الموضوع: ما قصة هذين العبدين الذين اشركا بالله بعد ايمان

النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. rose ما قصة هذين العبدين الذين اشركا بالله بعد ايمان

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضوانه امامنا الغالي قرة عيننا.اتمنى يا امامي ان تقص علينا مما علمك الله قصة الزوجين المذكورين في الآية الكريمة من سورة الاعراف:..هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما اثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صالحا لنكون من الشاكرين189فلما آتاهما صالحا جعلا له شركا فيما آتاهما فتعالي الله عما يشركون 190..صدق الله العظيم...كنت أريد طرح هذا السؤال منذ مدة لكني انشغلت والان جاء قدره. والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته ورضوانه إمامي واخوتي الانصار
    المحسوس اهم واكبر من الملموس-نعيم قلبي ربي حبيبي

  2. افتراضي

    وعيكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

    أختي المكرمة فتحية , لم أجد بيان يفصل هذه الاية من الامام الكريم ..

    واعتقد ان تأويلها وبيانها لم يأتي وقته فقد سألها غيرك سابقاً ولم يتم الاجابة عليها والتفصيل ..

    فصبراً جميلاً حتى ياذن الله , فلن نصر على بيانها ولن نزيد الحمل على امامنا فما لديه يكفيه وكان الله في عونه ,

    ونسأل الله ان يسخرنا ويوفقنا لشد أزر عبده و خليفته ونصرته ما استطعنا ..

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا اقتباس من بيانات الإمام" ناصر محمد اليماني" لجزء من سؤالكي أختنا الأنصاريه المكرمه :

    قال الله تعالى: { هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها } صدق الله العظيم [الأعراف:189] ، وقال تعالى: { ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا...}

    {وقال تعالى: { هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها } صدق الله العظيم [الأعراف:189] ، وقال تعالى: { ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين (11) قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين (12) قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين (13) قال أنظرني إلىٰ يوم يبعثون (14) قال إنك من المنظرين (15) قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم (16) ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين (17) قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين (18) ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هٰذه الشجرة فتكونا من الظالمين (19) فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هٰذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20) وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين (21) فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين (22) قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (23) قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلىٰ حين (24) قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون (25) } }...

    انتهى الإقتباس أعلاه.

    ************************

    رابط البيان هو :

