك يسعى الشيطان إلى إضلال العباد حتى لا يكونوا شاكرين؛ حتى لا يرضى الله عليهم، فيدعوهم الشيطان للكفر كون الله لا يرضى لعباده الكفر. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    ويا معشر علماء الأمّة، سألتكم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، فهل ترون الإمام ناصر محمد اليماني على باطلٍ بسبب أنّه يسعى إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين في نفس ربهم؟ والحمد لله الذي أيّدني بقوم يحبّهم الله ويحبّونه وأنا لم أعرفهم ولم ترَ أعيني كثيراً منهم. فاسمعوا لفتواي المتكررة في شأنهم:
    أقسم بالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه، لا يرضيهم ربهم بملكوت الجنة التي عرضها السموات والأرض حتى يرضى.

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، ما دام تبيّن لنا الحسرة في نفس الله على عباده المعذبين غير الشياطين فحتماً سوف تستمر الحسرة والحزن في نفس الله عليهم ما داموا يصطرخون في نار الجحيم ولن يذهب الحزن من نفس الله حتى يخرجهم الله من ناره فيدخلهم جنته، والسؤال يا ناصر محمد: فهل سوف يتحقق ذلك بعد أن يذوق الظالمون لأنفسهم وبال أمرهم من غير ظلمٍ وهو محكوم عليهم بالخلود في سجن الجحيم؟". ومن ثم نكتفي برد الجواب في محكم الكتاب من الربّ مباشرة. قال الله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿١٠٥﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وربّما يودّ كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن يقولوا: "يا ناصر محمد، فهل يوجد في هذه الأمّة عباد لله لن يرضوا بملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض كونهم لن يرضوا حتى يتحقق رضوان نفس ربهم!" ومن ثم يفتي الإمام المهديّ على السائلين وأقول: أقسم بمن أنزل الكتاب وأجرى السحاب وهزم الأحزاب إن في هذه الأمّة قوم يحبهم الله ويحبونه لن يرضوا بجنات النعيم والحور العين حتى يتحقق رضوان نفس حبيبهم الله أرحم الراحمين، وكل من كان من قوم يحبهم الله ويحبونه سيعلم بهذه الحقيقة في نفسه، أولئك الذين أيقنوا أنّ ناصر محمد اليماني هو حقا المهديّ المنتظر لا شك ولا ريب، بسبب أنّه علمهم بحقيقة اسم الله الأعظم، فوجدوه حقا صفة رضوان الله على عباده، فهم يرون أنّ تحقيق رضوان الله على عباده لهو النعيم الأعظم من جنته لا شكّ ولا ريب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل هؤلاء القوم معصومون من الخطيئة؟". ومن ثم يردّ على السائلين عنهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بل هم كمثل إمامهم لربما كلّت يد عتيد لكثرة ما كتب من ذنوبهم، ولكن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    ۞رابط مصدر البيان في منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=135138

    ـــــــــــــــــــــــــــ
    فارسى
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=136653
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    Kurdî
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=408195
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    Melayu
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=407257

  6. افتراضي

    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 11 - 1436 هـ
    08 - 09 - 2015 مـ
    09:43 مساءً

    اقتباس المشاركة :
    وربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "اتّقِ الله يا من يدّعي أنّه المهديّ المنتظَر! فكيف تصف حال الله بالحسرة على الذين ظلموا أنفسهم؟". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين وأقول: "إنّما الحسرة في نفس الله لا ولن تحدث حتى تحدث الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم بعد أن أهلكهم الله وذاقوا وبال أمرهم وأذاقهم الله العذاب الأليم، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون، ولكن لا تنسوا صفة الرحمة في نفس الله أرحم الراحمين.

