- 1 -الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
22 - ذو الحجة - 1430 هـ
09 - 12 - 2009 مـ
12:12 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
ـــــــــــــــــــــ
رَدُّ الإمامِ المَهديّ إلى (التَّميمي): النَّسيءُ هو زيادةٌ في الكُفْر ..
بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على جدّي محمد رَسول الله صلَّى الله عليه وعلى آلِه التَّوابين المُتَطهِّرين وعلى التَّابعين للحَقِّ إلى يوم الدين، وأُصَلّي عليهم جميعًا وأُسَلِّمُ تسليمًا..
أخي الكَريم، سلامُ الله عليكم ورحمتهُ وبَركاته، السَّلام عَلينا وعلى جَميع الأنصار السَّابقين الأخيار.
وسوف أفتيك أَخي الكَريم بالحَقّ: ما سبب مقتهم لَكُم بادِئ الأمْر؟ هو بسبب أنَّ كثيرًا مِنكم يأتي يُجادِل في آيات الله بِغَيرعِلمٍ، ولم يَحدُثُ ذَلِك المَقْت نحوكم فَقَط في أنفُس الأنصار؛ بل وفي نَفْس الله الواحد القَهَّار، وسوف تَجِد الجَواب في كُلِّ زَمَانٍ ومَكَانٍ في قول الله تعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا} صدق الله العظيم [غافر:35]، ولكن المَهديّ المُنتَظَر يرجو مِن كافّة الأنصار أن يَكظموا غَيظهم فيُجادِلوا بالتي هي أحسَن وأجرهم على الله.
ويا أخي الكرَيم التَّميمي، إني أراك تُحاجِّني بالاسم ونَسيت حُجَّة العِلم؛ بل إني أراك تَقول أنَّ مُحَمدًا رسول الله - صلَّى الله عليه وآلِه وسلَّم - قال لكُم إنَّ اسم المَهديّ المُنتَظَر (محمد)! ولَكِنّي المهديّ المنتظَر أتَحَدَّى جميع السُّنة والشّيعة وكافّة علماء المذاهب الإسلاميّة أن يأتوا بِحَديثٍ واحدٍ فَقَط؛ فتوى عَن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنّ اسم المهديّ المنتظَر (محمد). والحمد لله فلَن تَجِدوا في جَميع أحاديث السُّنة النَّبويّة فَتوى أنَّ اسمه (محمد)، فما يضير محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يفتيكم في الاسم ويَقول اسمه (محمد)؟ فَلَن ولَن تجِدوا هذا الاسم (محمد) في جميع أحاديث السُّنة النبويَّة للمهديّ المنتظَر؛ بل أنتم مَن جعلتم للمهديّ المنتظَر هذا الاسم فقلتُم اسمه محمد حسب ظنَّكم لأنَّ مُحمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يَفتِكم قَط فيقول لكُم اسمه (محمد)؛ إذًا أنتم افتريتم على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - غَير الذي يقول، فاتَّقوا الله ولا تكونوا كمثل الذين يقولون على نبيّهم غَير الذي يَقول، لأنَّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في جميع الأحاديث إنَّما يعطيكم إشارةً عن اسمه (محمد عليه الصَّلاة والسَّلام) أنَّه يُواطئ في اسم المهديّ (ناصر محمد)، وجعل الله التَّواطؤ للاسم محمد في اسم المهديّ في اسم أبيه وذلك لكي يجعل الله في اسمه خَبره ورايته وعنوان أمره، لأنّ الله لن يبعثه نبيًّا جديدًا بكتابٍ جديد بل يبعثه الله (ناصر محمد) صلّى الله عليه وآله وسلّم، وفي ذلك سرُّ الحكمة من التواطؤ للاسم محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم المهديّ، ولكنكم أضعتم الحِكمة مِن التَّواطؤ بافترائكم يا مَعشَر الشّيعة والسنّة على رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنَّه قال لَكُم أنّ اسم المهديّ المُنتَظَر (محمد)، ولو يقوم المهديّ المنتظَر بنسخ الأحاديث لدى الشّيعة والسُّنة فلن تجدوا حديثًا واحدًا فقط يفتي باللفظ عن اسم المهديّ فيقول اسمه (محمد) في جميع الأحاديث والروايات لدي الشّيعة والسنّة (محمد).