    { الرابط: https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=4545
    العنوان: بيان الإمام المهديّ عن الجَنَّة التي خرج منها أبونا آدم عليه الصلاة والسلام ..
    - 5 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    20 - ذو الحجة - 1429 هـ
    18 - 12 - 2008 مـ
    03:21 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ
    بيان الإمام المهديّ عن الجَنَّة التي خرج منها أبونا آدم عليه الصلاة والسلام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    إليك سؤالي أيها السائل، والسؤال هو: هل الله سبحانه وتعالى قال لملائكته بأنه جاعلٌ في جنة المأوى عند سدرة المُنتهى خليفةً فإذا سوّاه ونفخ فيه من روحه أمرهم الله أن يكونوا له ساجدين؟
    وأعلم بجوابك علينا وسوف تقول: قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ من ربِّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
    فانظر لقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} صدق الله العظيم، وكذلك إلى قول الله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} صدق الله العظيم [البقرة:35-36]، فتدبَّروا كافة الآيات التي وردت في هذا الشأن وسوف تعلمون ما لم تكونوا تعلمون، فتدبَّروا الآيات المُحكَمات التي وردت في أمّ الكتاب في هذا الشأن وسوف تعلمون، قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ من ربِّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾}، وقال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:59].
    وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ‎﴿١﴾‏} صدق الله العظيم [النساء].
    كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ‎﴿١٣﴾} صدق الله العظيم[الحجرات].
    وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} صدق الله العظيم [الأعراف:189]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
    كما قال تعالى في الآية الأخرى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} صدق الله العظيم [طه:55].
    وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٦﴾ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ﴿٢٧﴾ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ ربّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾ قَالَ ربّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾ قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿٤١﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢﴾ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم[الحجر].
    وقال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا ﴿٦٣﴾ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴿٦٥﴾} [الإسراء].
    وقال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الجنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ ربّه أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} صدق الله العظيم [الكهف:50].
    وقال تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ ربّه فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجْتَبَاهُ ربّه فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿١٢٢﴾} صدق الله العظيم [طه].
    ومن بعد التدبر سوف تعلمون ما لم تكونوا تعلمون كما يلي:
    إنَّ الله لم يجعل آدم خليفةً في جنة المأوى عند سدرة المُنتهى بل جعله خليفةً في الأرض؛ بمعنى أنه يوجد لله جنةٌ في الأرض بلا شكٍّ أو ريبٍ وهي التي جعل الله فيها خليفةً على من كان فيها من الجنّ وكذلك أمَر الملائكة بالطاعة لخليفة ربّهم سجودًا لله، ويُستنبط من تلك الآيات دليل الخلافة أنها في الأرض من بادئ الأمر، والدليل قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} صدق الله العظيم. ومن ثم نستنبط بأن هذه الأرض فيها جنةٌ لله، والدليل قول الله تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنَّة فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:19].
    ثم نستنبط أنَّ الله قد أمَر إبليسَ بالخروج منها، ثم طلب إبليسُ من الله أن يُنظِره فيها حتى يفتن من كرّمه الله عليه، وطلب الشيطانُ من الله هذا الطلب من باب التحدّي لئن أخَّره، ثم أجابه الله لطلبه وحذَّر آدمَ منه وقد سمع آدمُ التحدّي من إبليس وإعلانَ العداوة لآدم وزوجته وذريتهم أجمعين، ويُستنبَط ذلك من قول الله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ ربّه فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجْتَبَاهُ ربّه فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿١٢٢﴾} صدق الله العظيم [طه].
    ولكن الله وعد الشيطان ليخرجنّه منها مذءومًا مدحورًا بهزيمةٍ نكراءَ ومن ثم يدخله جهنَّمَ وساءت مصيرًا، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
    ومن ثم يتبين لكم أنَّ الخروج من الأرض إلى الأرض أي من الداخل إلى الخارج، وذلك هو الهبوط من معيشة النّعيم إلى الحضيض في المعيشة، وفي الحقيقة هو الخروج من الجنة إلى حيث أنتم في كبَدٍ وعناءٍ وشقاءٍ، وذلك لأن الله أنظر إبليسَ في هذه الجَنّة حسب طلبه من باب التحدي لئن أخرّه الله لَيفتِنَ آدم وزوجته فيجعلهم يطيعون أمر إبليسَ ويعصون أمر ربّهم ثم أجاب الله طلب إبليسَ ومن ثم حذَّر الله آدم وزوجته من إبليسَ أن لا يخرجهم من العزّ إلى الشقاء، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ ربّه فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾} صدق الله العظيم [طه].
    ويا معشر المسلمين والناس أجمعين، ذلك هو الشيطان بذاته هو المسيح الدجال ولا يزال في جنة الله في الأرض من تحت الثرى وتلك هي جنة الفتنة وفيها المسيح الدجال يريد أن يفتنكم بها، ولكن الله وعدكم بها في الدنيا من قبل جنة الآخرة فيحييكم فيها حياةً طيبةً في أرضٍ لم تَطَؤوها فيرثكم الله أرضهم وديارهم في الدنيا. تصديقًا لوعد الله للمسلمين في قول الله تعالى: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا} صدق الله العظيم [الأحزاب:27].
    وتلك الأرض هي الأرض التي لم تدعسها قدم مسلمٍ من أمّة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن أطعتم الشيطان وعصيتم خليفة الله الإمام المهديّ ذهبت عنكم فلا يعدكم الشيطان إلا غرورًا، فإن أطعتم المسيح الدجال الذي هو ذاته الشيطان الرجيم فلن تنالوها وقد كانت في يد آدم وزوجته حتى إذا عصوا أمر ربّهم وصدَّقوا الشيطان خرجوا مما كانوا فيه من العزّ، وكذلك أنتم لئن عصيتم أمر الله وصدَّقتم الشيطان الرجيم فلا يفتنكم بها الشيطان كما أخرج أبويكم فقد حذّركم الله فتنته، وقال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:27]، وقد علَّمكم محمدٌ رسول الله عن يوم هذه الأرض التي يسكنها، وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يوم الدجال كسنةٍ من سنواتكم وقال عليه الصلاة والسلام: [يومه كسنةٍ]. أي يومه كسنةٍ من سنواتكم.
    ويا أيها الناس إنّما أكلِّمكم بالعلم الحقّ الذي سوف تجدونه الحقّ على الواقع الحقيقي وأنتم لا تزالون في الدنيا ولا أتَّبِع خزعبلاتكم التي لا يقبلها العقل والمنطق وقد فصَّلنا لكم جنة الفتنة التي كانت سبب فتنة آدم فحرص عليها وعلى البقاء فيها، وإنما خوَّفّه الشيطان أنّ الله لم ينهَه عن تلك الشجرة حتى لا يكونا مَلَكَين خالدين في ذلك النّعيم الذي هم فيه، وحرصًا على ذلك أكلا من الشجرة، فلا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة إني لكم ناصحٌ أمينٌ، وهذه الجنة هي من تحت الثرى وهي لله. تصديقًا لقول الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ‎﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه].
    ولها مشرقان من جهتين متقابلتين وهي الأرض ذات المشرقين ومشرقاها هما ذاتهما مغرباها وربّها الله وليس ربّها عدوّه وعدوّكم المسيح الدجال. تصديقًا لقول الله تعالى: {رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ} صدق الله العظيم [الرحمن:17].
    بمعنى أنّ لها بوابتين إحداهما في أطراف الأرض جنوبًا والأخرى في منتهى أطراف الأرض شمالًا، وأعظم بُعْدٍ بين نقطتين في هذه الأرض هو بين هاتين البوابتين. تصديقًا لقول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف:38].
    وذلك لأنّ أعظم بُعدٍ بين نقطتين في هذه الأرض هو بين نقطتي المشرقين لأنهما في جهتين مُتقابلتين، وتشرق عليها الشمس من البوابة الجنوبيّة فتخترق أشعة الشمس هذه الأرض المفروشة حتى تخرج أشعتها من البوابة الشماليّة نظرًا لأنّ هذه الأرض مستوية التضاريس قد مهدها الله تمهيدًا وفرشها بالخضرة فمهّدها تمهيدًا فتراها بارزةً وليس لها مناكبُ مختفيةٌ بل بارزةٌ مستويةٌ فرشها الله بالخضرة ومهّدها تمهيدًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿٤٧﴾ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴿٤٨﴾}صدق الله العظيم [الذاريات].
    بمعنى أنه جعلها بارزةً مُمهَّدةً إذا كان أحدكم في أحد بواباتها فإنه سوف يرى الشمس في السماء مقابل بوابتها الأخرى وذلك هو وصف تضاريسها. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} صدق الله العظيم، تلك الأرض التي وضعها الله للأنام فيها فاكهةٌ والنخل ذات الأكمام والحَبّ ذو العصف والريحان. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].
    وأذكِّركم قول الله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} صدق الله العظيم، فها هي الأرض التي لم تطئُوها؛ نَفَقٌ في الأرض أمامكم بين أيديكم من آيات الله من آيات التّصديق لهذا القرآن العظيم الذي اتخذتموه مهجورًا فبأيّ نعم الله تُكَذِّبان يا معشر الكُفّار من الإنس والجان؟ قال تعالى: {فاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّـهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
    وأرى الجاهلين منكم يُكذِّبونَني بسبب عدم ظهوري لهم برغم أنّي أخاطبهم بكلام الله الذي هم به يؤمنون، فكذلك يتّخذونه مهجورًا ثم يكذِّبوني ويحاجّوني لماذا لم أظهر فأواجههم. وهل لو ظهرت لهم سوف أقول لهم كلامًا غير هذا فيصدِّقوني؟ وما الفرق بين ظهوري ما داموا لم يصدِّقوا بالحقّ بين أيديهم؟! وليس مكتوبًا على جبيني الإمام المهديّ المنتظَر، وإنما أنا بشرٌ مثلكم أعلِّمكم البيان الحقّ للقرآن فأستنبطه من ذات القرآن، أم إنّكم لا تُصدقون بأرضٍ هي نفقٌ في الأرض لم تطئُوها يا معشر المسلمين وفيها من آيات الله تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} [الأنعام:35]؟
    وإني أريد أن أغزوها فلا ننتظر حتى يغزونا المسيح الدجال خشية أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الكفر نظرًا لفتنة الملكوت الذي أخرجكم منه وإنّا فوقهم قاهرون، ويريد الله أن يجعلكم أمّةً واحدةً على الحقّ ولو يدعوكم المسيح الدجال إلى الكفر بالله يا معشر هذه الأمّة لاتَّبعتموه نظرًا لفتنة المُلك الذي في هذه الأرض وإنما هي زينة الحياة الدُنيا وزُخرفها ولا يريد الشيطان أن يُدخِلها إلا من كَفَر بالله واتَّبعه وعصى الإمامَ المهديَّ المنتظَر.
    وأقسم بربّ العزة والجلال لأخرجنَّه منها بقدرة الله مذءومًا مدحورًا هو وجميع جيوشه الذي يعدّهم من ذُرّيات البشر من اليهود؛ آباؤهم من البشر وأمهاتهم إناثٌ من شياطين الجنّ فيجامعوهنّ من الذين غيّروا خلق الله فيلدنَ عند المسيح الدجال الشيطان الرجيم، فإنا فوقهم قاهرون بإذن الله العزيز الحكيم فيورثني الله ومن معي أرضهم وديارهم وأموالهم بأرضٍ لم تطؤوها. تصديقًا لوعد الله بالحق: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].
    فأمّا قوله: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} فهو يخصّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن معه. وأما قول الله تعالى: {وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} فهو يقصد الإمام المهديّ وحزبه الذين هم أنفسهم حزب محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجميعنا حزب الله ألا إن حزب الله هم الغالبون، ويورثنا ملكوت تلك الأرض من الديار والأموال؛ الأرض التي وعدكم الله بها ولم تطأها قدم مسلمٍ من الأميّين بعد، تلك هي جنة الفتنة قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب وزخرفًا ومعارجَ عليها يظهرون، تسلّط عليها المسيح الدجال الذي يدعو الناس إلى الكفر بالله الحقّ ويدّعي الربوبيّة بغير الحقّ، ويعِدُ الكُفار بدعوة الحقّ بهذه الديار التي أسقفها من الفضة وأبوابها من الذهب، ويريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الكُفر وما يعدهم الشيطان إلا غرورًا، وذلك البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
    ولولا فضل الله عليكم يا معشر المسلمين ببعث المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للقرآن العظيم لاتّبعتم الشيطان مع الناس إلا قليلًا، وذلك لأنّ الشيطان هو المسيح الدجال ذاته الذي يريد أن يجعل الناس أمّة كفرٍ واحدةٍ، فابتعثني الله له بالضدّ فأجعل الناس بإذن الله أمّةً واحدةً على الهُدى على صراطٍ مستقيمٍ.

