الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
30 - شعبان - 1444 هـ
22 - 03 - 2023 مـ
01:13 مساءً
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
____________
بارَك الله لَكُم شَهْر رَمَضان وكافَّة أيَّامِ الزَّمانِ، فلا تَعبُدوا رَمَضان واعُبدوا الرَّحمن في كُلِّ زَمَانٍ ومَكانٍ؛ وأوصاني بالصَّلاةِ والزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا ..
سَلامُ الله عَليكُم ورَحمته وبركاته ونَعيم رضوانه أحِبَّتي الأنصار السَّابقين الأخيار، وجَميع المُسلِمين لِرَبِّ العالَمين..
"بارَك الله لَكُم ومَن على شاكلتكم مِن المُؤمنين المُخلصين لِرَبِّ العالَمين شَهْر رَمضان وكافَّة أيَّام الزَّمان إلى يوم لِقاء الرَّحمن، ورَفَع قَدركم ومكانكم وأعَزَّ جاهكم وثَبَّت قلوبكم على صِراط نَعيم رضوانه إلى يَوم يَتِمّ حَشركم إلى الرَّحمن وفدًا يا مَن اتَّخذتُم عِند الرَّحمن عَهدًا أن لا ترضوا يَوم لقائه حتى يَرضى".
واعلَموا أنَّ الله خَلَقَكم لِتَعبدوه كما ينبغي أن يُعبَد ليرضى عنكم وترضوا عَنه؛ فبَعْد تنافسكم مع إمامكم في حُبِّ الله وقُربِه (رَضيَ الله عنكم وأحَبَّكُم وقَرَّبَكُم)، وبقي الوفاء بوعده أن يُرضيكم فيَتِمّ حشركم إلى الرَّحمن وفدًا للتفاوض لإرضائكم، وأُقسِم بِمَن خَلَق الجانَّ مِن نارٍ وخَلَق الإنسان مِن صَلصَالٍ كالفخَّار أنَّ عَبيد النَّعيم الأعظم فِيكُم لَن يُرضيهم الرَّحمن بكافّة مَلَكوت جَنَّات النَّعيم التي عرضها كعَرض السَّماوات والأرض حتى ترضى نفسه ويذهبَ حُزنه. فهل خلقكم الله إلَّا ليرضى عَنكُم وترضوا عنه؟! كون رضوانكم مُتَعَلِّقًا برضوان نفسه - النَّعيم الأعظَم مِن جَنَّته - سُبحانه، ولذلك خلقَكُم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} [سورة التوبة].
فَتِلك حَقيقة عَبيد النَّعيم الأعظَم، وما بَدَّلوا تَبديلًا، فلَن يَثبُت مع الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ غَير القَوم الذين وعد الله بِبَعثهم في مُحكَم كِتابه القُرآن العَظيم في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].
ورَمَضان كَريم، وثَبَّتكم الله على الصِّراط المُستَقيم، وجَعَل نَهجكم القُرآن العَظيم؛ رَبيعَ قلوبكم ونورَ صُدوركم ورَفيقَ دَربكم، ذَلِكُم حَبْل الله المَتين، فاعَتَصِموا بِحَبْل الله القُرآن العظيم واكفروا بِما يُخالِف لِمُحكَم القرآن مَهْما كانوا رُواته وثِقاته فيَهديكم إلى الصِّراط المُستَقيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].
ذَلِكُم وَصَّاكم بِه الله أن تعتصموا بِمُحكَم القرآن المَجيد المُنير إلى صِراط العَزيز الحَميد؛ إنَّ رَبّي على صِراطٍ مُستَقيم لِمَن شاء أن يَتَّخِذ إلى رَبِّه سَبيلًا. ومَن ابتغى الهُدى فيما يُخالِف لِمُحكَم القرآن العظيم أضلّه الله وهَوى وغَوى فكأنَّما خَرَّ مِن السَّماء فتخطفه الطَّير أو تَهوي بِه الرِّيح إلى مَكانٍ سَحيقٍ، فَذلِك بيني وبينكم والعالَمين؛ حُجَّة الله على مُحَمَّدٍ رسول الله صلى الله عليه وأُسَلِم تَسليمًا، وحُجّةٌ على العَرَب مِن بَعْد التَّبليغ، وحُجَّتكُم على العالَمين مِن بَعْد التَّبليغ مَعذِرَة إلى الله ولَعَلَّهم يَتَّقون، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴿٤٥﴾}[سورة الزخرف]، وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٨﴾ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ﴿٥١﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الحاقة].
وإنَّه لَكِتابٌ مَحفوظٌ مِن التَّحريف لا يأتيه الباطِلُ مِن بين يديه - في عَهْد رسوله مُحَمَّد - لتحريفه ولا مِن خَلفه - مِن بَعْد مَوت مُحَمَّدٍ رَسول الله صلى الله عليه وأُسَلِّم تَسليمًا - تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [سورة فصلت].