إذًا مِن أين جِئتم لنا بأنّ اسم المهديّ (محمد)؟! والجواب: إنه عِلْمُ الظنّ الذي لا يُغني مِن الحِقّ شَيئًا، وذلك لأنكم ظننتم أنَّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يَقصد أنّ اسمه (محمد) بالإشارة في جَميع الأحاديث والروايات، إذًا فَما دام يقصد أنّ اسمه محمد فلمَ الإشارة يا قوم؟ وأُكَرِّر وأقول: فما دام يقصد محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حَسب زعمكم أنه يفتي أنّ اسم المهديّ المنتظَر (محمد) فلمَ الإشارة يا قوم؟ أفلا تعقلون؟! فما يُضيره عليه الصَّلاة والسَّلام وآله أن يُفتيكم باسمه مُباشرةً (محمد)؟ بل ستجدون أنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يعطيكم إشارةً فقط أنّ اسمه عليه الصَّلاة والسَّلام يواطئ في اسم المَهديّ الحَقّ مِن ربِّكم (ناصر محمد)، فمَن ذا الذي يَستطيع أن يُنكِر الحَقّ الجَلي فيقول: "كَلَّا كَلَّا ثمَّ ألف كَلَّا ولا، فأين التواطؤ يا ناصر محمد في اسمك للاسم محمد؟". فلن يستطيع، وإنما التواطؤ هو (التوافق)، بمعنى أنّ الاسم محمد يوافق في اسم المَهديّ (ناصر محمد)، برغم أني لو أسأل كافة عُلماء الشّيعة والسنّة: فما هو التواطؤ؟ لأجابوني بِلسانٍ واحِدٍ مُوحَدٍ: "إنه التوافق". ولكنَّكم جعلتُم التواطؤ هو التطابق فأخطأتم، وجعل الله فتنتكم في الاسم ونسيتم حَظًّا كَبيرًا مِن العِلم.
ويا أخي الكَريم هَدَاك الله، إنَّما التَّواطؤ لُغَةً وشَرعًا هو "التوافق" وليس التَطابُق حَسب زَعمكم، فتعال لنحتَكِم إلى القرآن العظيم في شأن التَّواطؤ فهل نجد أنَّ الله يقصد به التطابُق؟ وقال الله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ} صدق الله العظيم [التوبة:37].
فانظر لِلحِكمة الخَبيثة مِن النَّسيء وهي: زيادة في الكُفْر بأن يجعلوا أشهر السَّنة تَزيد عَن اثني عشر شَهرًا لِكَي يُواطِئ آخِر أشهرهم أوَّل أشهُر السَّنة الهِجريّة فتنتهي في شَهْر مُحرّمٍ الحَرام لأنَّهم لو جعلوا السَّنة تنتهي في شَهْر ذي الحجّة لَما كانت هناك زيادة عَن اثني عشر شهرًا، ولكن الله أفتاكم: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ} أي أنهم جَعلوا سَنتهم أكثَر مِن اثني عَشْر شَهرًا وذلك لِكَي يواطئ آخر أشهرهم أوَّل أشهر السَّنة الهجريّة شَهر محرَّم الحَرام لكي يُحِلّوا ما حرَّم الله بطقوسهم الشّيطانية.
إذًا حَرَكة النَّسيء هي مِن أجْل أن يواطئ آخر أشهرهم أوَّل أشهر السّنة الهِجريّة. فتعالَ لننظُر إلى عَدَد أشهُر السَّنة العَبريَّة:
1 - نيسان مارس – أبريل (30 يوم).
2 - أيار أبريل – مايو (29 يوم).
3 - سيوان - سيفان مايو – يونيو (30 يوم).
4 - تموز يونيو – يوليو (29 يوم).
5 - آب يوليو – أغسطس (30 يوم).
6 - أيلول أغسطس – سبتمبر (29 يوم).
7 - تشرين سبتمبر – أكتوبر (30 يوم).
8 - مرشيوزان أكتوبر – نوفمبر (29 أو 30 يوم).
9 - كسلو نوفمبر – ديسمبر (30 أو 29 يوم).
10 - طيبت ديسمبر – يناير (29 يوم).
11 - شباط يناير – فبراير (30 يوم).
12 - آذار فبراير – مارس (29 أو 30 يوم).
13 - آذار الثانى مارس – أبريل (29 يوم).
_________
ثم تبيَّنَت لكُم الزيادة في الكُفْر أنَّها بزيادة عَدَد الأشهُر في كِتاب الله، وقال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّـهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّـهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} صدق الله العظيم [التوبة:36].
