الإمام ناصر محمد اليماني
17 - رمضان - 1435 هـ
14 - 07 - 2014 مـ
01:04 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ
البيان من محكم القرآن لحقيقة ابن السبيل، وحقوقه في بيت مال المسلمين، وإثبات هويّته المدنيّة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيّبين والصلاة والسلام على ابن السبيل وكافة المؤمنين إلى يوم الدين..
ألا وإنّ ابن السبيل هو الطفل الذي تجدونه في صندوقٍ بجانب الطريق ولا يُعرف مَنْ أبوه؛ ذلك ابن السبيل وهو الطفل الرضيع الذي وجدتموه، وله معاشٌ اعتمدَه الله من الزّكاة وجعله من أحد الأصناف الثمانية، واعتمد هويته لكونه أمرَ حاكمَ الدولة بالاعتراف بحقوق أبناء السبيل، وأمر اللهُ الحاكمَ أن يؤدّي حقَّ ابن السبيل من بيت مال المسلمين وصرف معيشتهم من بيت مال المسلمين، ولذلك جعلهم أحدَ مصارف الزكاة الثمانية ومنهم ابن السبيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابن السبيل فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:60].
وكذلك جعل الله لابن السبيل نصيباً من خُمْسِ الغنائم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابن السبيل إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [الأنفال:41].
وكذلك جعل الله لابن السبيل نصيباً من النّفقات الطوعيّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابن السبيل وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:215].
وكذلك أوصاكم الله بالمعاملة الحسنة لابن السبيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابن السبيل وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} صدق الله العظيم [النساء:36].
وجعل الله لابن السبيل حقّاً في أموالكم فتعطوه لوجه الله قربةً إلى ربِّكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابن السبيل ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [الروم:38].
وجعل الله أبناء السبيل إخوانكم في دين الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:5].
ولا يحقّ نفي هويته الحكوميّة فقد أمر الله الحاكم أن يُخرج نصيب ابن السبيل من الزّكاة المفروضة، وكذلك هويته (أحمد عبد الله) أو (ناصر عبد الله) أو (عامر عبد الله) أو أي اسمٍ تختارون له إلا اسم أبيه فليس لكم الخيرة، ولا تستطيعون أن تُنكروا أنَّ أباه حقاَ هو عبدُ الله فيُوثّق في هويته المدنيّة ولا يجوز حرمانه حقّه فشأنه كأيّ مؤمنٍ.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
________________