فَإيَّاكم وفِتنةَ المُرجِفين الذين يَجعلون القُرآن عِضِين (يُؤمِنون بِبَعض الكِتاب ويَكفُرون بِبَعضٍ بِهَدَف تَحريفه) فليَمُوتوا بِغَيظهم؛ إنَّ الله مُتِمّ نُورِه ولو كَرِه الكافِرون. فالزَموا كَلِمَة التَّقوى:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، فلا تكونوا مِن الذين قال الله عنهم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} [سورة يوسف]، فادعُوا الله وحَده ولا تَكُونوا مِن الذين قال الله عنهم: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء]، فلا تَدعُوا مَع الله أحدًا، فلا وسيط في الدُّعاء بين العِبادِ والرَّبِّ المَعبُود، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴿٢١٣﴾} [سورة الشعراء]، وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴿١٨﴾} [سورة الجن]. "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" فذلك هو القَول الثَّقيل في مُحكَم التَّنزيل، وقال الله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].
فالزَموا كَلِمة التَّقوى: "لا إلَه إلَّا الله وَحده لا شَريك لَه"، واعبدوا الله وَحده لا شَريك لَه فلا تَدعوا مَع الله أحَدًا، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر]، فَذَلِك هو القَول الثَّقيل: "لا إلَه إلَّا الله وَحده لا شَريك له" خُلاصة ما جاء بِه كافَّة الأنبياء والمُرسَلين، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٦﴾ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١٣٧﴾ صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴿١٣٨﴾ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ﴿١٣٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
"لا إلَه إلَّا الله وَحده لا شَريك لَه"
فذلك ما تَنزَّل في كُتُب الله أجمَعين مِن أوَّلهم إلى خاتَم الأنبياء والمُرسَلين مُحَمَّد رسول الله صلى الله عليهم وعلى مَن تَبع نَهجهم وأُسَلِّم تسليمًا، وخُلاصة ما جاءوا به هي الدَّعوة إلى عِبادة الله وحده لا شَريك له، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾} [سورة الأنبياء].
"لا إلَه إلَّا الله وحده لا شَريك له"
فَتِلك هي خُلاصة الدَّعوة المُحَمَّديّة والعِيساويّة والمُوساويّة والإبراهيميّة والدَّعوة المَهديَّة العالَمِيّة؛ دَعوة واحِدة مُوحَّدة أن لا نَعبُد إلَّا الله وَحده لا شَريك لَه، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
فَكَفَروا بِدعوة رُسُل الله وخليفته المَهديّ ناصِر مُحَمَّد وناصِر لِمَن أرسَل الله مِن الرُّسُل مِن قَبْل مُحَمَّد صَلَّى الله عليهم أجمعين وأُسَلِّم تَسليمًا. فَمَن كَرِه دعوتي فَقَد كَرِه دعوة كافّة الأنبياء والمُرسَلين ومَصيره جهنَّم (حَبْسُ الله وسِجنه المَركَزيّ) لها سَبعَة أبوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهم جُزءٌ مَقسوم لِمَن أبَى واستكبَر؛ فلا تَستَطيعون تحمُّل لَسعَة سيجارة، فاتَّقوا النَّار التي وقودها النَّاس والحِجارة، وذلك بسبب أنَّه إذا دُعيَ الله وحده كفرتُم وإن يُشرَك بِه تُؤمنوا، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ﴿١٠﴾ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾ ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر].
ولَسَوف أتَوَلَّى عَن المُعرِضين حَتى حِين؛ فَقَد بَيَّنت لَهُم القُرآن العَظيم بِالقُرآن المُبين مِن نفْس القُرآن العَظيم وفَصَّلته تَفصيلًا على مَدار ثماني عَشرَة سَنة، وأُقيِمَت الحُجَّة على مَن كَرِه دعوتي في العالَمين أجمَعين. وإنَّما شِدَّة الإصرار أنْ دَعَوْتُكم الليل والنَّهار على مَدار ثمانية عَشْر عامًا وأرهَقت نَفسي خَشيةً مِن التَّقصِير بِما كَلَّفَني الله بِه، فلَكَم نَصحت لَكُم ولَكِن لا تُحِبّون النَّاصحين، والحَمْدُ لله رَبّ العالمين. فهل تَرَون في دَعوتي باطِل؟! فالحُكْم لله خَير الفاصِلين، وقال الله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ ﴿٥٤﴾ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥﴾ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿٥٨﴾ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ﴿٥٩﴾ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الذاريات]، وتصديقًا لقول الله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿١٧٤﴾ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴿١٧٥﴾ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ﴿١٧٦﴾ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ ﴿١٧٧﴾ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿١٧٨﴾ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴿١٧٩﴾ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٨٠﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿١٨١﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٨٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الصافات].
خليفةُ الله على العالَم بِأسرِه؛ الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
______________
[لقراءة البيان من الموسوعة]
https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=409857