03 - ذو الحجة - 1443 هـ
02 - 07 - 2022 مـ
10:20 صباحًا
(بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=388810
_______
ميكال له مَنصِبٌ قياديٌّ رَفيعٌ ومَسؤول المُعَقِّبات الليليّة والنهاريّة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصَّلاة والسلام على كافة رُسل الله من الملائكة والجِنّ والإنس ومن تَبِع دعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له..
وبالنسبة لروح القدس الأمين جبريل فهو لدى الله مَكينٌ، أمينُ سِرّ الوَحي بالتَّكليم مِن الله ربّ العالمين، ومُطاعٌ مِن قِبَل الملائكة المُوَكَّل عليهم تصديقًا لقول الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ﴿١٥﴾ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿١٨﴾ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿١٩﴾ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴿٢٠﴾ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴿٢١﴾ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ﴿٢٢﴾ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴿٢٣﴾ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴿٢٤﴾ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ﴿٢٥﴾ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
وكان دائمًا يشاهده الأنبياء حين يتمثَّل بشرًا سَويًّا رغم أن معه طاقم من الملائكة المُكرمين لا يتمثَّلون، ويتكلم المتمثِّل باسم الحاضرين من الرُّسل الملائكيّة، ألا وإنَّ جبريل عليه الصلاة والسلام مُطاعٌ بأمر الله إلى الملائكة بطاعته كونه عند ذي العَرْش مَكينًا أمينًا؛ مُطاعًا ثَمَّ أمينًا، وهو عبدٌ لله مثله كمثل أي عبدٍ من عبيد الله، وهو أمين سِرّ وحي التَّكليم للكتاب وبعض آيات الكتاب لا يُحيط بها عِلمًا؛ بل يحيط بلفظها وعنده علم مِن الكتاب.
وأما النار فلها ملائكة مُوكَّلون مهمتهم: وُكِّلوا بالنار طاقمٌ من الملائكة مؤهَّلون في الخلق أن يكونوا غلاظًا شِدادًا؛ لا يعصون الله ما أمرهم فتأخذهم الرحمة بالمُعذَّبين، ويفعلون ما يؤمرون، والمُوكَّل عليهم هو مدير سجن الخلود عَبْد الله المَلَك (مالِك) عليه الصلاة والسلام وعلى خزنة جهنم أجمعين، وكذلك ملائكة موَكَّلون بجنات النعيم وهم المرَحِّبون بالصالحين فيستقبِلون ضيوف الرحمن ليدخلوهم إلى قصورهم في جنات النعيم فيدخلون عليهم من كل باب مُرَحِّبين بهم في ضيافة ربهم فيقولون لهم: "سلامٌ عليكم بِما صبرتم فنَعِمَ عُقبى الدار". كما جاء خَبَر قصصهم في استقبال ضيوف الرحمن الصالحين تصديقًا لقول الله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴿١٠٢﴾ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿١٠٣﴾} [سورة الأنبياء].
كما جاء خبرهم في قصص القرآن العظيم في قول الله تعالى: {۞ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ﴿٢٠﴾ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴿٢١﴾ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٢﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿٢٣﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤﴾} [سورة الرعد]. وصلوات الله على المُرَحِّبين ملائكة جنات النعيم والصلاة والسلام على ملائكة الله أجمعين.
وأما المَلَك ميكال فهو مسؤول المُعَقِّبات ضد الشياطين، ولكنهم لا يظهرون على الناس أثناء تأدية واجبهم، فلو ظهر أحدهم وقال أنه مُكلَّفٌ من ميكال بأمر من الرحمن لحمايتِك يا فُلانة أو يا فُلان؛ فاحذَروا فإنهم لا يظهرون للبشر، وإنَّما أولئك من الشياطين يريدون أن تدعوهم من دون الله فتدعون مع الله أحدًا، فإنما يريدونكم أن تعبدوهم من دون الله بدعائهم أن يُعيذوكم من الشياطين، وحاميها حراميها؛ بل هم الشياطين فلا ينبغي لملائكة الرحمن أن يظهروا لكم جهرةً ليخاطبوكم، فاحذروا فقد أوقَعوا كثيرًا من الناس في الشرك بالله بدعائهم من دون الله - سبحانه عمَّا يشركون علوًّا كبيرًا - تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الجن].
ولم يقولوا لهم أنهم شياطين؛ بل قالوا: "نحن المُعَقِّبات من ملائكة الرحمن المُقَرَّبين وكَّلنا الله بحفظكم، فادعونا نُعِذكُم من الشياطين". فيعملون مناورات شيطانيّة لِمَن أصغى إليهم ما بين كَرّ وفَرّ ليزيدوهم شِركًا بالله فيدعونهم من دونه، وإنهم لكاذبون وما كانوا من ملائكة الرحمن المُقَرَّبين بأن يأمروا الناس بالشرك بالدعاء مع الله أحدًا؛ بل هم من الشياطين أوقَعوا كثيرًا من العباد في الشرك، فقال الله لهم يوم لقائه أين ما كنتم تدعون من دون الله لينصركم من عذاب النار؟ قالوا: "كُنّا ندعو الملائكة المقربين". فمن ثم ألقى الله بالسؤال إلى الملائكة، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
اللهم قد بلغت الله فاشهد..