    وتعال أيها الشيخ الفاضل لنضرب لك مثلاً، فلو أنّ ولدك عصى أمرك طيلة عمره حتى الموت فمُتَّ من بعده فوجدته يوم القيامة يصطرخ في نار جهنم نادماً ومتحسّراً على ما فرّط في جنب ربّه وأبيه فكيف يكون حالك أيها الأب الرحيم؟ فوالله لن تهنأ بجنات النعيم والحور العين وأنت تسمع وليدك يصطرخ في نار جهنم بعد أن علمت أنّه نادمٌ ندماً شديداً على عصيان ربّه وأبيه، فهيا أجبني كيف سيكون حالك أيها الأب الرحيم؟ فتفكّر قليلاً وتصوّر الموقف حتى تستشعر الرحمة في قلبك على وليدك، فمن ثمّ تتفكّر فتقول: "إذا كان هذا ما سيكون حالي عليه فكيف بحال من هو أرحم بعباده من عبده الله أرحم الراحمين؟ فهل يا ترى هو كذلك متحسرٌ وحزينُ؟ فهل تستطيع أن تخبرنا عن حال الله أرحم الراحمين أيّها الإمام المهديّ، فهل هو حقاً سوف يكون مُتحسراً وحزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأهلكهم فأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربهم؟". فمن ثمّ يردّ على السائلين المهديّ المنتظَر وأقول: وما يدريني بما في نفس ربي؟! وإنّما علمت بحسرة الله من الخبر الربّاني الذي أنزله الله في محكم كتابه ليخبر عباده عن حاله أنّه متحسرٌ على عباده الذين أهلكهم الله فتحسّروا على ما فرّطوا جنب ربهم، والحمد لله الذي أنزل إليكم الخبر عن حال الله أرحم الراحمين في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فيا إخوة المهديّ المنتظَر في الدم كافة البشر من حواء وآدم، فمن كان منكم يؤمن أنّ الله حقاً أرحم الراحمين فليسأل عقله يُجيبه بالحقّ أنّ الله إذا كان حقاً أرحم الراحمين فبما أنّ عبيده قد أصبحوا نادمين ومتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم فإذا كان هذا حالهم فكيف بحال الله أرحم الراحمين!
    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا لا يرحمهم الله ما دام متحسراً عليهم؟". فمن ثم نردّ على السائلين بالحقّ ونقول: ذلك لكونهم لا يزالون يظلمون أنفسهم باليأس والقنوط من رحمة ربهم، وقالوا: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ﴿٢١﴾} [إبراهيم]، ومنهم من يبحث عن الشفعاء ليشفع له بين يدي ربه فيقول: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [الأعراف]، وآخرون يطلبون الرّجعة ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وللأسف لم يسألوا الله رحمته ظنّاً منهم أنّ الله لا يدخلنهم جنته إلا بأعمالهم؛ بل هي الأعمال الصالحة مجردُ سببٍ لرحمة الله، ولكنّهم لم يقدروا ربهم حقّ قدره!
    انتهى الاقتباس
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 202327 من موضوع من الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة البشر المسلم منهم والكافر، فكونوا من أولي الألباب فاسمعوا القول من قبل أن تحكموا ثم اتّبعوا أحسنه ..

    [لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=202314

    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 11 - 1436 هـ
    08 - 09 - 2015 مـ
    09:43 مساءً
    ــــــــــــــــــــــ



    من الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة البشر المسلم منهم والكافر، فكونوا من أولي الألباب فاسمعوا القول من قبل أن تحكموا ثم اتّبعوا أحسنه
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    يا معشر البشر، إنّي الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم بالحقّ وأبشّركم بأنّ الله أيّدني بأعظم آيةٍ في الكتاب على الإطلاق وهي حقيقة اسم الله الأعظم يتنزّل في قلوبكم، ولا ولن يعلم علم اليقين بأنّي المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب إلا الذين تنزّلت حقيقة اسم الله الأعظم في قلوبهم، وأولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(54)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ومن كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فأُقسم بربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّهم لن يرضوا بمَلكوت ربِّهم في الآخرة حتى يكون ربّهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً.

    وربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "اتّقِ الله يا من يدّعي أنّه المهديّ المنتظَر! فكيف تصف حال الله بالحسرة على الذين ظلموا أنفسهم؟". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين وأقول: "إنّما الحسرة في نفس الله لا ولن تحدث حتى تحدث الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم بعد أن أهلكهم الله وذاقوا وبال أمرهم وأذاقهم الله العذاب الأليم، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون، ولكن لا تنسوا صفة الرحمة في نفس الله أرحم الراحمين.

