الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 07 - 1432 هـ
01 - 07 - 2011 مـ
4:30 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
https://albushra-islamia.net./showthread.php?t=3800
ـــــــــــــــــ
من الإمام المهديّ إلى كافة علماء الأمّة يدعوهم للذود عن حياض الدّين إن كان يهمّهم أمر الإسلام والمسلمين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار وجميع الأخيار السابقين الأنصار، أنصار الله الواحد القهّار في كل عصرٍ إلى اليوم الآخر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا عباد الله ، يا من أحبّ شيء إلى قلوبهم هو ربّهم الله الودود الذي لا يجوز أن يكون هناك شيء أحبّ إليكم من الغفور الودود، ويجد ذلك أحباب الله في قلوبهم أنّ في قلوبهم الحبّ الأشدّ هو لله أرحم الراحمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ} صدق الله العظيم [البقرة:165].
فلو أنّ الإمام المهديّ يوجّه سؤالاً إلى كافة المسلمين بربّ العالمين فيقول: فهل تحبّون الله؟ لأجابوني بلسانٍ واحدٍ وقالوا: "ومن ذا الذي لا يحبّ الله من المسلمين؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: وهل الأشدُّ حباً في قلوبكم هو لله أم إنّه يشارك الله في هذه المنزلة أحدٌ من عبيده؟ فإن كان جواب النّصارى أن يقولوا: "يشارك الربّ في هذه المنزلة ولد الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام" . ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: ولماذا تجعلون درجة حبّ الله في قلوبكم يشاركه فيها المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام؟ ومعلوم جوابهم سوف يقولون: "لكونه ولداً لله ولذلك تساوى في قلوبنا حبّ الأب والابن". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: سبحان الله العظيم عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً ما اتّخذ صاحبةً ولا ولداً وكل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً فلا تجعلوا لله أنداداً في الحبّ أحداً من عبيده فيعذّبكم الودود عذاباً نُكراً، وصدقوا بقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وإنّما فرض الله عليكم يا معشر النّصارى أن تحبّوا رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أشدّ من حبّكم لبعضكم بعضاً، ولكنّكم إذا جعلتم حبّ المسيح في قلوبكم ندّاً مساوياً لحبّ الله في قلوبكم فقد أشركتُم بالله ولن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً، ولا نزال نحاجِجْكم بقول الله في محكم كتابه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف].
وأما المسلمون الأمّيّون اتّباع محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - فلو يُلقي إليهم المهديّ المنتظر بالسؤال وأقول لهم: فهل تجعلون حبّكم لله مساوياً لحبّ محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - في قلوبكم؟ ومعلوم جوابهم فسوف يقولون: "نحن المسلمون لا نبالغ في محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم كوننا لا نقول أنّه ولد الله سبحانه، بل عبد الله ورسوله". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظر وأقول: فهل تعتقدون أنّه يحقّ لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه؟ ومعلوم جواب الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون، فسوف يقولون: "إنّك كذاب أشر ولستَ المهديّ المنتظر، فكيف تأمرنا أن ننافس محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه، فهو الأولى أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ، كونه خاتم الأنبياء والمرسَلين ورسول الله بالقرآن العظيم إلى الإنس والجنّ أجمعين فكيف تريدنا أن نعتقد أنّه يحقّ لأحدنا أن يتمنّى أن ينافس محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه؟ فلا يجوز ذلك إلا فيما بيننا نحن الأتباع أن نتنافس إلى الربّ أيُّنا أحبّ إلى الله وأقرب، وهذا فقط على مستوى التابعين للأنبياء نتنافس فيما بيننا، ولكنّك لن تجدنا نُنافس أنبياء الله ورُسله في حبّ الله وقربه كونهم هم المُكرّمين المُفضلين على العالمين، ألم يقل الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني: إنّما كرَّمهم الله بالهدى في عالمهم، وأقول: فهل التكريم لهم حصريّاً من دون الصالحين من ذريّاتهم وإخوانهم المؤمنين؟ وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٨٠﴾ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
