21 - شوال - 1443 هـ
22 - 05 - 2022 مـ
08:39 صباحًا
(بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=383343
____________
لا يَفْقَهُ هذا إلّا الذينَ يعقلونَ ..
بسم الله الرحمن الرحيم..
فهل يوجد مَن لا يزال يجادلني في الاسم فيردنا إلى مُرَبَّع الصِّفْر مِن جَديد؟! كون موضوع الاسم أمرًا تَمَّ حسمه وإلجام كلّ عَالِمٍ جادلنا بالاسم، فأجبناه ومِن القرآن العظيم أنّ خاتم الأنبياء والمُرسَلين هو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما يَبعثُ الله خليفته المهديّ ناصر محمد، وليس لك إلَّا أن تعتقد بذلك رغم أنفك أو تكفُر أنّ محمدًا رسول الله خاتم النبيِّين، فاسمع أيّها السائل لسوف نزيدكم عِلمًا بما لَم تكونوا تحتسبون كون كثيرٌ مِن المُجادِلين يجادلون بالباطل المُفترَى ليدحضوا به الحَقَّ مع احترامي للسائل، ولكن حديث الآحاد: [واسم أبيه اسم أبي] حديثٌ موضوعٌ مُفترى مُخالِفٌ لناموس خَبَر أنبياء الله أجمعين كون الله استبدل أسماء آبائهم بصفة الخَبَر التي بعث الله بها رسل الكتاب فجعل الله بدلًا عن اسم الأب اسم الصفةِ المبعوثِ بها من رَبِّ العالمين وهو قول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ۘ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
فعلى سبيل المثال الذين آمنوا برسول الله نوحٍ - عليه الصلاة والسلام - فيقولون نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن نوحًا رسول الله، وكذلك كافة الرُّسل يضع كلمة (رسول) بدلًا مِن اسم الأب في نُطق الشهادتين على حَدٍّ سواء لا نُفَرِّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، والحكمة مِن وضع كلمة (رسولٍ) أو (نبيٍّ) دائمًا تجدونها بدلًا عن اسم الأب لكي يحمل خبره في اسمه أنه رسول الله ليجعل الله خبره دائمًا يرافق اسمه، فتلك تجدونها عقيدةً لدى كافة المؤمنين برسل الله؛ فيقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، وكذلك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن نوحًا رسول الله صلى الله عليهم وأسلم تسليمًا.
ويا رجل لم يبعث الله خليفته المَهديّ ناصر محمد نصرةً لعبد الله بن عبد المطلب إذًا لدعوتكم إلى عبادة الأوثان - سبحان الله عمّا يُشرِكون - فليس لخليفة الله المهديّ ناصر محمد أي علاقة باسم عبد الله بن عبد المطلب؛ كون دين محمدٍ رسولِ الله غير دين أبيه، فما علاقة بعث خليفة الله المهدي ناصر محمد بِمَن يعبُد الأصنام؟! بل جعل الله في اسمي خبري (ناصر محمد) كما جعل في أسماء الرسل خبرهم فاستبدل أسماء آبائهم بكلمة رسول الله، فهذا ناموس بعث الرسل في الكتاب يُوضَع الخبر بدلًا عن اسم الأب مباشرةً كمثل نوحٍ رسول الله، وهودٍ رسول الله، ولكن الإمام المهدي ليس رسولًا جديدًا بل بعثه الله ناصرًا لِما جاء به خاتمُ الأنبياء والمُرسَلين محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولذلك فلا بُدّ أن يكون اسمه ناصر محمد وذلك لكي تنقضي الحكمة مِن التواطؤ.
ويا أيُّها السائل، ألا تعلم أن هذا الاسم ناصر محمد هو اسم الصفة لكلِّ مؤمنٍ برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ فهل تنكر أن من أسماء صفتك العقائديّة (ناصر محمد)؟ أم إنك لست ناصرًا لِمُحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم؟! ويا حبيبي في الله السائل عليك أن تحترم عقلك فوالله وتالله وبالله إن العقل مُستشارٌ أمين لا يخون صاحبه إذا ما عرض عليه الفكرة فيقول العقل: "هذا منطقيّ أقْبَله"، ولكن عقلك لن يقبل أن يكون الله قد بَعَث خليفة الله المَهديّ ناصرًا لعبد الله بن عبد المطلب، فلا علاقة لأبويّ النَّبيّ ببعث خليفة الله المهديّ (ناصر محمد) حتى تنقضي الحِكمْة بنصرتهم (إلّا بمحمدٍ رسول الله وكافة ما جاء به رسل الله أجمعين بالكلمة السواء بين الأوَّلين والآخِرين): "لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا نعبد إلّا إيَّاه مخلصين له الدين" تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]، بل خليفة الله المهدي ناصر محمد لَيتحدى أنّ العقول حتمًا سوف تكون إلى جانب فَتواه في دين الله فيُسَلِّم لِعِلمه العقلُ تسليمًا، ولكن مشكلة العالمين في سبب عدم هداهم هو عدم استخدام العقل والبحث عن الحق والبحث عن سلطان العلم الذي يقبله العقل تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴿٣٧﴾ كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴿٣٨﴾} [الإسراء].
