21 - 12 - 2019 مـ
05:50 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=320916
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وجميع المرسلين وعلى من اتّبع نور الهدي من ربّ العالمين من جميع المؤمنين في الأوّلين وفي الآخرين وفي المَلَإ الأعلى إلى يوم الدين، أما بعد..
ونكرر الترحيب بفضيلة المفتي في دولة اليمن ( شمس الدين شرف الدين ) لمواصلة الحوار، ونرحب بجميع الأنصار والباحثين المتابعين بصمتٍ للحوار بالقلم الصامت، وما أجمل الحوار بالقلم الصامت ليس فيه إزعاجٌ ولا تشويشٌ ولا تعكيرُ مزاجٍ ولا مقاطعةٌ ولا اتجاهٌ معاكس بين المتحاورين، وفي ذلك حكمةٌ من رب العالمين، وذلك حتى يستمع القول من أوله إلى آخره بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم والسُّنة النبويّة الحق، فليس لدينا وحيٌ جديدٌ ولن ننطق بغير سلطان العلم الذي تَنزّل على محمد رسول الله في القرآن وفي سُنة البيان التي لا تخالف القرآن.
ويا حبيبي في الله شمس الدين شرف الدين، لقد سألت عن شيءٍ عظيم ولسوف نجيبك بالحق حتى لا تعظّموا رسلَه بتعظيم المبالغة فيهم - عليهم الصلاة والسلام - فتجعلون التنافس إلى الله لهم وحدهم من دون المؤمنين؛ بل تتبعونهم بالمنافسة لهم في حبّ الله وقربه إن كنتم تحبون الله أكثر من حبكم لهم، كون المؤمنين لا ينبغي لهم أن يجعلوا لله نداً في الحبّ؛ بل الذين آمنوا أشدّ حباً لله في قلوبهم لربهم، فكذلك اتِّباع أنبياء الله في حب الله هو منافستهم في حب الله وقربه، ولا أعلم بشيءٍ يؤهّلهم حتى يتجاوزوا في السباق إلى ربهم حتى ينفقوا ملكوت جنات النعيم لتحقيق النعيم الأعظم منها، ولا أجد في علم كتاب الله القرآن العظيم نعيماً أكبر من جنات النعيم إلا نعيم رضوان نفسه تعالى على عباده، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
وقد جاءكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بآيةٍ هي أعظم آيةٍ في الكتاب على الإطلاق أيّد بها قوماً يحبّهم الله ويحبونه، وسوف يؤيّد الله بها أتباع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الذين صدّقوا فتوى خليفة الله وعبده أن الله هو حقاً أرحم الراحمين.
وربما يستغرب حبيبي في الله شمس الدين شرف الدين وكافة الباحثين فيقولون: "عجباً أمرك يا ناصر محمد اليماني! فهل يوجد بين المؤمنين من يُنكر أن الله هو أرحم الراحمين لا شك ولا ريب؟"، فمن ثم يردّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: أعلم أنكم تؤمنون أن الله أرحم الراحمين ولكن مشكلتكم أنكم تُفرّقون بين رحمتكم لأولادكم ورحمة الله الأرحم منكم بأولادكم، سبحانه هو أرحم الراحمين! فلا ينبغي أن يكون أحدٌ من عباد الله هو أرحم من الله أرحم الراحمين.
وإليكم سؤال الإمام المهدي إلى كلّ أبٍ وأمٍّ؛ فلو أنّ أحدكم عصاه ابنُه طيلة حياته فمات ثم شاهد ابنَه يوم القيامة يصطرخ في نار جهنم وهو قد صار نادماً متحسِّراً على ما فرّط في جنب ربه وأبويه، فسألتكم بالله العظيم كيف يشعر كلّ أمٍّ وأبٍ الآن لو أنهما يشاهدان أحد أبنائهم يصطرخ في نارٍ وقودها الحجارة، فما الذي سوف تشعرون به الآن؟ ومعلومٌ جواب كلّ أمٍّ وأبٍ فحتماً سوف يقولان: "يا ناصر محمد نشعر بحزنٍ وحسرةٍ لا يعلم بمداها إلا الله في أنفسنا ومن كان على شاكلتنا من الذين يحبون أبناءهم، ونعوذ بالله أن يحدث ذلك"، فمن ثم يقول لكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني: وإن حدث ذلك؟ ومعلوم جواب كلّ أمٍّ وأبٍ يحبون أولادهم فحتماً سوف يقولون: "والله يا ناصر محمد اليماني أنها طامةٌ كبرى على أنفسنا وحسرةٌ لا يعلم بها إلا الله ومن كان على شاكلتنا من الآباء والأمهات الذين يحبون أولادهم"، فمن ثم نقول لكم فهذه الحسرة في أنفسكم على من وجدتموه من أبنائكم يصطرخ في نار جهنم برغم أنه عصاكم في الحياة الدنيا ورغم ذلك تجدونها في أنفسكم، فلكم مدى عظيم هذه الحسرة! فما بالكم بحسرة الله في نفسه على عباده الذين فرّطوا في جنب ربهم؟ وسبب حسرته في نفسه بسبب أنه أرحم الراحمين إذا كنتم حقاً تؤمنون أن الله أرحم الراحمين فهو حتماً حسرته في نفسه على عباده أعظم من حسرتكم على أبنائكم.