فانظروا لقول الله تعالى: {وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
فكيف تحصرون التفضيل في الكتاب على الأنبياء من دون الصالحين أفلا تتّقون؟ وإنّما فضَّل الله الأنبياء ومن اتَّبعهم من ذريّاتهم وإخوانهم بالهدى إلى الصراط المستقيم، ولذلك قال الله تعالى: {وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا أمّة الإسلام أقسمُ بربّ العالمين أنّكم لستم من النّصارى ببعيد، وأنّه لا يؤمن أكثركم بالله إلا وهم مشركون به عباده المكرمين، فاتّقوا الله وأطيعون واتّبعونِ أهدِكم إلى صراط العزيز الحميد، الله ربّي وربّكم الذي لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً وكل من في السماوات والأرض له عبيدٌ، فاتّبعوا القرآن المجيد لنهديكم به إلى صراط العزيز الحميد، الله ربّي وربّكم فاعبدوه وحده لا شريك له وتنافسوا إلى الربّ أيُّكم أحبّ وأقرب. ذلك هدى الله لمن يشاء أن يهتدي إلى الصراط المستقيم مع الذين هدى الله من عباده في العالمين في الأولين والآخرين. ألم يُفتِكم الله عن طريقة هداهم إلى ربّهم؟ وقال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57]، فما ينبغي لكم أن تنفقوا الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً.
وربّما يودّ رئيس هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن يقاطعني فيقول: "إتّقِ الله يا ناصر محمد اليماني، فقد قلت قولاً عظيماً في بيانك هذا فكيف تقول: (فما ينبغي لكم أن تنفقوا الله)، فكيف تتّهم المسلمين أنّهم أنفقوا ربّهم سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ألم تتنازلوا عن أقرب درجةٍ في حبّ الله وقربه لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؟ ومعلوم جواب كافة علماء المسلمين جميعاً فسوف ينطقون بلسانٍ واحدٍ فيقولون: "ومن ذا الذي هو أولى بأقرب درجةٍ في حبّ الله وقربه مِن محمدٍ عبده ورسوله؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وانتم عبيدُ مَنْ؟ ومن ثمّ أكرّر عليهم السؤال فأقول: وأنتم عبيد من تكونون؟ أجيبوني إن كنتم صادقين! ومعلوم جوابهم فسوف يقولون: "نحن عبيد الله". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ إلى الله وأقول: إذاً فقربة إلى من تنازلتم عن التنافس مع العبيد إلى الربّ المعبود؟ ألم تجدوا الذين هدى الله من عباده لم يفضّلوا بعضهم بعضاً إلى الربّ بل جميعهم متنافسون مع العبيد أيّهم أحبّ وأقرب إلى الربّ المعبود؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
ولكنّكم تنازلتم عن منافسة الأنبياء إلى الربّ كونكم ترونهم هم المكرّمين وأنتم لستم من المكرمين، وأقول نعم إنّكم لستم من المكرّمين حتى تتّقوا الله فتعبدوه كما ينبغي أن يُعبد وحده لا شريك له، وأكرم الخلق أتقاهم من عبيده الذين يعبدون الله وحده لا شريك له، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الحجرات].
فما خطبُكم لا ترجون لله وقاراً؟ وما خطبكم لا تقدروا ربّكم حقّ قدره؟ ويا قوم ما بعد الحقّ إلا الضلال، فحين أجدكم تنازلتم عن الله ربّكم أن يكون العبد الأحبّ والأقرب أحد الأنبياء فأنتم بذلك قد أنفقتم الله، كونكم تنازلتم عن التنافس إلى أقرب درجة في حبّه وقربه إلى ما سواكم.
ومن ثمّ يلقي إليكم الإمام المهديّ سؤال تكرر في هذا البيان وأقول: فقربةً إلى من تنازلتُم عن التنافس في حبّ الربّ؟ للأنبياء ورسله إن كنتم إيّاه تعبدون! فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ وقال الله تعالى: {فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يونس].