يا عباد الله احترموا إنسانيتكم واحترموا عقولكم وترفَّعوا عن مستوى الأنعام باستخدام العقل للبحث عن سبيل الحق الذي خلقكم لتعبدوه وحده لا شريك له، ما لم .. فوالله وتالله لا ولن يهديَكم الله أبدًا كون الله لم يخلُقْكم ليبحث عنكم هو ليهديكم سبحانه؛ بل خلقكم الله لتبحثوا عنه أنتم ليهديَ قلوبكم فيُوَفِّيكم الله بِما وعدكم في مُحكَم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴿٦٨﴾ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
ونكرر السؤال بالعقل والمَنطِق: فهل معقول أن الله خلق عبيده في الحياة الدنيا ليبحث عنهم ليهدي قلوبهم؟! يا سبحان الله العظيم بل خلق عبيده في الحياة الدنيا ليبحثوا عن الحَقِّ - خالِقهم - فيهديهم إلى الصراط المستقيم إنَّ ربي على صراطٍ مستقيم.
فاسمعوا واعقِلوا ما سوف نُحَذِّركم منه بالحَقّ: فإن الذين لم يهدِهم الله هو بسبب أنهم لم يُقيموا لله وزنًا فيبحثوا عن سبيل الحَقِّ إلى ربِّهم بكل اهتمام، ولذلك لم نَجِد أنّ الله يُقيم لهم وزنًا يوم القيامة، تصديقًا لقول الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴿١٠٥﴾ ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴿١٠٦﴾} [الكهف].
وربما يود أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنها لتأخذني الدَّهشة مِن الذين اكتشفوا بعقولهم عَجَب العُجاب مِن الذكاء العِلمي الاصطناعي؛ ولكن العَجَب العُجاب برغم ذكاء ودهاء عقولهم لا يؤمنون بالله العظيم الذي خلقهم وخالق كل شيءٍ! فما سبب عدم هدايتهم؟" فَمِن ثمّ نردّ على السائلين ونقول: لقد هداهم إلى ما يبحثون عنه مِن علوم الاكتشافات فذلك مبلغ أملهم، ولكنه لا ولن يهديهم إلى الله ربّهم كونهم لم يُكَلِّفوا أنفسهم بالبحث عن الحَقّ الذي خلقهم ليعبدوه وحده لا شريك له، فهل تريدون مَن له الكبرياء في السماوات والأرض - الله رب العالمين - أن يبحث عنهم ليهديهم إليه؟! هيهات هيهات أولئك هُم أغبى من الأنعام كونهم لم يعطوا عقولهم فرصة التفكير فيسألوا عقولهم: مَن الذي خلقهم؟ وما الحِكمة مِن خلقِهم؟ ولماذا خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما؟ فيسأل عقله: ما هي الحكمة مِن خلق كُلّ هذا الملكوت؟ فلا بُدّ أن الذي خلق كل هذا الملكوت له حِكمة عظمى، فليس من المعقول أنه خلقهم لعبًا وعبثًا سبحان الله العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾ لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿١٧﴾ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴿١٨﴾ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴿١٩﴾} [الأنبياء].
وتصديقًا لقول الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴿١١٥﴾ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴿١١٦﴾ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴿١١٧﴾ وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿١١٨﴾ [المؤمنون].
ونعم لو شاء الله لآتى كُلّ نَفْسٍ هُداها، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٣﴾ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ۖ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٤﴾ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ ﴿١٥﴾ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿١٦﴾} [السجدة].
