الحمد لله رب العالمين
جاء في ردك أخي الحبيب جادلهم بالتي هي أحسن ما يلي :
اذا تبين لك ان علم اليقين وعين اليقين معناه هو ان كل الناس اجمعين سيصلون الى ساحة جهنم و سيرونها باعينهم لا شك ولا ريب
تصديقاً لقول الله تعالى:
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ
[/size]
[/quote]
أخي الحبيب جادلهم بالتي هي أحسن ما قلته في ردك لا يفسر معنى علم اليقين وعين اليقين
فالذي له علم اليقين بالشيء ليس كمن رأى وعاين الشيء مشاهدة ، فاذا ما أدخلوا
النار فذلك هو حق اليقين فتدبر قول الله تعالى :
كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ
ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ
كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ
فالكافر ليس له يقين كما جاء في قوله تعالى ( وما نحن بمستيقنين ) الآية ، وقال تعالى
( ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) الآية ، وقال سبحانه ( بل لا يوقنون ) الآية ، والكافر
مذبذب بين الظن والشك ولذلك نجد قوله تعالى ( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) الآية
ونجد بأن الظن أقرب الى الشك منه الى اليقين ، قال تعالى ( قالت رسلهم أفي الله شك ) الآية
وقال تعالى ( فما زلتم في شك مما جاءكم به ) الآية وقوله تعالى ( بل هم في شك يلعبون) الآية ،
فأين نحن أخي الحبيب من درجات اليقين ؟ وقال تعالى (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الآية
وتمعن جيدا فتفقه روح هذه المعاني أخي الحبيب حتى لا نأول بالظن وبغير حق ، قال تعالى
( ما لهم به من علم الا اتباع الظن ) الآية ، واحاطة بالمعنى أكثر قال تعالى
( وهدى ورحمة لقوم يوقنون ) الآية ، فالذي له علم اليقين بالشيء ليس كمن رأى
الشيء عين اليقين ، فالله تعالى عرفنا الجنة وأعني جنان الحور العين والمؤمن
يعرف أن الله تعالى هو أصدق القائلين ، ومن أصدق من الله قيلا لذا فالمؤمن مصدق بما أخبر الله و له
العلم بها أي بالجنة علم اليقين ، فلما يراها قبل أن يدخلها فذلك عين اليقين أما اذا دخلها
وتمتع بمباهجها فذلك حق اليقين ، فهل وجدت في سورة التكاثر أنهم أدخلوا النار ؟
لأنهم اذا أدخلوا النار سيكون ذلك حق اليقين ولذلك نجد تلك التراتبية المحكمة لنفقه
معنى درجات اليقين من علم اليقين الى عين اليقين الى حق اليقين ، قال تعالى
( قد بينا الآيات لقوم يوقنون ) الآية ، وهذا الذكر الحكيم هو ( هدى ورحمة لقوم يوقنون ) الآية
وكذلك فهذا الذكر هو (تفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة ) الآية ، أما الورود الى النار فذلك
موضوع آخر لأن ما وضحناه لك في ردنا هو العلم بدرجات اليقين .
[/CENTER]