ثم انظُر إلى عَدَد أشهرهم تجدها زيادة؛ ثلاثة عشر شَهر! بِرغم أنَّ الله يَقول إنَّ أشهُر السَّنة هي اثنا عَشر شهرًا، فكيف تجعلون التَّواطؤ هو التطابق؟! فلو كان التواطؤ هو التطابق لَوجدنا أنّ أشهرهم تُطابِق أشهُر السَّنة في الكتاب، ولكن المُشكلة لديهم أنّ السَّنة تَنتهي في شَهر ذي الحجّة، فما هو الحل لديهم حتى يواطِئوا شهر محرَّم الحرام أوّل أشهر السَّنة القمريّة وآخر الأشهُر الحُرُم؟ لذلك زادوا شهرًا ليصبح عدد الأشهر ثلاثة عشر شهرًا ثم يواطئِون شَهْر مُحرَّم فيجعلونه يوافق آخر أشهُر السَّنة لديهم، ثم نخرج بنتيجةٍ أنّ النَّسيء هو ليس التطابق، فأين التطابق لسنةٍ عَدَد أشهرها اثني عشر شهرًا وسنة عَدَد أشهرها ثلاثة عشر شهرًا؟! إذاً التَّواطؤ هو التَّوافق، بمعنى أنهم زادوا شَهرًا حتى تنتهي سنتهم في شَهْر مُحَرَّم فيواطِئ آخِر أشهر سنتهم ليُحِلّوا فيه ما حَرَّم الله.
وهذا سُلطانٌ مِن مُحكَم القرآن وفَتوى من الرَّحمن أن التَّواطؤ ليس التطابُق لأنّ أشهر سَنَتِهِم لا تطابِق أشهُر السَّنة في الكتاب (اثني عشر شهرًا) بل ثلاثة عشر شهرًا، وذلك لكي يواطِئوا شَهر مُحرَّم الحرام أوَّل أشهر السّنة القمريّة وآخِر الأشهر الحُرُم فيكون أوّل السّنة القمريّة هو آخِر أشهُر السَّنة العبريَّة! ولَكِن حسب فتواكم في المقصود بالتواطؤ أنه (التطابق) فنفتيكم أنه يوجد هناك نَسيءٌ وأنّ أشهر الكُفْر اثنا عشر شهرًا وأنها تُطابِق السَّنة القمريَّة فتنتهي في ذي الحجّة.
إذًا يا قَوم قد تبيَّن لكُم أنَّ التواطؤ ليس التّطابق بل هو التّوافق، أفلا تتَّقون؟ ولذلك أفتاكم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يواطئ اسمه اسمي]. بمعنى: أنَّ الاسم محمد يوافِق في اسم المَهديّ، ولم يَقُل اسمه محمد؛ بل قال يواطِئ اسمه اسمي، ولذلك جعل الله التواطؤ للاسم محمد في اسم المهديّ (ناصر محمد)، وجعل الله قَدَر التَّواطؤ في الاسم الثاني بالضبط حتى تقتضي الحِكمة مِن التواطؤ لأنه لو يُواطئ في الاسم الثالث لاختلَّت الحِكمة مِن التواطؤ، ولذلك جعل الله قَدَر التواطؤ في الاسم الثاني (ناصر محمد)، فهذا هو اسمي منذ أن ولدتني أُمّي وكُنت في المَهدِ صَبيًّا (ناصر محمد) وعَرَفَني النَّاس بهذا الاسم منذ أن كُنت في المَهدِ صَبيًّا ولم أفترِه اليوم يا قوم، أفلا تتَّقون؟
ويا سبحان الله! أفلا تَرون أنه لا بُدّ أن تكون لله حِكمَةٌ بالِغةٌ في حَديث رسوله الحَقّ: [يواطئ اسمه اسمي]؟ وذلك لأنَّ المهديّ المُنتَظَر لن يبعثهُ الله نبيًّا جديدًا؛ بل ناصرًا لَما جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يجعل اسمه:
- صالح محمد.
- عامر محمد.
- فيصل محمد.
- ناجي محمد.
ولَن تركَب جميع أسماء البَشَر حتى يَحمِل الاسم الخَبَر حتى يكون اسم المهديّ المنتظَر (ناصر محمد) وليس (محمد بن عبد الله)، فهل تريدون أن يبعثه الله نبيًّا جديدًا ولذلك لا بُدّ أن يأتي اسمه مُطابِقًا لاسم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟! ولكن الله يبعث المهديّ المُنتَظَر ناصر محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أفلا تتَّقون؟
ويا أخي الكريم التَّميمي، لِمَ تعجَل على المهديّ المنتظَر فتصِفه بالمتَكَبِّر؟ وكأنَّ لبيانك عِدَّة أشهُرٍ! فلم تمضِ عليه سوى 24 ساعة وقد وجدته البارِحة، ولكنه كان مُتراكبًا بعضه فوق بعضٍ، ثم تركته حتى تُصلِح بيانك فتوَضِّحه.
ويا أخي الكَريم، بارَك الله فيك إنَّما الحُجَّة هي في العِلم حتى لو أحضَرت لَكُم بِطاقة طولها ما بين الأرض والقَمَر مَكتوب فيها محمد بن الحسن العسكري (حسب زعمكم) أو محمد بن عبد الله (حسب زعم السُّنة والجماعة)، أرأيت لو كان اِسمي محمد بن عبد الله أو محمد بن الحسن العسكري، فقلت لكم: يا معشر السُّنة والشِّيعة الاثني عشر إني المهديّ المنتظَر فهلمّوا إليّ. فأجبتم واستبشرتم بِسبَب فتنة الاِسم فقلتُم: "إنَّما المَهديّ المنتظَر يبعثه الله بِقَدَرٍ على اختلافٍ بيننا فيجعله الله حَكَمًا بيننا بالحَقّ ثم يَحكُم بيننا بِما أراه الله في مُحكَم كتابه فيقنعنا بِحُكمه فيجمع شملنا فيوحَّد صَفِّنا لأنَّ الله حَتمًا يزيده بسطةً في العِلم علينا فيهدينا بعِلمٍ وسُلطان إلى صراط مستقيم".
فإذا المَهديّ المُنتَظَر محمد بن الحسن العسكري قال: "لا أعلم كيف أحكُم بينكم فاعذروني فيكفيكم أنّ اسمي (محمد بن الحسن العسكري) وهذه بطاقتي برهان اسمي"، إذًا أصبح الاسم لا يُسمِن ولا يُغني مِن جوعٍ. ولم يجعل الله الحُجَّة في الاسم؛ بل في بَسطَة العِلم حتى ولو جاء الاسم مُختَلِفًا عَن المُتعارَف عليه كَما جاء الاسم (أحمد) مُختَلِفًا عن الاسم محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولَم يجعَل الله في ذلك حُجَّة للنصارى لأنَّ مُحَمدًا رسول الله هيمن عليهم بالعِلم مِن رَبِّه فإذا القرآن يقُصّ عليهم أكثر الذي هم فيه يختلفون، وقال الله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨٣﴾ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤﴾ فَأَثَابَهُمُ اللَّـهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٥﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
فَهُم صَدَّقوا بالعِلم الذي سَمعوه في آيات رَبِّهم ولم يحاجُّوه بالاسم لأنَّهم اقتنعوا أنَّه هو لأنهم يَعلَمون أنَّ لبعض الأنبياء اسمَين في الكِتاب ولذلك اهتدى الذين اهتدوا مِن النَّصارى بسبب تدبُّر العِلم، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾ أُولَـٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٥٤﴾ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [القصص]، برغم أنَّ الاسم وَرَد عِندهم في الإنجيل: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6]، وبرغم ذلك فلم يَفتِنهم اختلاف الاِسم لأنَّهم اقتنعوا أنَّ مُحمدًا هو ذاته أحمد عليه الصَّلاة والسَّلام وآلِه.
والحكمة مِن أن يجعل لبعض الأنبياء اسمين اثنين لكي تَعلموا أنَّ الله لم يجعل الحُجّة في الاسم بل في العِلم.
ويا أخْي الكَريم، أمَّا ما أنتُم عليه فليس إلَّا مُجرَّد ظنّ بأنه يَقصد مُحمَّدًا بقوله عليه الصَّلاة والسَّلام: [يواطئ اسمه اسمي]، ولم يفتِكم قَطّ بالصَّريح الفَصيح فيقول: اسمه (محمد)؛ بل قال: [يواطئ اسمه اسمي] فظننتم أنه يقصد مِن التَّواطؤ أي التطابق كمَا زَعم أهل السُّنة وقالوا اسمه (محمد بن عبد الله)، وأمَّا الشيعة فقالوا اسمه (محمد بن الحسن العسكري)، ويا سبحان الله العظيم! فما بالكم لو كان اسم المهديّ المنتظَر في القرآن مُحمدًا، فلن تُصَدِّقوني أبدًا مَهما آتيتكم مِن البَيِّنات لأنَّكم تَظنون أنَّ الحُجّة هي في الاسم وليس في العِلم، بل ومُجَرَّد ظَنّ مِنكم أنه يَقصِد مُحمدًا كان سَبَب فتنتكم وأقمتُم الدُّنيا واقعدتموها على ناصر محمد اليمانيّ الذي بيَّن لكم البيان الحَقّ للتواطؤ مِن الكتاب وبالعقل والمَنطِق؛ بل حتى ولو كان اسمي مُحَمَّدًا بن الحسن العَسكري فَما الفائدة ما لم يزِدْني الله عليكم بسطةً في العِلم؟!