    وتعال أيها الشيخ الفاضل لنضرب لك مثلاً، فلو أنّ ولدك عصى أمرك طيلة عمره حتى الموت فمُتَّ من بعده فوجدته يوم القيامة يصطرخ في نار جهنم نادماً ومتحسّراً على ما فرّط في جنب ربّه وأبيه فكيف يكون حالك أيها الأب الرحيم؟ فوالله لن تهنأ بجنات النعيم والحور العين وأنت تسمع وليدك يصطرخ في نار جهنم بعد أن علمت أنّه نادمٌ ندماً شديداً على عصيان ربّه وأبيه، فهيا أجبني كيف سيكون حالك أيها الأب الرحيم؟ فتفكّر قليلاً وتصوّر الموقف حتى تستشعر الرحمة في قلبك على وليدك، فمن ثمّ تتفكّر فتقول: "إذا كان هذا ما سيكون حالي عليه فكيف بحال من هو أرحم بعباده من عبده الله أرحم الراحمين؟ فهل يا ترى هو كذلك متحسرٌ وحزينُ؟ فهل تستطيع أن تخبرنا عن حال الله أرحم الراحمين أيّها الإمام المهديّ، فهل هو حقاً سوف يكون مُتحسراً وحزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأهلكهم فأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربهم؟". فمن ثمّ يردّ على السائلين المهديّ المنتظَر وأقول: وما يدريني بما في نفس ربي؟! وإنّما علمت بحسرة الله من الخبر الربّاني الذي أنزله الله في محكم كتابه ليخبر عباده عن حاله أنّه متحسرٌ على عباده الذين أهلكهم الله فتحسّروا على ما فرّطوا جنب ربهم، والحمد لله الذي أنزل إليكم الخبر عن حال الله أرحم الراحمين في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فيا إخوة المهديّ المنتظَر في الدم كافة البشر من حواء وآدم، فمن كان منكم يؤمن أنّ الله حقاً أرحم الراحمين فليسأل عقله يُجيبه بالحقّ أنّ الله إذا كان حقاً أرحم الراحمين فبما أنّ عبيده قد أصبحوا نادمين ومتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم فإذا كان هذا حالهم فكيف بحال الله أرحم الراحمين!

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا لا يرحمهم الله ما دام متحسراً عليهم؟". فمن ثم نردّ على السائلين بالحقّ ونقول: ذلك لكونهم لا يزالون يظلمون أنفسهم باليأس والقنوط من رحمة ربهم، وقالوا:
    {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ﴿٢١﴾} [إبراهيم]، ومنهم من يبحث عن الشفعاء ليشفع له بين يدي ربه فيقول: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [الأعراف]، وآخرون يطلبون الرّجعة ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وللأسف لم يسألوا الله رحمته ظنّاً منهم أنّ الله لا يدخلنهم جنته إلا بأعمالهم؛ بل هي الأعمال الصالحة مجردُ سببٍ لرحمة الله، ولكنّهم لم يقدروا ربهم حقّ قدره!

    وعلى كل حالٍ نعود إلى حقيقة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه؛ أولئك بما أنّهم حقاً يحبّون ربَّهم أكثر شيءٍ في الوجود وهو ربّ الوجود أحبّ شيء إلى أنفسهم، وبما أنّهم علموا بعظيم حسرة الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فهنا يقول قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه: "فما دام قد تبيّن لنا أنّ ربّنا متحسرٌ وحزينٌ، فماذا نبغي من جنّات النعيم وربنا متحسرٌ وحزينٌ؟ فوربّ السماء والأرض ربّ الملكوت كله لا ولن نرضى حتى يكون ربنا راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً فسُحقاً لجنّات النعيم أجمعين إذا لم يتحقّق النعيم الأعظم من جنات النعيم؛ ذلكم رضوان الله على عباده". فمن ثم يعلمون حقيقة بيان قول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّ من كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فإنّهم ليرون تأويل هذه الآية الآن في قلوبهم أنّ رضوان نفس ربهم على عباده هو حقاً النعيم الأعظم من نعيم جنته فيقولون: "فكيف نسعد بجنات النعيم وربنا أحبّ شيءٍ إلى أنفسنا متحسرٌ وحزينٌ؟". ولذلك نُكرِّر القسم بالحقّ قسم المهديّ المنتظَر بالله الواحد القهّار ليس قسم كافرٍ ولا فاجرٍ:
    إنّ ربّهم لن يُرضيهم بملكوت جنّات النعيم يوم القيامة حتى يرضى ربّهم في نفسه لا مُتحسراً ولا حزيناً.

    وربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقول: "يا أيها المهديّ المنتظَر، أليس الله على كلّ شيءٍ قديرٍ؟ فهذا يعني أنّ الله قادرٌ على إرضائهم كونه على كلّ شيءٍ قدير". فمن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على كافة السائلين وأقول: اللهم نعم إنّي مؤمنٌ أنّ قدرة الله لا حدود لها، ولكنّي أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّ إصرار قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه على تحقيق النعيم الأعظم كذلك لا حدود لإصرارهم كما قدرة الله لا حدود لها! فهل فقهتم الخبر؟ فما أعظم ندم الذين أعثرهم الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يكونوا من التّابعين فيفوتهم أعظم تكريمٍ يوم يقوم الناس لربّ العالمين كون قوم يحبّهم الله ويحبّونه هم الوفد المكرمون الذين لم يتمّ حشرهم إلى جنات النعيم ولا إلى نار الجحيم؛ بل تمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً كونهم رفضوا الدخول في جنّات النعيم ويريدون من ربّهم أن يُحقق لهم النعيم الأعظم من جنات النعيم فيرضى. وكيف يكون راضياً ما لم يُدخل عباده المتحسِّرين على ما فرّطوا في جنب ربهم في رحمته فيرضى؟ حتى إذا جاءت الشفاعة من الربّ فشفعت لعباده رحمتُه في نفسه فيأمر بإخراجهم من نار الجحيم وإدخالهم في جنات أهل اليمين، فمن ثم يقول النادمون للوفد المكرّمين: "ماذا قال ربكم؟". قالوا: "الحقّ، وهو العلي الكبير". تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وليس أنّ الذين أذِن الله لهم بالخطاب خاطبوا ربّهم في شأن عباده، إذ لا ينبغي لهم أن يشفعوا للعبيد بين يدي الربّ المعبود، وإنّما جعلهم الله السبب في تحقيق الشفاعة في نفس الله كونهم خاطبوا ربّهم أن يحقق لهم النعيم الأعظم فيرضى. ولكنّ ربّهم لن يرضى في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته فيرضى. فلا تدعوا مع الله أحداً لا في الدنيا ولا في الآخرة فلا وسيط بين الربّ وعبده،
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].

    فكونوا من الشاكرين، وشَحَنَّا بهذا البيان النورانيّ قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحبونه، فذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

    فبلغوا هذا البيان أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، فلا تَهِنوا ولا تستكينوا في شدّ أزر إمامِكم وتعزيره والدعوة إلى الله على بصيرةٍ من ربكم، فقد بعثكم الله وإمامكم رحمةً للعالمين.

    ألا وإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره حريصون على تحقيق السلام العالميّ بين شعوب البشر وإلى تحقيق التعايش السلميّ بين المسلم والكافر، ونأذن بحرية العقيدة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وما علينا إلا البلاغ بالبيان الحقّ للكتاب فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ذلكم ما أمر الله به رُسله والمهديّ المنتظَر أنّه لا إكراه في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:29].

    ولذلك جعل الله النار لمن كفر والجنة لمن شكر وما على الرسل إلا البلاغ المبين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. فكيف يسعد الحبيب بعد أن أُعلم أنَّ من يحبُّه متحسّرٌ وحزينٌ؟
    بواسطة عابدة لرضوان النعيم الأعظم في المنتدى حقيقة القوم الذين يحبهم الله ويحبونه
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 13-05-2023, 02:35 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-05-2021, 04:43 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-07-2015, 11:59 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •