البيان الحقّ لقول الله تعالى: { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ }
صدق الله العظيـــــم ..



اقتباس المشاركة 151698 من موضوع البيان الحقّ لقول الله تعالى: { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ }..

https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=151686

الإمام ناصر محمد اليماني
24 - رمضان - 1435 هـ
21 - 07 - 2014 مـ
08:57 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


البيان الحقّ لقول الله تعالى: { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ }
صدق الله العظيـــــم ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيّبين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..

قال الله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)} صدق الله العظيم [الشعراء].

والبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218)} صدق الله العظيم، أي تَوكّل على الله الذي يراك حين تقوم الليل تتهجّد بالقرآن نافلةَ الليل. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)} صدق الله العظيم [المزمل].

والمهم، إنّه يقصد بأنّه جعل عبده بأعينه التي لا تنام، أي الذي يرى عبده حين يقوم في صلاته فهو بأعينه التي لا تنام. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)} صدق الله العظيم [الطور]. ولذلك أمره بالتوكل على ربّه الذي يراه حين يقوم بنافلة الليل.

وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} ويقصد: وكذلك يراك في تقلبك في صلاة الفرض في جماعة الركّع السّجود في صلاة الجماعة.

وخلاصة البيان : إنّه يراه حين يقوم في صلاته لوحده حين يقوم الليل، ويرى تقلبه في صلاة الجماعة في بيوت الله.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..


وبالنسبة للذين أسّسوا معتقدهم بأنّ الصالحين لا بدّ أن يكون آباؤهم صالحين من الذين لا يشركون بالله شيئاً فإنهم لخاطئون؛ أصحابَ ذلك المعتقد هداهم الله، وإن أصرّوا وقالوا بل يقصد تقلّبه في ذرّيات الساجدين فسوف يواجهون معضلاتٍ كثيرةٍ جداً في كتاب الله تنفي معتقدهم نفياً مطلقاً صريحاً فصيحاً لكونهم يعتقدون أنّ ذرِّيات الأنبياء وأئمة الكتاب جميعُهم ساجدون صالحون.


ويا أحبتي في الله، إنّ الصالحين يتقلبون في أصلاب الصالحين والغافلين، ولكنّه لا يقصد هذا على الإطلاق، فهل عبد الله بن عبد المطلب كان من الساجدين لله وحده؟ ولكنّ الله لم يبعث إلى عبد الله بن عبد المطلب نذيراً، فهو من الغافلين. ولكن لا حجّة لله عليه ليعذبه. تصديقاً لقول الله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم [يس].

إذاً عبد الله بن عبد المطلب كان من الغافلين من الذين لم تقُم الحجّة عليهم ببعث الرسل، ولذلك فله ولأمثاله حجّةٌ على ربّهم بسبب أنّه لم يبعث إليهم رسولاً، وقال الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)} صدق الله العظيم [النساء].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل أبو الرسول من المعذَّبين؟ وتجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى : {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم [الإسراء]. برغم أنه مات وهو يعبد الأصنام كمثل ملّة قومه من قبل أن يبعث الله إليهم رسولاً. وعلى كل حالٍ فهو لم يكن من الساجدين لله وحده لا شريك له.

ويا أحبتي في الله، لقد أسس أحبتي في الله الشيعة معتقدهم على مفهومهم الخاطئ لهذه الآية: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}، ولذلك يعتقدون أنّ ذرِّيات الأنبياء وأئمة الكتاب جميعهم صالحون، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ سوف يهيمن عليهم بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم وأفتي بالحقّ أنّ ذرّيات الصالحين ليست كلها صالحة؛ بل منهم الصالحون ومنهم الظالمون لأنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ} صدق الله العظيم [الصافات:113].

وربّما يودّ أحد الذين لا يعقلون أن يقول: "يا ناصر محمد، فلم تأتِ بجديدٍ وسبقك من قال هذا". فمن ثمّ نردّ على الجاهلين وأقول: إنّما يبعث الله الإمام المهديّ حكماً بين المختلفين، فيقول تلك الطائفة معها الحقّ في المعتقد الفلاني فأثبته مستنبطاً حكم الفصل مباشرةً من كتاب الله القرآن العظيم، فمن ثمّ أقول ولكنها على خطأ في المسألة الفلانية فأستنبط ما يبطل معتقدها الباطل مباشرةً من محكم كتاب الله، ويكون الحقّ في تلك المسألة مع طائفةٍ أخرى، وهكذا..
وإنّما جعل الله الإمام المهديّ حكماً بين الذين فرَّقوا دينهم شيعاً بسبب اختلافهم في مسائلَ ومعتقداتٍ في دين الله فجعل الله الإمام المهديّ حكماً عدلاً وذا قولٍ فصلٍ وما هو بالهزل. وأحياناً أحكم أنّ كافة الطوائف على باطلٍ في مسألةٍ ما جميعاً، فمن ثم آتيهم بالحكم الحقّ وحقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، وما ينبغي للإمام المهديّ أن يبعثه الله متّبعاً لأهوائكم؛ بل حَكماً عدلاً وذا قولٍ فصلٍ.


وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________
اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..