لله الشفاعة جميعا
يافاطمة بنت محمد((اعملى فلا أغنى عنك من الله شىئاً))
ولربما يود أن يقاطعني من الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون عباده المقربون، فيقول: "وكيف يشفع الله لعباده عند نفسه؟" ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي وأقول: تشفع رحمته في نفسه من عذابه كون الله هو أرحم الراحمين، فكيف يشفع لكم بين يدي الله عبد وهو أرحم بعباده من عبده؟! أفلا تذكرون؟ وياقوم والله الذي لا إله غيره لا يجرؤ عبد أن يشفع لأحد من عباده، أفلا تعلمون أن محمد رسول الله كان جالساً مع صحابته المكرمين فقال أحدهم: يارسول الله إذا كان الوالد من أولياء الله وولده كافر فهل يشفع الوالد لولده عند ربه أو المولود سيشفع لأبيه؟ ومن ثم نزل جبريل عليه الصلاة والسلام بالجواب المحكم على السائل من رب العالمين وقال: قال الله تعالى:
{لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
صدق الله العظيم [الممتحنة:3]
ومن ثم تفاجأ الصحابة عليهم الصلاة والسلام بصرخة محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ينادي "يا فاطمة بنت محمد" عليه الصلاة والسلام بصوت مرتفع ما قط ناداها بذلك الصوت المرتفع حتى أفزعها فزعاً شديداً، وخشيت أن مكروهاً أصاب أباها، وجاءت تجري إلى وراء الحجاب وهي تقول: لبيك أبتي لبيك أبتي. ومن ثم قال لها عليه الصلاة والسلام:
[اعملي فلا أغني عنك من الله شيئاً]
. وقال ذلك بحضور صحابته المكرمين ليكونوا شهداء بالحق. فإذا كان لا يجرؤ محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يشفع لابنته الوحيدة فلذة كبده، فكيف إذا يتجرأ أن يشفع لأُمَّته؟ فاتقوا الله يا عباد الله المؤمنين، ويامعشر المسلمين الذين فرقوا دينهم شيعاً بسبب اختلاف أئمتهم، وكل حزب بمالديهم من العلم فرحون، برغم أن أكثر علمهم من عند غير الله، ويحسبون أنهم مهتدون، وكل طائفة يقولون نحن الناجون من عذاب الله فنحن الطائفة الناجية والأخرى في النار ونحن الآمنون من عذاب الله. ومن ثم يرد عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول لكم: تعالوا لنعلمكم عن الطائفة الذين لهم الأمن من عذاب الله تجدونهم في محكم كتاب الله في قول الله تعالى:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:82]