    ولو يحشر الله لعبده جنودَه من البعوضة فما فوقها لما ازداد مُسلمو اليوم إلا كفرًا وإنكارًا للحقّ نظرًا لتغيير ناموس آيات التّصديق بالكتاب فافتروا على الله أنه يؤيِّد دعوة الباطل بآيات التصديق من عنده، كقولهم إنَّ الله يؤيد المسيح الدجال بالآيات من عنده، سبحانه! فكيف يؤيِّد اللهُ الباطلَ بآيات التَّصديق؟ أفلا تعقلون؟! إذًا لو يؤيِّد اللهُ الإمامَ المهديّ بجنوده من البعوضة وما فوقها مِن خلق الله في السماوات وفي الأرض ضدّ المسيح الدجال وجيوشه إذًا لقال المسلمون إن الإمام المهديّ هذا الذي أيَّده الله بهذه الآيات كُلّها؛ إذًا هو المسيح الكذاب! برغم أني لن أدّعي الربوبية وأعوذ بالله، ولكنهم لن ينظروا لدعوتي الحقّ؛ بل سوف ينظرون لكثرة آيات التَّصديق من السماء والأرض فيحشُر الله عليهم جنود المهديّ المنتظَر من جميع أقطار السماوات والأرض إذًا لقالوا إنّ المهديّ هذا الذي أيَّده الله بكل هذه الآيات، إذًا هو المسيح الدجال الذي حذَّرنا منه محمدٌ رسول الله وأخبرنا بأنّ الله سوف يعطيه ملكوت كل شيء، إذًا لن تزيدكم آيات التَّصديق إلا كفرًا يا معشر مُسلمي اليوم. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:111].
    والسبب هو أنكم غيَّرتم ناموس الحقّ في الكتاب وصدّقتم الباطل وكذَّبتم الحقّ واتَّبعتم الباطل المُفترى، وأسمّي بالحقّ والحقّ أقول: إن الذين يعتقدون بأنّ الله يؤيّد الباطل بآياته فإنهم أشدّ كفرًا بالحقّ في الكتاب؛ بل الكفار في الأمم الأولى أعقل منهم حتى فرعون أعقل من المسلم الذي يعتقد أنّ الله يؤيّد بآياته تصديقًا للباطل؛ بل فرعون أعقل منه لأنه يعلم إنما آيات التَّصديق يؤيّد بها الربّ الحقّ لأوليائه تصديقًا لدعوتهم إن كانوا على الحقّ فانظروا لردّ فرعون على رسول الله موسى الذي يدعوه إلى ربّ العالمين: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢٨﴾ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَـٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴿٢٩﴾ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
    فانظروا لردِّ فرعونَ على موسى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾} وذلك لأن ربّ موسى إذا كان حقًّا فسوف يؤيِّد دعوةَ الحقّ بمعجزة التَّصديق، ولذلك حَكمَ فرعونُ لئن جاء بآية التَّصديق من ربِّه الذي بعثه بالحقّ فقد أصبح من الصادقين، ولذلك كان ردّ فرعونَ على موسى بل وجعله حُكمًا مُسبقًا بينهم بالحقّ قبل أن يريه موسى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾}، وأمّا أنتم يا معشر المسلمين الذين يعتقدون أنّ الله يؤيِّد بآياته تصديقًا لدعوة الباطل، وكذلك تصديقًا لدعوة الحقّ، فأولئك الأنعام أعقل منهم؛ بل هم أضلّ سبيلًا فقد نسفت هذه العقيدةُ المُنكَرة إيمانَهم بربِّهم فكفروا بجميع آياته التي لا يأتي بها سواه ولا يؤيِّد بها دعوة الباطل ولا يؤيِّد بها إلا من يدعو إلى الحقّ فيصدقه الله بآيةٍ من عنده.
    ولكنّ مسلمي اليوم قد غيّروا ناموس العقيدة الحقّ واتّبعوا روايات الفتنة اليهوديّة فردّوهم من بعد إيمانهم كافرين إلّا مَن رحم ربي من المسلمين فأبى قلبُه وعقلُه أن يُصدّق أنَّ الله يؤيّد المسيح الدجال بآيات التَّصديق لدعوة الباطل مع أنه يدَّعي الربوبيّة وأنه من خَلَق السماء والأرض ويقول يا سماءُ أمطري فتمطر ويا أرضُ أنبتي فتنبت فيجعل الأرض جنةً! قاتلكم الله أنَّى تؤفكون؛ بل ويقطع رجلًا إلى نصفين فيمرّ بين الفلقتين ومن ثم يعيد روحه من بعد الموت وأثبت أنه يُبدئ ويعيد! ولكن الله قال: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
    فكيف تتَّبعون روايةً تُخالف كافة الآيات المُحكَمات في القرآن العظيم في شأن البعث؟! ويتحدّى الله الباطل من دونه أن يعيدوا الروح إلى جسد الميت، وقال لئن فعلوا مع أنهم يَدْعون إلى سواه فقد صدَقوا بدعوة الباطل من دون الله. وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
    ومن ثم تريدون أن يثبت الباطل دعوته بغير الحقّ فيعيد الروح إلى الجسد، أفلا ترون أنّكم قد كفرتم بمُحكَم القرآن العظيم؟ ولا أقول بالمُتشابه؛ بل كفرتم بالآيات المُحكَمات أمّ الكتاب. ألم يقل الله لكم أنّ الباطل لا يستطيع أن يُثبت دعوته ولو بخلق ذبابةٍ واحدةٍ؟ ولكنكم فتنتكم فِرية أكبر من ذلك؛ بل خلَقَ السماوات والأرض ومن ثم يثبتُ دعوته على الواقع مع أنه يدَّعي الربوبيّة فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت، أليس ذلك معاكسًا لقول الله تعالى: {هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} [لقمان:11]؟ ثم يقول المسيح الدجال أنه الذي خلق السماء والأرض ثم يأتي بالبرهان ويقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت! ألا لعنة الله على المُفترين لعنًا كبيرًا، ومن صدَّق افتراءهم فقد كذّب مُحكَمَ ما أنزل الله في القرآن العظيم؛ بل الله يتحدَّى أن يطيع الباطلَ مثقالُ ذرةٍ في السماء أو في الأرض لأنه لم يخلق الباطلُ مثقالَ ذرةٍ لا في السماوات ولا في الأرض، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} صدق الله العظيم [سبأ:22].
    أفلا ترون أنكم يا معشر الذين يعتقدون أنّ الله يؤيّد الباطل بآياته قد كفرتم بمُحكَم القرآن العظيم؟ وأبشّركم بعذابٍ عظيمٍ ما لم تكفروا بالباطل المُفترى فتتَّبعوا الحقّ.