ونصيحتي إلى الضَّيف الكَريم التَّميمي هي أن يتريَّث في حُكمِه عَلينا فيتدبَّر ما قَد كتبناه مِن البيانات فيحاجّنا بعِلمٍ أو يتَّبِع الحَقّ مِن رَبّه، ويا أخي الكريم التَّميمي لا تظُنّ أنّي مِن الجاهلين؛ بل إمامٌ عليمٌ أعلَم أنَّ أعظم إثمٍ في الكِتاب هو الافتراء على الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:93]، وأعلم أنَّ أحسَن قَولٍ في الكِتاب هو قَول الدَّاعية إلى الله على بَصيرةٍ مِن رَبّه ولا يدعو إلى تَفَرُقٍ فيقول: "وأنا من الشيعة" ولا "وأنا من السُّنة" بل: "وأنا مِن المسلمين" تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [فصلّت].
ويا أخي الكَريم، والله لا أفتيك إلَّا بالحَقّ فلنفرض أنَّكم صَدَّقتُم ناصر محمد اليمانيّ أنَّه حقًّا المهديّ المنتظَر وهو ليس المهديّ المنتظَر فهل ترون عليكم وِزرًا في ذلك؟ كلَّا ورَبّي؛ بل عَلَيَّ كَذِبي. فإذا لم أكُن المهديّ المنتظر فعَلَيَّ كَذِبي وَوِزْر افترائي ولَن يُصيبكم مَكروهٌ لأنَّكم إنَّما أجبتم دَعوتي إلى الحقّ وصَدَّقتُم بآيات الله البَيِّنات مِن مُحكَم كتابه الذي يحاجّكم بها ناصر محمد اليماني، فَكَم أُذَكِّركُم بقول مُؤمن آل فرعون الحَكيم إذ قال: {وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:28].
إذًا المُشكِلة ليست لو أنَّكم صَدَّقُتم ناصر محمد اليمانيّ وهو ليس المهديّ المنتظَر وذلك لأنَّ عَليه كَذِبه وأنتم صَدَّقُتم بدعوة الحَقّ التي يدعوكم إليها؛ إلى عِبادة الله وَحده لا شَريك له، وقال: اعبدوا الله رَبّي ورَبّكم. وحاجّكم بآيات الكِتاب البَيِّنات فأجبتم داعي الله، فهل ترون أن عليكم وِزرًا لو لم يكُن المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد اليمانيّ؟ بل عَلَيَّ كَذِبي ولَن يُصيبكم مَكروهٌ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} صدق الله العظيم.
وتعالَ لِأُعَلَّمكم ما هو الخَطَر العَظيم عليكم وهو: إذا كان ناصر محمد اليمانيّ هو حقًّا المهديّ المنتظَر الحَقّ من رَبِّكم وأنتم عن خليفة الله مُعرِضون ومِن ثمَّ حَتمًا يُصيبكم الله بِما يَعِد به المُعرِضين عَن ناصر محمد اليمانيّ بإذن الله فَيُخَوِّفهم مِن عذاب الله رَبّ العالمين مِن كوكب سَقَر ليلة يَسبِق اللَّيل النَّهار؛ لَيلة طلوع الشَّمس مِن مَغرِبها؛ ليلة ظُهور المَهديّ المُنتظَر على كافة البَشَر في ليلةٍ وهُم صاغِرون.
"وقَاكُم الله شَرَّ ذَلِك اليوم يا إخواني المُسلمِين مِن السُّنة والشِّيعة بِهَديه لكُم إلى الصِّراط المُستَقيم".
وإنَّه لنَبَأ عَظيمٌ أنتم عنه مُعرِضون.
وسَلامٌ علَى المُرسَلين، والحَمدُ لله رَبّ العالَمين..
أخو المُسلِمِين جَميعًا؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
_________________
[لقراءة البيان من الموسوعة]
https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=5236