فتعالوا نعرض هذه المسألة أولاً على العقل والمنطق فإذا كان الله أرحم الراحمين أي أرحم بأولادكم منكم فالعقل يقول: "إذا كانت نفس صفة الرحمة في أنفسنا؛ غير أنّ صفة الرحمة في نفس الله أعظم؛ فحتماً حسرته أعظم من حسرتنا على أولادنا، فهذا ما يقوله العقل يا ناصر محمد، إذا كانت الرحمة هي نفس الرحمة التي في أنفسنا فحتماً حسرة الله أعظم. ولكن يا ناصر محمد اليماني هل عندك سلطان بهذا على ما أقرت به عقولنا إجابة لسؤالك؟"، ثم يردّ عليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: فهل يهمكم حال الله يا معشر المؤمنين؟ ومعلوم جوابكم فسوف تقولون: "وكيف لا يهمنا معرفة حال الله أرحم الراحمين؛ أحبّ شيءٍ إلى أنفسنا في الدنيا وفي الآخرة؟"، فمن ثم أترك الجواب من الله أرحم الراحمين مباشرةً ليخبركم عن حاله وأقول: كيف حالك يا الله يا أرحم الراحمين؟ والجواب عن حاله تجدونه في محكم كتاب الله في قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
فهذا حال الله بسبب رحمته، فلا تحدث في نفسه وهم مصرّين على كفرهم؛ بل بعد أن يهلكهم بغير ظلمٍ ثم تأتي الحسرةُ في أنفسهم فيصبحون متحسرين على ما فرّطوا في جنب ربهم، وهنا تأتي الحسرة في نفس الله بسبب صفة الرحمة ولكنهم من رحمته يائسون فلم يسألوه بحق رحمته التي كتب على نفسه، ولكنها لا تأتي الحسرة في نفسه وهم لا يزالون مصرّين على كفرهم وعنادهم؛ بل من بعد هلاكهم كون ندمهم لم يأتِ في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم إلا بعد أن وقع عليهم عذاب ربهم. وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
فوالله الذي لا إله غيره كأني أرى أعيناً تفيض من الدمع مما عرفوا من الحقّ؛ أرحم الراحمين! ثم يقولون: "يا ناصر محمد، ما دمت قد علّمتنا بحال الله أرحم الراحمين أحب شيءٍ إلى أنفسنا فما الفائدة من الحور العين وجنات النعيم؟"، فمن ثم نقول لكم: إنها جنة عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتقين فيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين. ومعلومٌ جواب الذين ارتقوا في دقائق معدودة فصاروا من قوم يحبّهم الله ويحبونه فتجاوزوا النعيم المادي لنعيم جنات النعيم ويريدون من ربهم أن يحقق لهم النعيم الأعظم منها فيرضى في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً. فمن ثم يقول لكم ناصر محمد اليماني: يا معشر قومٍ يحبهم الله ويحبونه ما خطبكم ألم تكونوا طامعين في جنات النعيم؟ فما خطبكم وماذا دهاكم؟ فوالله الذي لا إله غيره لو تعلمون لَكَمْ فيها من ملكوت النعيم المادي ما لم يخطر لكم على بال! ومعلومٌ جواب قومٍ يحبهم الله ويحبونه فيقولون: "يا ناصر محمد بعد أن علِمنا بحال الله أرحم الراحمين فإننا نُشهدك ونُشهد الله أرحم الراحمين وكفى بالله شهيداً أننا لن نرضى بملكوت جنات النعيم مهما كانت ومهما تكون، فلن نرضى بها والغفور الودود حبيب قلوبنا متحسرٌ وحزينٌ، فما الفائدة منها بعد أن علمنا بحال الله أرحم الراحمين! فهيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات لن نرضى حتى يرضى الله في نفسه، كون رضوان نفسه على عباده قد أصبح حقيقةً الآن في قلوبنا فكيف نرضى بجنات النعيم الماديّة وحبيب قلوبنا أرحم الراحمين متحسرٌ وحزينٌ برغم أنه لم يظلم عباده؟ ولكن بعد أن علمنا بحال الله في محكم كتابه أنه يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم، وما كنا نعلم بحال الله من قبل أن يعلمنا بحاله في محكم كتابه، ويا سبحان الله! فنحن البشر على مختلف لغات ألسنتنا نسأل بعضنا بعضاً عن حال بعضنا البعض سواء في اتصال أو مقابلة نسأل عن حال بعضنا بعضاً؛ أي يقول كلٌّ منّا للآخر: كيف حالك يا فلان، وكذلك نسأل بعضنا بعضاً عن حال الغائب منّا الذي يعزّ علينا، ولكنّنا ما قطّ تفكّرنا عن السؤال عن حال الله سبحانه ونقول: كيف حالك يا الله حبيب قلوبنا؛ بل أحبّ شيءٍ إلى أنفسنا؟ ثم نجد الجواب مباشرة منه يخبرنا عن حاله سبحانه فيقول: {{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾}} صدق الله العظيم".
فمن ثم يقول لكم ناصر محمد اليماني: فما دمتم تشعرون الآن أنكم لن ترضوا حتى يرضى فهذا يعني أنكم ترون رضوان الله على عباده هو حقاً نعيمٌ أعظم من نعيم جنته تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
فذلكم حقيقة اسم الله الأعظم قد جعل سرّه في أحد أسماء صفاته النفسيّة، وسرّه في حقيقة رضوان الله على عباده يجدونه هو حقاً النعيم الأعظم من نعيم جنته كما وصف رضوان نفسه في محكم كتابه: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم.
ونقول اللهم نعم، إن رضوان الله على عباده هو حقاً نعيمٌ أكبرُ من جنته فلا تلحدوا في أسماء الله بزعمكم أنّ لله اسماً أعظم من أسمائه الأخرى، وإنما يوصف اسم الله الأعظم بالأعظم كونه نعيماً أعظم من نعيم جنته، قد جعله الله من أسماء صفاته النفسيّة، وهو حقيقة رضوان نفسه على عباده أنه حقاً نعيمٌ أعظم من نعيم جناته.
وربما يودّ أحدٌ من قوم يحبهم الله ويحبونه أن يقول: "يا سبحان الله! ففي دقائق معدودة تغيرت حياتنا وغايتنا فأصبحت واحدةً موحدةً في حب الله فلن نرضى حتى يرضى ربنا حبيب قلوبنا"، فمن ثم يقول لكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني: فإن كنتم صادقين فأنتم القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه في أشدّ عصر فتنة المادة في هذه الأمّة في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم. فقد اجتمعتم في حب الله وأنتم في مختلف بقاع بلدان العالم أفراداً وجماعات لا تعرفون بعضكم بعضاً كونكم متباعدين من مختلف بلدان العالمين، فاجتمعتم على حبّ الله.
ويا حبيبي في الله شمس الدين شرف الدين وجميع الباحثين في العالمين، فسوف نترك وصف قوم يحبّهم الله ويحبونه لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السُّنة النبويّة الحقّ كما يلي: قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ولا نريد الحديث عنهم أكثر حتى لا يُبالغ فيهم أجيال الأمم من بعدنا، كون الذين لا يعلمون في كلّ زمانٍ يجعلون الله حصرياً لأنبيائه وأوليائه المقربين فيدعونهم من دون الله، فبسبب التعظيم بالمغالاة فيهم بغير الحقّ فلا ينافسونهم في حبه وقربه حتى يشركوا بالله عبادَه المقربين فيجعلوهم حاجزاً بينهم وبينه، كونهم يعتقدون أنه لا يجوز منافستهم في حبّ الله وقربه، سبحانه عمّا يشركون! بل في الله الحقّ لجميع عبيده؛ يتنافسون في حبه وقربه أيهم أقرب، ولذلك جعل الله صاحب الدرجة العالية عبداً مجهولاً وذلك حتى يتنافس العبيد أيهم أقرب إلى الرب المعبود فلا يدعونهم من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
أخوكم خليفة الله على العالمين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
_________________