    ولكني بيّنت لكم أنّ جنة الفتنة ليست كما تعتقدون، بل هي جنةٌ لله خلقها الله من تحت الثرى في باطن أرضكم بالأرض ذات المشرقين وربُّها الله ربّ الأرض ذات المشرقين وليس المسيح الدجال؛ إنما تسلّط عليها ويريد أن يفتنكم بها بشرط الكفر بأن تكفروا بدعوة الإمام المهديّ فضل الله عليكم ورحمته، بل لولا الإمام المهديّ الذي ابتعثه الله رحمةً للمسلمين لاتَّبع كافةُ المسلمين المسيحَ الدجال فيتَّبعهم الناس وكفرتم بالحقّ الذي يؤيّد الله به كافة جنوده من ملكوت كُلّ شيء، ولذلك لا أرجو من الله آياتِ التصديق الآن لأني قد علمت أنّها لن تزيدكم إلا كفرًا يا معشر المسلمين الذين غيّروا ناموس آيات الله في الكتاب فزعمتم أنّه يؤيّد بها الباطل! ولكني لا أعلم بذلك في الكتاب شيئًا ولم أجد في الناموس من ذلك شيئًا؛ بل العكس تمامًا وهو أنَّ الله يؤيّد بآياته تصديقًا للذين يدعون إلى الحقّ كدعوة رسول الله موسى فأحيا ميِّتًا آية التصديق لما يدعو إليه موسى صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:73].
    ولكن مسلمي اليوم قد انقلبوا عمَّا جاء في مُحكَم القرآن العظيم واتّبعوا الأحاديث والروايات المفتراة على الله ورسوله من قِبَل أهل الكتاب من اليهود فردّوهم من بعد إيمانهم كافرين حتى بمُحكَم القرآن العظيم، فأعرضوا عن آياته المُحكَمات من أمّ الكتاب وأزاغوا عنها فأزاغ الله قلوبهم عن الحقّ. وها هو ناصر محمد اليماني يُخاطبهم بمُحكَم القرآن العظيم فإذا هم لا يعيرونه أيَّ اهتمام فلا خير فيهم ولا فيمن اتَّبعهم، فكيف يُعرِضون حتى عن مُحكَم القرآن العظيم ثم لا يوقنون أنهم قد أضلّهم اليهود عن الصراط المُستقيم؟ وأقسم بالله لو لا يزال المسلمون على الهدى لما جاء قدر عصري وظهوري فلا يأتي قدر المهديّ المنتظَر إلا وقد أضلَّ اليهودُ المسلمين عن الصراط المستقيم ومن ثم يعيدهم إلى الحقّ، ولذلك يُسمّى ( المهديّ ) أي الداعي الى الحقّ فيدعو إليه.

    ومضى عليَّ أربعُ سنواتٍ ولا يزال المسلمون في ريبهم يتردَّدون حتى يروا كوكب العذاب الأليم، ولو حتى آتي بترليون بُرهانٍ من القرآن على موضوعٍ واحدٍ لما استطعت أن أقنع قومًا كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلًا إلّا من رحم ربي واتَّبَع الحقّ واستخدَم عقله فلا يكون إمّعةً لا يُفكّر شيئًا، وإن كان لا يوقن بالحقّ ويخشى أن يكون ناصر محمد اليماني هو الحقّ وهو مُعرِضٌ عن الحقّ ومن ثم يصرخ فيقول: "يا معشر علماء المسلمين يوجد رجلٌ في الإنترنت العالمية ويقول أنه الإمام المهديّ المنتظَر وجعل له طاولة الحوار العالمية تسمّى ( موقع الإمام ناصر مُحمد اليماني ) وجعله موقعًا يسمح لكافة البشريّة للحوار، فإن كان كذّابًا أشرًا وليس المهديّ المنتظَر ألجموه بالقرآن العظيم وأخرسوا لسانه واهزموه في عقر داره حتى يُغلقه فيولِّي مُدبرًا فلا يُعقِّب إن كان كذابًا أشرًا وليس الإمام المهديّ المنتظَر، وإن كان هو الإمام المهديّ فحتمًا معه الله ولا ولن تستطيعوا أن تلجموه بعلمٍ أهدى من علمه سبيلاً".

    وهكذا ينبغي أن يكون الإمام المهديّ إلى الحقّ بل هو فضل الله عليكم ورحمته ولولاه بإذن الله لفتنكم الشيطان يا معشر المسلمين إلا قليلًا من الذين صدّقوني، ولا أراهم إلا قليلًا، والإمام المهديّ الذي يستنبط لكم كافّة الأحكام الحقّ التي خالفتموها إلى الباطل من القرآن ويبيّن القرآن بالقرآن ويفصّله تفصيلًا ذلك هو الإمام المهديّ من أولي الأمر منكم من الذين أمركم الله بطاعتهم من بعد الله ورسوله وزادهم عليكم بسطةً في علم الكتاب ليستنبطوا لكم الأحكام الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُم لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:83]. وذلك لأنّ الإمام المهديّ هو من أولي الأمر منكم من الذين أمركم الله بطاعتهم من بعد الله ورسوله فزادهم عليكم بسطةً في العلم، إنّ الله يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليمٌ.
    وأشكر حسين أبا الريم شكرًا كبيرًا وأستوصي الناس فيه خيرًا وكذلك من سبق إلينا من قبله الحُسين بن عمر مُصمِّم كافة مواقع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وكذلك الوليّ الكريم والصَديق الحميم مُحمد الحاج اليماني من الذين أشدد الله بهم أزري وأشركهم في أمري وجعلهم من وزرائي المُكرمين، وأُقسم بربّ العالمين لأكرمهم على رؤوس البشر من أمّة المهديّ المنتظَر، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ صدَّقوا ونصروا، وأضيف إليهم رابعهم ( حمدي ) ونعم الرجُل البصير ذو القلب المُنير جعل الله له فُرقانًا ليُفرق به بين الحقّ والباطل، وكذلك الذين من بعدهم فلا يستوون مثلًا من الذين صدَّقوا وأيقنوا بالبيان الحقّ للقرآن العظيم وشدّوا أزري وأطاعوا أمري.
    وكذلك أشكر كافة الأنصار الأخيار صفوة البشريّة وخير البريّة الذين صدَّقوا بالبيان الحقّ للقرآن العظيم قولًا وعملًا ولم يقولوا في عصر التأويل كما قال الذين كفروا في عصر التنزيل: "اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء" فتشابهت قلوبهم معهم من هذه الأمّة الذين ينتظرون التصديق حتى يروا مطرَ الحجارة من كوكب العذاب الأليم. وما الفرق بينهم وبين الذين قالوا "اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتِنا بعذابٍ أليم"؟ وإني أرى كثيرًا من المسلمين قد أنظروا التصديق بالبيان الحقّ للقرآن حتى يروا هل حقًّا سوف يأتي كوكب العذاب فيمطر على الأرض حجارةً من نارٍ ومن ثم يشهد بالحقّ!