ولكن مَن يَهتَم بالاستماع لآيات الله على لسان الدَّاعي إليه فيستخدم عقله؛ أحَقٌّ هو؟ فيجد العقل يقول: "إيْ وربّي إنه الحَقّ من الله رب العالمين"، فبعد إقرار العقل أنه الحق وينيب العبد إلى ربه لِيَهدْي قلبه؛ فهنا يأتي هدى الله فيشرح الله صدره بنور الإيمان ومعرفة الرحمن ثم يتقرب أكثر فأكثر إلى ربه فيعرفه أكثر فأكثر حتى يعلم علم اليقين أنّ رضوان الرحمن هو النعيم الأعظم؛ فَمِن ثمّ يأتي قرارٌ وإصرارٌ لا حدود له أنه لن يرضى حتى يرضى ربه أحب شيء إلى نفسه، أولئك قدروا الله حَقّ قدره فيصبحون لا يريدون الحياة إلَّا مِن أجل الله ليُسارِعوا في الخيرات رَغَبًا ورَهَبًا، فتصبح صلاتهم لله ومحياهم لله ومماتهم لله، أولئك فازوا بِرَبِّ العالمين (مش حيتنازلوا عنه أبدًا مَهما يكون مَهما يكون) فالله أغلى في قلوبهم مِن ملكوته أجمعين أولئك حُبّهم لله لا حدود له وحُبّ الله لهم لا حدود له، والله وتالله وبالله إنهم اتَّخذوا عند الرحمن عَهدًا أن لا يرضوا حتى يرضى يوم لقائه، وليس عليهم فحسب؛ بل يعبدون رضوان الله الحبيب غاية فلن يرضوا حتى يرضى يوم يقوم الناس لرب العالمين، فتأتي ملائكة الرحمن المُقَرَّبين فتقول لهم: "وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون"، فهنا يخرجون عن طورهم ويفقدون السيطرة على أعصابهم فيقولوا لحاملِي البشرى من الملائكة: "أُفٍّ لكم فَبِما تُبَشِّرون؟! نحن لا نزال مُصرِّين على تحقيق النعيم الأعظم منها فإن نعيم الجنة لا يعدل جزءً من مائة جزءٍ مِن مثقال الذرَّة؛ بل لا تعدل شيئًا في أنفسنا جنات النعيم حتى يَرضى"، ثم يرد عليهم ملائكة الرحمن فيقولون: "لقد رضي الله عنكم وأعَدَّ لكُم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار لَكُم فيها نعيم مقيم ولَكُم فيها ما تشتهي أنفسكم ولَكُم فيها ما تَدَّعون نُزُلًا مِن غفورٍ رحيم"، فمن ثم يقول قومٌ يُحبّهم الله ويُحبّونه: "أليس لَنا الحَقّ بين يَدَي مَن أحببنا - الله رَبّ العالمين - أن يُرضينا؟"، فمن ثم يرد عليهم ملائكة الرحمن: "اللهم نَعَم وَعدًا على الله لا يُخلِف الله وعَده تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [التوبة]".
"إذًا فنحن قوم سوف نستغل وَعْد الله لعباده الصالحين - عن ربهم - فلَن نرضى حتى يَرضى؛ ما لم .. فِلماذا خلقَنا؟"ثم تقول لهم الملائكة: "قد رَضي عنكم وأعد لكم جنات النعيم فيها نعيم عظيم لا ينفد خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم"، ثم ينهَر قومٌ يحبهم الله ويحبونه ملائكةَ جنات النعيم فيقولون لهم: "دَعونا يا هؤلاء وشأننا فنحن سوف نُخاطِب الله ربنا فنحن على ثِقةٍ أنه لا يَحِق لأحدٍ من عبيده أن يخاطبه هذا اليوم العسير إلَّا مَن كان على شاكلتنا مِن عبيده، فنحن أصحاب القول الصّواب ففي نفس الله رضانا ومنتهى أملنا وعملنا ومنتهى غايتنا فلن نرضى حتى يَرضى، فلَكَم نحن شَديدوا المِحال أن نرضى حتى يرضى فهو النَّعيم الأعظم مِن أي نعيمٍ بالنسبة لقلوبنا، ولم نُبصِر هذا النَّعيم الأعظم الآن يوم لقائه؛ بل أبصرناه ونحن لا نزال بالحياة الدنيا، ولم نزدَدْ يقينًا اليوم عَمّا كُنّا عليه مثقال ذرّةٍ كونه هو أعظم آية في الكتاب؛ بل لا يعدل ما تملكه يمينه من كافة آياته مِثقال ذرّة بل؛ ولا جزء من مائة جزء من مثقال الذرة".
فَمِن ثمّ يصدر صوتٌ عظيمٌ مِن ذي العرش العظيم يتزلزل من قوله ملكوته أجمعين بِما فيه الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض وتتزلزل أرض المحشَر وكوكب سَقَر فيقول مُرَحِّبًا بالوفد رفيع المستوى لدى الرب المستوي على عرشه العظيم:
"مرحبًا بِمَن قدروا الله ربّهم حَقّ قدره فبعزتي وجلالي لأُقيمَنَّ لكُم وزنًا لا يعدله وزن الملكوت العظيم".
أولئك القوم الذي وعَد الله ببعثهم في ذرية آدم، وأُقسم بالله العظيم إنَّهم في هذه الأُمّة، آهٍ لو تعلمون ما أعلمه عن قومٍ تطهَّرت عبادتهم مِن عبادة التجارة مع ربّهم في البيع والشراء بِمُقابِل الجنّة تطهيرًا. فمَن كان مِنهم فهم الوحيدون الذين يفقهون قولي هذا كما يفقه ويعي مَن كتب هذا؛ خليفة الله وعبده المهدي ناصر محمد اليماني. ياه ياه لو تعلمون قدرهم ومقامهم ووزنهم عند ربهم؛ بل أقام لهم وزنًا عظيمًا كونهم أقاموا لربِّهم وزنًا عظيمًا وقدروه حقّ قدره فعبدوه كما ينبغي ويليق أن يُعبَد سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا؛ وفي ذلك سِرّ بعث خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالمين..
خليفة الله المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________