ويا قوم إنّه يحقّ لكم تنفقوا كلّ شيء في الدنيا والآخرة من أجل الله طمعاً في التنافس في حبّ الله وقربه ولكنّه لا يحقّ لكم أن تنفقوا الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً. فهو ربّكم وأنتم عبيده أمركم أن تبتغوا إليه الوسيلة بشكلٍ عامٍ للجهاد في سبيله أيكم أحبّ وأقرب، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
وبما أنّ الله لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً بل جميع خلقه عبيدٌ ولذلك فلهم الحقّ في ربّهم سواء، ويحقّ لكافة العبيد التنافس إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب فذلك هو نهج الهدى الحقّ في كتاب الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
وأنا المهديّ المنتظر أتبرّأُ ممّن يعظِّمونني من الأنصار فيعتقدون أنّه لا يحقّ لهم أن ينافسوا ناصر محمد اليماني فيوسوس لهم الشيطان فيقول لهم وكيف يحقّ لكم أن تنافسوا خليفة الله الإمام المهديّ المنتظر الذي جعله الله إمام الأنبياء! ألم يجعله الإمام للمسيح عيسى ابن مريم؟ ومن ثمّ يقنعهم الشيطان أن لا ينافسوا المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في حبّ الله وقربه، ومن ثمّ يعيد الأنصارَ الشيطانُ إلى الشرك بالله الواحد القهّار، ومن ثمّ لا يجدون لهم من دون الله وليّاً ولا نصيراً، ويا عباد الله فهل تعلمون قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]، وإنّما ذلك السؤال الموجَّه من الربّ إلى أنبيائه ورسله فقال لهم: فهل أنتم أضلَلتم عبادي هؤلاء وحرَّمتم عليهم أن ينافسوكم في حبّ الله وقربه فاتّخذوكم أولياء من دوني؟ ومن ثمّ ردّ على ربّهم كافةُ الأنبياء والمرسلين وقالوا: {سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} صدق الله العظيم.
فاتّقوا الله يا معشر المعرضين عن ذكر الله الذي نحاجّهم به ذكر الأوّلين والآخرين، فبأيّ حديثٍ بعده تؤمنون؟ وإنّما ابتعث الله خليفته الإمام المهديّ ليخرج العبيد من عبادة العبيد وتعظيمهم بغير الحقّ إلى عبادة الربّ المعبود؛ الله ربّي وربّكم فاعبدوه وحده لا شريك له وتنافسوا في حبه وقربه إن كنتم إيّاه تعبدون.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا أمّة الإسلام جميعاً، لقد قال لي مرة أخرى محمد رسول الله في الرؤيا الحقّ:
[قال سمعت الربّ من وراء الحجاب يقسم بمحمدٍ رسول الله وبكافة المرسلين من ربّ العالمين أنه لن يهتدي إلى الحقّ من أعرض عن فتوى الله عن الذين هدى الله من عباده في محكم كتابه في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، فأنذر الذين جعلوا لله انداداً في الحبّ بعذاب الله؛ قد اقترب وهم في غفلةٍ مُعرضون]
ــــــــــــــــــــــــ
انتهت الرؤيا بالحقّ
ولا نزال نكرّر الفتوى أنّه لا ينبغي لكم أن تقيموا للرؤيا وزناً في أحكام الدّين، وحتى ولو كانت رؤيا حقّ فهي تخصّ صاحبها ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة، وليست الرؤيا حجّة للداعية على أتباعه ولكن الحجّة في هذه الرؤيا ما وجدتموه فيها مُصدّق لكتاب الله القرآن العظيم في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
فاتّقوا الله يا عباد الله ولا تيأسوا من روح الله يا معشر الذين قنطوا من رحمة الله، ألا وإن القنوط من رحمة الله إثمٌ كبير في الكتاب وظلمٌ عظيمٌ للنفس، فاتّقوا الله يا أصحاب عقيدة الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود، فكيف يشفع عبدٌ لعبيد الله بين يدي من هو أرحم بعبيده من عبده؟ الله أرحم الراحمين! فذلك يتنافى مع صفات الربّ فلا ينبغي أن يكون أحدٌ من العبيد كافة هو أرحم بالعبيد من الربّ المعبود؛ الله أرحم الراحمين، ومن ينتظر الرحمة والشفاعة من عبدٍ مثله فقد قنط من رحمة الله أرحم الراحمين ولن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚقُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴿٤٧﴾ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤٨﴾ فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ۚ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٩﴾ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٥٠﴾ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ۚ وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَـٰؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ ﴿٥١﴾ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚأَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾ وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿٦٢﴾ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٦٣﴾ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿٦٤﴾ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥﴾ بَلِ اللَّـهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٦٦﴾ وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٧﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ۖوَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الزمر]
ويا فضيلة الشيخ أبو سيد الأنصاري، يا من يريد أن ينقذ المسلمين من دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فإلى عبادة من سوف تنقذهم؟ وما بعد الحقّ إلا الضلال! وإنّما يدعوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى عباده الله وحده لا شريك له فإذا أشرُّ علماءٍ تحت سقف السماء يتصدّون لدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا من رحم ربي. ولا نزال نظنّ في أبو سيد الأنصاري خيراً، وعليه إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يأتي إلى موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليذود عن حياض الدّين إن كان يرى ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ، وهيهات هيهات وربّ الأرض والسموات فإنّك سوف تجدني أُهيمن عليكم بآيات الكتاب المحكمات هُنّ أمّ الكتاب، وأكرّر الآيات لدى الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون، مثال قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]، فانظروا لقول الله تعالى: {قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم، أي ضلّ عنهم ما كانوا يفترون وهم في الحياة الدنيا فيعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود وما أنزل الله بذلك من سلطانٍ في محكم كتابه، ولذلك لم يجدوا من ذلك شيئاً يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يونس]، فانظروا يا معشر المشركين لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ الله يعلم أنّه لن يتجرّأ أيّ عبدٍ للشفاعة بين يدي الربّ المعبود يوم القيامة، وقال الله تعالى: {ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿١٨﴾ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّـهِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الإنفطار].
وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} صدق الله العظيم [البقرة:48].
وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا} صدق الله العظيم [لقمان:33].
وقال الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العلي العظيم [سبأ].
ولم يأذن الله له بالشفاعة سبحانه بل أذن لعبده بالخطاب والقول الصواب في تحقيق النّعيم الأعظم، تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [النبأ].
والقول الصواب هو: إنّ عبداً من عبيد الله خاطب ربّه بأنّه يريد النّعيم الأعظم من جنّته وهو أن يكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسّراً ولا حزيناً، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يُدخِل عباده في رحمته، ومن ثمّ جاءت الشفاعة من الله أرحم الراحمين وتفاجأ بذلك اليائسون، وقالوا: {مَاذَا قَالَ ربّكم}؟ ومن ثمّ يردّ عليهم المتقون {قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العلي العظيم.
بمعنى: أنّ الشفاعة جاءت من الله فشفعتْ لعباده رحمتُهُ من غضبِه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العلي العظيم [سبأ].
وليست الشفاعة كما تزعمون أنّه يطلب من ربّه الشفاعة، سبحانه عمَّا يشركون وتعالى علوّاً كبيراً! وإنّما يأذن الله له أن يُخاطب ربّه لأنّه سوف يقول صواباً ويخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم فيرضى في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:26].
فأما قول الله تعالى {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ} أي لمن يشاء له الله بخطاب ربّه، وأما قول الله تعالى { وَيَرْضَىٰ }، فذلك تحقيق رضوان الله في نفسه، ولكن هيهات هيهات فقد ذاق وبالَ أمرهم كثيرٌ منهم من بعد موتهم، فعذّبهم الله في النّار الليل والنّهار ولكنّ أكثركم لا يعلمون.