    ولربّما يودّ أحدكم أن يقاطعنى ويقول: "مهلًا مهلًا يا ناصر محمد اليماني أجعلت من يكفر بدعوتك كافرًا؟". ومن ثم أردّ عليه وأقول: كلّا ليست المشكلة الكفر بالمهديّ المنتظَر ولكن الكارثة عليكم هو الكفر بالبيان الحقّ للقرآن العظيم الذي ترونه حقًّا على الواقع الحقيقي ومن ثم عن الحقّ تُعرضون، فبئس ما يأمركم به إيمانكم بالقرآن العظيم أن تُعرِضوا عن البيان الحقّ للقرآن العظيم.
    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار كونوا شهداءَ بالحقّ فلم يجعل الله الإمام المهديّ جبانًا كمثل كثيرٍ من علمائكم يكتب ما يشاء في موقعه ومن ثم لا يسمح للناس أن يدخلوا موقعه فيردّوا عليه لأنه يخشى أن يحرقوه في عقر داره، ولكني أُشهِد الله وكفى وكافة الأنصار الأخيار وكفى بالله شهيدًا إني قد جعلت موقعي ( موقع الإمام ناصر محمد اليماني ) طاولة الحوار لكافة البشريّة عالمهم وجاهلهم يهوديهم ونصرانيهم ومسلمهم وملحدهم وأتحداهم جميعًا عن بكرة أبيهم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وأقسمُ بالله الواحد القهار لا يستطيعون أن يأتوا بالبيان للقرآن خيرًا من بيان ناصر محمد اليماني وأحسن تفسيرًا لو تعمَّروا عمر الذين جادلوا نبيّ الله نوحًا في دعوة الحقّ ألف سنة إلا خمسين عامًا.
    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إياكم ثم إياكم ثم إياكم إن رأيتم علماء المسلمين قد غلبوا الإمام ناصر محمد اليماني أو حتى واحدًا من علماء المسلمين يغلب ناصر محمد اليماني ثم تأخذكم العزة بالإثم فتتّبعوني فيعذبكم الله عذابًا نكرًا، فلو يحدث هذا فتتعصّبون معي تعصُّب الأعمى أو تعصُّب الذي يتبيّن له الحقّ مع الآخر ثم تأخذه العزّة بالإثم، وأقسم بالله العظيم لو يغلبني أحد علماء الأمّة بعلمٍ هو أهدى من علمي وأحسن تأويلًا لقلت له كما قال كليم الله موسى للرجل الصالح: هل أتّبعك على أن تُعلِّمني مما عُلِّمت رُشدًا وسوف تجدني إن شاء الله صابرًا فلا أعصي لك أمرًا.
    ويا قوم إنما برهان القيادة لأولي الأمر منكم إن وجدوا هو أن يزيدهم الله بسطةً في العلم عليكم، وكذلك الإمام المهديّ إذا جاء عصره وقدر ظهوره فسوف تجدونه هو حقًّا أعلمكم بكتاب الله ربّ العالمين فلا تُجادلونه من القرآن إلا غلبكم، فإن أتيتم بآيةٍ تريدون جداله بها في موضوعٍ ما إلّا أتى بالبيان الحقّ لها وفصَّلها بالحقّ تفصيلًا فيجعلها الله كذلك برهانًا جديدًا لدعوة الحقّ، ومن كذّب جرّب وحاور من الكتاب، وأما الروايات فهي كثيرةٌ وما كان حقًّا منها فسوف تتوافق مع البيان الحقّ وما كان باطلًا فهو يختلف مع البيان الحقّ.
    ويا عجبي منكم إذ لم تعلموا لماذا يُسمّى المسيح الكذاب بـ ( المسيح الكذاب ) وما الفرق بين المسيح الحقّ والمسيح الكذاب! فمنكم من افترى وقال إنما يُسمّى بالمسيح الكذاب لأن عينه ممسوحة، وآخر قال كلّا كلّا بل يُسمى المسيخ وليس المسيح، وتأتون بخزعبلاتٍ وروايات عجائزَ ما أنزل الله بها من سلطانٍ، ولكن الذي يعلم الحقّ قد علّمكم الفرق بين المسيح الحقّ والمسيح الكذاب، فهما وبرغم أنهما سوف يأتيان الاثنان أحدهما يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله والآخر يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله، وذلك حتى يزيد المشركين من النصارى كُفرًا إلى كفرهم من الذين بالغوا في المسيح عيسى ابن مريم بغير الحقّ وقالوا إنه الله، وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ ۖ ۖ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
    إذًا المسيح عيسى ابن مريم الذي سوف يقول أنه الله فإنّه كذابٌ وليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ، ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب أي: أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ الذي لا يدّعي الربوبية ويدعو الناس لعبادة الله وحده لا شريك له، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72]، وذلك هو المسيح عيسى ابن مريم الحقّ صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا وعلى أمّه الصدّيقة القدّيسة المُطهّرة المُباركة، وأُشهِدُ الله أني من أنصار المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا، وأُشهِدُ الله أني من أنصار مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا، وأُشهِدُ الله أني من أنصار رسول الله وكليمه موسى صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى أخيه هارون وآلهم تسليمًا كثيرًا، وأُشهِدُ الله أني من أنصار رسول الله نوحٍ وكافة الأنبياء والمُرسَلين ولا أفُرِّق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المسلمين.
    ويا معشر شباب وشابات المسلمين إني أرى بعضكم يلوم الإمام ناصر محمد اليمانيّ على طول بياناته، ومن ثم أردّ عليه وهل لو أهديت لك كتابًا مكتوبًا عليه الحُبّ الخالد قيس وليلى لقرأته من الغلاف إلى الغلاف أو أُسطورة الزير سالم أبو ليلى المهلهل أو أسطورة عنتر بن شدّاد الذي يغلب عشرين ألف مُقاتِل وهو وحده بالسيف! بينما المؤمن المُجاهد في سبيل الله مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومَن معه لا نجده يغلب إلا عشرة فُرسان بإذن الله، وقال الله تعالى: {ا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ‎﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].
    ومن ثم علِم الله أن في المؤمنين ضعفَ اليقين إذ كيف يغلب واحدٌ سيّافٌ عشرةً معهم سيوفًا مثله وهذا يتطلب صبرًا وثباتًا ويقينًا مِن المؤمن بأنه بإذن الله حتمًا سوف يغلب بسيفه عشرةَ مُبارزين معًا بالسيوف، ولكن علم الله أنّ فيهم ضعفًا باليقين بذلك فخفَّف عنهم من عشرة إلى اثنين، وقال الله تعالى: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ‎﴿٦٦﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].
    ولكني أتذكر أنّي قرأت قصة عنتر وعبلة منذ أمدٍ بعيدٍ فأجده يغلب عشرين ألف ويأسِر عشرين ألف فأستغرب من ذلك الحديث! وكيف تُصَدَّق الكُتب التي بهذه النصوص الخيالية التي لا يقبلها عقلُ إنسانٍ عاقلٍ؟! ومن يومها عزفت عن قراءة الكتب وعلمت أن فيها كذبًا كثيرًا إلا قليلًا منها فانتزعت الثقة مما يكتبون، ولذلك لم أُشغل نفسي بالكتب وقلت إذًا أُشغل نفسي بالتدبُّر والتفكُّر في أصدق الكُتب ( كتاب الله ربّ العالمين ) فعلَّمني ربي وألهمني الحقّ وأتحدى جميع علماء البشرية على مختلف مجالاتهم العلميّة والتي تحدث عنها القرآن العظيم في خلق السماوات والأرض وأنفسهم ومما تُنبت الأرض ومما لا يعلمون، ولكني أرى كثيرًا من علماء الأمّة لديهم مكتباتٌ كبرى في منزله يتباهى بها أمام الضيوف والزوار لداره ولا بأس بذلك إن كانت له مكتبةٌ ولكن سؤالي هو: هل سوف تترك له تلك المكتبة وقتًا لتدبُّر كتاب الله القرآن العظيم؟ بل سوف تأخذ الكتب كُلَّ وقته، وفي الكُتب كذِبٌ كثيرٌ ومُبالغةٌ بغير الحقّ فخذوا المُفيد منها واتركوا الخزعبلات التي لن تقبلها عقولكم إن كنتم تعقلون واجعلوها نافلةً بعد الكتاب الفرض القرآن العظيم، ولكنكم جعلتموه كتابًا ثانويًّا لا تكادون أن تقرأوه شيئًا وإن قرأتموه فتمرّون عليه مرورًا بلا تدبُّر وتفكُّر في آيات الله كما أمركم الله بالتدبُّر لكلام الله في الكتاب في قول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].
    الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    ــــــــــــــــــــ