ويفقه قولي قومٌ عابدون لرَبِّ العالمين فلا يدعون مع الله أحدًا، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون تصديقًا لقول الله تعالى: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾} [الأنعام].
وأما الضيوف (الوَفد رَفيع المُستوى) الذي يتم حشرهم إلى الرَّحمن وفدًا للتفاوض عن سبب رفض ضيافة الله بالمأدبة الخالدة (جنات النعيم) ويريدون النعيم الأكبر فيتم حشرهم إلى الرحمن وفدًا، أولئك يُرَحِب بهم الله ذاته سبحانه بترحيب يتزلزل منه ملكوت الله أجمعين، فهنا يحدث الفَزَع الأكبر لِمَن كانوا مَن سُكَّان السماوات والأرض وسُكَّان الجنة التي عرضها السماوات والأرض؛ يُقيم الله لهم وزنًا عظيمًا، ولا أقول كُل أنصاري في عصر الحوار من قبل الظهور؛ بل قليلٌ منهم، والله وتالله إن ميزان الجنة في قلوبهم صِفْرٌ إلى ميزان النعيم الأكبر رضوان نفس ربهم ولذلك فَوَزْن الملكوت إلى وزنهم عند ربهم يساوي صِفْرًا تمامًا.
لا إله إلَّا الله.. لَكَم هم شديدوا المحال أن يرضوا بملكوت جنات النعيم حتى لو ضاعف الله نعيمها أعظم مِمَّا هي عليه نليون مرة فكذلك ميزانها في قلوبهم صِفْر فلن تكبُر في صدورهم شيئًا، أولئك فازوا بِرَبِّ العالمين وأدركوا الحِكمة مِن خَلقِهم وحتى لو يقول الله لأحدهم لسوف يؤيّدك ربُّك بأمر الكاف والنون؛ معجزات لا حدود لها بكلمات الله مُقابل تنازلهم عن هدفهم لقالوا: "وما الفائدة يا أرحم الراحمين؟ فلكم نحن شديدوا المحال أن نرضى حتى ترضى، فأنت الأحَبّ من ملكوت كل شيءٍ مَهما كان ومَهما يكون، فلكم نحن شديدوا المحال أن تُرضينا إلا بنعيم رضوان نفسك الأكبر من ملكوتك أجمعين، فنحن ضيفك لتحقيق النعيم الأكبر من جنتك، فأنت أعلَم بِما في أنفسنا، فقد رحبت بالوفد إليك ربّنا ترحيبًا عظيمًا، فضيافتنا هي تحقيق نعيمنا الأعظم من ضيافة نعيم جنات النعيم وكفى بالله شهيدًا على ما في أنفسنا، فلكم نحمدك يا الله على صفة علمك لِما في الصدور فلولا أنَّك لَتَعلَم الحق في أنفسنا لكانت طامةً كُبرى، فمَن يعلم بما في أنفسنا سواك؟ يا مَن علَّمت خليفتك أن يُعَبِّر عمَّا في أنفسنا وهو لا يعرفنا، فلكَم تشابهت قلوبنا بقلب خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليماني، فما أعظم فضلك علينا أن جعلتنا في زمرته مِن قومٍ يُحِبّهم الله بلا حدود ويُحِبّون الله بلا حدود؛ بل ذلك فضل الله الأعظم في الكتاب أن تكون مُتعتنا رضوان نفس الله أرحم الراحمين، فبعزتك وجلالك إنَّ ملكوتك أجمعين إلى جانب النعيم الأكبر صِفْر في الميزان تمامًا، فمَن يعلم بما في نفوسنا سواك؟ فأي مَهديّ بعد ناصر محمد اليمانيّ ننتظر أن تبعثه؟ فإلى ماذا سيهدينا؛ إلى سبيل نعيم أكبَر من نعيم رضوان نفسك سبحانك ربنا وتعاليت علوًّا كبيرًا؟! فلَكَم أخذ بأيدينا بعلمه فقرَّبنا إليك شيئًا فشيئًا حتى عرفنا الحَقّ - الله أرحم الراحمين - وأمَّا آخرون فما زادتهم دعوته إلّا فرارًا وبُعدًا عن الله رب العالمين، وما ظَلَمَهم الله ولكن أنفسهم يظلمون، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا يا مَن تحول بين المرء وقلبه، ربَّنا لا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهَب لنا من لدنك رحمة إنَّك أنت الوهَّاب، ربَّنا إنَّك جامعُ الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يُخلِف الميعاد".
وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالمين..
خليفةُ الله وعبدُه الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
____________