ويا فضيلة الشيخ أبو سيد الأنصاري إنّي أرى أنّ أحداً من الأنصار يفتي أنّك تدعو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى الحوار في موقعك، ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: فكيف تريدني أن ألبّي دعوتك بالحوار في موقعك وأنت قد قُمت بحذف البيان المرسَل إليك من موقعك بعد أن عجزتَ أن تقيم علي الحجّة ولو في نقطةٍ واحدةٍ من البيان ومن ثمّ تقوم بحذفه! فهل أنت من الذين قال الله تعالى: {وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلً} صدق الله العظيم [الأعراف:146]. وكان من المفروض أن تترك البيان في موقعك ومن ثمّ تقوم بالردّ عليه بالحجّة الدامغة بالحقّ إن كنت من الصادقين.
ألا والله الذي لا إله غيره لن تفعل ولن تقيم على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الحجّة من القرآن العظيم حتى في نقطةٍ واحدةٍ فقط، وأمّا الروايات التي تريد أن تدحض بها القرآن العظيم فاعلم أنّ ما خالف لمحكم القرآن العظيم في السنّة النبويّة فإنّه حديثٌ جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم ليصدّكم عن اتّباع الصراط المستقيم في محكم القرآن العظيم.
ولكنّي أشهدُ الله الواحد القهّار وكافة الأنصار المكرّمين الأبرار في عصر الحوار من قبل الظهور وكافّة البشر مسلمهم وكافرهم أنّي المهديّ المنتظَر أدعو كافة علماء الأمّة ومفتي الديار في جميع الأقطار وكافة خطباء المنابر إلى الحوار في طاولة الحوار العالميّة في عصر الحوار من قبل الظهور (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، منتديات البشرى الإسلامية)، وهيهات هيهات.. فمن ذا الذي يجادلني من القرآن العظيم إلا غلبتُه بالحقّ المبين بإذن الله ربّ العالمين.
فهيّا ذودوا عن حياض الدّين إن كنتم ترون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ، وإن حذفتُ بيانات علماء الأمّة كما فعل أبو سيد الذي حذف بياني من موقعه فلستُ المهديّ المنتظَر، فهيا ذودوا عن حياض الدّين وقفوا جنباً إلى جنب مع فضيلة الشيخ أبو سيد الأنصاري المحترم الذي يريد أن يذود عن حياض الدّين.
وأقول فنِعم الرجل يا فضيلة الشيخ أبو سيد الأنصاري، وأنا الإمام المهديّ المنتظر أرحِّبُ بشخصكم الكريم ترحيباً كبيراً؛ ضيفاً مكرّماً في طاولة الحوار العالميّة للحوار في( موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، منتديات البشرى الإسلامية ) الموقع الحرّ لكل عُلماء الأمّة، ولن نحذف بيانات العلماء الأجلّاء وإنّما يقوم طاقم طاولة الحوار بحذف بعض بيانات السفهاء الذين لم يفلحوا إلا في التفنّن في كلمات السبّ والشتم فاقدين سلطان العلم المحكم من القرآن العظيم، وأمّا علماء الأمّة فلا ينبغي لطاقم إدارة موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يحذفوا من بيانات العلماء شيئاً وما ينبغي لهم أن يخالفوا أمر المهديّ المنتظَر، وما ينبغي لهم أن تأخذهم العزّة بالإثم بالتعصّب الأعمى مع إمامهم ناصر محمد اليماني لو يقيم عليه الحجّة أحد علماء الأمّة فقد ربَّيتُهم تربيةً حسنةً في هذه المدرسة العالميّة مدرسة المهديّ المنتظر موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
فأهلاً وسهلاً بطلبة العلم من كافة العالَم بشرط الاحتكام إلى القرآن العظيم ذكرُ العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
الداعي إلى الله على بصيرة من الله القرآن العظيم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
__________________