    انتهى الإقتباس أعلاه ...

    **************************



    اقتباس من بيان الإمام ناصر محمد اليماني:

    {ومن ثم يزعم هذا العالم أنه فطحول في العلم وأنه يأول القرآن بالقرآن؛ بل حرف الكلم عن مواضعه المقصودة وعجن الآيات عجنا بالمعجنة الكهربائية، وخلط بين هذه وهذه فكل منهن تقصد موضوعا فهذه في موضوع وهذه في موضوع برغم أن أي عالم ليعلم أن هذه الكلمة في الكتاب تختلف بسبب التشديد فيتحول المعنى إذا وضعنا التشديد على الدال { تدعون } تختلف جملة وتفصيلا عن كلمة { تدعون } ، فأما الكلمة في الكتاب { تدعون } فهي تقصد الدعاء مثال قول الله تعالى: { إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين } صدق الله العظيم [الأعراف:194] . وأما الكلمة في الكتاب { تدعون } فهي تقصد الإدعاء وليس الدعاء، ومن ثم يتبين لكم المقصود من قول الله تعالى: { فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون } صدق الله العظيم }

    انتهى الإقتباس أعلاه ....
    ************************

    رابط البيان هو :

    الرابط: {https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=7021
    العنوان: ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين..
    ( ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس، ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين! )
    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 09 - 1431 هـ
    22 - 08 - 2010 مـ
    06:02 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ
    ليست الشفاعة كما تعتقدون، فاتّقوا الله ولا تُشركوا به شيئاً ..
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    السلام عليكم معشر المُسلمين ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ســ 1 : فهل يملك المتّقون الذين يرجون الشفاعة من الرحمن خطاباً فيسألوه الشفاعة أم لا يأذن الله لهم أن يخاطبونه في ذلك؟
    والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَ‌ابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّ‌بِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّ‌بِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّ‌حْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [النبأ].
    ســ 2 : وكذلك فهل يملك روح القدس وملائكة الرحمن المُقربين الخطاب من الله في طلب الشفاعة لعباده؟
    والجواب: تجدوه في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ} صدق الله العظيم [النبأ:38].
    ولكن الله استثنى واحداً من عباده فأذِن لهُ بالخطاب، ولذلك قال الله تعالى: {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:38].
    والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو القول الصواب؟ وتجدون الجواب في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26].
    إذاً العبد الذي أذِن الله لهُ بالخطاب ورضي لهُ قولاً لم يسأل الله الشفاعة لأحدٍ من عبيد الله على الإطلاق بل سأل ربّه أن يرضى في نفسه ليتحقّق النعيم الأعظم من جنته، وذلك لأنّ الله هو أرحم الراحمين، ذلك لأنّ الله حزينٌ ومُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وبما أنّ حسرة الربّ عظيمةٌ على عباده كونه أرحم الراحمين ولذلك تجدون العبد الذي أذِن الله لهُ بالخطاب لم يقل إلا صواباً، فسأل ربه أن يرضى في نفسه كون الله هو أرحم الراحمين ومُتحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنّ الله لم يظلمهم شيئاً؛ بل هم الذين ظلموا أنفسهم وكفروا برسُل ربهم ثم ينصر الله رُسله عليهم ببأسٍ شديدٍ كما وعدهم حتى إذا أهلكهم ومن ثم تحلّ في نفسه الحسرة عليهم والحُزن والأسف، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].
    ومن ثم يتحسر عليهم من بعد أن انتقم منهم بغير ظُلمٍ. وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
    وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} صدق الله العظيم [البقرة:165].
    والسؤال الذي يطرح نفسه لمن كان في قلبه أشدُّ الحُبّ هو لله فيحبه أكثر من كُلّ شيءٍ في الوجود كُله في الدُنيا والآخرة وأشدُّ من حُبه لجنة النعيم والحور العين، فهل يرى أنهُ سوف يكون سعيداً في جنة النعيم بعد أن علم بمدى حسرة الله في نفسه وحُزن الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ إذاً يا أحباب الله إن كان في قلوبكم أشدّ الحُبّ هو لله فلا تفرحوا بنصر الله لكم أن يهلك الكافرين، وذلك لأنّ الله حين ينتصر لكم فينتقم منهم فيهلكهم فيصدقكم بما وعدكم ثم يدخلكم جنته ثم تفرحون أنّ الله انتصر لكم من عدوه وعدوكم وأدخلكم جنته وأدخلهم ناره، ولكني لم أجد أنّ الله كذلك فرحٌ وسعيدٌ مثلكم كونه انتصر لكم فأهلك عدوكم وأورثكم الأرض من بعدهم حتى إذا أماتكم أدخلكم جنته ومن ثم تكونون من أصحاب الجنة؛ {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم [آل عمران:170].
    فما خطبكم يا أحباب الله لا تفكّرون إلا في أنفسكم وسعادتكم فتتّخذون رضوان الله كوسيلة ليقيكم من ناره ويدخلكم جنته فتتحقق سعادتكم؟ فهل تحبّون أنفسكم أم تحبّون الله؟ فإن كنتم تحبّون الله حُبّاً شديداً فكيف يسعد الحبيب وقد علم أنّ حبيبه ليس بسعيدٍ وآسفٍ وحزينٍ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ ولذلك تجدون أنّ الإمام المهديّ عبد النعيم الأعظم قد حرّم على نفسه جنة النعيم وحورها وقصورها مهما كانت ومهما تكون ومهما بلغت من النعيم فيأبى أن يدخلها حتى يُحقق له الله النعيم الأعظم منها فيكون ربّي حبيبي سعيداً في نفسه لا آسفاً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وسبب حسرته وأسفه وحُزنه على عباده الذين ظلموا أنفسهم هو بسبب صفة الرحمة في نفسه لأنّه أرحم الراحمين ولا يوجد شيء في الخلق هو أرحم من الله أرحم الراحمين؛ بل الفرق عظيم وليس أنّه أرحم من الرحماء بشيء بسيط؛ بل الفرق عظيم عظيم عظيم! ومن ثمّ تتصوّرون مدى الحسرة في نفس الله أرحم الراحمين، ولن تستطيعوا أن تتصوّروا كم عظيم مداها حتى تتخيلوا أن آباءكم وأمهاتكم وأبناءكم وإخوانكم في نار جهنم يصطرخون فيها من عذاب الحريق، فتصوروا كم مدى الحسرة في أنفسكم على أرحامكم فما بالكم بحسرة الله أرحم الراحمين؟ فما خطبكم يا أحباب الله لا تتفكرون في حال ربكم ، فهل هو فرحٌ مسرورٌ أم غاضبٌ على قومٍ لم يهلكهم بعد ومُتحسر على آخرين قد انتقم منهم فأصبحوا نادمين فتحسر عليهم؟ فما خطبكم يا أحباب الله لا تتفكّرون إلا في أنفسكم كيف تُحققون السعادة لأنفسكم والفوز بجنة النعيم والحور العين وأن يقيَكم عذاب الجحيم؟ فهل في ذلك الحكمة من خلقكم أن يدخلكم جنته ويقيكم ناره؟ كلا وربي ووالله ما خلقكم الله إلا لتعبدوا رضوان الله وحده لا شريك له ومن ثم تجدون أن رضوان الله هو النعيم الأعظم من جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].
    وفي ذلك سرّ الحكمة من خلقكم أن تعبدوا رضوان الله على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].
    وقال الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} صدق الله العظيم [الفرقان:59].
    وما يريده الخبير بالرحمن في مُحكم القرآن الإمام المهديّ هو أن يخبركم بحال ربكم الله أرحم الراحمين أنهُ ليس بسعيدٍ بل مُتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم ، فكُلما بعث الله رسولاً ليدعو الناس إلى الله ليغفر لهم أعرضوا {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْ‌نَا بِمَا أُرْ‌سِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِ‌يبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُ‌سُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ‌ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].
    وقال الله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55]، أفلا ترون أنّ الله يتأسّف على عباده ويتحسّر عليهم؟ وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
    فما هو الحل يا أحباب الله؟ فقد تبيّن لكم أنّ الله ليس بسعيدٍ في نفسه بل مُتأسف ومُتحسر وحزين على عباده الذين أصبحوا نادمين بعد أن أهلكهم الله فيقول أحدهم: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} [الزمر]، فأصبحوا نادمين وغمر قلوبهم الندم من فور موتهم أو حين يهلكهم الله بعذاب من عنده. تصديقاً لقول الله تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴿٤٠﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [المؤمنون:40-41].
    حتى إذا أصبحوا نادمين ولم يعودوا مصرّين على ما كانوا يفعلون ولكن بعد فوات الأوان، ومن ثمّ تحلُّ الحسرة في نفس الله على عباده بعد أن أهلكهم فأصبحوا نادمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
    وتجدون الإمام المهديّ لطالما يذكّركم بآية الحسرة في نفس الله لكي يحيي قلوبكم بذلك فتدمع أعينكم فتقولوا:
    "يا حسرتنا على النعيم الأعظم لو لم يتحقق، فلِمَ خلقتنا يا أرحم الراحمين فلن تُحل المُشكلة لو اتخذنا رضوانك وسيلة لتحقيق الجنة والنجاة من النار، فما الفائدة ما لم تكن قد رضيت في نفسك لا مُتحسراً ولا حزيناً، فإذا لم تُحقق لنا ذلك فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ ونعلم بجوابك في مُحكم كتابك عن الحكمة من خلق عبادك في قولك الحقّ:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].
    ولكنه لن يتحقق الهدف من رضوان نفسك حتى نتخذ رضوانك غاية وليس وسيلة لتدخلنا جنتك وتقينا نارك، ونعلمُ أنك على كُلّ شيءٍ قديرٍ ولن يتحقق النعيم الأعظم في قلوبنا حتى تُحقق مشيئتك في محكم كتابك: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99]".
    ويا أرحم الراحمين إن عبدك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن تهدي أهل الأرض كُلهم جميعاً، فتجعل عبادك أمةً واحدةً على صراط مُستقيم رحمةً بعبدك الذي يعبد رضوان نفسك غايةً وليس وسيلةً، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. وقال الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَ‌بُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّ‌حِمَ رَ‌بُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَ‌بِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾} صدق الله العظيم [هود].
    وإنما ستملؤها من شياطين الجنّ والإنس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [ص].
    ولكن الإمام المهديّ يريد منك ربي أن تهدي من أجله ما دون ذلك من عبادك جميعاً الذين لو علموا أنّي الإمام المهديّ خليفة الله عليهم من اصطفاه الله للناس إماماً كريماً لما وسعهم إلا أن يُسلموا لخليفة الله تسليماً، فيكونوا لهُ ساجدين بالطاعة وليس سجود الجبين فنهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.
    ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس، ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين، ولكن المُشكلة لديكم أنكم ستعلمون علم اليقين أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين في عصر الحوار من قبل الظهور بعذابٍ أليم، ومن ثمّ يشتدّ حزنكم وساءت وجوهكم كونكم علمتم أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فآمنتم به أنهُ هو المهديّ المنتظَر الحق خليفة الله ربّ العالمين، ومن ثم يأمركم إيمانكم بالحقّ من ربّكم أن تسعوا لتطفئوا نور الله بأفواهكم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم [الملك:27].
    ويا عجبي من علماء الأمّة الذين يقولون على الله ما لا يعلمون الذين لا يُفرّقون بين: {تَدَّعُونَ} وبين {تَدْعُونَ}! وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم [الملك:27].
    فتعالوا لكي يُعلّمكم الإمام المهديّ البيان لما لم تحيطوا به علماً، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم؛ ويقصد الله تعالى بهذا الخطاب الكفار من شياطين الجنّ والإنس أنّهم سيعلمون ببعث الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور فيعلمون أنّ الله قد بعث المهديّ المنتظَر الذين يدّعون شخصيّته في كُلّ عصرٍ لأنّهم بين الحين والآخر يبعثون عن طريق بعض الأشخاص الذين يتخبطهم مسٌّ من الشيطان فيوحي إليه عن طريق الوسواس في الصدور أنّه هو المهديّ المنتظَر وبين الحين والآخر يبعثون بمهديٍ منتظرٍ جديدٍ، والحكمة الخبيثة من هذا المكر من قِبَلِ الشياطين هو حتى إذا بعث الله المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين فيُعرض عنه البشرُ ويقولون فهل هو إلا كمثل الذين (يدَّعُونَ) شخصية الإمام المهديّ بين الحين والآخر؟ ومن ثمّ يعرضون عن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم المبعوث من ربِّهم في القدر المقدور في الكتاب المسطور، ونجح الشياطين بهذا المكر عن الصدِّ عن اتّباع المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله على العالمين الإمام ناصر محمد اليماني الذي يُحاور البشر عن طريق الكمبيوتر في عصر الحوار من قبل الظهور، فعلم الذين عثروا على دعوته من شياطين البشر في عصر الحوار من قبل الظهور أنهُ هو المهديّ المنتظَر فسيئت وجوههم لَمَّا رأوه زُلفةً وعلموا أن الله سيظهره على العالمين بكوكب العذاب الأليم، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم؛ أي هذا هو المهديّ المنتظَر الحقّ الذي يدَّعي شخصيته الذين اعترتهم مُسوس الشياطين بين الحين والآخر فيبعثون للبشر بمهديّ منتظرٍ جديدٍ، ولذلك قال الأنصار الحقّ في عصر الحوار من قبل الظهور: {هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} ذلك لأنّ الأنصار المؤمنين بخليفة الله المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور القول أتى منهم في قول الله تعالى: {وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم؛ أي هذا هو المهديّ المنتظَر الحقّ الذي {تَدّعُونَ} شخصيّته يا معشر الممسوسين بمسوس الشياطين بين الحين والآخر أيّها الدجَّالين الكاذبين.
    ألا والله لو يلقي الإمام المهديّ بهذا السؤال إلى كُل أُستاذ بكالوريوس في اللغة العربية ما الفرق بين: {تَدَّعُونَ} وبين {تَدْعُونَ}؟ لقال: "إذا ذهب التشديد من على حرف الدال أصبح المقصود من الكلمة هو الدُعاء. مثال قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} صدق الله العظيم [الأعراف:194]. وأما إذا وجدنا التشديد فوق حرف الدال فأصبح المقصود من الكلمة هو الادِّعاء وليس الدُعاء، مثال قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم". ومن ثم يقول لهم الإمام المهديّ: فلمَ يا علماء الأمّة تقولون على الله ما لا تعلمون وأنتم تعلمون أنه يوجد فوق الدال التشديد في هذه الآية، وتعلمون أن المقصود هو الادّعاء وليس الدُعاء، أفلا تتّقون الله ثم لا تقولوا عليه ما لا تعلمون؟ فهل أنتم موقنون؟
    ألا والله ما علمتُ ذلك البيان نظراً لعلمي في اللغة العربية فأنتم تتّقنون النحو أحسن من الإمام المهديّ الذي لديه كثير من الأخطاء الإملائية برغم أنّي درست مادة النحو العربي في كثير من الصفوف ولكنّي نسيتها ولا أكاد أذكر منها شيئاً والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، ولذلك تجدون لديَّ شيئاً من الخطأ الإملائي ولكنّه لا يعيب ذلك فًهْمَ البيان المقصود فأنتم تعلمون ما أقصد في كلّ كلمة أكتبها، والحمدُ لله حتى لا تكون لكم الحجّة؛ بل الحجّة هي لخليفة الله المهديّ إذ كيف يعلم البيان الحقّ لكثيرٍ من الآيات الغامض بيانها برغم أنّه لا يجيد النحو والإملاء، ومن ثم أفتيكم بالحقّ وأقول: اتّقوا الله ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون ومن ثم يُعلِّمكم الله أنّ الله بكل شيء عليم، برغم أنّ ظهور المهديّ المنتظَر على البشر سيكون بآية العذاب الأليم وذلك المقصود من قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الملك].
    ويقصد موعد العذاب الذي وعدهم به محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بإذن الله بحجارةٍ من كوكب العذاب الأليم، ولذلك قالوا: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32]. ويقصدون كسف الحجارة من كوكب العذاب الذي وعدهم به محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأمر الله، ولذلك قالوا: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:92]. ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم.
    ومن ثم نأتي لقول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، فهنا يقصد بعث المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل أن يظهره الله بالعذاب الموعود، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فيقول: "بل يقصد الله رؤية العذاب بساحتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّهم سبق أن دعوا الله أن يُمطر عليهم حجارة من السماء، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32]. وذلك هو المقصود من قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم".
    ومن ثم يزعمُ هذا العالم أنهُ فطحول في العلم وأنهُ يُأَوّل القرآن بالقرآن؛ بل حرّف الكلم عن مواضعه المقصودة وعجن الآيات عجناً بالمعجنة الكهربائية، وخلط بين هذه وهذه فكلّ منهن تقصد موضوعاً فهذه في موضوع وهذه في موضوع برغم أن أيّ عالمٍ ليعلم أنّ هذه الكلمة في الكتاب تختلف بسبب التشديد فيتحوّل المعنى إذا وضعنا التشديد على الدال {تَدَّعُونَ} تختلف جُملةً وتفصيلاً عن كلمة {تَدْعُونَ}، فأمّا الكلمة في الكتاب {تَدْعُونَ} فهي تقصد الدُعاء مثال قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:194]. وأما الكلمة في الكتاب {تَدَّعُونَ} فهي تقصد الإدِّعاء وليس الدُعاء، ومن ثم يتبيّن لكم المقصود من قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم.
    وهاهو الإمام المهديّ زُلفة من الظهور لأنّه لا يزال في عصر الحوار من قبل الظهور يخاطب البشر المُتحضِّر عبر وسيلة الكمبيوتر الإنترنت العالميّة ليعلن للبشر أنّهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكُبر، فهل أنتم موقنون؟
    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني. } ...
    ___________

  4. افتراضي

    بارك الله فيكم أحبتي في الله عمار ووفاء الإسلام والاقتباس مفيد جدا وفيه تذكرة حبيبتي وفاء لكن للأسف ما فيه إجابة عن سؤالي .جمعة مباركة عليكم جميعا احباب الله واحبكم في الله نعيمنا الاعظم
    المحسوس اهم واكبر من الملموس-نعيم قلبي ربي حبيبي

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جمعه مباركه عليكم وعلينا بالخير واليمن
    والبركات حبيبتي الانصاريه { فتيحه
    المشيشي } وعلى باقي الأنصار الكرام .
    انشاءالله بحاول ابحث عن البيان الذي فيه الاجابه المناسبه عن سؤالك ....

    بارك الله فيكم وزادكم الله تعالى من نعيم
    رضوانه .

  6. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ورضوانه حبيبتي أختي بارك الله في كل ايامك .اشكرك كثيرا على البيان أعلاه لكن للأسف ما فيه الاجابه واذا وجدت شيء اكون جد شاكرة لك أختي وفاء رب يكرمك
    المحسوس اهم واكبر من الملموس-نعيم قلبي ربي حبيبي

المواضيع المتشابهه
  1. [ سؤال ] زدنا علماً يا إمام العالمين عن هذين السؤالين..
    بواسطة فؤاد الطشي في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 14-09-2014, 04:26 PM
  2. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-09-2012, 09:22 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •