الموضوع: وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ۚ وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ۚ وإن منها لما يهبط من خشية الله ۗ وما الله بغافل عما تعملون

النتائج 11 إلى 20 من 32
  1. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 110811 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..

    - 28 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - ربيع الثاني - 1431 هـ
    01 - 04 - 2010 مـ
    02:58 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    لا يكُن هذا البيان فتنةً لكم لجهلكم بالمهديّ المُنتظَر ..

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين..
    ويا معشر علماء المسلمين وأمَّتهم، أرجو أن لا يكون هذا البيان فتنةً لكم فإنكم تجهلون قدر المهديّ المُنتظَر ولا تحيطون بسرّه، وألقي إليكم سؤالاً: ألستم تعتقدون أنّ الله جعل الإمام المهديّ إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وأنتم تعلمون أنّ هذه الفتوى من الله ورسوله في شأن الإمام المهديّ أنّه قد جعله الإمام للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام سوف تسوء النّصارى أيّما إساءة، فتكون فتنة لكثيرٍ منهم فلا يتّبعون الإمام المهديّ المُنتظر الحقّ من ربّهم، وسبب فتنتهم هي المُبالغة في نبيّهم المسيح عيسى ابن مريم لدرجة أنّهم قالوا ابن الله، ومنهم من بالغ أكثر وقال بل هو الله ذاته سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، فإذا كانت هذه مبالغتهم في رسول الله المسيح عيسى ابن مريم، فهل ترونّهم سوف يتّبعون الإمام المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربّهم لأنهم لن يقبلوا أن يكون المهديّ المُنتظر هو الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلم؟
    إذاً النّصارى لن يرضوا أبداً أن يكون الإمام المهديّ إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم بسبب المُبالغة بغير الحقّ في شأن رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وكذلك المسلمون حتماً سيغضبهم أن يقول ناصر محمد اليماني أنّه أعلم عبدٍ في الكتاب، ثمّ يكون ذلك سبب فتنتهم ويقولون: "كيف يكون الإمام المهديّ هو أعلم من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله؟". ثمّ يرتد عن التصديق بعض الأنصار، ويزيد المسلمين إنكاراً وكُفراً بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وسبب فتنتهم هي المُبالغة في شأن جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: والله يا قوم أنه مهما كرّم الله الإمام المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربّكم فما هو إلا عبدٌ مثلكم، ويحيا عبداً ويموت عبداً ويُبعث عبداً، ولا ينبغي له أن يتجاوز النّاموس الحقّ في محكم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن كلّ مَن فِي السموات وَالأرض إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94)} صدق الله العظيم [مريم].

    وذلك هو بينكم وبين المهديّ المُنتظَر أن لا يتجاوز النّاموس لعبيد الله في السموات والأرض، ويدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبد لا تُشركون بالله شيئاً، فيدعوكم أن تكونوا ربانيين تعبدون نعيم رضوان الله عليكم وتتنافسون في حبّه وقربه سبحانه وتعالى علواً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنّبوة ثمّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كنتم تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كنتم تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].

    وذلك بيني وبينكم يا علماء المسلمين وأمَّتهم، فإن تغيرتْ دعوتي يوماً ما ولا قدَّر الله فعند ذلك قد جعل الله لكم الحجّة على ناصر محمد اليماني، وأرجو من ربّي التّثبيت الذي يحول بين المرء وقلبه وهو السميع العليم، ولكن سبب فتنتكم هي المُبالغة في الأنبياء والمرسلين لدرجة أنّكم حصرتم الوسيلة لهم من دون الصالحين حتى أشركتُم بالله ربّ العالمين.

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، إنّ أكثر الآيات التي أمدّ الله بها خلفاءه هي للمهديّ المُنتظَر، ولكنّي أعلم أنَّ الله لو يمدني بها الآن فإنّها لن تزيدكم إلا كُفراً وإعراضاً. وقال الله تعالى:
    {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آية مِّن ربّه ۚ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ قَادِرٌ‌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آية وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ‌هُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٧﴾ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأرض وَلَا طَائِرٍ‌ يَطِيرُ‌ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّ‌طْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثمّ إِلَىٰ ربّهم يُحْشَرُ‌ونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَ‌اطٍ مستقيم ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كلّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:111].

    وفي ذلك ملكوت خليفة الله الإمام المهديّ على الأمم (مَنْ في الأرض ومَنْ في السماء فيرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء) وذلك لأنّه برغم الملكوت الذي سيؤتيه الله فلن يرضى إلا بالنّعيم الأعظم من ذلك كُلّه وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يُدخل عباده في رحمته، ومن ثمّ تأتي الشّفاعة للعباد من الله وحده الذي له الشّفاعة جميعاً، ولكنّكم لا تحيطون بسرّ الشّفاعة فهي ليست كما تزعمون يا إخواني المسلمين، ولو كانت الشّفاعة كما تزعمون لكفرتم بآيات الكتاب المحكمات التي تفتيكم عن الشّفاعة فتنفيها جُملةً وتفصيلاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    بل تجدون الله يخاطب في محكم الكتاب المؤمنين المنتظرين للشفاعة بين يدي ربّهم. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    وقال الله تعالى:
    {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شيئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:48].

    وقال الله تعالى:
    {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُردّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    وقال الله تعالى:
    {وَبُرِّ‌زَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لهمْ أَيْنَ مَا كنتم تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُ‌ونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُ‌ونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مبين ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِربّ العالمين ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا المجرمون ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ(101)} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال الله تعالى:
    {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السموات وَلاَ فِي الأرض سبحانه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كنتم تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].

    وقال الله تعالى:
    { وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وقال الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:70].

    وقال الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السموات وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:4].

    وقال الله تعالى:
    {قُل لِّلَّهِ الشّفاعة جَمِيعًا له مُلْكُ السموات وَالأرض ثمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:44].

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، فبالله عليكم كيف تعتقدون بالشّفاعة بين يدي الله من بعد النفي المُطلق للشفاعة بين يدي الله؟ ومن ثمّ يتوقف علماء الأمّة وأولوا الألباب للتفكّر والتدبّر فيقولون: "إنً الشّفاعة هي ليست كما نزعم أن يتقدم أحدٌ بين يدي ربّه ويطلب الشّفاعة، سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فكيف نكفر بآياتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب البيِّنات تنفي الشّفاعة جُملةً وتفصيلاً حتى للمؤمنين؟ وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254]؟".

    ومن ثمّ يردّ أولو الألباب سرّ الشّفاعة إلى علّام الغيوب حتى يبعث الله لهم الإمام المهديّ ليفتيهم في سرّ الشفاعة، ونقول لهم:
    يا أمّة الإسلام، إن سرّ الشّفاعة هي في حقيقة اسم الله الأعظم الذي لم يسبق ببيانه أحدٌ من عبيد الله في السموات والأرض ولم يبيّنه لعبيد الله بالملكوت إلا خليفة الله عبد النّعيم الأعظم الإمام المهديّ المُنتظر ناصر محمد اليماني، ولم أقُل لكم إنّ الشّفاعة لي من دون الأنبياء بل ننفيها، وإنما علّمناكم بسرّها كيف تكون وهو:

    إنَّ الإمام المهديّ يُحاجّ ربّه أن يُحقق له النّعيم الأعظم من كافة ملكوت ربّه في الدُّنيا والآخرة ولم يرضَ أبداً بملكوت ربّه؛ بل يطلب من ربّه أن يحقِّق له النّعيم الأعظم من ذلك وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يُدخل عباده في رحمته ويحقِّق لعبده الهدف الذي حرّم على نفسه نعيم جنّة ربّه ويريد النّعيم الأعظم منها، ومن ثمّ تأتي الشّفاعة من الله، وذلك لأنّ الإمام المهديّ أَذِنَ له الرحمن وقال صواباً، ذلك لأنّ الله المُتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم (برغم أنّه لم يظلمهم شيئاً) هو حقاً أرحم الراحمين، وذلك هو الصواب يا أولي الألباب، ومن ثمّ تأتي الشّفاعة من الله لعبيده فتشفع لهم رحمته التي كتب على نفسه فلن ينكر على الله عبدُه أنّه حقاً أرحم الراحمين ولذلك يتحسّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم ومن ثمّ تأتي الشّفاعة من الله وحده فيتفاجأ العبيد بعفو ربّهم الشامل. وقال الله تعالى:
    {
    وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴿٢٣} صدق الله العظيم [سبأ].

    وفي هذا الموضع يتبيّن لكم أنّ سرّ الشّفاعة اختص به عبداً من عبيد الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].


    وذلك هو العبد الذي يخاطب ربّه بالصواب، وهو الوحيد الذي أَذِنَ الله له أن يخاطب ربّه في مسألة الشفاعة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِلاَّ مَنْ أَذِنَ له الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:38].

    فما هو الصواب في نظركم؟ فهل هو أن يخاطب أحد أنبياء الله ربّ العالمين فيسأله الشّفاعة لأمّته؟ فهل هو أرحم بهم من الله سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً؟ أفلا تعقلون؟ أم إنّ الصواب هي فتوى الإمام المهديّ في سرّ الشّفاعة الحقّ أنّها لله جميعاً سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً؟ وإنّما القول الصواب هو: لأنّ الإمام المهديّ خاطب ربّه يسأله أن يحقِّق له النّعيم الأعظم من ملكوت الدُّنيا والآخرة برغم أنّ الله أتاه الدرجة العالية فرفضها ويريد تحقيق النّعيم الأعظم والأكبر منها أن يكون الله راضياً في نفسه لا متحسراً ولا غضبان، ومن ثمّ جاءت الشّفاعة من الله برغم أنّ الإمام المهديّ لم يسأل ربّه الشّفاعة شيئاً ولا ينبغي له، وإنما خاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من جنتّه وهو أن يكون راضياً في نفسه، وذلك هدف الإمام المهديّ الذي يبتغيه في الدُّنيا والآخرة أن يكون ربّه الله حبيبه راضياً في نفسه، وأقسمُ بالله العظيم أنّ الإمام المهديّ لفي عجبٍ شديدٍ ممن فرحوا بجنّة ربّهم ! وقال الله تعالى:
    {فرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يحزنون} صدق الله العظيم [آل عمران:170]، وسبب عجبي هو كيف يرضون بنعيم الجنّة والحور العين وربّهم الرحمن الحبيب الأعظم يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس]!

    هيهات هيهات أن يرضى الإمام المهديّ بملكوت ربّه فلن يفتنه عن نعيمه شيءٌ حتى لو ضاعفه الله لي عداد مثاقيل ذرّات الكون العظيم، وحتى لو كلّ ذرة ملكوت بأسرها لما ازددتُ إلا إيماناً وتثبيتاً وعدم الرضى إلا بتحقيق النّعيم الأعظم من ذلك كله، وأقسمُ بالله ربّ العالمين لا يساوي قدر بعوضة حتى ولو افتديت البعوضة بما فوقها من ملكوت ربّي الذي استخلفني عليه.

    ويا أحباب الله يا من يحبّون الله أعظم من جنّة النّعيم والحور العين وأعظم من ملكوت ربّي كلّهُ مهما كان ومهما يكون، فهل ترون أنفسكم سوف ترضى بنعيم الجنّة وحورها وقصورها وملكوتها وحبيبكم ليس بسعيدٍ ولا فرحان؟ بل حزين في نفسه وغضبان ومتحسّر على عباده الذين يصطرخون في نار جهنّم ويقولون:
    {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} صدق الله العظيم [فاطر:37].

    ولكن يا أحباب الله إنّهم لم يسألوا الله رحمته التي كتب على نفسه فيقولون:
    {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    ويا أصحاب النّار من الذي أفتاكم أنّ الدعاء قد رُفع في الآخرة؟ وإنما رفعت الأعمال وجفت الصحف فلا يقبل الله عملاً في ذلك اليوم ولا نفقةً حتى لو ينفق أحدهم مِلء الأرض ذهباً فلن يتقبل منه لأنها رفعت الأعمال وجفّت الصحف:
    {اقْرَ‌أْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكن بقي وعدٌ من الله غير مكذوب في الدُّنيا والآخرة، وقال الله تعالى:
    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴿٦٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الله تعالى:
    {وَقالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ولكن للأسف فإن أصحاب النّار يدعون عباده من دونه. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النّار لِخَزَنَةِ جهنّم ادْعُوا ربّكم يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دعاء الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظروا إلى قول ملائكة الرحمن:
    {قَالُوا فَادْعُوا}، أي ادعوا الله، فكيف يدعون عبادَه من دونه؟ فهل هم أرحم بهم من الله أرحم الراحمين؟ ومن ثمّ انظروا إلى قوله: {وَمَا دعاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنهم يلتمسون الرحمة ممن هم أدنى رحمة من الله فيدعونهم من دونه أن يدعوا ربّهم أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، ولكن دعاءهم في ضلال، وذلك لأنّهم يدعون الملائكة من دونه أن يشفعوا لهم عند ربّهم وأن يخفف عنهم حتى يوماً واحداً من العذاب، إذاً دعاؤهم في ضلالٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سبيلاً ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]، وذلك لأنّه أعمى عن معرفة ربّه؛ الله أرحم به من عباده؛ الله أرحم الراحمين، ولكنهم من رحمته يائسون ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الظالمون.

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام يا أمّة المهديّ المُنتظر في زمان بعثه، لقد منَّ الله عليكم أعظم مَنٍّ مَنَّهُ على أمّةٍ في الكتاب لو تكونوا من الشاكرين فتستجيبوا لدعوة الإمام المهديّ إلى عبادة النّعيم الأعظم من ملكوت الدُّنيا والآخرة.

    ويا معشر أحباب الله يا أنصار المهديّ المُنتظر يا من يحبون الله أعظم من كلّ شيء في الدُّنيا والآخرة يا من كانوا أشدَّ حباً لله من بين الأمم، أقسمُ لكم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم أنّ الله ربّ العالمين ليس بسعيدٍ في نفسه بل غضبان ومتحسر على عباده، فأمّا الغضب فهو من الأحياء الذين لم يتوبوا إلى ربّهم من قبل موتهم الآن، وأمّا التحسر فهو على أممٍّ أهلكهم من قبلهم فأصبحوا من النادمين، ويقول كلّ منهم:
    {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كنت لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].

    فهؤلاء لم يعُد الله غاضباً عليهم ولكنه متحسرٌ عليهم بسبب ظلمهم لأنفسهم، ولو سألوه رحمته لأجابهم ولكنّهم من رحمته يائسون، ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الظالمون.

    ويا أحباب الله يا من يحبون الله حُباً شديداً، سألتكم بالله العظيم لو أنّ أحد أبناءكم كان عاصياً لوالديه طيلة الحياة الدُّنيا ومن ثمّ وجدوه يوم القيامة يصطرخ في نار جهنّم، فيسمعَ صوتَه والداه وهو يصرخ من حريق جهنّم التي وقودها النّاس والحجارة، فتصوروا مدى الحسرة في أنفسهم على ولدهم مهما كان عاصياً لهم في الحياة الدُنيا، فما بالكم بحسرة الله أرحم الراحمين الذي يقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس]!

    وفي هذا الموضع يبكي المهديّ المُنتظر ويقول: لمَ خلقتني يا إلهي؟ فكيف يمكن أن أكون سعيداً بجنة النّعيم والحور العين وحبيبي ربّي من هو أحبّ من جنّة النّعيم والحور العين ليس بسعيدٍ في نفسه بل ومتحسر على عباده؟ ولو كان ينام مثلنا لكان ارتاح من الحسرة على عباده الذين ظلموا أنفسهم ما دام نائماً سبحانه! ولو كان ينسى ولو ثانية واحدة لارتاحت نفسه ما دام ناسياً! ولكنّه حيٌّ قيّوم لا تأخذة سنة ولا نوم لا يسهى ولا ينسى وفي كلّ ثانية تمرّ وهو متحسّرٌ على عباده الذين يتعذّبون في ناره بسبب ظلمهم لأنفسهم فأدخلهم كمثل أمّة نبيّ الله نوح دخلوا النّار فور غرقهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا} صدق الله العظيم [نوح:25].

    وكافة الأمم من بعدهم المكذّبين برسل ربّهم يدعو عليهم رسلُ ربّهم فيستجيب لهم، فيصدقهم ما وعدهم، ويدمر المكذبين برسل ربّهم تدميراً، فكيف يخلف وعده لرسله؟ ومن أصدق بوعده من الله؟ ولكنّ عباده الكافرين الذين أهلكهم بسبب تكذيبهم لرسل ربّهم لم يهونوا عليه، فهل يَهون في قلوب الوالدين ولدهم مهما كان عاصياَ لهم؟ فما ظنّكم في الله أرحم الراحمين، فهل ترون أنّ عباده الكافرين الذين أهلكهم بسبب تكذيبهم لرسل ربّهم سوف يهونون عليه وهو أرحم الراحمين؟ بل لم يهونوا عليه وإنّه لحزين عليهم أعظم من حزن الوالدين على ولدهم العاصي لو ينظرون إليه وهو يصطرخ في نار جهنّم، بل حسرة الله على عباده الكافرين هي أعظم.

    وتالله لا أزال أذّكر أحبابي الذين الله هو أشدّ حباً في قلوبهم من كل شيء في الدُّنيا والآخرة، وأقول لهم يا من يحبون الله أكثر من آبائهم وأمهاتهم وأزواجهم وأولادهم ومن جنّة النّعيم والحور العين، فهل ترون أنّكم سوف تكونون سُعداء بجنة النّعيم والحور العين وحبيبكم يقول في نفسه:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس]؟

    وهنا تسيل دموع الإمام المهديّ على خديه فيُناجي ربّه ويقول: لمَ خلقتني يا إلهي؟ وإنّي أعلم بجوابك لعبدك في محكم كتابك عن الهدف من خلقي:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ومن ثمّ أقول: يا إلهي ألم تُحرّم الظُلم على نفسك؟ وجوابك معلوم في محكم كتابك:
    {وَلا يَظْلِمُ ربّك أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    ومن ثمّ أقول: فما ذنب من يحبك أعظم من جنّة النّعيم والحور العين؟ فكيف يكون فرحاً مسروراً بجنة النّعيم والحور العين وحبيبه الأعظم الله ربّ العالمين ليس بفرحٍ مسرورٍ في نفسه؟ بل متحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم، بل حسرتك ربّي على عبيدك منذ أمدٍ بعيد وأنت تقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثمّ يقول الإمام المهديّ: يا أحباب الله يا من تفيض أعينهم مما عرفوا من حقيقة اسم الله الأعظم، إنّكم من القوم الذين يحبهم الله ويحبونه فهل ترضون بالحور العين وجنات النّعيم وحبيبكم الأعظم ليس راضياً في نفسه بل ومتحسر على عباده؟ فاتّبعوني لتحقيق النّعيم الأعظم فيكون الله راضياً في نفسه، واعلموا إنّ الله لن يكون راضياً في نفسه حتى يجعل الأمم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، وليس ذلك على الله بعزيز. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ ربّك لَآمَنَ مَنْ فِي الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].
    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذين آمنوا أَنْ لَّوْ يَشَآءُ الله لَهدًى النّاس جَمِيعاً} صدق الله العظيم [الرعد: 31].

    اللهم إنيّ على ذلك لمن الشاهدين، وما ذلك على الله بعزيز، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..
    أخو البشر في الدّم من حواء وآدم عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  2. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 110815 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..




    - 32 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 05 - 1430 هـ
    12 - 05 - 2009 مـ
    09:00 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    { إِلَّا مَن شَهِدَ بالحقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
    صـــدق الله العظيــم ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    قال الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:4].

    وقال الله تعالى:
    {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ‎﴿٨٥﴾‏ وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ‎﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وقال الله تعالى:
    {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53]، فانظر لقول الله تعالى: {قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم، بمعنى أنّهم لن يجدوا لهم من دون الله وليّاً ولا شفيعاً يتجرأ للشفاعة بين يديه. وللأسف لم يفهم كثيرٌ من العلماء كيفية الشفاعة ولم يفقهوا أمرها بين يدي أرحم الراحمين ولو تدبروا قول الله تعالى: {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ‎﴿٨٥﴾‏ وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ‎﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    فلو تدبروا الاستثناء الذي لم يفقهوه في شأن الشفاعة لوجدوا سرّ الاستثناء في قول الله تعالى:
    {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بالحقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:86].

    فمن يقصد؟ إنّهُ يقصد عباده المُقربين أنّهم لا يملكون الشفاعة، ومن ثم يأتي الاستثناء بالحقّ، وهو قول الله تعالى:
    {إِلَّا مَن شَهِدَ بالحقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم. وما يقصد الله سبحانه بقوله تعالى: {إِلَّا مَن شَهِدَ بالحقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم؟ ويقصد إلا من شهد بالحقّ أنّ الله أرحم بعباده من عبده ذلك الذي استثنى الله له أن يُخاطب ربّه لأنّهُ يعلم أنه سوف يقول صواباً ولن يطلب من الله الشفاعة لأحدٍ ولا ينبغي له؛ بل يُحاجِج الله بالحقّ الذي علمه في نفسه، وجميع المُتقون لا يملكون منه خطاباً إلا من أذِن له الرحمن وقال صواباً، وذلك هو القول الصواب. ولكنّ الذين لا يعلمون يقولون: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}، فانظر لردّ الله عليهم بالحقّ: {قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    وإنما ابتعث الله محمداً عبده ورسوله لينذر النّاس أنه ليس لهم من دون ربّهم من وليٍّ ولا شفيعٍ. وقال الله تعالى:
    {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أعلم الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أنْ يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)}صدق الله العظيم [الأنعام].

    وعليه فإنّ هذا الحديث لشفاعة محمد عليه الصلاة والسلام باطلٌ مُفترى، والهدف من ذلك الافتراء لكي يضلَّ المسلمون فيعتقدون في محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّهُ سوف يشفع لهم بين يديّ الله ويقول: "أنا لها أنا لها"! وذلك شرك عظيم ما داموا يرجون الشفاعة بين يديه من أحد عباده سواء كان محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أو رسول الله المسيح عيسى بن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أو نبيّ الله عُزير صلّى الله عليه وآله وسلّم. وأفتي بالحقّ أنّ من كان ينتظر أن يشفع له عبدٌ بين يدي ربّ العباد أرحم الراحمين فقد أشرك بالله ولم يشهد بالحقّ أنّ الله أرحم بعباده من كافة عبيده المُقربين من الملائكة والأنبياء والرسل والصدّيقين والشهداء والصالحين، فاستغنوا عن رحمة ربّهم بهم بشفاعة من هم أدنى رحمة بهم من الله.

    ويا قوم، إنّي أدعوكم إلى الله وحده فمن ذا الذي يقول أنّي على ضلالٍ مُبينٍ؟ وذروا الشفاعة لله كيفما يشاء وكما يحب ويرضى، والذين يحاجّونكم في الشفاعة بين يدي الله فردّوا عليهم بالقول الذي أمر الله محمداً عبده ورسوله أن يرد عليهم به: وقال الله تعالى:
    {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا له مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} صدق الله العظيم [الزمر:44].

    بمعنى أنّ صفة الرحمة في نفسه تعالى تشفع لكم من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِلَّا مَن شَهِدَ بالحقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:86]، أي إلا من شهد بالحقّ أنّ الله هو أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 110799 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..

    - 18 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    20 - 10 - 1430 هـ
    10 - 10 - 2009 مـ
    09:34 مساءً
    ـــــــــــــــــــ


    { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ }
    صدق الله العظيم ..


    اقتباس المشاركة :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو وهبي:
    بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لي سؤال واحد وقد حيرني حقيقة، وهو أنك تقول أن هناك بشراً من غير الأنبياء ينافسون الأنبياء في العبادة. والسؤال لماذا لم يُذكر أحد منهم في القرآن؟ ولم يحدث الله عنهم؟ هذا مجرد سؤال ولا تظنوا بي أني افتتنت من تساؤلات محمود المصري. فوالله الذي لا إله إلا هو أني على يقين تام أنك المهدي الموعود وأن الله الذي رزقك هذا العلم الذي لا ينبغي أن يكون بالاجتهاد من شخص عادي إلا وحياً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا أبو وهبي، وهذا كلام ربّي يأمر المؤمنين به أن يبتغوا إليه الوسيلة أيّهم أقرب، وأفتاكم أن عباده المُكرمين من الأنبياء والمرسلين والمقربين هم عبيدٌ أمثالكم يبتغون إليه الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].

    ولكن الذين حصروا التنافس على الله للمُقرّبين من الأنبياء والمرسلين فهم يدعونهم من دون الله ليقربوهم إلى الله زُلفى ويرجون شفاعتهم لهم بين يدي ربّهم. وقال الله تعالى:
    {أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ} صدق الله العظيم [الزمر:3].

    ولذلك قال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم. ومن لم يُجِب دعوة المهديّ المنتظَر بتنافس العبيد إلى المعبود ويرون أنّهم لا يحقّ لهم أن ينافسوا رسله وأنبياءه في التقرّب إلى ربّهم فأولئك قد أشركوا بالله، ولذلك يرجون ويريدون الشفاعة لهم بين يديه من أنبيائه المقرّبين والمسيح عيسى بن مريم من عباد الله المُقرّبين. وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكن النّصارى بالغوا في شأنه بغير الحقّ حتى قالوا ولد الله؛ سبحانه ويدعونه من دون الله ويرجون شفاعته بين يدي الله! وذلك لأن النّصارى يرون أنّه لا يجوز لهم أن ينافسوا المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله في القرب من ربّهم برغم أنّه عبدٌ لله مثلهم، وكذلك محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم - من المقربين ولذلك يرجو المسلمون شفاعته لهم بين يدي الله ويقولون إن الشفاعة هي له من دون الأنبياء، وذلك لأنهم يرون أنه لا يجوز لهم أن ينافسوا محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم - في القرب من ربّهم. ولكن المهدي المنتظَر ينفي هذه العقيدة الباطلة التي افتراها المبالغون في عبيد الله المقربين فجعلوا التنافس في التقرّب من الله حصرياً للأنبياء والمرسلين من دون الصالحين، فأشرك بالله كلُّ من يرجو شفاعة العبد بين يدي المعبود، سبحانه! تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولو كانت عقيدة المؤمنين بأنه يحقّ لهم أن ينافسوا أنبياءهم ورسلهم إلى ربّهم لما أشركوا بالله ولنافسوهم على حبّ الله وقربه ويرجون رحمته ويخافون عذابه مثلهم دونما فرق شيئاً، وإلى ذلك يدعو كافة الرسل أقوامهم أن يعبدوا الله وحده لا شريك له وأن يتنافسوا على حبّه وقربه فيبتغون إليه الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته وليس رحمة مَنْ دونه ليشفعوا لهم بين يدي من هو أرحم بهم من عباده الله أرحم الراحمين، أولئك ما عرفوا الله حقّ معرفته ولذلك تجدونهم يدعون عباده مِنْ دونه حتى بعد أن أدخلهم ناره، وكلما نضجت جلودهم بدلهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ويكفروا بدعوة عبيده من دونه، ولكنهم كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً الذين يدعون عباده من دونه حتى بعد أن أدخلهم نار جهنّم وهم فيها يحترقون فإذا هم يدعون عبيد الله من الملائكة ليشفعوا لهم عند ربّهم حتى يخفف عليهم ولو يوماً واحداً من العذاب. وقالوا:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩} [غافر].

    ولكن ملائكة الرحمن المقربين من خزنة جهنّم الغلاظ الشداد الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون لم يتجرأوا أن يدعوا الله ليشفعوا لأهل النّار بين يديه حتى ليومٍ واحدٍ من العذاب؛ بل قال ملائكة الرحمن المقربون من خزنة جهنّم قالوا للكافرين:
    {قَالُوا فَادْعُوا ۗوَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50]، أي فادعوا ربكم الذي هو أرحم بكم من عباده فما دعاء الكافرين لعباده من دونه إلا في ضلالٍ.

    ولكن للأسف فإن الكافرين من رحمة الله مُبلسون يائسون ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الظالمين الذين لم يعرفوا ربّهم في الحياة الدنيا وكذلك يوم القيامة لم يعرفوا ربّهم فلا يزالون عُمياناً عن الحقّ كما كانوا في الدنيا. وقال الله تعالى:
    {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٧٢} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكن للأسف ها هو المهديّ المنتظَر قد بعثه الله ليدعوَ النّاسَ إلى رحمة الله فيعرِّفهم على أسماء ربّهم الحسنى وصفاته العُلى، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبد، ويُحذِّرهم من الشرك بالله، ويفصّل لهم العقيدة الحقّ من الكتاب تفصيلاً، ويعلِّمهم ما لم يكونوا يعلمون، فإذا بالمؤمنين هم أوّل من كفر بالمهديّ المنتظر الحقّ من العالمين وهم المسلمون المؤمنون بالقرآن العظيم! فمن يُنجّيهم من عذاب الله الشديد والقريب على الأبواب للمكذبين بالبيان الحقّ للكتاب؟ أم أنّهم وجدوا أن ناصر محمد اليماني يفسر القرآن عن الهوى بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً كمثلهم؟ وأعوذ بالله من غضب الله أن أكون كمثل أيِّ عالِم من علماء المسلمين الذين أضلّوا أنفسهم وأمّتهم عن سواء السبيل كما ضلَّ من قبلهم أهل الكتاب. ولكنّي المهديّ المنتظر من أشدّ النّاس استنكارا أن يقول الإنسان على الرحمن ما لم يعلم، ولكنّي المهديّ المنتظر آتيكم بالبيان للقرآن من ذات القرآن وليس برأيٍ ولا اجتهادٍ فأقول مثلكم: "والله أعلم فقد أكون مخطأً وقد أكون مُصيباً". كلا ثم كلا.. بل الحقّ والحقّ أقول والحقّ أحقّ أن يُتّبع، ولا أقول للناس إنّي رسولٌ من الله إليكم جديدٌ؛ بل أقول لهم إنّي الإمام المهديّ قد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد) مُتبعاً للذكر المحفوظ من التحريف الذي جاءكم به محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأُنذر الذين يتّبعون الذكر المحفوظ من ربّهم، ولا ولن يتبعني إلا المؤمنون به. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١} صدق الله العظيم [يس].

    ولكن للأسف صار عمر دعوة المهديّ المنتظَر في نهاية السنة الخامسة وهو يُحاجّ المؤمنين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ولم يئِن لهم إلى حدِّ الآن أن يؤمنوا بدعوة المهديّ المنتظر بالقرآن العظيم وأن لا يكونوا أول كافرٍ به. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الحديد].

    ولكنهم لم يستجيبوا إلى ما يُحيي به الله قلوبَهم كما يُحيي الأرضَ من بعد موتها بالماء. وقال الله تعالى:
    {يا أيّها الذين آمنوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخو المسلمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ .
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  3. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 8695 من موضوع من الإمام المهديّ إلى أحبّتي الأنصار السّابقين الأخيار ..


    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 10 - 1431 هـ
    07 - 10 - 2010 مـ
    06:00 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    من الإمام المهديّ إلى أحبّتي الأنصار السّابقين الأخيار ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبيّ الأميّ الأمين رحمةً للعالمين محمد رسول الله وعلى آله الأطهار والسابقين الأنصار في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أحبّتي الأنصار السّابقين الأخيار سلام الله عليكم ورحمته وبركاته السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    وما يريد الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يُذكِّرَ به أنصارَه المكرّمين هو أن لا تنسوا الهدف الذي تناضلون من أجله، وهو أنّكم تريدون أن تحققوا السّعادة في نفس الله وتذهبوا الحسرة من نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم؛ وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون، ولكنّهم لم يهونوا على ربّهم الرحمن الرحيم فقد وجدتم أنّه آسفٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم، والبرهان على أسف الله عليهم تجدونه في قول الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].

    وكذلك فرحة الله كبرى فهي على قدر حزنه على عباده الذين ظلموا أنفسهم وكذلك فرحته بتوبة عبده كما تعلمون في فتوى محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال: [لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاةٍ فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فيئس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلّها قد يئس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثمّ قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربّك. أخطأ من شدة الفرح] صدق عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار.

    أحبّتي في الله، تصوّروا مدى الحزن على وجه ذلك الرجل الذي لو أَفْلَتَتْ منه راحلته وهو في صحراءٍ قاحلةٍ ثمّ وقع ما عليها على الرمال وهربت منه، ومن ثمّ ظلّ يجري وراءها ولكن دون جدوى لم يلحقْ بها، فمسّه اللغوب والتّعب والعطش وهو يجري وراءها، ومن ثمّ استيأس منها، ومن ثمّ اضطجع تحت ظلّ شجرة ينتظر الموت إلا أن ينظر الله في أمره، ثمّ نام قليلاً ومن ثمّ أفاق من نومه فإذا هي قائمةٌ عنده وزمامها مُعلّقٌ على مقربةٍ من وجهه، ومن ثمّ أمسك بزمامها، ومن ثمّ قال من شدة الفرح: "اللهم أنت عبدي وأنا ربّك". سبحانه! بل أخطأ بغير قصدٍ من شدة الفرح، فتصوّروا الحُزن الذي كان على وجه ذلك الرجل ولذلك كانت الفرحة عظيمة بعد أن أمسك بزمام ناقته، ولكنّ الله هو أشدُّ حزناً على عبده من حزن ذلك الرجل وهو أشدّ فرحاً بتوبة عبده من فرح ذلك الرجل.

    إذاً يا قوم فبِئسَ الجنّة التي سوف تشغلنا عن تحقيق الفرح والسعادة في نفس الله.

    وربّما يودّ أحد أحباب الله أن يقاطع الإمام المهديّ بعَجَلٍ شديدٍ فيقول: "يا إمامي دُلّني كيف أُساعد في تحقيق السّعادة في نفس الله وأُذهب حُزن ربّي من نفسه". ومن ثمّ يفتيه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالحقّ وأقول:
    فلتجعل هُدى عبيد الله هو هدفك السّامي في هذه الحياة فلا تُبدّل تبديلاً مهما لاقيت من الأذى ومهما لاقيت من التكذيب، فادعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة، واصبر على أذى عباد الله ولا تعجل عليهم فتدعو عليهم فيجيبك الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} صدق الله العظيم [البقرة:186].

    وإذا فعلتَ ودعوت عليهم أن يهلكهم الله بعذابٍ من عنده فأنت تعتبر قد فشلتَ في تحقيق هدفك السّامي العظيم وجلبت إلى نفس ربّك الحُزنَ والأسفَ على عباده الذين كذّبوا بالحقّ من ربّهم وظلموا أنفسهم، وما من أمّة دعى عليهم رُسلُ ربّهم أو الصالحون من أتباعهم ثمّ أهلكهم الله تصديقاً لوعده لرسله وللذين آمنوا إلا وتحسّر عليهم من بعد أن يجيب دعوة الدَّاعِ، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ويا أنصار المهديّ المنتظَر، لقد جعلكم الله رحمةً للعالمين فإن كنتم أنصار المهديّ المنتظَر فاعلموا أنّ الإمام المهديّ لا ينام و في قلبه مثقال ذرةٍ على أحدٍ من المسلمين، ولا أنام إلا وقد عفوتُ عمّن ظلمني أو أساءَ إليَّ في هذه الحياة من المسلمين أو الكافرين الذين لا يعلمون، فاصبروا على تحقيق هذا الهدف العظيم مهما وجدتم من الأذى من المسلمين والكافرين، فاصبروا واغفروا لهم إساءتهم إليكم فإنّ ذلك لمِن عزم الأمور، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    ويا أحبتي الأنصار السّابقين الأخيار، فهل تعلمون لماذا اتّخذ الله إبراهيم خليلاً؟ وذلك بسبب قوله عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار؛ قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴿٣٥﴾ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    فانظروا إلى قول إبراهيم الحليم: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، فلم تجدونه يقول: "اللهم فأهلكه وأصبه بعذابٍ من عندك أو بأيدينا"، بل قال إبراهيم الحليم: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ لرسول الله إبراهيم هدفٌ عظيمٌ يريد أن يهدي الأمّة رحمةً بهم وحسرةً عليهم، ولكنّه دعا على القوم نبيُّ الله لوط - عليه الصلاة والسلام - فمرّ رُسل البلاغ بالتدمير على رسول الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لكي يخبروه في طريقهم أنّ الله سوف يَهَبُ له غلاماً عليماً حتى إذا سألهم عن أخبارهم، قال تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ﴿٥١﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴿٥٣﴾ قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ﴿٥٤﴾ قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴿٥٦﴾ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿٥٧﴾ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ﴿٥٨﴾ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٩﴾ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    ولكنّ خليل الله إبراهيم لا يزال مُصرّاً على تحقيق هدفه السّامي العظيم في هدي الأمّة وإنقاذهم من عذاب الله، ولذلك تجدونه يجادل رسل ربّ العالمين في قوم لوطٍ وطلب من الملائكة - رُسل الرحمن المبلّغين بالتدمير - مهلةً من الوقت، ويريد أن ينقذهم أجمعين فيدعوهم الليل والنّهار حتى يهتدوا. قال الله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [هود].

    فانظروا أحبّتي الأنصار إلى ثناء الله على نبيّه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: {يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم، ولكن رُسل ربّ العالمين من الملائكة المكرمين قالوا: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ولذلك اتّخذ الله إبراهيم خليلاً بسبب حلمه على عباده، قال الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:125]، بسبب قوله في الدُّعاء إلى ربّه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴿٣٥﴾ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    ولكنّ خليل الله إبراهيم لم يكتب له الله تحقيق هدفه العظيم فيهدي الله به الأمّة جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ جميعاً كونه ليس بأرحم من الله على عباده؛ بل حسرة الله على عباده هي أعظمُ من حسرة خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وأعظمُ من حسرة خاتم الأنبياء والمرسَلين صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، وأمّا الإمام المهديّ فلا يكاد أن يُذهب نفسه حسرات على العباد شيئاً لكوني نظرت إلى مدى عظيم حسرة جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - على عباد الله لدرجة أنّه كاد أن يُذهب نفسه حسراتٍ عليهم، لذلك قال الله تعالى: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} صدق الله العظيم [فاطر:8].

    بل أسف محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان على العباد أسفاً عظيماً في قلبه، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ومن ثمّ تفكّر المهديّ المنتظر وقال: إذا كان هذا حال قلب عبدٍ رؤوفٍ رحيمٍ بالعباد فكيف حال الله أرحم الراحمين؟ وهذا كان مُجرد تفكيرٍ منطقيٍّ ليس إلا بادئ الأمر، فقلت: إذاً لا بدّ أنّ الله هو أعظمُ حسرةً وأسفاً على عباده من خليل الله إبراهيم ومن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - لكون الرحمة في نفس الله لهي أشدُّ رحمة بفارقٍ عظيمٍ، فقلت إذاً فلا بُدّ أنّ الله هو أعظم حسرةً وأسفاً على عباده فذلك ما يقوله العقل والمنطق لكون الله هو أرحم الراحمين. ولكن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، ومن ثمّ أراني الله الحقّ في محكم كتابه أنّه دائمُ الحسرة على عباده منذ أن أرسل أوّل رسولٍ إلى عباده من الجنّ والإنس فكذّبوا رُسلَ ربِّهم فدعا عليهم الرّسل فاستجاب الله لهم فأهلك عدوّهم، ومن ثمّ تحسَّر على عباده من ذلك الحين منذ الأزل القديم لعصر الجنّ والإنس، فإذاً الفتوى عن تحسّر الله على عباده الكافرين قد جعله الله في أشدّ آيات الكتاب إحكاماً وبياناً: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثمّ أطرقتُ مليّاً وانفجرت باكياً بين يدي الله بكاءً مريراً وقلت: يارب، لمَ خلقتني يا إلهي؟ فهل لكي آكل الأعناب والفواكه وأستمتع بالحور العين وأشرب من نهر العسل المُصفّى والخمر واللبن وأسكن في القصور الفاخرات في جنّات النّعيم؟ فهل هذا هو الهدف من خلقنا حتى نتّخذ رضوانك وسيلةً لتحقيق ذلك؟ هيهات هيهات وتالله ما هذا بإنصاف الربّ حقّه، فكيف يكون الحبيب سعيداً ما لم يكن أحبّ شيء إلى نفسه سعيداً وفرحاً مسروراً! فكيف نكون سعداء في جنّة النّعيم وحبيبنا الله أرحم الراحمين حزين ومتحسر على عباده؛ بل منذ آلاف السّنين وهو حزينٌ ومتحسرٌ على عباده؟ وهذه فتوى الله عن حسرته على عباده من الجنّ والإنس منذ الأزل القديم: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    فوالله الذي لا إله غيره وكأنّي أرى دموع أحباب الله تسيل على خدودهم فحرّموا الجنّة على أنفسهم حتى يحقّق الله لهم النّعيم الأعظم منها فيكون الله سعيداً فرحاً مسروراً بتوبة عباده أجمعين، ثم يجعلوا هدفهم في هذه الحياة هو أن يجعلوا النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ حتى يتحقّق رضوان الله في نفسه لكونهم لا يتّخذون رضوان الله وسيلة لتحقيق الجنّة؛ بل اتّخذوا رضوان الله غاية، ولن يرضوا إلا بتحقيق غايتهم. أولئك من أكرم أحباب الرحمن في محكم القرآن، ألا والله الذي لا إله غيره إنّكم لتجدونهم يرفضون سلعة ربّهم المعروضة عليهم في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    فانظروا لقول الله تعالى: {فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ}، ويقصد فأبشروا بالجنّة، وأوفاهم بالثمن فور استشهادهم في سبيل الله، ولذلك تجدونهم رضوا بها وفرحوا بها كونهم اتّخذوا رضوان الله وسيلةً لتحقيق ذلك، وذلك مبلغهم من العلم، قال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكن مَن هم أشدُّ حُبّاً لله في الكتاب في عصر بعث المهديّ المنتظر لن يرضوا بذلك أبداً حتى يُحقّق الله لهم النّعيم الأعظم من جنّة النّعيم، وسوف يجاهدون في سبيل الله بالدّعوة إليه على بصيرةٍ من ربّهم ولن تجدوا البيع والشراء بينهم وبين ربّهم، فهل يكون بيعٌ وشراءٌ بين الحبيب وحبيبه؟ بل الحُبّ أكبر في قلوبهم لربّهم أولئك هم أنصار المهديّ المنتظَر في الكتاب الذي وعد الله بهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    أولئك هم من أعظمِ درجات أحباب الربّ من بين العبيد، وهم أشدُّ حبّاً لله، ولذلك لن يرضيهم ربّهم بنعيم جنّته ويقولون لربّهم: "وكيف يسعدُ الحبيب وحبيبه ليس بسعيدٍ ومُتحسّرٌ في نفسه؟ بل نُريدُ تحقيق النّعيم الأعظم من جنّتك يا أرحم الراحمين". وعلى ذلك تستمر حياتهم وعلى ذلك يموتون وعلى ذلك يبعثون، ولن ترضى أنفسهم أبداً أبداً حتى يحقّق الله لهم النّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة فيرضى في نفسه ثمّ يأذن الله لعباده الذين تحسّر عليهم من قبل أن يدخلوا جنّته حين يذهب الفزع عن قلوب الأمم بالمفاجأة الكبرى حين يسمعوا ربّهم قد أذِن لهم أن يدخلوا جنته، فيتفاجأ الأمم جميعاً ويقولوا لأحباب الرحمن في محكم القرآن: {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وهنا تحقّق النّعيم الأعظم.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
    أخو البشر في الدّم من حواء وآدم عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4403 من موضوع (الردّ على الباحثة عن الحقّ الأخت ماريا)؛ لو ابتعثني الله أخاطب بهذا البيان جبلاً لرأيتم الجبل خاشعاً مُتصدِّعاً من خشية الله ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 03 - 1430 هـ
    26 - 03 - 2009 مـ
    09:28 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    (الردّ على الباحثة عن الحقّ الأخت ماريا)؛
    لو ابتعثني الله أخاطب بهذا البيان جبلاً لرأيتم الجبل خاشعاً مُتصدِّعاً من خشية الله ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رُسل الله أجمعين وآلهم الطيّبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    أختي الكريمة ماريا، فإنّي أفتيك بالحقّ والحقّ أقول أنّه لا يُصدّق بالحقّ إلا أولو الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:19].

    وإنّما يبعث الله الإمام المهديّ الحقَّ بالبيان الحقِّ للكتاب فيُحاجّهم بآيات الله المُحكمات البيّنات للعالم والجاهل هُنّ أمّ الكتاب، ومن ثمّ يتدبّر البيان الحقّ أولو الألباب، ومن ثمّ يعلمون أنّهُ الحقّ من ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    وإنّما البيان للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يأتيكم به من ذات مُحكم القرآن بآياتٍ بيّنات لا ولن يستطيع أن ينكرهنّ لا عالِمٌ ولا جاهلٌ إلا من كفر بمُحكم القرآن العظيم، وأضرب لكِ على ذلك مثالاً: فأنا أُحذّر النّاس من كوكب العذاب ومن ثمّ أُعرِّفه لهم وآتي بتعريفه من مُحكم القرآن العظيم وأُعلِّمهم أنّه من أحد أشراط السّاعة الكُبرى، ويسبقه تكرار آية الإدراك للشمس والقمر، ثمّ يأتي كوكب سقر أحد أشراط السّاعة الكُبَرِ ويسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب سقر، ومن ثمّ آتيكم بآيةٍ مُحكمةٍ من القرآن العظيم لإثبات البيان الحقّ من محكم الذكر أنّ كوكب النّار أحد أشراط السّاعة الكُبَرِ بعد أن تدرك الشّمس القمر، وقال الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    ولربّما تودّ ماريا أن تُقاطعني وتقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنّك وعدتنا أن تأتي بالبيان الحقّ من مُحكم القرآن العظيم من آيات أمّ الكتاب الواضحات البيّنات للعالِم والجاهل أفلا توجد آيةٌ أخرى أشدّ وضوحاً وتأكيداً أنّ العذاب الذي وعد الله به المعرضين عن الذكر من البشر أن يهلكهم بكوكب النّار من قبل موتهم؛ بل الذين يأتي في عصرهم وهم بالقرآن العظيم كافرون؛ بما أنّك تقول أنّ مجيء كوكب النّار يحدث في عصر الإمام المهديّ المنتظَر فيهلك الله المُكذّبين به بنار جهنّم فتأتيهم بغتةً فلا يستطيعون ردّها ثمّ لا يُنظَرون فتهلكهم كما أهلك الله المُكذّبين بالحقّ من ربّهم من قبل في الأمم الأولى؟". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالجواب مُباشرةً من محكم الكتاب وأقول: قال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويفقه هذه الثلاث آيات العالِم والجاهل إلا الذين لا يعقلون، فإن كانت ماريا من أولي الألباب فسوف تردّ علينا وتقول: "يا ناصر محمد اليماني، لقد سهّلت لنا الأمر تسهيلاً لكشف حقيقتك، فبما أنّك تقول بأنّ الله سوف يعذّب المُكذّبين بالبيان الحقّ للذكر الحكيم بكوكب النّار وأتيتنا بآياتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ لعالِم الأمّة وجاهلها؛ بل لا يستطيع أن ينكرها لا ملحدٌ ولا جاهلٌ ولا كافرٌ ولا عالِمٌ من علماء الأمّة لأنهم سوف يطبّقون بيانك تطبيقاً علميّاً على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق، وبما أن الله يقول: {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء:37]، ويقول: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} [فصلت:53]، وبما أنّ العلم والمنطق والعقل يقول إنّ الأمر سهلٌ جداً لكشف حقيقة ما يقوله هذا الرجل في ظلّ التقدم العلميّ وغزو الفضاء فسوف ننظر هل حقاً يقترب من أرضنا كوكبٌ جهنميٌّ؟ وهل نتوقعه في القريب العاجل في جيل هذه الأمّة التي يوجد بها الداعية ناصر محمد اليماني؟ فإن تبيّن للباحثين عن الحقّ أنه حقاً يقترب من أرض البشر كوكبٌ يحمل النّار وكذلك يتوقعون وصوله في جيل هذه الأمّة التي فيها الداعية ناصر محمد اليماني، فإن تبيّن لنا حقيقة ذلك على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق فعند ذلك قد علمنا البيان الحقّ للآية السابعة والثلاثين {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ}، فإذا رأينا حقيقة هذه الآية بالآفاق قادمةً إلى الأرض فعند ذلك سوف نقول صدق الله ورسوله والمهديّ المنتظَر فتلك من حقائق آيات الله في الذكر، فلماذا نُنْظِرُ إيماننا بالحقّ ونُعرض عنه حتى تأتينا بغتةً فتهلكنا جميعاً ونحن نُخاصم هذا الرجل برواياتٍ تحتمل الكذب ولسنا بها موقنين ونستمسك بها ونترك ما يُحاجّنا به هذا الرجل بآيات الله التي أولاً وجدناها آياتٍ مُحكمات في ذات القرآن العظيم ومن ثمّ وجدناها الحقّ على الواقع الحقيقي؟ فبأي حديثٍ بعد الله وآياته تؤمنون يا معشر البشر؟ فإذا لن يستطيع أن ينكرها حتى الملحد الذي ينكر وجود الله فكيف ينكرها قومٌ يزعمون أنّهم يؤمنون بالله وبرسوله وبالقرآن العظيم؟ فإن أنكروا الحقّ من ربّهم فقد أصبح جُرمهم عند الله أعظم من جُرم المُلحدين".

    ويا ماريا، أليس ذلك هو منطق العقل إن كنتم تعقلون؟ وأقسمُ بالله العظيم لو ابتعثني الله أخاطب بهذا البيان جبلاً لرأيتم الجبل خاشعاً مُتصدِّعاً من خشية الله، فيا عجبي هل الأوتاد أعظم أم قلوب العباد! بل الكارثة الكُبرى أنّه يُكذِّب بآيات الله المسلمون المؤمنون بالقرآن العظيم؛ بل أعظم كارثةٍ أنّه لم يفقهه حتى علماؤهم برغم أنه لو اطّلع على بيان الذّكر للمهديّ المنتظَر حمارٌ لعلم أنّه الحقّ من ربّه لشدّة وضوحه، ولكني سوف أفتيكم بالحقّ بأنّه إذا استكبرتم عن الإمام ناصر محمد اليماني ولم تسمحوا لأنفسكم بالتّفكر والتّدبر في بيان ناصر محمد اليماني فسترَونَ أنفسكم العقلاء وناصر محمد اليماني مجنوناً لا يعقل في نظركم، فأقسمُ بالله العظيم لا تؤمنون به أبداً ثمّ يجعل الله غباءكم وغباء علمائكم كمثل غباء فرعون ومن معه، فكيف وأنّ موسى يضرب البحر فانفلق وقال الله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]! فبالله عليكم أليس بالعقل والمنطق أن يتوقف فرعون والذين معه حين شاهدوا البحر ينفلق ومن ثمّ يتوقف فرعون ويقول: "آمنت أنّه لا إله إلّا الله وآمنت أنّ موسى رسول الله"؟ وهذا لو كان يعقل! ولكنه كالبهيمة هو والذين معه؛ بل واصلوا الزحف لمطاردة نبيّ الله موسى - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والذين آمنوا معه حتى إذا وصلوا المنتصف وموسى ومن معه خرجوا ومن ثمّ انقضّ البحر على فرعون والذين معه من جانبي البحر المُنفلق أمام أعينهم من قبل أن يدخلوا فيه، وحين وقع العذاب عليهم بالغرق أعلن فرعون إسلامه وشهد لله بالوحدانيّة وأنّه من المسلمين التّابعين للدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إليه نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام، فانظروا إلى قول فرعون في قول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:90].

    ثمّ انظروا إلى الردّ عليه من الله تعالى: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وما أشبه الليلة بالبارحة، فكيف أنّ الإمام المهديّ يدعو النّاس إلى الحقّ من ربّهم ويحذرهم من عذاب الله ويثبت حقيقته بآياتٍ مُحكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل ومن ثمّ وجد كافة الباحثين عن الحقّ أنّهُ حقاً يقترب كوكبُ النّار من الأرض وسوف يظلّ عليها لا شكّ ولا ريب تصديقَ البيان الحقّ للذكر للمهديّ المنتظَر ومن ثمّ يستمرون في الإعراض عن الحقّ حتى تصل عليهم نارُ الله الكُبرى! فإذا وقع عليهم بأس الله قالوا: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان]. أفلا تعقلون؟ فمن ذا الذي ينجيكم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ فإنكم لا تكذّبون مُحمداً - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا ناصرَ محمد؛ بل تكذّبون بآيات الله فتجحدون بها. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    برغم أنكم قد رأيتموها حقيقة على الواقع الحقيقي من قبل أن تأتيكم كما رأى فرعون ومن معه أنّ البحر انفلق إلى نصفين وكان كُلّ فِرقٍ كالطود العظيم أي كالجبل العظيم بالارتفاع الشاهق ولم يتوقف فرعون ومن معه عن الصدّ عن الحقّ والاعتراف به ولم يبقوا خارج البحر؛ بل واصلوا الزحف وراء موسى ومن معه ليصدّوا عن الحقّ!! أولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً لأن الأنعام لن تقذف بأنفسها في نار جهنّم.

    إذاً الذين يكذّبون بالبيان الحقّ للذّكر بعد أن وجدوا علماء الغرب وكافة المواقع العالميّة والجرائد الرسميّة تضجّ وتفتي بقدوم كوكب يحمل ناراً قادماً نحو الأرض، وتوقعوا أن تصل إلى الأرض يوم الجمعة/ 21/ ديسمبر/ 2012، فقال الذين لا يعلمون: "إنما ذلك كذب وكالة ناسا الأميركيّة". ومن ثمّ أردّ عليهم بالحقّ وأقول: والله لو استطاعت وكالة ناسا الأميركية أن يخفوا هذا الكوكب عن البشر لفعلوا حتى يهلكوا البشر وهم كافرون، ويظنّون أنفسهم سوف ينجون بمكرهم من الهرب منه، ولكنّهم علموا أنّها سوف تعلم به وكالات أخرى فيزعمون أنهم اكتشفوه من قبلهم ولذلك اعترفوا بالكوكب المُدمّر مؤخراً، ولا يزال بعض الذين يصدّون عن الحقّ يحاولون إخفاء الحقيقة عن النّاس ويساعدهم الذين يتّبعون قولهم بلا تفكّر من عُلماء الفلك من الذين لا يفرّقون بين العِير والحمير، وليس الإمام المهديّ المنتظَر بآسف على وكالة ناسا الأميركيّة ولا الصينيّة ولا الروسيّة ولا البريطانيّة ولا غيرهم من وكالات الفضاء العالميّة بل آتيكم بسلطان العلم من كتاب الله بآيات مُحكمات بيّنات لعالمكم وجاهلكم لأخوّف بالقرآن من يخاف وعيد، فإن كذبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمّى.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  4. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5135 من موضوع يا عجبي الشديد هل الجبال أعظم قسوةً أم قلوب العبيد؟



    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    26 - مُحرّم - 1430 هـ
    23 - 01 - 2009 مـ
    01:18 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأُم القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=473
    ____________



    يا عجبي الشديد! هل الجبال أعظم قسوةً أم قلوب العبيد؟


    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال الله تعالى:
    {
    لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ} صدق الله العظيم [الحشر:21].

    ويا عجبي الشديد! هل الجبال أشدّ قسوةً أم قلوب العبيد التي لم تخشع ولم تتصدّع من البيان الحقّ للإمام المهديّ الحقّ الذي له ينتظرون؟ فحتى إذا جاء بالحقّ فإذا أكثر المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم للحقّ كارهون وعن الحقّ مُعرضون إلا من رحم ربّي وصدّق بالحقّ بعدما تبيّن له أنَّه الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم.

    وأَشهد لله بين يدي الله إني الإمام المهديّ خليفة الله اصطفاني الله عليكم بالحقّ، والله يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليمٌ، وجعل الله برهان اختياره لخليفته من بينكم أنه زادني عليكم بسطةً في العلم فلا تُجادلونني يا معشر علماء أمّة الإسلام بالقرآن العظيم إلا هيمنتُ عليكم بسلطان العلم وحكمت بينكم بالحقّ في جميع ما كنتم فيه تختلفون حتى لا يجد المؤمنون بالقرآن العظيم حرجًا في صدورهم مما قضيت بينهم بالحقّ ويسلّموا تسليمًا، ولا ينبغي لي أن أحكم بينكم من رأسي من ذات نفسي إذًا لن تغنوا عني من الله شيئًا، وإنما أستنبطُ لكم حُكم ربّي الحقّ بينكم فآتيكم به من مُحكَم القرآن العظيم كما يُريني ربّي حُكمه في القرآن العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥} صدق الله العظيم [النساء].

    وقد فصّلت لكم كثيرًا مما كنتم فيه تختلفون ولم يُحدِث لكم ذكرًا، فما خطبكم يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم لم تخشع قلوبكم للحقّ فتُسَلِّموا تسليمًا فتعترفوا بالحقّ من ربكم؟ ألستم مؤمنين بالقرآن العظيم أم أنّه طال عليكم الأمد منذ نزوله قبل أكثر من 1430 عام فطال عليكم الأمد ثمّ قست قلوبكم فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة؟ ألم ينهَكم الله أن تكونوا كمثل أهل الكتاب الذين طال عليهم الأمد منذ مبعث أنبيائهم فنسوا الحقّ من ربّهم فأضاعوا الصلوات واتّبعوا الشهوات وسوف يَلقَون غيًّا؟ وها أنتم يا معشر المؤمنين بالقرآن العظيم حدث لكم ما حدث لهم واتخذتم القرآن مهجورًا وطال عليكم الأمد منذ نزول القرآن على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى مبعث الإمام المهديّ، فطال الأمد عليكم وقست قلوبكم ولم تخشع للبيان الحقّ للذكر، وإليكم قول الله الموجّه للمؤمنين اليوم الذين طال عليهم الانتظار للإمام المهديّ المنتظر، وقال الله تعالى:
    {
    أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الحديد].

    ويا معشر علماء الأمّة وأتباعهم، إني أُكلّمكم بكلام الله ربّ العالمين في كتابه المحفوظ حجّة الله على محمدٍ رسول الله وحجّة الله عليكم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ‎﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وهل تعلمون لماذا قُلت صدق الله العظيم؟ لأنه كلام الله وليس من كلامكم وأقوال علمائكم بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا، فهل تنتظرون كلامًا هو خيرٌ من كلام الله؟! ألم يُعلِّمكم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بأنّ فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [من شغله قراءة القرآن عن مسألتي وذكري أُعطي أفضل ثواب السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه].

    ألا ترون أنّ الفرق عظيمٌ بين الله وخلقه؟ فبأي حديثٍ بعد الله وآياته تؤمنون؟ تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وإذا كان أهل السُّنة يُحزنهم أن أحاجِجهم بالقرآن العظيم، وأعلمُ أني لو حاججتهم بالسُّنة وحدها الحقّ منها والباطل المُفترى ولم أُخالفهم في شيءٍ إذًا لاتّخذوني خليلًا، وكذلك الشيعة لو أُحاجِجهم بروايات العترة وحدها وافتريت بكتابٍ من عند غير الله وأقول هذا كتاب فاطمة الزهراء إذًا لاتّخذوني خليلًا، وما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم يا معشر السُّنة والشيعة وكافة المذاهب والفرق الإسلاميّة.

    ويا أيها النّاس كافّة، إني الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين اصطفاني الله عليكم بالحقّ وجعلني خليفته عليكم وزادني بسطةً في علم البيان للقرآن، فلو اجتمع كافة علماء الإنس والجان الأوَّلين منهم والآخرين الأحياء منهم والأموات أجمعين على صعيدٍ واحدٍ فيُحاجّوني بهذا القرآن العظيم إلا جعلني الله المهيمن عليهم أجمعين بسلطان البيان الحقّ للقرآن العظيم، حتى أجعلهم بين خيارين إما التصديق بالحقّ، وإن أبوا فقد انقلبوا على أعقابهم كافرين، ويَحْكُمُ الله بيني وبين من أنكر الحقّ من ربّه منهم وهو خير الحاكمين.

    ويا أمّة الإسلام ويا حُجاج بيت الله الحرام في كلّ عامٍ أفواجًا حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ، لقد جاء النبأ العظيم الذي النّاس عنه معرضون؛ إنه كوكبُ جهنّم جعله الله مرصادًا للمُكذّبين في الحياة الدُّنيا ويوم القيامة لهم مَآبًا.

    ويا معشر الإنس أُقسم بالله العليّ العظيم البرّ الرحيم العفُوّ الكريم الذي على صراطٍ مستقيم الذي يحيي العظام وهي رميمٌ الذي أنزل هذا القرآن العظيم أني الإمام المهديّ المنتظر الحقّ من ربّ العالمين، ولعنة الله عليَّ إن لم أكُن الإمام المهديّ المنتظر الحقّ من الله الواحد القهّار عداد ثواني الدّهر والشهر من أوّل العمر إلى اليوم الآخر إلى يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، فاتّقوا الله فلستم أنتم مَن تصطفون الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم ذلك لأنكم لستم أنتم من يقسم رحمة الله حتى تحرّموا علينا التعريف بنفسي وشأني فيكم وقُلتم إنّ ذلك لا يحقّ لي، ومن ثمّ أردّ عليكم وأقول: بلى والله العظيم لا يحقّ لي ولا لكم اصطفاء الإمام المهديّ خليفة الله في الأرض كما لا يحقّ لملائكة الله المقربين المُعارضة في شأن اختيار خليفة الله والذي يختصّ باختيار خليفته في الأرض هو مالك السموات والأرض وحده، ولم يأخذ رأيكم ولا رأي ملائكته في شأن من يصطفي ويختار، وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [البقرة].

    فهل أنتم أعلمُ من ملائكة الله والذي لا يحقّ لهم التّدخل في شأن اصطفاء خليفة ربّهم؟ ولم أجِد الله قال للملائكة قولًا يذمّهم فيه إلا حين تدخّلوا في شأن اصطفاء خليفة ربّهم وهو أمرٌ يختصّ به الله وحده من دون خلقه، ولذلك قال الله للملائكة إنهم غير صادقين بقولهم:
    {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نسبِّح بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}، فهم يريدون أن يصطفيَ الله خليفته صاحب الدرجة العالية منهم لأنهم يرون أنهم أولى من الجنّ والإنس أن يكون خليفة الله الشامل من الملائكة، ومن ثمّ حاجّوا ربّهم بقولهم: {وَنَحْنُ نسبِّح بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}، ولكن الله يعلمُ ما لا يعلمون، وأراد أن يُعَلِّمهم أن تصريح الخلافة يختصّ به الله ومن ثمّ يزيد الخليفة المُصطفى بسطةً في العلم ليجعله برهان الخلافة من أوّل خليفةٍ إلى خاتم خُلفاء الله أجمعين، وأراد الله أن يقيم الحجّة عليهم عن طريق الخليفة الذي زاده بسطةً في العلم عليهم، وجعل الملائكة وآدمَ في ساحة الاختبار لبسطة العلم فإن كانوا أعلم من آدمَ فَصَدَقوا، وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كلّها ثمّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كنتم صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سبحانكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السموات وَالأرض وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كنتم تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذًا، يا معشر علماء الأمّة إذا كان لا يحقّ لملائكة الرحمن أن يقسموا رحمة ربّهم بل الله يؤتي مُلكه من يشاء فكيف يحقّ لكم أنتم وهذا هو ناموس الخلافة في كلّ زمانٍ ومكانٍ؟ وكذلك لا يحقّ للأنبياء اصطفاء خليفة الله من دونه وهو ربّ الملكوت وليس أحدًا سواه، ولذلك لا يحقّ لأحدٍ أن يصطفي خليفة الله سواه سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، ولا يحقّ لأحدٍ أن يرى أنه أحقّ بالخلافة لا من الملائكة ولا من الإنس ولا من الجنّ، فانظروا لخليفة الله طالوتَ برغم أنه ليس إلا خليفة الله على بني إسرائيل فلم يحقّ لهم المعارضة في اصطفاء خليفة ربّهم عليهم، وقال الله تعالى:
    {
    وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهذا ما أعلمه في ناموس الخلافة في الكتاب، ولكنكم يا معشر أهل السُّنة لديكم ناموسٌ عكس ذلك جُملةً وتفصيلًا وهو:
    أولًا: إنكم حرَّمتم على الإمام المهديّ أن يعرِّفكم على شأنه فيكم فيقول إني خليفة الله عليكم اصطفاني وزادني بسطةً في العلم عليكم ليجعل ذلك برهان الخلافة إن كنتم مؤمنين.

    ثانيًا: أفتيتم إنكم أنتم من يتحكم في هذا فتقولون: "يا فلان إنك أنت الإمام المهديّ المنتظر" فتبايعونه جبرًا بالخلافة كرهًا شاء أم أبى، ومن ثمّ أقول لكم يا معشر علماء السُّنة: أولو كان ذلك مخالفًا لمُحكَم القرآن العظيم في ناموس الاصطفاء لخليفة الله في الأرض كما فصّلنا لكم ذلك تفصيلًا؟ أفلا تعقلون؟! لأن عقيدتكم مخالفةٌ لمُحكَم القرآن في ناموس الخلافة ومخالفةٌ للعقل والمنطق.

    ولربّما يودّ أحد علماء السُّنة أن يُقاطعني ويقول: "مهلًا مهلًا أيُّها الإمام ناصر أيّها الكذاب الأشِر، فلستَ المهديّ المنتظر خليفة الله الواحد القهّار بل نحن البشر من نُقرِّر خليفة الله على البشر كما ورد في الأثَر أنّ المهديّ المنتظَر لا يقول أنه المهديّ المنتظَر ومن قال أنه المهديّ المنتظر فإنه كذّابٌ أشِر". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر المهديّ المنتظر وأقول: ألم أَأْتِك بناموس الخلافة على البشر بالبيان الحقّ للذكر؟ قُل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين يا معشر السُّنة والشيعة الذين ضلّوا وأضلّوا عن الصراط المستقيم بأحاديث الشيطان الرجيم التي من عند غير الله مخالفة لمُحكَم القرآن العظيم، فإن كان ناصر محمد اليمانيّ كذّابًا أشِرًا وليس المهديّ المنتظر فأْتوا بالبيان الحقّ للذكر هو خيرٌ من بيان الإمام ناصر الكذاب الأشِر في نظركم إن كنتم صادقين، فلا تكذِبوا على أنفسكم يا معشر الشيعة والسنة، وأقسم بالله العليّ العظيم أنكم ضللتم وأضللتم عن الصراط المستقيم كثيرًا من الأمم وتحسبون أنّكم على شيءٍ ولستُم على شيءٍ جميعًا، ومثلكم كمثل اليهود والنّصارى تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّـهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١١٣} صدق الله العظيم [البقرة].

    بل والله إنكم لتَكْرَهون بعضكم بعضًا أشدّ من كرهكم لليهود! قاتلكم الله أهنْتم أمّتكم ولو كنتم على الحقّ لألّف الله بين قلوبكم، ولكن مثلكم كمثل اليهود والنّصارى تولّيتم عن الحقّ جميعًا فألقى الله العداوة والبغضاء بين قلوبكم، وأرجو من الله أن يُنقِذ قلوبكم قبل أن يُقطّعها فتصلى سعيرًا، وابتعثني الله رحمةً للعباد ولكنكم حِلتم بين النّاس ورحمة ربّهم وحيّرتم أفكارهم بغير الحقّ، وقالت الشيعة بل الإمام المهديّ محمد بن الحسن العسكري، وقالت السُّنة بل الإمام المهديّ محمد بن عبد الله، ومن ثمّ أقول لكم: أفلا ترون أنكم لستم على شيءٍ لا السُّنة ولا الشيعة؟ فليس الإمام المهديّ اسمه محمدًا بل
    ناصر محمد مُبتدأ وخبر، ولا ينبغي أن يكون اسم الإمام المهديّ محمدًا، وذلك لأنّ محمدًا في عقيدة الباطل سوف يكون ناصرًا لِمَنْ إن كنتم صادقين؟ وذلك لأن محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال في شأن الاسم للإمام المهديّ: [ يواطئ اسمُه اسمي ].

    ولماذا التواطؤ يا أولي الألباب؟ وذلك لأنّ الإمام المهديّ الحقّ سوف يأتي ناصرًا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك لأنّ حديث محمدٍ رسول الله الحقّ ليس بحديثٍ فارغٍ كمثل حديثكم بل جاء من عند الله عن طريق شديد القوى بالحديث الحقّ ولله حكمةٌ بالغةٌ كبرى وفاءً لوعده لمحمدٍ رسوله بالحقّ فيتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظُهوره.

    وما زلت من أواخر شهر مُحرّم 1426 إلى أواخر شهر مُحرّم 1430 تاريخ صدور هذا البيان وأنا أناديكم عبر الإنترنت العالميّة وسيلة المهديّ المنتظر الحقّ طاولة الحوار لكافّة البشر فلم تجيبوا طلب الحوار يا معشر علماء السُّنة والشيعة، ولا أصلِّي عليكم ولا على من والاكم حتى تُسلّموا لمُحكَم القرآن تسليمًا، ما لَم؛ ففي قلوبكم زيغٌ عن الحقّ، وأُشهدُ الله عليكم وملائكته والصالحين من عباده إن وجدوا في هذه الأرض التي مُلئَت جورًا وظُلمًا أني أدعوكم لطاولة الحوار نعمة من الله كبرى وكلّ عالِمٍ يستطيع أن يحضَر إلى طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر وهو في داره ويجادل بأفكاره، وليس للمهديّ المنتظَر إلا شرطٌ واحدٌ لا ثاني له وهو أن تؤمنوا بالقرآن العظيم.

    ولربّما يودّ أحد علماء الشيعة أو السنة أن يقول: "ومن قال لك أيّها المهديّ المنتظَر المزعوم أننا لا نؤمن بالقرآن العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم وأقول: أفلا ترون أنكم حقًّا أصبحتم كمثل اليهود والنّصارى وقالوا سمعنا وعصينا؟ فأنتم تؤمنون بالقرآن العظيم ولكنكم معرضون حتى عن مُحكَم القرآن حتى لو آتيناكم بترليون برهان من مُحكَم القرآن لجعلتم الحقّ وراء ظهوركم وأتيتم بحديثٍ أو روايةٍ تخالف لهذا الترليون البرهان من مُحكَم القرآن، ومن ثمّ تزعمون أنكم به مؤمنون وأنتم قد كفرتم وانقلبتم على أعقابكم إن لم تتَّبعوا مُحكَم القرآن.

    وأُقسم بالله الواحد القهّار إنّكم لأخطر على المسلمين من فتنة المسيح الدجال لأنكم تصّدون عن الحقّ بأحاديثَ تخالف لمُحكَم القرآن العظيم ومن ثمّ تزعمون أنّكم بالقرآن مؤمنون، وكذلك تصدّون عن الحقّ بصمتِكم وإعراضِكم، ولا يريد الإمّعات من البشر أن يصدّقوا المهديّ المنتظر الحقّ من ربّهم حتى يُصَدِّق بشأني السُّنة والشيعة، ومن ثمّ أردّ على الإمَّعات من النّاس الذين لا يعقلون شيئًا ولا يستخدمون عقولهم شيئًا كالأنعام: إنّ شرطكم هذا غايةٌ لا يستطيع أن يُدركها المهديّ المُنتَظَر الحقّ من ربّكم فإن افتريت على الله كذبًا بغير الحقّ وقلت أنا الإمام محمد بن الحسن العسكري فسوف أنال غضب أهل السُّنة فيلعنوني لعنًا كبيرًا، وإن قُلت أنا الإمام محمد بن عبد الله غضب مني الشيعة فيلعنوني لعنًا كبيرًا ولن يلعنوا إلا أنفسهم لو فعلوا، وسوف يَصْلون سعيرًا إن أعرضوا عن مُحكَم القرآن العظيم.

    وأكرِّر وأذِّكر وأقول يا معشر علماء السُّنة والشيعة الاثني عشر وكافة الفرق الإسلاميّة: هلمّوا لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، شرطٌ علينا ووعدٌ غير مكذوبٍ أن نأتيكم بالحكم الحقّ بينكم من مُحكَم القرآن من آياته المُحكمات، ومَن في قلبه زيغٌ عن محكم القرآن ويتّبع المُتشابه في ظاهره مع أحاديث الفتنة ففي قلبه زيغٌ عن الحقّ، وسوف يحكم الله بيني وبين الذين زاغوا عن الحقّ وهو خيرُ الحاكمين.

    وها هو كوكب العذاب اقترب أكثر فأكثر وأنتم لا تزالون علينا مُستكبرين، فمن ينصركم من الله إن أعرضتم عن الإمام ناصر محمد اليماني الذي يُحاجّكم بكلام الله؟ فبأيّ حديثٍ بعده تؤمنون؟!

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    كتب هذا البيان شخصيًّا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 13080 من موضوع من المهديّ المنتظَر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب وعلماء المسلمين..



    - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 04 - 1432 هـ
    18 - 03 - 2011 مـ
    09:20 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    ناموس الجزاء للحسنة والسيئة
    ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهّار في الأولين وفي الآخرين إلى اليوم الآخر..

    من المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني إلى أهل اليمن حكومةً وشعباً، تعالوا لنعلِّمكم وجميعَ المسلمين ناموس الجزاء للحسنة والسيئة في الكتابِ. وقال الله تعالى:
    {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:160].

    فانظروا إلى السيئة، لم يضاعفها الله بعشر أمثالها بل قال الله تعالى:
    {وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا} صدق الله العظيم، ولكن الله استثنى سيئةً في الكتاب فضاعفها بتعداد ذريّة آدم عليه الصلاة والسلام من أوّل مولودٍ إلى آخر من يولَد من البشر قبل قيام الساعة، فكم يا ترى عددهم؟ لا يحصيهم إلا الله الذي أحصاهم وعدَّهم عداً!

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: وما هي هذه السيئة التي يضاعفها الله بتعداد ذريّة آدم من أوّل مولودٍ الى آخر مولودٍ؟ ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
    {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:32].

    أفلا ترون ما أعظمها من مصيبةٍ أن يقتل أحدكم نفساً بغير الحقّ؟ إنّ جريمةَ ذلك يحاسَب عليه عند ربّه وكأنّما قتل الناس جميعاً سواء تكون هذه النفس المقتولة لكافرٍ أو مؤمنٍ، فما بالكم حين يكون المقتول مؤمناً فما جزاؤه عند ربّه؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما} صدق الله العظيم [النساء:93].

    فاتقوا الله يا من يقتلون المسلمين بهدف الوصول إلى تحقيق مطامع دنيويّة! فقد غضب الله على القتلة ولعنهم وجزاؤهم جهنم وساءت مصيراً، فمن يُجِركم من عذاب الله؟ أفلا تعلمون ما هو أعظم جرم من هدم بيت الله المعظم المسجد الحرام؟ وستجدون الفتوى في سُنَّة البيان، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل المسلم‏ بغير حقّ] صدق عليه الصلاة والسلام، ونظر محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الكعبة بيت الله المعظم قبلة الأمم، فقال: [لقد شرَّفكِ الله وكرَّمكِ وعظَّمكِ ودم المؤمن أعظم حرمةً منكِ].

    فما خطبكم يا معشر المُسلمين تقتلون بعضكم بعضاً من أجل الوصول إلى الحكم أو من أجل البقاء في الحكم؟ فمن يُجِركم من عذاب الله؟ أفلا تعلمون أنّ ملكوت الدنيا بأسرها لا يساوي عند الله جناح بعوضة؟ فما بالكم بقتل نفس مؤمنٍ من أجل تحقيق المطامع الدنيويّة؟ وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجلٍ مسلمٍ] صدق عليه الصلاة والسلام.

    فما أغلى النفس عند خالقها وما أهون قتل النفس عند عبيده الجاهلين، فاتقوا الله يا عباد الله وكونوا عباد الله إخواناً وتذكّروا أنّكم إخوة في الدم من حواء وآدم. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} صدق الله العظيم [النساء:1].

    يا أيّها الناس، إني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، أدعوكم إلى تحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر وإلى التعايش السلمي بين المُسلم والكافر وإلى رفع ظُلم الإنسان عن أخيه الإنسان، ابتعثني الله رحمة للعالمين فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ومن لا يرحم عباد الله فليس له في رحمة الله نصيب، فاتقوا الله يا عباد الله واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم الذي أنزله الله على خاتم الأنبياء والمرسلين رحمة للعالمين.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:107]، لكون القرآن العظيم رسالة الرحمة من الله إلى الناس كافة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [سبأ:28].

    وأدعوكم يا معشر البشر إلى الاعتصام بما جاء في الذكر إليكم من ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ(28)} صدق الله العظيم [التكوير].

    فاتقوا الله يا عباد الله وتوبوا إلى الله واتّبعوا آياته المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ(55)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولا تستيئسوا من روح الله واعلموا أنَّ الله غفّار لمن تاب وأناب. وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    واتَّبعوا آيات الله في محكم كتابه القرآن العظيم ولا تعرضوا عن آيات الله فيعذبكم بنار الجحيم. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:56].

    فاعتصموا بالله هو مولاكم والأَولى بعبادتكم الذي خلقكم وحده لا شريك له فاتبعوا رضوانه وخافوا عذابه. وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:146].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد المُسلمين فيقول: "يا ناصر محمد، أفلا تفتينا كيف نعتصم بالله؟". ومن ثمّ يردّ علي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
    {وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا۟} صدق الله العظيم [آل عمران:103]. والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو حبل الله الذي أمركم الله بالاعتصام به والكفر بما خالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو السُّنة النّبويّة؟ وتجدون الجواب عن حبل الله الذي أمركم بالاعتصام به وبالكفر بما يخالف لمحكمه أنه البرهان الحقّ من الله إليكم؛ أنه القرآن العظيم المحفوظ من التحريف. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:147].

    وأدعوكم إلى الاعتصام بما جاء في محكم ذكر الله إليكم في محكم القرآن العظيم حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض من اعتصم بأحسن ما جاء فيه فقد اعتصم بالله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ} صدق الله العظيم [النساء:146].

    وقد علمناكم أن من أراد أن يعتصم بالله فعليه أن يعتصم بحبل الله الممدود من السماء إلى الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا۟} صدق الله العظيم؛ ذلكم القرآن العظيم الذي جعله البرهان الحقّ للداعي إلى سبيل الله، فمن اتبع أحسن ما فيه وكفر بما يخالف لمحكمه فقد اعتصم بحبل الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:147].

    يا أيها الناس لقد حرَّم الله عليكم التعدديّة الحزبيّة في دينه سواء الأحزاب المذهبيّة أو الأحزاب السياسيّة كون التعدديّة الحزبيّة تجلب لكم العداوة والبغضاء بين قلوبكم وتكون سبباً في اختلافكم وتفرقكم والقتال بينكم فتذهب ريحكم. وقال الله تعالى:
    {وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا۟} صدق الله العظيم، فإذا اعتصمتم بحبل الله القرآن العظيم فسوف تذهب العداوة والبغضاء بين قلوبكم فيؤلف بين قلوبكم ثم تصبحون بنعمة الله إخواناً كما كان الذين من قبلكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:103]، فقد حرَّم الله عليكم كل ما يكون سبباً في اختلافكم وتباغضكم، فكم هم ضحايا التعدديّة الحزبيّة في العالمين، أفلا تعقلون؟

    ويا معشر من يؤمن بالله وكُتبه ورُسله إني أدعوكم إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف رسالة الله إلى الإنس والجنّ إن كنتم به مؤمنين، فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إليه لنحكم بينكم منه فيما كنتم فيه تختلفون، شرطٌ علينا غير مكذوب أن نأتي لكم بحكم الله منه من آيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنَّ أمّ الكتاب يفقههن ويعلم بمنطقهن علماء الأمّة وعامتهم كلّ ذو لسان عربيٍّ مبينٍ كونهن آيات بيِّنات لعالمكم وجاهلكم لا يعرض عمّا جاء فيهن إلا من كان من الفاسقين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    فأجيبوا داعي الله الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله على العالمين رحمةً لكم من ربكم لعلكم تفلحون، واعلموا أنَّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا يدعوكم إلى نفسه ليحكم بينكم من عند نفسه اجتهاداً بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً بل أدعوكم إلى الله وحده الذي لا يشرك في حكمه أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:26]، كون الله تعالى هو الحكم بينكم يا معشر المختلفين في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وما ينبغي للإمام المهديّ أن يبعثه الله متّبعاً لأهوائكم؛ بل أدعوكم إلى حكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون نستنبطه لكم من حكم الله بينكم في محكم كتابه القرآن العظيم إن كنتم به موقنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:50]

    ويا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وكافة قادات المعارضة وكافة هيئة علماء اليمن استجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الله، وما على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا أن يأتيكم بحكم الله بينكم من محكم كتابه إن كنتم به مؤمنين، ويكفي فساداً وسفك دماء اليمانيِّين بغير الحقّ ويكفي فساداً في الأرض!

    يا معشر البشر استجيبوا لداعي الاحتكام إلى الله واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم؛ البرهان الحقّ للصادقين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [النمل:64].
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24]

    ولا تتبعوا ملّة قومٍ دعاهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:32]، ولم يدعُهم محمد رسول الله إلى التوراة والإنجيل ليحكم بينهم منهما كون التوراة والإنجيل تمّ تحريفهما؛ بل دعاهم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليستنبط لهم حكم الله منه فيما كانوا فيه يختلفون. وقال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    فاتقوا الله يا معشر المؤمنين بكتاب الله القرآن العظيم، أمَا آن لكم الأوان أن تستجيبوا لداعي الحقّ من ربكم؟ فلا تكونوا أوّل كافرٍ بدعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم يا معشر المُسلمين! أم طال عليكم أمد بعث المهديّ المنتظَر فقست قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب حين طال عليهم بعث خاتم الأنبياء والمُرسلين؟ وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [الحديد:16].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الداعي إلى الاحتكام إلى الله وحده خليفته وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 2329 من موضوع صور جديدة




    رابط الصورة للمنتديات مع الربط بالموقع:
    كود PHP:
    [URL="https://albushra-islamia.net."][IMG]http://www.mahdialumma.com/personal/44455578610.jpg[/IMG][/URL] 

    رابط الصورة للآشتيميل مع الربط بالموقع:
    كود PHP:
    <a href="https://albushra-islamia.net."><img src="https://albushra-islamia.net./personal/44455578610.jpg" alt="Imam Nasser Mohammed Al Yamani" title="الإمام ناصر محمد اليماني" /></a






    رابط الصورة للمنتديات مع الربط بالموقع:
    كود PHP:
    [URL="https://albushra-islamia.net."][IMG]http://www.mahdialumma.com/personal/36284559370.jpg[/IMG][/URL] 

    رابط الصورة للآشتيميل مع الربط بالموقع:
    كود PHP:
    <a href="https://albushra-islamia.net."><img src="https://albushra-islamia.net./personal/36284559370.jpg" alt="Imam Nasser Mohammed Al Yamani" title="الإمام ناصر محمد اليماني" /></a






    رابط الصورة للمنتديات مع الربط بالموقع:
    كود PHP:
    [URL="https://albushra-islamia.net."][IMG]http://www.mahdialumma.com/personal/29069337480.jpg[/IMG][/URL] 

    رابط الصورة للآشتيميل مع الربط بالموقع:
    كود PHP:
    <a href="https://albushra-islamia.net."><img src="https://albushra-islamia.net./personal/29069337480.jpg" alt="Imam Nasser Mohammed Al Yamani" title="الإمام ناصر محمد اليماني" /></a






    رابط الصورة للمنتديات مع الربط بالموقع:
    كود PHP:
    [URL="https://albushra-islamia.net."][IMG]http://www.mahdialumma.com/personal/57495588140.jpg[/IMG][/URL] 

    رابط الصورة للآشتيميل مع الربط بالموقع:
    كود PHP:
    <a href="https://albushra-islamia.net."><img src="https://albushra-islamia.net./personal/57495588140.jpg" alt="Imam Nasser Mohammed Al Yamani" title="الإمام ناصر محمد اليماني" /></a






    رابط الصورة للمنتديات مع الربط بالموقع:
    كود PHP:
    [URL="https://albushra-islamia.net."][IMG]http://www.mahdialumma.com/personal/imam-almahdi.jpg[/IMG][/URL] 

    رابط الصورة للآشتيميل مع الربط بالموقع:
    كود PHP:
    <a href="https://albushra-islamia.net."><img src="https://albushra-islamia.net./personal/imam-almahdi.jpg" alt="Imam Nasser Mohammed Al Yamani" title="الإمام ناصر محمد اليماني" /></a
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  5. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 28889 من موضوع فهل من حلَّت عليه لعنةُ الله وملائكته والناس أجمعين، فهل يستيئِس من رحمة الله ؟

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 01 - 1433 هـ
    16 - 12 - 2011 مـ
    04:32 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=28978
    ــــــــــــــــــــ



    فهل من حلَّت عليه لعنةُ الله وملائكته والناس أجمعين، فهل يستيئِس من رحمة الله ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المسلمين، وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..

    ولا نزال نكرِّر الترحيب بالتائه الباحث عن الطريق الحقّ، والحق أحقّ أن يُتّبع إن تبيَّن لك أنّه الحقّ فاتّبعه، وما بعد الحقّ إلّا الضلال..
    ويا حبيبي في الله السائل عن المشاركة في البنين بين أَمَةٍ من الجنّ من إناث الشياطين وبين شياطين الإنس فيلتقيان للاستمتاع بجنس النساء من شياطين الجنّ فتحمل منه وتضعه في الأرض ذات المشرقين، وحين يتمّ حشر شياطين الجنّ والإنس جميعاً يخاطبهم الله، ويقول الله مخاطباً معشر إناث شياطين الجنّ:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولربّما يودّ أحد أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار المنتظرين تحقيق النّعيم الأعظم أن يقاطعني فيقول: "يا إمامي الكريم ثَبَّتَني الله وإياك على الصراط المستقيم، فهل شياطين الجنّ والإنس قد حكم الله عليهم بالخلود الأبديّ السرمديّ في نار جهنم إلى ما لا نهاية وعليهم أن يستيِئسوا من رحمة الله أنْ يرحمهم فيخرجهم من نار جهنّم بعد أن يذوقوا وبال أمرهم؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فلا بدّ من أن يتحقّق النّعيم الأعظم بعد أن يذوق كلٌّ من عبيده وبال أمرهِ ولكن على مُكثٍ وقدرٍ مقدور في الكتاب المسطور، وإلى الله ترجع الأمور، وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ربّ العالمين.

    ويا معشر شياطين الجنّ والإنس الذين لعنهم الله وغضب عليهم وأحلّت عليهم من بعد لعنة الله ولعنة الملائكة والناس أجمعين، إنّ الإمام المهدي لا يزال يدعوكم إلى عدم اليأس من رحمة الله فأنيبوا إلى ربّكم ليهديَ قلوبكم ومن ثم يتقبّل الله توبتَكم إنْ فعلتم، واعلموا أنّ الله غفورٌ رحيمٌ، فما أعظم حجّة الله عليكم في مُحكم كتابه أنّه وعدكم بالعفو والغفران حتى ولو حلّت عليكم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين، فلا يعني ذلك أنّكم تستيئسوا من رحمة الله؛ بل لله الحجّة البالغة، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ‌ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُ‌وا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّ‌سُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    إذاً فلماذا اليأس من رحمة الله يا معشر شياطين الجنّ والإنس؟ ومَن أصدق من الله قولاً ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟ فقد وعدكم بقبول التوبة، فتعالوا إلى كلمةٍ سواء بين العبيد أن لا نعبد إلا الله الربّ المعبود فنحقّق الهدف من خلقنا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    وليس مكوثكم في نار جهنم أياماً معدوداتٍ كما تزعمون؛ بل سنيناً حتى تذوقوا وبال أمركم إنْ أبيتم واستكبرتم، ولن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 7021 من موضوع ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين..

    ( ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس، ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين! )

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 09 - 1431 هـ
    22 - 08 - 2010 مـ
    06:02 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    ليست الشفاعة كما تعتقدون، فاتّقوا الله ولا تُشركوا به شيئاً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    السلام عليكم معشر المُسلمين ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ســ 1 : فهل يملك المتّقون الذين يرجون الشفاعة من الرحمن خطاباً فيسألوه الشفاعة أم لا يأذن الله لهم أن يخاطبونه في ذلك؟
    والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَ‌ابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّ‌بِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّ‌بِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّ‌حْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [النبأ].

    ســ 2 : وكذلك فهل يملك روح القدس وملائكة الرحمن المُقربين الخطاب من الله في طلب الشفاعة لعباده؟
    والجواب: تجدوه في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ} صدق الله العظيم [النبأ:38].

    ولكن الله استثنى واحداً من عباده فأذِن لهُ بالخطاب، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:38].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو القول الصواب؟ وتجدون الجواب في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26].

    إذاً العبد الذي أذِن الله لهُ بالخطاب ورضي لهُ قولاً لم يسأل الله الشفاعة لأحدٍ من عبيد الله على الإطلاق بل سأل ربّه أن يرضى في نفسه ليتحقّق النعيم الأعظم من جنته، وذلك لأنّ الله هو أرحم الراحمين، ذلك لأنّ الله حزينٌ ومُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وبما أنّ حسرة الربّ عظيمةٌ على عباده كونه أرحم الراحمين ولذلك تجدون العبد الذي أذِن الله لهُ بالخطاب لم يقل إلا صواباً، فسأل ربه أن يرضى في نفسه كون الله هو أرحم الراحمين ومُتحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنّ الله لم يظلمهم شيئاً؛ بل هم الذين ظلموا أنفسهم وكفروا برسُل ربهم ثم ينصر الله رُسله عليهم ببأسٍ شديدٍ كما وعدهم حتى إذا أهلكهم ومن ثم تحلّ في نفسه الحسرة عليهم والحُزن والأسف، وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].

    ومن ثم يتحسر عليهم من بعد أن انتقم منهم بغير ظُلمٍ. وقال الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} صدق الله العظيم [البقرة:165].

    والسؤال الذي يطرح نفسه لمن كان في قلبه أشدُّ الحُبّ هو لله فيحبه أكثر من كُلّ شيءٍ في الوجود كُله في الدُنيا والآخرة وأشدُّ من حُبه لجنة النعيم والحور العين، فهل يرى أنهُ سوف يكون سعيداً في جنة النعيم بعد أن علم بمدى حسرة الله في نفسه وحُزن الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ إذاً يا أحباب الله إن كان في قلوبكم أشدّ الحُبّ هو لله فلا تفرحوا بنصر الله لكم أن يهلك الكافرين، وذلك لأنّ الله حين ينتصر لكم فينتقم منهم فيهلكهم فيصدقكم بما وعدكم ثم يدخلكم جنته ثم تفرحون أنّ الله انتصر لكم من عدوه وعدوكم وأدخلكم جنته وأدخلهم ناره، ولكني لم أجد أنّ الله كذلك فرحٌ وسعيدٌ مثلكم كونه انتصر لكم فأهلك عدوكم وأورثكم الأرض من بعدهم حتى إذا أماتكم أدخلكم جنته ومن ثم تكونون من أصحاب الجنة؛
    {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم [آل عمران:170].

    فما خطبكم يا أحباب الله لا تفكّرون إلا في أنفسكم وسعادتكم فتتّخذون رضوان الله كوسيلة ليقيكم من ناره ويدخلكم جنته فتتحقق سعادتكم؟ فهل تحبّون أنفسكم أم تحبّون الله؟ فإن كنتم تحبّون الله حُبّاً شديداً فكيف يسعد الحبيب وقد علم أنّ حبيبه ليس بسعيدٍ وآسفٍ وحزينٍ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ ولذلك تجدون أنّ الإمام المهديّ عبد النعيم الأعظم قد حرّم على نفسه جنة النعيم وحورها وقصورها مهما كانت ومهما تكون ومهما بلغت من النعيم فيأبى أن يدخلها حتى يُحقق له الله النعيم الأعظم منها فيكون ربّي حبيبي سعيداً في نفسه لا آسفاً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وسبب حسرته وأسفه وحُزنه على عباده الذين ظلموا أنفسهم هو بسبب صفة الرحمة في نفسه لأنّه أرحم الراحمين ولا يوجد شيء في الخلق هو أرحم من الله أرحم الراحمين؛ بل الفرق عظيم وليس أنّه أرحم من الرحماء بشيء بسيط؛ بل الفرق عظيم عظيم عظيم! ومن ثمّ تتصوّرون مدى الحسرة في نفس الله أرحم الراحمين، ولن تستطيعوا أن تتصوّروا كم عظيم مداها حتى تتخيلوا أن آباءكم وأمهاتكم وأبناءكم وإخوانكم في نار جهنم يصطرخون فيها من عذاب الحريق، فتصوروا كم مدى الحسرة في أنفسكم على أرحامكم فما بالكم بحسرة الله أرحم الراحمين؟ فما خطبكم يا أحباب الله لا تتفكرون في حال ربكم ، فهل هو فرحٌ مسرورٌ أم غاضبٌ على قومٍ لم يهلكهم بعد ومُتحسر على آخرين قد انتقم منهم فأصبحوا نادمين فتحسر عليهم؟ فما خطبكم يا أحباب الله لا تتفكّرون إلا في أنفسكم كيف تُحققون السعادة لأنفسكم والفوز بجنة النعيم والحور العين وأن يقيَكم عذاب الجحيم؟ فهل في ذلك الحكمة من خلقكم أن يدخلكم جنته ويقيكم ناره؟ كلا وربي ووالله ما خلقكم الله إلا لتعبدوا رضوان الله وحده لا شريك له ومن ثم تجدون أن رضوان الله هو النعيم الأعظم من جنته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    وفي ذلك سرّ الحكمة من خلقكم (أن تعبدوا رضوان الله على عباده). تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    وقال الله تعالى:
    {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} صدق الله العظيم [الفرقان:59].

    وما يريده الخبير بالرحمن في مُحكم القرآن الإمام المهديّ هو أن يخبركم بحال ربكم الله أرحم الراحمين أنهُ ليس بسعيدٍ بل مُتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم ، فكُلما بعث الله رسولاً ليدعو الناس إلى الله ليغفر لهم أعرضوا
    {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْ‌نَا بِمَا أُرْ‌سِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِ‌يبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُ‌سُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ‌ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55]، أفلا ترون أنّ الله يتأسّف على عباده ويتحسّر عليهم؟ وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فما هو الحل يا أحباب الله؟ فقد تبيّن لكم أنّ الله ليس بسعيدٍ في نفسه بل مُتأسف ومُتحسر وحزين على عباده الذين أصبحوا نادمين بعد أن أهلكهم الله فيقول أحدهم:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} [الزمر]، فأصبحوا نادمين وغمر قلوبهم الندم من فور موتهم أو حين يهلكهم الله بعذاب من عنده. تصديقاً لقول الله تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴿٤٠﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [المؤمنون:40-41].

    حتى إذا أصبحوا نادمين ولم يعودوا مصرّين على ما كانوا يفعلون ولكن بعد فوات الأوان، ومن ثمّ تحلُّ الحسرة في نفس الله على عباده بعد أن أهلكهم فأصبحوا نادمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وتجدون الإمام المهديّ لطالما يذكّركم بآية الحسرة في نفس الله لكي يحيي قلوبكم بذلك فتدمع أعينكم فتقولوا:
    "يا حسرتنا على النعيم الأعظم لو لم يتحقق، فلِمَ خلقتنا يا أرحم الراحمين فلن تُحل المُشكلة لو اتخذنا رضوانك وسيلة لتحقيق الجنة والنجاة من النار، فما الفائدة ما لم تكن قد رضيت في نفسك لا مُتحسراً ولا حزيناً، فإذا لم تُحقق لنا ذلك فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ ونعلم بجوابك في مُحكم كتابك عن الحكمة من خلق عبادك في قولك الحقّ:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    ولكنه لن يتحقق الهدف من رضوان نفسك حتى نتخذ رضوانك غاية وليس وسيلة لتدخلنا جنتك وتقينا نارك، ونعلمُ أنك على كُلّ شيءٍ قديرٍ ولن يتحقق النعيم الأعظم في قلوبنا حتى تُحقق مشيئتك في محكم كتابك:
    {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99]".

    ويا أرحم الراحمين إن عبدك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن تهدي أهل الأرض كُلهم جميعاً، فتجعل عبادك أمةً واحدةً على صراط مُستقيم رحمةً بعبدك الذي يعبد رضوان نفسك غايةً وليس وسيلةً، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَ‌بُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّ‌حِمَ رَ‌بُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَ‌بِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وإنما ستملؤها من شياطين الجنّ والإنس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ولكن الإمام المهديّ يريد منك ربي أن تهدي من أجله ما دون ذلك من عبادك جميعاً الذين لو علموا أنّي الإمام المهديّ خليفة الله عليهم من اصطفاه الله للناس إماماً كريماً لما وسعهم إلا أن يُسلموا لخليفة الله تسليماً، فيكونوا لهُ ساجدين بالطاعة وليس سجود الجبين فنهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

    ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس، ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين، ولكن المُشكلة لديكم أنكم ستعلمون علم اليقين أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين في عصر الحوار من قبل الظهور بعذابٍ أليم، ومن ثمّ يشتدّ حزنكم وساءت وجوهكم كونكم علمتم أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فآمنتم به أنهُ هو المهديّ المنتظَر الحق خليفة الله ربّ العالمين، ومن ثم يأمركم إيمانكم بالحقّ من ربّكم أن تسعوا لتطفئوا نور الله بأفواهكم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون، وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم [الملك:27].

    ويا عجبي من علماء الأمّة الذين يقولون على الله ما لا يعلمون الذين لا يُفرّقون بين:
    {تَدَّعُونَ} وبين {تَدْعُونَ}! وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم [الملك:27].

    فتعالوا لكي يُعلّمكم الإمام المهديّ البيان لما لم تحيطوا به علماً، وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم؛ ويقصد الله تعالى بهذا الخطاب الكفار من شياطين الجنّ والإنس أنّهم سيعلمون ببعث الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور فيعلمون أنّ الله قد بعث المهديّ المنتظَر الذين يدّعون شخصيّته في كُلّ عصرٍ لأنّهم بين الحين والآخر يبعثون عن طريق بعض الأشخاص الذين يتخبطهم مسٌّ من الشيطان فيوحي إليه عن طريق الوسواس في الصدور أنّه هو المهديّ المنتظَر وبين الحين والآخر يبعثون بمهديٍ منتظرٍ جديدٍ، والحكمة الخبيثة من هذا المكر من قِبَلِ الشياطين هو حتى إذا بعث الله المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين فيُعرض عنه البشرُ ويقولون فهل هو إلا كمثل الذين (يدَّعُونَ) شخصية الإمام المهديّ بين الحين والآخر؟ ومن ثمّ يعرضون عن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم المبعوث من ربِّهم في القدر المقدور في الكتاب المسطور، ونجح الشياطين بهذا المكر عن الصدِّ عن اتّباع المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله على العالمين الإمام ناصر محمد اليماني الذي يُحاور البشر عن طريق الكمبيوتر في عصر الحوار من قبل الظهور، فعلم الذين عثروا على دعوته من شياطين البشر في عصر الحوار من قبل الظهور أنهُ هو المهديّ المنتظَر فسيئت وجوههم لَمَّا رأوه زُلفةً وعلموا أن الله سيظهره على العالمين بكوكب العذاب الأليم، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم؛ أي هذا هو المهديّ المنتظَر الحقّ الذي يدَّعي شخصيته الذين اعترتهم مُسوس الشياطين بين الحين والآخر فيبعثون للبشر بمهديّ منتظرٍ جديدٍ، ولذلك قال الأنصار الحقّ في عصر الحوار من قبل الظهور: {هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} ذلك لأنّ الأنصار المؤمنين بخليفة الله المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور القول أتى منهم في قول الله تعالى: {وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم؛ أي هذا هو المهديّ المنتظَر الحقّ الذي {تَدّعُونَ} شخصيّته يا معشر الممسوسين بمسوس الشياطين بين الحين والآخر أيّها الدجَّالين الكاذبين.

    ألا والله لو يلقي الإمام المهديّ بهذا السؤال إلى كُل أُستاذ بكالوريوس في اللغة العربية ما الفرق بين:
    {تَدَّعُونَ} وبين {تَدْعُونَ}؟ لقال: "إذا ذهب التشديد من على حرف الدال أصبح المقصود من الكلمة هو الدُعاء. مثال قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} صدق الله العظيم [الأعراف:194]. وأما إذا وجدنا التشديد فوق حرف الدال فأصبح المقصود من الكلمة هو الادِّعاء وليس الدُعاء، مثال قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم". ومن ثم يقول لهم الإمام المهديّ: فلمَ يا علماء الأمّة تقولون على الله ما لا تعلمون وأنتم تعلمون أنه يوجد فوق الدال التشديد في هذه الآية، وتعلمون أن المقصود هو الادّعاء وليس الدُعاء، أفلا تتّقون الله ثم لا تقولوا عليه ما لا تعلمون؟ فهل أنتم موقنون؟

    ألا والله ما علمتُ ذلك البيان نظراً لعلمي في اللغة العربية فأنتم تتّقنون النحو أحسن من الإمام المهديّ الذي لديه كثير من الأخطاء الإملائية برغم أنّي درست مادة النحو العربي في كثير من الصفوف ولكنّي نسيتها ولا أكاد أذكر منها شيئاً والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، ولذلك تجدون لديَّ شيئاً من الخطأ الإملائي ولكنّه لا يعيب ذلك فًهْمَ البيان المقصود فأنتم تعلمون ما أقصد في كلّ كلمة أكتبها، والحمدُ لله حتى لا تكون لكم الحجّة؛ بل الحجّة هي لخليفة الله المهديّ إذ كيف يعلم البيان الحقّ لكثيرٍ من الآيات الغامض بيانها برغم أنّه لا يجيد النحو والإملاء، ومن ثم أفتيكم بالحقّ وأقول: اتّقوا الله ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون ومن ثم يُعلِّمكم الله أنّ الله بكل شيء عليم، برغم أنّ ظهور المهديّ المنتظَر على البشر سيكون بآية العذاب الأليم وذلك المقصود من قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    ويقصد موعد العذاب الذي وعدهم به محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بإذن الله بحجارةٍ من كوكب العذاب الأليم، ولذلك قالوا:
    {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32]. ويقصدون كسف الحجارة من كوكب العذاب الذي وعدهم به محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأمر الله، ولذلك قالوا: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:92]. ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثم نأتي لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، فهنا يقصد بعث المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل أن يظهره الله بالعذاب الموعود، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فيقول: "بل يقصد الله رؤية العذاب بساحتهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّهم سبق أن دعوا الله أن يُمطر عليهم حجارة من السماء، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32]. وذلك هو المقصود من قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم".

    ومن ثم يزعمُ هذا العالم أنهُ فطحول في العلم وأنهُ يُأَوّل القرآن بالقرآن؛ بل حرّف الكلم عن مواضعه المقصودة وعجن الآيات عجناً بالمعجنة الكهربائية، وخلط بين هذه وهذه فكلّ منهن تقصد موضوعاً فهذه في موضوع وهذه في موضوع برغم أن أيّ عالمٍ ليعلم أنّ هذه الكلمة في الكتاب تختلف بسبب التشديد فيتحوّل المعنى إذا وضعنا التشديد على الدال
    {تَدَّعُونَ} تختلف جُملةً وتفصيلاً عن كلمة {تَدْعُونَ}، فأمّا الكلمة في الكتاب {تَدْعُونَ} فهي تقصد الدُعاء مثال قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:194]. وأما الكلمة في الكتاب {تَدَّعُونَ} فهي تقصد الإدِّعاء وليس الدُعاء، ومن ثم يتبيّن لكم المقصود من قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم.

    وهاهو الإمام المهديّ زُلفة من الظهور لأنّه لا يزال في عصر الحوار من قبل الظهور يخاطب البشر المُتحضِّر عبر وسيلة الكمبيوتر الإنترنت العالميّة ليعلن للبشر أنّهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكُبر، فهل أنتم موقنون؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -

    سبحان الله

    اقتباس المشاركة 319586 من موضوع ذلك هو العبد المجهول صاحب الدرجة العالية الرفيعة، ولا يحيط الناس به ولا باسمه علماً، فهو عبدٌ مجهول ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 03 - 1430 هـ
    11 - 03 - 2009 مـ
    02:53 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    ذلك هو العبد المجهول صاحب الدرجة العالية الرفيعة، ولا يحيط الناس به ولا باسمه علماً، فهو عبدٌ مجهول ..

    اقتباس المشاركة : من الناس غريب

    نعم البيان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    قال تعالى: { على الله توكلنا. ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين }
    اللهم نجنا من عقابك يوم تبعث عبادك.
    يا إمامنا كيف السبيل وكيف النجاة من الحدث العظيم؟ فنحن الانصار قله لا حول لنا ولا قوة إلا بالله وقد رأيت من الأنصار وفقهم الله فعل المستحيل لنشر بياناتك ونشر النور الساطع من منتداكم المبارك إلى كافه البشر فجزاهم الله خير. ولدي سؤال لفضيلتكم، هل المقصود في قوله تعالى: { يومئذ يتبعون الداعي لاعوج له } هو أنت نفسه يا إمام؟ أفيدوني جزاك الله خيراً
    انتهى الاقتباس من من الناس غريب

    قال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فالذي اسْتُثنَى عليه من الفزع هو الداعي إلى صراطٍ مستقيمٍ لا عوج في دعوته، ذلك خليفة الله وعبده على ملكوت كلّ شيءٍ، صاحب الدرجة العالية التي لا ينبغي أن يفوز بها إلا عبدٌ واحدٌ من عباد الله وهو عبدٌ مجهولٌ كما أعلمكم به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ويرجو أن يكون هو، وصاحبه مجهول لدى كافة أهل السماء والأرض وهو الوحيد، ويوم القيامة هو الوحيد الذي يأذن الله له أن يخاطبه، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿١٠٨﴾ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿١١٠﴾ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ذلك هو العبد المجهول صاحب الدرجة العالية الرفيعة ولا يحيط الناس به ولا باسمه علماً فهو عبدٌ مجهولٌ، لذلك قال الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿١١٠﴾} صدق الله العظيم. ويقصد العبد المجهول صاحب الشفاعة.

    ولكنّي لا أعلمُ أنّ عبداً يتجرأ على الشفاعة حسب ما تعتقدون بالباطل أن يقول شفِّعني إلهي في الناس! وإنّما يُحاج الله في تحقيق النّعيم الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه برغم أنّ الله قد جعله خليفته على ملكوت كلّ شيءٍ؛ ومعنى ذلك لم يرضَ حتى يكون الله راضياً في نفسه وليس غضبان، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يُدخِل عباده في رحمته وفي ذلك يكمن سر الشفاعة وليس حسب عقيدتكم أنّ العبد يقف بين يدي الله طالباً الشفاعة، سبحان الله وتعالى علواً كبيراً! فهل هذا العبد هو أرحم بعباد الله من ربّهم، أليس الله هو أرحم الراحمين؟ فلماذا تلتمسون الرحمة والشفاعة من الذين هم أقل رحمة من الله، أفلا تعقِلون؟ فاستغنوا برحمة الله عن المسيح عيسى ابن مريم وعن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليهم وسلّم تسليماً وعن الإمام المهديّ المنتظر وعن كافة عباد الله إن كنتم تعلمون أنّ الله هو أرحم بعباده من عبيده، فاعلموا أنّ الله أرحم الراحمين ولن تجدوا في خلق الله أجمعين من هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين، وإن اعتقدتم بغير ذلك والتمستم الشفاعة ممن هم أدنى رحمة من الله فلن يغنوا عنكم من الله شيئاً، واعلموا بأنّكم قد أشركتم بالله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وجميع المقرّبين كلّ منهم يرجو أن يكون هو صاحب درجة الشفاعة؛ درجة الخلافة على البعوضة فما فوقها ذلك يوم البعث الأول ولكن أكثرهم يجهلون، ولو يتنزّل الأمر إلى ملكوت كلّ شيءٍ من البعوضة فما فوقها جميع الأمم كلّ ما يدبّ أو يطير فيحشرهم الله عليكم ليطيعوا أمر خليفة الله عبد نعيم رضوان نفس الله الذي جعله الله خليفةً على ملكوت كلّ شيء لأنّه يعبد نعيم رضوان نفس ربّه من دون الدنيا والآخرة ومن ثمّ يؤتيه الله ملكوت الدنيا والآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وهذا عبدٌ مجهولٌ كما علّمكم الله ورسوله وحين يؤتيه الله درجة الخلافة سوف نعلمه جميعاً، ولو يؤتي الله هذا العبد المجهول هذه الدرجة وهي درجة الخلافة على الملكوت لكان أول من يكفر وينكر أمره المسلمون والكفار من بعدهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وذلك لأنّهم قد كفروا بكافة آيات الله في الكتاب وفتنهم اليهود عن الحقّ بما لم يقُله الله ولا رسوله وبما يخالف لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ فاتبعوهم وأشركوا بربّهم وصدقوا أنّ المسيح الدجال يؤيده الله بالمعجزات الكونيّة والأرضية ويحيي الموتى فيأتي بالبرهان على ذلك فيقطع رجلاً إلى نصفين ثمّ يمر بين الفلقتين ومن ثمّ يعيده إلى الحياة! وأقسمُ بالله الواحد القهار الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نار والإنسان من صلصال كالفخار أن مَنْ صدَّق بهذا الافتراء العظيم فقد كفر بما أُنزِل على محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأنّه لن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً سواءٌ كان جاهلاً أو عالماً لأنّ حُجة الله عليه هو كفره بما أنزل الله في الآيات المحكمات التي جعلهن أمّ الكتاب وأساس العقيدة الحقّ للمؤمن بالحقّ أنّه لا يستطيع الباطل وأولياؤه الذين يدعونهم من دون الله أن يعيد روح ميّت من بعد خروجها ولا ينزل المطر ولا ينبت الشجر، وقال الله تعالى إنّهم إن يفعلوا ذلك مع أنّهم يدعون لغير الله فاستطاع الباطل أن يجيب دعوتهم فيأتي ببرهان التصديق فقد صدقوا أنّ الله ليس وحده لا شريك له وإنّ معه من شاركه في خلقه وجعل الله هذا التحدي واضحاً وجليّاً في القرآن العظيم: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴿٥٧﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ﴿٥٨﴾ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴿٥٩﴾ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴿٦٠﴾ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦١﴾ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥﴾ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴿٦٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٦٧﴾ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠﴾ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿٧١﴾ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ﴿٧٢﴾ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ ﴿٧٣﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٧٤﴾ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فكيف تعتقدون يا معشر المؤمنين أنّ المسيح الدجال يستطيع أن يفعل ذلك مع أنّه يدّعي الربوبيّة فيدعو الناس إلى عبادته؟ أفلا ترون أنّكم قد كفرتم بالآيات المُحكمات في القرآن العظيم التي تنفي ذلك جملةً وتفصيلاً أنّه لا يستطيعُ أن يأتي الباطلُ بآيات الله الدالّة على قدرته ووحدانيته وهو يدّعي الربوبيّة تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾ قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي ۖ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ} صدق الله العظيم [سبأ:49-50].

    ولذلك قال الله تعالى: {هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    حتى أن يخلقوا ذُباباً وذلك لأنّ الباطل الذي من دون الله لن يستطيع أن يأتي ولو بآيةٍ واحدةٍ فقط من آيات الله الدالة على قُدرته ووحدانيّته فلا يقدر عليها سواه فإن استطاع الذين من دونه من الذين يدعون الناس إلى عبادتهم أن يأتوا بآيةٍ واحدةٍ فقط فقد صدّقوا في شركهم بالله، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا} صدق الله العظيم [الحج:73].

    ولكن فطاحلة علماء المسلمين قد صدقوا أنّ الباطل الذي يدّعي الربوبيّة من دون الله أن يفعل أكبر من خلق الذباب فيبعث الإنسان من بعد قتله فيعيده حيّاً مع أنّه يدّعي الربوبيّة ثم صدقوا هذا الافتراء مع أنّه جاء من عند غير الله! ولذلك يجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً؛ بل عكسه تماماً، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾ قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي ۖ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ} صدق الله العظيم [سبأ:49-50].

    وهذا نفي أن يستطيع الباطل أن يبعث ميتاً فيعيد روح الميت إلى الحياة من بعد مغادرة روحه جسده مع أنّه يدّعي الربوبيّة، وأعلن الله لهم بالتحدي وقال لهم فلئن فعلتم ذلك فقد صدقتم في عقيدة الباطل من دون الله، وقال الله تعالى: {أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فكيف تتّبعون ما ليس لكم به علم في كتاب الله؟ ولن تستطيعوا أن تأتوا ببرهانٍ واحدٍ فقط من القرآن العظيم بأنّ الله يؤيّد بآيات قدرته للباطل وأوليائه، قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين؟ أفلا تعلمون أنّ آيات الله التي لا يستطيع أن يفعلها سواه قد جعلها الله حُجة لأوليائه على الذين يدّعون الربوبيّة كمثل النمرود ابن كنعان الذي آتاه الله الملك كما آتى فرعون ومن ثم ادّعوا الربوبيّة من دونه، وقال النمرود ابن كنعان، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٢٥٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فانظروا إلى قول إبراهيم الذي يحاج النمرود بالعقيدة الحقّ لأنّه يعلم أنّه لا يستطيع أن يفعلها أو يؤيده الله بها وهو يدّعي الربوبيّة ولن يستطيع أن يفعل ذلك إلا الله وحده أو يؤيّد بتلك المعجزة الذين يدعون إلى الله فيؤيّدهم تصديقاً لدعوتهم إلى الحقّ، أما أن يدّعي الباطل الربوبيّة ثم يأتي بإثبات القدرة أمام الناس لحقيقة دعوته أنّه إله ولكنه لن يستطيع أن يثبت ذلك على الواقع الحقيقي فيحيي ميتاً ولذلك تجدون إبراهيم يحاجه بالعقيدة الحقّ، وقال: {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}، ثم أتى باثنين وقال: "والآن سوف أقتل هذا وأطلق الآخر في الحياة". ولذلك أعرض إبراهيم عن الجدل في إحياء الموتى حتى لا يقتل النمرود الرجل بغير الحقّ، ومن ثم حاجّه بآيةٍ أخرى وهي كذلك من آيات الله الدالة على قدرته ولا ينبغي أن يأتي بها الباطل الذي يدّعي الربوبيّة، وقال إبراهيم: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّه حتى يأتي بالشمس من مغربها يلزمه أن يغيّر حركة الأرض فيعكس دورانها ومن ثم تأتي الشمس من مغربها فبُهت الذي كفر! ثم انظروا لقول الله تعالى ومن حُجج إبراهيم التي حاج بها هي: {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّه يعلم أنّ الرجل يدّعي الربوبيّة من دون الله فطلب منه إثبات آية لا يأتي بها إلا الله ولا ينبغي أن يؤيّد بها الله عدوه لإثبات حقيقة الباطل الذي يدعون من دونه، وذلك لأنّه إن فعل فأحيا ميتاً إذاً فقد صدق في ادّعائه الربوبيّة من دون الله وذلك ما يقصده إبراهيم فهو يعلم أنّ المدّعي للربوبيّة لن يستطيع، فانظروا إلى تحدي إبراهيم تجدوه نفس تحدي الله لأهل الباطل أن يفعل ذلك فيحيي ميتاً فقد صدقوا إن فعلوا، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم.

    فانظروا إنّها ذات حُجة إبراهيم على الذي ادّعى الربوبيّة: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً يا معشر علماء الأمّة قد فُتنتم عن الحقّ عقائديّاً، ولربَّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "نحن نعلم إنّه الله من أحيا الميت للمسيح الدجال وإنّما ذلك فتنة من الله". ومن ثمّ أرد عليهم وأقول: ومنذ متى يفتن الله عباده بالمُعجزات لتصديق الباطل؟ فكيف يؤيد الله دعوة الباطل بمعجزة للتصديق كما يؤيد دعوة الحقّ بمعجزة للتصديق؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين وسوف آتيكم بألف دليل من محكم القرآن ينفي هذه العقيدة الباطلة والمُنكر والزور الكبير على الله ورسوله وإن استطعتم أن تأتوا بدليل واحدٍ فقط من القرآن بأنّ الله يؤيد بمعجزات قدرته للباطل كما يؤيد بها الداعي إلى الحقّ، ولا أطلب إلا دليلاً واحداً فإن أتيتم به فقد أصبحتم أنتم على الحقّ وناصر محمد اليماني كذاب أشر وليس المهديّ المنتظر فأتوني به إن كنتم صادقين، برغم أنّنا قد علمناكم من قبل بالقاعدة والناموس لكشف الأحاديث المكذوبة والتي لا يقبلها العقل والمنطق، ومن ثمّ تتدبرون محكم القرآن، وإذا كان الحديث المختلفين عليه في السُّنة النّبويّة جاء من عند غير الله فحتماً سوف تجدون بينه وبين الآيات المُحكمات من أمّ الكتاب في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً كما ترون إنّ الآيات المُحكمات بينهن وبين روايات معجزات المسيح الدجال اختلافاً كثيراً؛ بل وجدنا في القرآن العكس لذلك والتحدي لفعل ذلك من الباطل وأهله: {أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم. فكيف آسى على أمّةٍ يرون الحقّ باطلاً والباطلَ حقاً؟

    ويا قوم، لو لم تزالوا على الهدى لما جاء قدر المهديّ المنتظر ليهديكم إلى صراطٍ مستقيمٍ بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمحكم القرآن وما خالف منها لمحكم القرآن فأفركه بنعل قدمي لأنّي أعلمُ إنّه حديث مُفترى جاء من عند غير الله من عند الطاغوت وأوليائه ليفتنوكم عقائدياً فيصدوكم عن التمسك بمحكم القرآن العظيم آيات أمّ الكتاب التي لا يزيغ عنهن فيتّبع ما خالفهن إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ فأشركَ بالله وغوى وهوى وكأنّما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ.

    ويا معشر المسلمين كلّ من قد بلغ رشده، لئن أعرض علماؤكم وأخذتهم العزة بالإثم واتّبعوا أحاديث الفتنة التي تفتنكم عن محكم القرآن العظيم ومن ثمّ تعرضون عن الحقّ من ربّكم الذي لن تجد عقولكم إلا أن تُسلموا للحقّ تسليماً إن كنتم تعقلون ومن ثمّ تتّبعون المعرضين عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعو للحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فلن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً وأصبح القرآن لا قيمة له بين أيديكم ولا تفقهون في شأنه إلا الغُنّة والقلقلة والتجويد ومخارج الحروف وذلك مبلغكم من العلم ونسيتم التدبّر والتفكّر في آيات الكتاب كما أمركم الله بذلك وذلك حُجة الله عليكم تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ومن كان من أولي الألباب من كافة المسلمين سواءٌ كان عالماً أو جاهلاً فسوف يجد أنّ المدعو ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم ومن ثمّ لا يجدون في صدورهم حرجاً مما قضينا بينهم بالحقّ ويُسلمون تسليماً، وأما الذين لا يعقلون فسوف يتّبعون ما يُخالف للعقل والمنطق جُملةً وتفصيلاً، فهل جُنّ ربّ العالمين سبحانه وتعالى علواُ كبيراً حتى يؤيد بمعجزات قدرته وآياته الدالّة على وحدانيّته فيؤيد بها الذي يدعي الباطل من دونه ليأتي لكم بالبرهان على صدق ما يدعو إليه؟؟ فأيّ افتراء اتّبعتم وعلمتم به أجيال الأمّة يا معشر العلماء برغم أنّ هذا ينكره العقل والمنطق؟ أم لم يأمركم الله أن لا تتّبعوا ما ليس لكم به علم في الكتاب وأمركم أن تستخدموا أبصاركم هل تقبله وتعقله أم تفتيكم أنّه غير معقول إن كنتم تعقلون؟ وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    والذين لا يستخدمون عقولهم في هذه الحياة لذلك تجدونهم قد حكموا على أنفسهم حين أدخلهم الله النار ومن ثمّ قالوا: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخو المسلمين خليفة الله الذليل عليهم تواضعاً لله العزيز على الكافرين، الإمام ناصر محمد اليماني .
    ___________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  6. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 16860 من موضوع ردّ الإمام على السائل عن بيان سورة الفلق ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 07 - 1432 هـ
    06 - 06 - 2011 مـ
    04:06 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام على السائل عن بيان سورة الفلق ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد وآله الأطهار وجميع المسلمين إلى يوم الدين..
    سلامُ الله عليكم أيّها السائل عن بيان سورة الفلق، وإليك بيانها بالحقِّ كما يلي:
    {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿١} فما يقصد بالفلق؟ والجواب تجده في قول الله تعالى:{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ} [الأنعام:96]. إذاً المقصود بقول الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} أي قل أعوذُ بربّ الصباح من شرّ خلقه أجمعين، فذلك هو المقصود من قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَ‌بِّ الْفَلَقِ ﴿١﴾ مِن شَرِّ‌ مَا خَلَقَ ﴿٢﴾} [الفلق].

    وأما قول الله تعالى:
    {وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿٣} فما هو الغسق؟ وذلك ميقات معلوم وهو غسق الليل، وقال الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء:78]. ألا وإنّ (الغاسق) أي السارب بالليل وهو نوع من الشياطين ويسمّى (العارض) يظهر لبعض الناس فيخيفهم، وقد يلتبس الخائف إذا لم يتعوّذ بالله كما علّمه من شر غاسقٍ إذا وقب.

    وأما قول الله تعالى:
    {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿٤} فتلك الساحرات الماكرات، ويعملُ العقدَ السحريّة المشعوذون للناس، ومن فعل ذلك فإنّه من أولياء الشياطين، ونعوذ بالله من شرّ سحرهم وجميع مكرهم إن ربّي سميع الدعاء.

    وأما قول الله تعالى:
    {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿٥} فذلك التعويذ يخصّ اتّقاء شرّ أعين الحاسدين الذين هم يصيبون الناس بأعينهم عمداً حسداً من عند أنفسهم إلا من تعوّذ بالله من شر حسدهم وإلى الله ترجع الأمور، ولذلك وجب على من أُعجب بشيء أن يقول ما شاء الله تبارك اسم الله حتى لا يضرّ أخيه أو يضرّ مال أخيه، فانظروا لقول الرجل: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّـهُ} صدق الله العظيم [الكهف:39]. إذاً الإنسان حين يُعجب بالشيء فوجب عليه أن يقول: "ما شاء الله" حتى لا يكون من الحاسدين للنعمة على الآخرين.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6763 من موضوع تقبل الله بيعتكم يا أحباب الرحمن الذين اتّبعوا البيان الحقّ للقرآن ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 08 - 1431 هـ
    08 - 08 - 2010 مـ
    12:03 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=6464
    ___________



    تقبل الله بيعتكم يا أحباب الرحمن الذين اتّبعوا البيان الحقّ للقرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين..
    سلامُ الله عليكم أحبّتي المبايعين السابقين واللاحقين في عصر الحوار من قبل الظهور، أحيطكم علماً إنّما البيعة هي لله الذي هو معي ومعكم أينما كنتم ويد الله فوق أيدي المبايعين أينما كانوا في العالمين في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّـهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٠} صدق الله العظيم [الفتح].

    فأوفوا بعهد الله يوفِ بعهدكم، فيدخلكم في رحمته التي كتب على نفسه، وأصدقوا الله يُصدِقكم وتعاملوا مع الله مباشرةً في أعمالكم الذي يعلم بما في أنفسكم ولا يهمّكم ثناء الناس، ولا تبالوا بذمّهم لكم ما دمتم على الصراط المستقيم، واعلموا أن لو يثني عليكم كافّة الملائكة والجنّ والإنس ولم يثنِ عليكم الله فلا ولن يغني عنكم ثناؤهم من الله شيئاً.

    وإيَّاكم والرّياء فإنّه الشرك الخفيّ يدبُّ كدبيب النمل، فهل يشعر أحدكم بدبيب نملةٍ لو تمرّ بجواره؟ وكذلك الشّرك الخفيّ يقع فيه العبد دون أن يعلم أنّه قد أشرك بالله. وأما كيف يعلم أنّه وقع في الشرك الخفي وذلك حين يهتم بثناء الناس ومديحهم له، فكم يقع فيه كثيرٌ من المؤمنين؛ بل تعاملوا مع الله في الظاهر وفي الباطن ولا تهتمّوا أن يحمدَكم عبيد الله شيئاً كونه لا يُسمِن ولا يُغني من جوعٍ ما لم يثنِ عليكم ربّكم الحقّ وترضى نفسه عليكم سبحانه وتعالى عمّا يشركون، وقال الله تعالى:
    {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨٨} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر الأنصار، لقد أَيّد الله الإمام المهديّ بأعظم آيةٍ في الكتاب ألا وهي حقيقة اسم الله الأعظم في قلوب أنصار الإمام المهديّ المُخلصين منهم الربّانيين الذين علِموا حقيقة اسم الله الأعظم؛ أولئك سيعلمون علم اليقين أنّ ناصر محمد اليماني هو حقّاً المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب لكونهم أدركوا أنّ حُبّ الله وقربه ورضوان نفسه هو حقاً نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة مهما بلغت ومهما تكون أُولئك قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه حُبّاً شديداً.

    ألا والله الذي لا إله غيره لا يرضون بملكوت الله جميعاً في الدنيا والآخرة حتى يتحقّق رضوان الله في نفسه. وبما أنّ الله قد كتب على نفسه أن يرضي عباده الصالحين تصديقاً لوعده الحقّ في مُحكم كتابه:
    {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم [المائدة:119]، ولكن منهم من يقيه الله من عذابه فيدخله جنّته فإذا هو فرِحٌ مسرورٌ بما آتاه الله من فضله، ومنهم الذين يطمعون للشهادة في سبيل الله تجدونهم قد رضوا عن ربِّهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ‎﴿١٦٩﴾‏ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‎﴿١٧٠﴾‏ ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم[آل عمران].

    فتجدونهم قد رضوا في أنفسهم بما آتاهم الله من فضله، ولذلك وصف الله لكم حالهم وقال تعالى:
    {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم، وهذا دليل على أنّهم قد رضوا في أنفسهم فأصدقهم الله وعده الحقّ {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} صدق الله العظيم، وأولئك باعوا أنفسهم وأموالهم لربّهم مُقابل جنّته التي عرَّفها لهم في مُحكم كتابه وتسلّموا ثمن أموالهم وأنفسهم الجنة. تصديقاً لوعد الله بالحقّ في محكم كتابه: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ‎﴿١١١﴾‏} صدق الله العظيم [التوبة].

    وأما قومٌ آخرون فلن يرضيهم الله بجنّته شيئاً مهما عَظُمت ومهما كانت حتى يحقّق لهم النَّعيم الأعظم من جنته سبحانه، أولئك هم من أشدِّ العبيد حُبّاً لله، فأحبّهم الله بقدر حُبّهّم له، أولئك تنزّهت عبادتهم لربّهم عن الطمع في النَّعيم المادي، ولذلك لم تجدوا أنّ الله عرض جنّته مقابل الطلب، أولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه إن ارتدّ المؤمنون عن دينهم، وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ‎﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وبما أنّ الله كتب على نفسه رضوان عبيده الصالحين تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه:
    {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} صدق الله العظيم، فالسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يا تُرى سيرضون بجنات النَّعيم والحور العين وحبيبهم الرحمن ليس راضياً في نفسه بسبب ظلم عباده لأنفسهم وقد علموا أنّ الله هو أشدُّ حسرةً على عبيده الذين ظلموا أنفسهم وأعظم من حسرة الأم على ولدها؟ أولئك تأتي الملائكة فتُبشّرهم بجنة ربِّهم التي وعدهم بها ويريدون أن يسوقوهم إليها فإذا الملائكة ترى العجب في وجوههم قد علاها الحُزن العميق الصامت، فتقول لهم الملائكة: "بل لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون"، فيقولون: "ألا والله لو لم يحقّق الله لنا النَّعيم الأعظم فإنّ حزننا على النَّعيم الأعظم لهو أعظم من حزن الذين ظلموا أنفسهم"، فلم يدرك الملائكة قولهم وما يقصدون فلعلّهم يقصدون نعيم الجنة! ومن ثم يكرّر لهم الملائكة البشرى فيقولون: {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [فصلت].

    ولكن لا فائدة من بشرى الملائكة لهم بالفوز بنعيم جنّة ربِّهم، مما أدهش ملائكة الرحمن المقرّبين، وقالوا: "فما خطب هؤلاء القوم وما سبب حزنهم؟ فما بالهم لم يفرحوا بجنات النَّعيم كما فرح بها كثيرٌ من المؤمنين؟ وما هو النَّعيم الأعظم الذي يرجون من ربِّهم هو أعظم من جنّات النّعيم؟"، مما أدخل الملائكة في حيرة من أمرهم! فلا هم من الذين يُساقون إلى النار وأبوا أن يُساقوا إلى الجنة! ومن ثم تمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً من بين المُتّقين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥} صدق الله العظيم [مريم].

    يتقدّمهم إمامهم حتى وقِّفوا بين يدي الرحمن، وتأجّل أمرهم إلى حين، واستمر الحساب بين الأمم وكُلّ نفسٍ تُجادل عن نفسها، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿١١١} صدق الله العظيم [النحل].

    وأما هؤلاء الوفد فكانوا صامتين بين يدي ربِّهم، ومن ثم يبحث المشركون عن شفعائهم الذين كانوا يعظِّمونهم في الدنيا، ويتركوا الله حصريّاً لهم من دونهم ويقولون إنّهم شُفعاؤهم عند ربِّهم، كما ينتظر المسلمون شفاعة محمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وكما ينتظر النّصارى شفاعة رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. ومن ثمّ يتم إحضار جميع الأنبياء والمرسَلين وأولياء الله المقرّبين الذين كان يُبالغ فيهم أتباعهم بغير الحقّ، ومن ثم حين يرونهم يعرفون أتباعهم الذين يبالغون فيهم بغير الحقّ:
    {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦} صدق الله العظيم [النحل].

    ومن ثم يقول لهم الله فادعوهم يستجيبوا لكم فيشفعوا لكم عند ربّكم إن كنتم صادقين؟ وقال الله تعالى:
    {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴿٦٤} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم يوجه الله السؤال إلى أوليائه الذين عظَّمهم أتباعهم بغير الحقّ، وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فأنكر أولياء الله أنّهم أمروهم بتعظيمهم بغير الحقّ، وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [يونس].

    وأما طوائف أخرى فألقوا باللوم على الأمم من قبلهم كونهم اتَّبَعُوهم الاتِّبَاع الأعمى وهم كانوا على ضلالٍ مبين، وقال الله تعالى:
    {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣} صدق الله العظيم [القصص].

    فأما المقصود بقولهم:
    {رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا} ويقصدون أمَّةً قبلهم وهم آباؤهم الذين وجدوهم يعبدون عباد الله الصالحين زلفاً إلى الله، فاتّبعوهم بالاتّباع الأعمى، ولذلك رفع القضية على آبائهم الأمّة التي كانوا قبلهم وقالوا: {رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا} أي هؤلاء هم الذين كانوا السبب في إغوائنا عن الحقّ، ومن ثم القول بالجواب بالاعتراف وقالوا: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} أي أغويناهم كما غوينا فبالغنا في عبادك المُكرمين بغير الحقّ حتى دعوناهم من دونك، ومن ثم ألقى الجواب عبادُ لله المكرمون وقالوا: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم.

    وأما طائفة أخرى فكانوا يعبدون الملائكة وهم ليسوا بملائكة بل من شياطين الجنّ وكانوا يقولون لهم أنّهم ملائكة الرحمن المقربون، فيأمرونهم بالسجود لهم قربةً إلى ربِّهم، ومن ثم يوجّه الله بالسؤال إلى ملائكته المقرّبين ويقول:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١} صدق الله العظيم [سبأ].

    وقال الله لهم: فادعوهم هل يستجيبون لكم فيشفعوا لكم عند ربِّكم؟ فَدَعَوهم ولم يستجيبوا لهم، ورأوا العذاب وتقطَّعت بهم الأسباب، وقال الله تعالى:
    {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴿٦٤} صدق الله العظيم [القصص].

    فإذا بعبدٍ من عبيد الله يصرخُ شاكياً إلى ربِّهم ظُلم هؤلاء القوم الذين أشركوا بربِّهم أنّهم ظلموه، ومن ثم يزيدهم همّاً بغَمٍّ، وإنّما ذلك حتى يستيئِسوا من شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فينيبوا إلى ربِّهم بعد أن استيئسوا من رحمة عبيده، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ‎﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثمّ يتمّ عرض الرحمن على إمام القليل من الآخرين حتى يرضي عبده ومن كان على شاكلته، فتمّ عرض عليه الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة فيأبى ومن ثمّ يزيده الله ويقول حتى ولو جعلتك خليفة ربّك على ملكوت كلّ شيء فيأبى، ثم يزيده الله بأمره كُن فيكون فيؤيّده بقدرته المطلقة بإذنه فيقول للشيء كُن فيكون فيأبى، ومن ثمّ تعمّ الدهشة جميع عباد الله الصالحين حتى ملائكة الرحمن المقربين ويقولون: "إذاً فما هو هذا النَّعيم الأعظم ممّا عرض الله عليه؟ فيا للعجب الشديد!" وأما الصالحون من الناس فظنّوا في ذلك العبد ظنّاً بغير الحقّ، وقالوا في أنفسهم: "فأيّ نعيمٍ هو أعظم مما عَرَضَ عليه ربّه؟ بل كأنّ هذا العبد يريد أن يكون هو الربّ! فما خطبه وماذا دهاه يرفض أن يكون خليفة الله على ملكوت الجنة التي عَرضها السموات والأرض، بل خليفة الله على ملكوت الله جميعاً، فأيّ نعيمٍ هو أعظم من ذلك الملكوت كلّه، فكيف يُسخّر الله له الوجود كُلّه فيأبى؟!".

    فتظهر الدهشة الشديدة على وجوههم من ذلك العبد حتى شاهد زمرته الدهشة قد ازدادت على وجوه الصالحين وعمّت الدهشة جميع الملائكة المُقرّبين، فإذا زمرة ذلك العبد يتبسّمون ضاحكين من دهشة عبيد الله الصالحين والمقرّبين كونهم يعلمون بحقيقة اسم الله الأعظم، هو أن يكون الله راضياً في نفسه؛ وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يدخل عباده في رحمته، فهم كذلك لديهم ما لدى إمامهم من الإصرار على تحقيق النَّعيم الأعظم من جنة النعيم. وإنّما يخاطب ذلك العبد ربّه باسمه واسمهم جميعاً كون هدفهم واحد لا ثاني له ولا ندّ له ولا يقبلون المساومة فيه شيئاً. وذلك العبد هو الوحيد الذي أذِن الله له أن يخاطبه في عباده كونه لن يشفع لهم عند ربِّهم فيزيدهم ضلالاً إلى ضلالهم؛ بل أذن الله له أن يخاطِب ربّه لكون الله يعلم أنّ عبده سيقول صواباً بينما جميع المُتّقين لا يملكون من الرحمن خطاباً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨} صدق الله العظيم [النبأ].


    وذلك هو العبد الذي أذِن له أن يخاطب ربّه في سرّ الشفاعة كونهُ لن يسأل من الله الشفاعة ولا ينبغي له؛ بل لله الشفاعة جميعاً، فليس العبد أرحم من الله أرحم الراحمين وإنّما يحاجّ ربّه في تحقيق النَّعيم الأعظم من جنّته ولن يتحقّق ذلك حتى يرضى في نفسه سبحانه. وذلك العبد الذي أذِن له الرحمن وقال صواباً هو العبد الوحيد الذي عَلِمَ بحقيقةِ اسم الله الأعظم، ومن ثم عَلَّمَ الناس به ومن ثم عَلِمَ بحقيقةِ اسم الله الأعظم من اتَّبَعَهُ من أنصاره قلباً وقالباً. وبما أنّه سوف يخاطب ربّه بحقيقة الاسم الأعظم لأنّ فيه سرّ الشفاعة ولذلك أذِن له الله أن يُخاطب ربّه، وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [سبأ].

    وقال أصحاب القلوب التي تَظُنّ أن يُفعَلَ بها فاقرة بعد أن سمعوا عفواً عنهم فذهب الفزع عن قلوبهم قالوا لزُمرةِ ذلك العبد:
    {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} ومن ثمّ ردُّوا عليهم زُمرة ذلك العبد: {قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم، وهُنا أدرك عبيد الله جميعاً حقيقة اسم الله الأعظم، وأدركوا سرّه المكنون في الكتاب، ومَنَّ الله به على قليلٍ من عبيدٍ يَحشُرهم الله على منابرٍ من نور يغبطهم الأنبياء والشهداء على ذلك المقام لهم بين يدي ربِّهم، أولئك هم الوفد المكرمون الذين يتمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥} صدق الله العظيم [مريم].

    وذلك هو الوفد المُكرّم على رؤوس الخلائق، ولكلٍّ درجات ممّا عمِلوا، أولئك هم القوم الذين يغطبهم الأنبياء والشهداء، وهم ليسوا بأنبياء ولا يطمعون أن يكونوا من الشهداء كون هدفهم أسمى من أن يستشهدوا في سبيل الله؛ بل يريدون أن تستمر حياتهم حتى يتحقّق هدي البشر؛
    أولئك هم القوم أحباب الرحمن الذين وعد الله بهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ‎﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    أولئك هم القوم الذين يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجلسهم من ربِّهم، تصديقاً للحديث الحقّ عن محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - عن طريق الرواة الحقّ، وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [‏إن من عباد الله عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله‏. قيل‏:‏ من هم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس]. صدق محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

    وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [إن للمتحابين في الله تعالى عموداً من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة، يضيء حسنهم لأهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا، يقول بعضهم لبعض‏:‏ انطلقوا بنا حتى ننظر إلى المتحابين في الله، فإذا أشرفوا عليها أضاء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا].

    أولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    فهل ترونه ذكر جنةً أو ناراً؟ وذلك لأنّ عبادتهم لربّهم هي أسمى العبادات في الكتاب، فَقَدَّرُوا ربِّهم حقّ قدره فلم يعبدوا الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته بل
    {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}. وبما أنهم أَحَبُّوا الله حُبّاً شديداً أعظم من كل شيءٍ في الوجود كُله فكيف سيرضون بأيّ شيء في الوجود ما لم يكن ربِّهم حبيبهم قد رضي في نفسه؟ ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه لو أنّ الله يخاطب أحد أنصار الإمام المهديّ ويقول له: يا عبد النَّعيم الأعظم لن يتحقّق رضوان ربك في نفسه حتى تفتدي عبيده فتُلقي بنفسك في نار جهنم! لقال:
    [ ألا بعزتك وجلالك ربّي ما كنت ألقي بنفسي في نار جهنم فداءً لولدي فلذة كبدي ولكنّك أحبّ إلى نفسي من نفسي ومن ولدي ومن كافة الأنبياء والمرسَلين ومن الحور الطين والحور العين، فإذا لن يتحقق نعيمي الأعظم من جنّتك حتى ألقي بنفسي في نار جهنم فإنّي أُشهدك ربّي وأُشهدُ كل عبد خلقته لعبادتك في السماوات والأرض وكفى بالله شهيداً أنّي لن أمشي إلى نار جهنم مشياً بل سوف أنطلق إليها مسرعاً ما دام في ذلك تحقيق نعيمي الأعظم فتكون أنت ربّي راضياً في نفسك لا متحسراً ولا غضباناً، وذلك لأنّي أحببتك ربّي ومتعتي وكل أمنيتي وكل نعيمي هو أن يكون حبيبي ربّي قد رضي في نفسه ولم يعد حزيناً ولا متحسّراً ولا غضباناً، ولذلك لن يكون عبدك راضياً في نفسه أبداً حتى تكون أنت ربّي راضياً في نفسك لا متحسّراً ولا حزيناً ولا غضباناً، وذلك لأنّي أعبدُ نعيم رضوانك ربّي، فإذا لم تحقّق لعبدك ذلك فلِمَ خلقتني يا إلهي؟ فإذا لم تحقّق لعبدك النَّعيم الأعظم فقد ظلمت عبدك يا إلهي ولكنّك قلت ربّي وقولك الحق: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].
    وذلك لأنّ عبدك لا يستطيع ولا يريد أن يستطيع أن يقتنع بجنّة النَّعيم والحور العين، فأفٍّ لجنّة النَّعيم إذا لم يتحقّق لعبدك النَّعيم الأعظم منها فلا حاجة لي بها شيئاً يا أرحم الراحمين. فكيف يكون على ضلالٍ من اتّخَذَ رضوان الله هو النَّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة؟ وأَعلمُ أنّ في ذلك الحكمة من خلق عبدك وكافة عبيدك ولن أقبل بغير ذلك بديلاً واتَّخذتُ ذلك إليك ربّي سبيلاً]. انتهى.

    ويا قوم، أقسمُ بالله العظيم من يخلق العظام وهي رميم أنّني ما أخبرتُكم عن ذلك العبد الذي لو يخاطبه الله أن يلقي بنفسه في نار جهنّم فداءً حتى يتحقّق النَّعيم الأعظم لنطق ذلك العبد بما قاله الإمام المهديّ، وذلك لأنّي علمت من الله من قبل أنّه من الذين سوف يستخلصهم الله لنفسه، فمنهم ذلك الرجل أول من دفع الزكاة إلى المهديّ المنتظَر في كافة البشر. ومن ثم قال عنه محمد رسول الله:
    [ربح البيعة]. فصلّوا عليه وسلموا تسليماً، فلا تحرجوني مَنْ يكون ذلك العبد من الأنصار وحتماً ستعرفونه من بعد الفتح المبين وآل بيته المُكرمين؛ بل هو من آل بيت محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، بل هو من ذرية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب فإنّه ليعلمُ أنّ الإمام المهديّ نطق بما سوف ينطق به لسانه.

    ولربّما شياطين البشر يقولون: "ماله المهديّ المنتظَر يثني هذا الثناء على ذلك الرجل؟ هل لأنّه أوّل من دفع إليه الزكاة المفروضة في الكتاب؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: والله إنّه سوف يعلمُ إنّك لمن الكاذبين وأنّ ما ثناء ناصر محمد اليماني عليه نظراً لأنّه أوّل من قام بدفع فريضة الزكاة إلى المهديّ المنتظر بل ثنائي عليه بإذن الله بالحقّ، فما يُدريني بحقيقة عبادته لربّه الحقّ في نفسه ما لم يُفتِني بعبادته الذي يعلمُ خائنة الأعين وما تُخفي الصدور.

    فأيّ خسارةٍ يا قوم خسرها الذين أعرضوا عن اتّباع الإمام المهديّ المنتظَر عبد النَّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني؟ فأيّ خسارةٍ خسرها المُعرضون من أمّته ممّن أظهرهم الله على أمرنا في عصر الحوار من قبل الظهور؟ فأعرضوا عن تقديم البيعة والولاء والسمع والطاعة وشدّ الأزر لهذا الأمر الجّلَل العظيم وإظهاره للبشر؟ فأيّ خسارة خسروها؟ فما أعظم ندمهم.. فما أعظم ندمهم.. فما أعظم ندمهم!

    ويا قوم إنّما أعظُكم بواحدةٍ، فلِكَون هذا الكلام نبأً عظيماً، فإمّا أنَّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، وإمّا أنَّ ناصر محمد اليماني مجنونٌ. فإذا كان مجنوناً فهذا يعني أنّه قد فقد عقله ولذلك لن يستطيع أن يُقيم الحُجّة عليكم بل الحجّة ستكون لأولي الألباب. فإذا كان هو وأولياؤه من أولي الألباب فحتماً سيغلبكم ناصر محمد اليماني هو ومن اتَّبعه بآيات محكمات بيّناتٍ هُنَّ أُمّ الكتاب في القرآن العظيم.

    وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عبد النَّعيم الأعظم.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  7. افتراضي

    ==اقتباس==
    سبحان الله

    اقتباس المشاركة 6438 من موضوع الردُّ بالحقِّ؛ حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 12 - 1430 هـ
    19 - 11 - 2009 مـ
    12:17 صــباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    الردُّ بالحقِّ؛ حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    وإليك فتوى المهديّ المنتظَر بالبيان المختصر عن يوم وشهر وسنة كوكب النصر حسب أسرار الحساب في محكم الكتاب بالقول الصواب ذكرى إلى أولي الألباب؛ فأمّا طول يومه فهو ( اثنا عشرة سنة )، وأما طول شهره فهو ( اثنا عشرة سنة )، وأما طول سنته فهي ( اثنا عشرة سنة ).

    ألا والله لو كنت أعلم أنّني إذا بيّنت لهم يوم البطشة الأولى أنّ المسلمين سوف يؤمنون قبل مجيء ذلك اليوم لفصّلت لهم هذا الحساب من محكم الكتاب تفصيلاً ولكنّهم سيُنظِرون إيمانهُم بالمهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّهم حتى يأتي مِيقات اليوم المعلوم لينظروا هل سوف يُصيبهم العذاب؟ ثم يرد عليهم المهديّ المنتظَر بقول الله من محكم الذكر:
    {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ۚ آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى:
    {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖأَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].


    فهل تدري يا حبيبي وأخي الكريم أبو محمد الكعبي وجميع أحبابي الأنصار السابقين الأخيار لماذا سوف يُنظِرون إيمانهُم بالبيان الحَقّ للذِّكر حتى وقوع الحدث؟ وذلك لأنّهم لا يعقلون، وتشابهت قلوب الذين يُنظِرون التصديق والاتّباع للحقّ من ربّهم حتى وقوع الحدث مع قلوب الكفار بالذكر:
    {وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [الأنفال].
    ولذلك ردَّ الله عليهم
    {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ۚ آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [يونس].

    ويا أُمّة الإسلام، يا حُجّاج بيت اللهِ الحرام، والله العظيم إنّ الذين يربطون اتّباع الحقّ إلى أن يروا آية التصديق بأساً من الله شديد أنّهم لا يعقلون، ولكنّي المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم أنصحكم بما هو خير لكم أن تقولوا: اللهم إن كان هذا هو الحَقّ مِن عندك فإنّنا إليك نتبتّل تبتيلاً بالدّعاء أن تُرينا الحَقّ حقاً فتُبصرنا بالبرهان للبيان الذي يحاجُّنا به هذا الإنسان من مُحكم القرآن فإنّنا بِكتابك القرآن العظيم مؤمنون وبهِ مستمسكون فاهدِنا بالقرآن العظيم إلى الصراط المستقيم ولا تجعله عمًى على قلوبِنا، فلا تعمي أبصارنا ولا تصُمّ أسماعَنا عن الحَقّ برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إن علمت أنّ عبدك يريد الحقّ ولا غير الحقّ، اللهم فعبدك يحاجّك بوعدك الحقّ:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    اللهم فاهدِ عبدك وأُمّتك إلى الحَقّ وبصّرهُم بِه حتى تقرّه عقولهم وتطمئن إليه قلوبهم برحمتك يا أرحم الراحمين إنّك قلت وقولك الحقّ:
    {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} صدق اللهُ العظيم [البقرة:186].

    ثم وعدتنا بِالإجابة في قولك الحقّ:
    {وَقَالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ويا أيها الناس أجمعين، إن كنتم تريدون أن تهتدوا إلى صراط العزيز الحميد فاتّبعوا القرآن المجيد تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    فهل وجدتُم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني يدعوكم إلى غير صراط العزيز الحميد؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]. فهل تعلمون إلهاً غير الله يستحقّ عِبادَتكم؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، فقد احتجَّ عليكم أحد الأمم من غير البشر وهو حقيرٌ صغير في نظر البشر ولكنّه ذو لُبٍٍّ وفكر وقال: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [النمل].

    فمن قال هذا القول الحَقّ العظيم إنّه ليس من أمم البشر؛ بل من أمم الطير! وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٥﴾ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ﴿١٦﴾ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الجنّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿١٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٨﴾ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴿١٩﴾ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴿٢٠﴾ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٢١﴾ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾ ۞} صدق الله العظيم [النمل].

    فبالله عليكم يا معشر البشر المُعرضين عن اتِّباع الذِّكر انظروا إلى احتقار هذا الطائر لعقول البشر الذين يعبدون غير الله من خلقه وقال:
    {فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾ ۞} صدق الله العظيم، فكم أحببتُك في الله أيّها الطير الكريم! فانظروا لتعريفه لربّه: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾ ۞} صدق الله العظيم.

    يا أيّها الناس اتّقوا الله واعبدوا الله كما يعبده كثير من الأمم غير البشر، ولكنّ أمم الجنّ والبشر قليلٌ منهم الشّكور، فاتّقوا الله ربّ العالمين واتّبعوا ذِكره القرآن العظيم إلى الإنس والجنّ أجمعين، رسالة الله الشاملة القرآن العظيم الذي اتّخذتموه مهجوراً فاتّقوا الله واتّبعوا ذِكر الله إن كنتم تعقلون، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖأَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾ لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿١٧﴾ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴿١٨﴾ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴿١٩﴾ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴿٢٠﴾ أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ ﴿٢١﴾ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿٢٢﴾ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴿٢٣﴾ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].


    فإذا كان المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في ضلالٍ مُبين حسب فتوى الجاهلين، إذاً قد أصبح كافّة الرُّسل على ضلالٍ مبين، أفلا تعقلون؟ وذلك لأنّ دعوة المهديّ المنتظَر جاءت مُطابقة لدعوة كافة الأنبياء والمرسَلين أن اعبدوا الله إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوا الحَقّ من ربّكم وتنافسوا على حُبّ الله وقُربه واقتدوا بكافة رسل الله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليهم وآلِهم الطيّبين أجمعين ولا تُفرّقوا بين رسل الله جميعاً لأنّهم جميعاً شيعةٌ واحدةٌ يدعون الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فإن كنتم تحبّون الله فاتّبعوهم وتنافسوا على حبّ الله وقُربه يُحببكم الله، وأمّا رُسل الله فأحبّوهم في الله فلا تعظّموهم بغير الحَقّ فهم ليسوا أبناء الله وأحباءه من دونكم حتى تتركوا الله حصريّاً لهم ليتنافسوا على حُبّه وقربه أيُّهم أقرب؛ بل اتّبعوهم إن كنتم تحبّون الله فتنافسوا على حُبّ الله وقربه كما يفعل رسل الله إليكم، ولم يكن الله حصريّاً لهم من دونكم سبحانه أفلا تعقلون؟ إنّما هم عبادٌ أمثالكم يتنافسون على حُبّ الله وقربه فاقتدوا بهُداهُم إن كنتُم تُحبّون الله يُحبِبْكُم الله ويقرّبكُم، وإنّما هم عباد أمثالُكُم، لكم في الله من الحَقّ ما لهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فكيف تدعونهم من دون الله وترجون شفاعتهم بين يدي الله؟ ألا والله لا يتجرّأون أن يشفعوا لكم شيئاً، فلا ينبغي لهم أن يسبقوا الله بالقول بطلب الشفاعة؛ بل لله الشفاعة جميعاً تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويا معشر المسلمين والناس أجمعين، هذه سبيل المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّي القرآن العظيم، فهل ترون أنّكم إذا اتّبعتم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فإِنّه سوف يضِلّكُم عن الصراط المستقيم؟ ولكنّي والله الذي لا إله إلا هو لا أعلم بصراطٍ مستقيمٍ في الكتاب غير صراطٍ واحدٍ وهو الصراط إلى عبادة الله وحده لا شريك له ربّي وربّكم، فإن أبَيتُم فلن أتّبع سُبلَكم فتفرّق بي عن سبيل ربّي وربّكم الله ربّ العالمين، فإن أبيتُم فسوف أقول لكم ما أمر الله به جدّي من قبلي أن يقوله لمن أعرضوا من قبلكم:
    {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [هود].

    ويا عجبي من أُمّةٍ يقولون إنّهم مسلمون وبكتاب الله مستمسِكون وها هو المهديّ المنتظَر قد بعثه الله بقدرٍ مقدور في الكتاب المسطور فيدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له فيتّبعون ذِكر الله إليهم القرآن العظيم، فإذا أوّل من يُكذِّب بدعوة المهديّ المنتظَر من البشر هم المسلِمون المؤمِنون بهذا القرآن العظيم فكانوا أوّل كافرٍ بالدعوة إلى اتّباع الذكر من البشر! فبِاللهِ عليكُم أليس هذا عجب العُجاب؟ فكيف لا تستحقّون العذاب؟ بل أصبحتُم أشدّ كُفراً ونفاقاً يا معشر الأعراب، فكيف أنّكم تزعمون أنّكم مؤمنون بهذا القرآن العظيم وبِهِ مستمسِكون ومن ثم يأمركم إيمانكم أن تكونوا أوّل كافرٍ بِه، والقرآن رسالةٌ من الله إلى العالمين فما تريدون أن أقول للكافرين بهذا القرآن العظيم من البشر الذين يقولون: "يا من يزعم أنّهُ المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر ويدعو البشر إلى اتّباع الذِّكر، فكيف تُريدنا أن نُصدّق دعوتك بعبادة الله وحده فنتّبع الذِّكر وأول كافر بدعوتك قومك الأعراب؟ فلم نجد حتى عالِماً واحداً من علمائهم المشهورين أو مُفتيي ديارهم أعلن الاتّباع لدعوتك برغم أنّك تُحاجّهم بالكتاب الذي هم به مؤمنون أنّه محفوظٌ من التّحريف! فإن كنت صادقاً يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر ناصر محمد، فلماذا لم يُصدّقك الأعراب - قومك الأمّة الوسط - فلم يتّبعوا بصيرتك؟ إذاً لا حجّة علينا نحن الأجانب إن لم نتّبعك.
    وأما العذاب الذي تعِدُنا به من عند الله لئن لم نُجِب دعوتَك فنتّبع الذِّكر، فنقول لك إذا كنتَ صادقاً فلن يعذّب الله قُرانا وحدنا نحن الكافرون بهذا القرآن العظيم بل كذلك سوف يُعذّب مع قُرانا كافة قُرى المسلِمين لأنّ مثلَهم مثلَنا ولا فرق بيننا وبينهم شيئاً فهم معرضون عن دعوتك إلى اتّباع الذِّكر كما نحن معرضون عنه نحن الكافرون، وسبب إعراضنا عن اتّباعه نحن الكافرون لأنّنا أصلاً به كافرون ولا نعلم أنّه كتابُ الله الحَقّ من عنده كما يزعم نبيّكم المزعوم محمدٌ رسول الله بل نحنُ كذلك به كافرون وبالقرآن العظيم في نظركم".

    ومن ثم يَرُدّ عليه الله الواحد القهار مباشرةً، فيقول:
    {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وأمّا المهديّ المنتظَر فيقول: يا أيّها الكافر بِالقرآن العظيم يا من لم يزدك المسلمون إلا كفراً إلى كفرِك يا من تُحاجّني على الماسنجر بأنّ أوّل من كفر بدعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى اتّباع الذّكر هم المسلمون، ثم يردّ الله عليك مباشرةً، وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١} صدق الله العظيم [النمل]، إذاً المُسلِمون الذين تحاجّني بأنّهم أوّل من كفر بدعوتي فهم ليسوا بِمسلِمين، ألا والله لا يستجيب إلى دعوة المهديّ المنتظَر إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم إلا من كان مسلماً لربّ العالمين مُتّبعاً الذِّكر من ربّه القرآن العظيم، فاعلم يا هذا إِنّه لم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديهم، وأفتيك بالحقِّ أنّ شياطين البشر قد ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين بالذِّكر الحكيم ولم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ من التحريف بين أيديهم، وأنّه قد أصبح مثلهُم كمثلِكُم، لأِنّهُم بالغوا بغير الحَقّ في محمدٍ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وأئمّة آل بيته فهم يدعونهم من دون الله! ألا والله لو يقول الإمام المهديّ يا معشر علماء المسلمين إنّي المهديّ المنتظَر آمركم أن تُنافِسوا محمداً رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - أيّكم أقرب إلى الله منه لنال المهديّ المنتظَر غضب كافة علماء المسلمين وأتباعهم فيقولون: "يا ناصر محمد اليماني إنّك كذابٌ أشرٌ ولست المهديّ المنتظَر، فكيف تريدنا أن نُنافس سيّد الأنبياء والمرسَلين وخاتم النّبيّين؛ من أرسله الله إلى الناس أجمعين محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فتُريدنا أن نُنافسه في حُبّ الله وقُربه فإنّنا بدعوتك كافرون ولِما تدعو إليه مُنكرون ولن يتّبعك إلا الغاوون وإنّنا نحن المسلمون عليكم غاضبون يا من تريدون أن تُنافسوا نبيّنا في حُبّ الله وقربه فلا يحقّ لأحدٍ من المسلمين أن يُنافس محمداً رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - في حُبّ الله وقربه، فإذا كان إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد اتّخذه الله خليلاً فعليكم أن تعلموا أنّ الله قد اتّخذ محمدًا رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - حبيباً فهو حبيب الله عليه الصلاة والسلام وآله، فلا يحقّ لمسلمٍ أن يُنافس محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - علّه يكون أحبّ إلى الله وأقرب؛ بل هو شفيعنا يوم الدين يوم يقوم الناس لربّ العالمين، فاذهب يا ناصر محمد اليماني إلى الجحيم أنت ومن اتّبعك، فلستُم على الصراط المستقيم ولا من أتباع محمدٍ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - حبيب ربّ العالمين ما دمتم تُنافسون الأنبياء والمرسَلين في حُبّ الله وقربه ولن يُحببكُم الله أبداً حتى تتّبعوا محمداً رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، أم لم تتدبّروا قول الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١} صدق الله العظيم [آل عمران]؟".

    ومن ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: بالله عليكم يا معشر علماء المسلمين أعيدوا على مسامعي هذه الآية، ثم ينطقون بها جميعاً وبلسانٍ واحدٍ موحّدٍ، قال الله تعالى:
    {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١} صدق الله العظيم، ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ويقول: فهل قلتم إنّ الله قال: {قل إن كُنتم تحبّون محمد رسول الله فاتّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}؟ ثم يُقاطع المهديّ المنتظَر كافّة علماء المسلمين فيقولون وبلسانٍ واحدٍ موحّدٍ: "اتّقِ الله يا ناصر محمد اليماني فنحن لم نقل ذلك بل قلنا لك قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١} صدق الله العظيم". ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ويقول: فهل ترون إنّكم اتّبعتُم محمداً رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - الذي يدعُوكم إلى التنافُس في حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه، أفلا تتّقون؟ فوالله الذي لا إله إلا هو لا تنالون محبة الله حتى تتّبعوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم فتقتدوا بهديه فتنافسوا مثله في حُبّ الله وقربه فتبتغوا إلى الله الوسيلة وهي أعلى درجة في الجنّة وهي أقرب درجة إلى ذات الرحمن لأنّها مُلتصقة بعرش الرحمن ويفوز بها أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى الله ربّ العالمين من عباده المتنافسين في حُبّه وقربه ويفوز بها الأقرب إليه منهم جميعاً ولذلك يتنافسون عليها أيّهم أقرب تصديقاً لقول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولم يجعل الله ابتغاء الوسيلة إلى الله حصريّاً للأنبياء والمرسَلين سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّه سبحانه لو يجعل ابتغاء الوسيلة إليه حصريّاً للأنبياء والمرسَلين؛ إذاً لأصبح مُحرّماً عليكم التنافس في حُبّ الله وقربه أيّكم أقرب؛ لأنّ الوسيلة هي أقرب درجةٍ إلى ذات الرحمن؛ لأنّها بأعلى جنّة النعيم وملتصقة بعرش الرحمَّن، وذات الله سبحانه مستوٍ على عرشه العظيم ولن يفوز بِها إلا عبدٌ واحد من بين عباد الله أجمعين ولم يُفتِ الله أنبياءَه ورُسلَه وأتباعَهم من هو هذا العبد، والحكمة من ذلك لكي يستمر التنافس في حُب الله وقربه من عبيده أجمعين أيّهم أحبّ وأقرب، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولم يجعل الله التنافس على الوسيلة حصريّاً لأنبيائه ورسله من دون المؤمنين، سبحانه! فكيف يأمركُم بالإشراك بعد إذ أنتم مؤمنون أنّه الله لا إله إلا هو ربّ العرش العظيم وحده لا شريك له وأنّ كلّ من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً؟ بل هُم عبادٌ أمثالكُم مؤمنون بربّهم ولكُم مِن الحَقّ في ربّكم ما لهُم لأنّهم عبادٌ أمثالكم، ولذلك يأمركم الله أن تُنافسوهم فتبتغوا إليه الوسيلة فتجاهدوا في سبيله أيّكم أحبّ وأقرب، وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

    وبما أنّ المهديّ المنتظَر بُشّر بها فأنفقها لجدّه، ولكنّي لا أعلم هل أعطاه إيّاها أم أعاد عِلمها إلى العبد المجهول ليستمر التنافس؟ وأمّا سبب رفض المهديّ المنتظَر للفوز بالوسيلة وذلك لأنّي أريدُ النعيم الأعظم منها وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، فوالله الذي لا إله غيره لا تساوي لديّ الوسيلة إلى النعيم الأعظم شيئاً ولذلك تُسمّى بالوسيلة أي الوسيلة إلى تحقيق الغاية؛ النعيم الأعظم مِنها وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ حتى يهدي الناس كُلّهم أجمعين رحمةً بعبده الذي حرّم على نفسه أعظم درجةٍ في نعيم جنات النعيم ودعا ثبوراً، وليس ثبوراً واحداً بل ثبوراً كثيراً بل أعظم من دعاء فرعون ولكنّ فرعون دعا ثبوراً كثيراً هو وقومه وجميع الكافرين لأنّهم في الجحيم، فلماذا المهديّ المنتظَر خليفة الله على الملكوت يدعو ثبوراً بل يقول أنّه سوف يدعو ثبوراً أعظم من ثبور فرعون لو لم يحقّق الله له النعيم الأعظم من الملكوت كُلّه فيكون الله راضياً في نفسه.

    فلربّما يود أن يقاطعني أحد عُلماء الأمَّة فيقول: "فلنفرِض أنّك صادقٌ يا ناصر مُحمد اليماني وإنّ الله سوف يؤتيك الخلافة كما آتاها أبانا آدم من قبل - عليه الصلاة والسلام - فكيف يدعو ثبوراً من كان خليفة لله؟". ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم وأقول: لأنّي أُحبّ الله أكثر من ملكوته أجمعين فكيف تريدني أن أستمتع بالخلافة وأتبوأ من جنّته حيث أشاء رغداً وأنا أعلمُ أنّ الله ليس سعيداً في نفسه بسبب ظلم عباده لأنفسهم من الذين كذّبوا برُسل ربّهم بدعوتهم إلى كلمةٍ سواءٍ بين عباد الله أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبودَ سواه فكذّبوا بدعوة رسل ربّهم جميعاً إلا قليلاً ثم أهلكهم الله بسبب كفرهم بربّهم وأدخلهم ناره من غير ظلمٍ ولكن أنفسهم يظلمون، وقال الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴿٢٤إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ويا إخواني المسلمين بالله عليكم انظروا لقول الله أرحم الراحمين في نفسه بعد أن يُهلك عباده المُعرضين عن عبادة الله وحده لا شريك له فأعرضوا عن دعوة رسل الله إليهم جميعاً إلى عبادة الله وحده لا شريك له ثم يُهلكهم الله من غير ظلمٍ ولا يظلم ربّك أحداً، وبرغم ذلك يقول في نفسهِ قولاً لا يسمعهُ حملة عرشه ولا كافة الملائكة المسبّحون وإنّما علّمتُكم به في مُحكم كتابه فيقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    فكيف تريدون المهديّ المنتظَر أن يهنأ بالنعيم والحور العين حتى ولو كان خليفةٌ لله ربّ العالمين؟ اللهم أنّي أعيذ نفسي بعظيم نعيم رضوان نفسِك من أن يفتنِّي نعيم ملكوت الدنيا والآخرة عن تحقيق الهدف من خلق عبادك، فما خلقتهم من أجل ملكوت الدنيا والآخرة ولا من أجل ملكوت جنات النعيم والحور العين، هيهات هيهات.. سبحانك وتعاليت علوّاً كبيراً، فقد أخبرت الإنس والجنّ جميعاً عن الهدف الوحيد من خلقهم وجعلت الفتوى في محكم كتابك يُدركها عالِم الأُمّة وجاهلها، وقال الله تعالى:
    {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    فيا أحباب الله من عباده يا من يحبّون الله أشدّ حُبّاً من حُبّهم لِرُسل الله ويحبّون أنبياء الله ورُسله محبّةً في الله ويحبّون عباد الله من أجل الله، يا من يحبّون في الله ويبغِضون في الله يا أحباب الله إنّي المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم سألتكُم بالله العظيم الغفور الودود كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنعيم والحور العين وقد أخبرتكُم ما يقوله الرحمن في نفسه بسبب المُعرضين عن دعوة الرُّسل من ربّ العالمين، فأنكر كثيرٌ من عباد الله كلمة التوحيد، وقال الله تعالى:
    {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٤أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ﴿٩أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖفَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ﴿١٠جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ ﴿١١كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ ﴿١٢وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَـٰئِكَ الْأَحْزَابُ ﴿١٣إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ﴿١٤وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ ﴿١٥وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ ﴿١٦} صدق الله العظيم [ص].

    ثم يهلكهم الله بسبب إعراضهم عن الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له ثم تأخذهم الصيحة بالحقِّ من غير ظلمٍ من ربّهم ورغم ذلك يقول في نفسه:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم. فكيف تريدونني أن أهنأ بالخلافة؟ فأفًّ لها فلن أقبلها حتى يحقّق الله لي النعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسّراً على عباده الذين ظلموا أنفسهم.

    إذاً يا قوم الآن تبيّن لكم سرّ المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم الذي سوف يهدي الله الناس من أجله فيجعلهم أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون بهِ شيئاً، ولا يزالون مختلفين فلم يجعلهم الأنبياء والمرسلون أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم بل لا يزالون مُختلفين، فريقاً هدى الله وفريقاً حقّت عليه الضلالة وقال الله تعالى:
    {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    ولكنّ الله سوف يجعل الناس أمّةً واحدةً على صِراطٍ مستقيمٍ رحمةً بالمهديّ المنتظَر الذي لو لم يهدِ الله الناس جميعاً فسوف يدعو ثبوراً كثيراً؛ بل أعظمُ من دعاء الثبور لكافة الكافرين جميعاً، وقد يستغرب الذين لا يعلمون من قولي هذا، فكيف يدعو المهديّ المنتظَر ثبوراً كثيراً وهو المهديّ المنتظَر خليفة الله وليس كافراً في نار جهنّم؟ وقال الله تعالى:
    {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴿١١إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴿١٣لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ﴿١٤} صدق الله العظيم [الفرقان]. فلماذا المهديّ المنتظَر يدعو ثبوراً؟ فماذا أصابه وما خطبه وماذا دهاه؟
    ثم يجيب عليكم المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم وأقول: يا قوم إنّي أعبد نعيم رضوان نفس الله عليّ وعلى عباده وليس رضوان الله عليّ فحسب، إذاً لأصبح وسيلة لتحقيق نعيم الجنّة؛ بل أريد الله أن يكون راضياً في نفسه وذلك هو نعيمي الأعظم ولن أرضى بغيره بديلاً، وأقسمُ بمن رفع السبع الشداد وثبّت الأرض بالأوتاد الله ربّ العباد أرحم الراحمين أنّي على استعداد على أن أفتدي بعوضةً بما فوقها من الملكوت كُلّه من أجل تحقيق النعيم الأعظم، وذلك لأنّ الأمم من البعوضة فما فوقها جميعهم عباد الله، وقال الله تعالى:
    {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فلو هدى الله كافة الأُمم ما يدبُّ أو يطير إلا بعوضةً واحدةً وجعل الله عبده خليفة له على ملكوت كُلّ شيء من البعوضة فما فوقها إلا بعوضةً واحدةً قال فذرها تتعذّب في نار جهنم إلا أن تفتديها بملكوت كُلّ شيء بما فوقها من الأمم من ملكوتُ ربّك ما يدبُّ أو يطير الذي استخلفك عليه، فما ظنّكم بالمهديّ المنتظَر؟ فوالله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه أنّي لا أتردّد شيئاً بل سوف أفرح فرحاً كبيراً وأكبّر ربّي تكبيراً فأنفق الملكوت كُلّه إلى من يشاء ربّي مقابل أن ينقذ هذه البعوضة.

    وهُنا تصيب الناس الدهشة، فكيف ذلك؟ وماذا في هذه البعوضة من السرّ حتى يفتديها المهديّ المنتظَر بالوسيلة المُعلّقة بسدرة المنتهى فما دونها إلى الثّرى! ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: يا أخي في حُبّ الله، وما عساني أفعل بالبعوضة، فما قيمتها؟ بل والله إنّها لمن أكره الحشرات لدى المهديّ المنتظَر لأنّها توقظني من مضجعي وتؤذيني فتمرضني بالملاريا، ولكنّه لن يتحقّق النعيم الأعظم إذا ظلّت البعوضة في نار جهنم، فسوف يظلّ ربّي أرحم الراحمين مُتحسّراً على هذه البعوضة التي ظلمت نفسها وكانت من الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صُنعاً، فهل علِمتُم كم مدى إصرار المهديّ المنتظَر على تحقيق الهدف من الخلق فيكون الله راضياً في نفسه؟ ولن يكون الله راضياً في نفسه حتى يُدخِل كُلّ شيء في رحمته وفي ذلك سرّ المهديّ المنتظَر الذي يقصده الله بالمثل المضروب في القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖوَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    وفي ذلك سرّ المهديّ المنتظَر في الكتاب الذي يهدي بهِ الله الناس أجمعين ما دون الشياطين الذين علموا أنّه المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربهم فكرهوه ويريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المشركون، ثم يجعل الله الناس أمةً واحدة على صراط مستقيم، فهل تدرون لماذا؟ إنّما ذلك رحمةً بعبده المهديّ المنتظَر الذي لو لم يحقّق له الله النعيم الأعظم فسوف يدعو ثبوراً كثيراً أعظمُ من دُعاء الثبور للذين ظلموا أنفسهم، ولذلك سوف يرحم الله عبده المهديّ المنتظَر فيهدي الله الناس جميعاً فيجعلهُم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، فهل تدرون لماذا؟ والجواب تجدونه في الكتاب، لماذا هدى الله الناس جميعاً في عصر بعث المهديّ المنتظَر وذلك رحمةً بعبده المهديّ المنتظَر وفي ذلك سرّ البعث الأول للذين كذّبوا بآيات ربّهم من الأُمم جميعاً ليجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم [هود]. ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه فما يقصُد الله بقوله: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} وتجدون الجواب في محكم الكتاب: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    ثم يأتي سؤالٌ جداً هامٌ وعظيمٌ، فهل سوف يجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ؟ وفي أيّ زمنٍ؟ ومن ثم تجدون الجواب في مُحكم كتاب الله أنّه سوف يجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ في زمن بعث المهديّ المنتظَر فيهدي الله الناس أجمعين رحمةً بالمهديّ المنتظَر الذي حرّم على نفسه جنّة النعيم حتى يتحقّق النعيم الأعظم منها ثم يتحقّق الهدف من خلقهم بتحقيق هدف المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّهم؛ عبد النعيم الأعظم، وقال الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118- 119].

    والبيان الحَقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} صدق الله العظيم، وذلك في زمن بعث كافة الأنبياء والمرسَلين من أوّلهم إلى خاتم مِسكهم محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فلا يزالون مُختلفين تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} صدق الله العظيم. ثم يتبيّن لكم القول الفصل وما هو بالهزل {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم. وذلك في زمن بعث المهديّ المنتظَر الذي يهدي الله من أجله الناس أجمعين رحمةً بالمهديّ المنتظَر فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ ثم يتحقّق الهدف من خلقهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم.

    ألا والله لقد أصبح شأن المهديّ المنتظَر جليّاً في القرآن العظيم يا من يزعمون أنّ القرآن لم يذكر المهدي المنتظر، يا من تقولون على الله ما لا تعلمون، فلو تنظرون في التفاسير لأئمّتِكم فتُقارِنوا بينها وبين بيان المهديّ المنتظَر للقرآن بالقرآن لوجدتم أنّ الفرق لعظيم كالفرق بين الظلمات والنور، فهل تستوي الظلمات والنور؟ وقال الله تعالى:
    {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ﴿١٩وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ﴿٢٠وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ﴿٢١وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [فاطر].

    فاتّقوا الله وارحموا أنفُسَكَم وارحموا إمامكم يرحمكُم الله، اللهم اغفر لهم فإنّهم لا يعلمون، وبصِّرهم بالحقّ بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك، فأنت ربّي الحَقّ ووعدك الحَقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    خليفة الله الذليل على المؤمنين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  8. افتراضي

    =====اقتباس=====

    اقتباس المشاركة 2787 من موضوع البيانُ العاجِل إلى كُلّ ذي عَقلٍ يَتدَبَّر ويَتفَكّر فيَتّبِع البيان الحَقّ للذِّكر ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    15 - جمادى الآخر - 1431 هـ
    29 - 05 - 2010 مـ
    09:47 مساءً
    (بحسَبِ التّقويم الرّسمِي لأمّ القُرَى)
    ــــــــــــــــــــ



    البيانُ العاجِل إلى كُلّ ذي عَقلٍ يَتدَبَّر ويَتفَكّر فيَتّبِع البيان الحَقّ للذِّكر ..


    بِسْم الله الرّحمن الرّحيم؛ والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطّيِّبينَ الطّاهِرينَ والصّلاة والسّلامُ على كافّة الأنبياءِ والمُرسَلين ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين؛ ولا أُفرّقُ بين أحَدٍ مِن رُسلِه حَنيفًا مُسلِمًا وما أنا مِن المُشرِكين..

    ويا أُمّة الإسلام يا حُجّاجَ بيتِ الله الحَرام، سَلامُ الله عليكم ورَحمتُه وبركاتُه، لقد رأيتُ بعد صَلاةِ فَجرِ هذا اليوم المُنقَضِي محمدًا رَسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان واقِفًا وأنا كنتُ كذلك واقفًا مِن خَلفِه وبرغم أنّي لم أكن أرى وَجهَهُ لأنّني واقفٌ خَلفَه غير أنّي أعلمُ أنّي وَاقفٌ وراءَ جَدِّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان وُقوفُنا فوقَ جَبلِ عَرفاتٍ؛ وكان ينظرُ إلى الحُجّاج ومِن ثُمّ سَمِعتُه يقول:
    [ يا حَسرَةً على المُعرضين عن الدّعوة إلى اتّباع الحَقّ مِن ربّهم ].

    ومِن ثُمّ سَمِعتُه يَتلو قول الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَٰسِقُونَ ‎﴿١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحديد].

    وانتهَت الرُّؤيا بالحقّ، ألا وإنّ المَقصُودَ
    بالحُجّاج بمَعنى أنه يَتحسَّرُ على المسلمين لأنه لا يَحجُّ بيتَ الله إلّا مُسلمٌ ومَن أظلمُ مِمّن افتَرَى على الله كذِبًا، فاتَّقوا الله يا أولي الألباب فلا يَجتَمِعُ النُّور والظُّلماتُ؛ فكيفَ السّبيلُ لإنقَاذِكم؟


    ويا عُلماء الأُمّة الإسلاميّة أجمَعين على مُختَلَفِ مَذاهِبِهم وفِرَقِهم؛ إنّي الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليمانيّ جَعَلنِي الله مُتَّبِعًا لكافّةِ الأنبياءِ والمُرسَلين مِن أوّلهم إلى خاتمِهم جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولذلكَ أدعُوكم وطائِفتَيْ أهلِ الكتابِ والناس أجمَعين إلى كلمةِ التّوحيدِ سواءٍ بيننا وبين الناس أجمَعِين أن لا نَعبُدَ إلّا الله الذي لا إله غيرُه الذي خلقَنِي وخلقَكم ربّ كُلِّ شيءٍ ومَليكه وأدعو إليه على بَصيرةٍ مِن لدُنه (القرآن العظيم)، فلماذا لا تَستَجِيبُون لدَعوة الحَقّ إن كنتُم مُؤمِنين؟ فما هي حُجّتُكم على ناصر محمد اليمانيّ {قُلْ هَاتُوا۟ بُرْهَٰنَكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ‏} [سورة البقرة]؟

    فلكُلّ دَعوَى بُرهان، ولا يَنبغِي أن يكونَ بُرهانُ الدَّعوَةِ إلى الرّحمن إلّا مِن الرّحمن، فهل عندكم كتابٌ هو أهدَى مِن كتابِ الله القرآن العظيم فأتَّبِعهُ؛ فأْتوا بسُلطانِ العِلم مِنهُ إن كنتم صادِقين؟ وقال الله تعالى: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَٰنٌ مُّبِينٌ ‎﴿١٥٦﴾‏ فَأْتُوا۟ بِكِتَٰبِكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الصافات].

    وقال الله تعالى: {قُلْ أَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِى مَاذَا خَلَقُوا۟ مِنَ ٱلْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱئْتُونِى بِكِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَآ أَوْ أَثَٰرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎﴿٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الأحقاف].

    فانظروا يا قَوم إلى بُرهانِ دَعوةِ الصِّدقِ تَجِدُوا أنّ البُرهانَ هو العِلمُ الحَقّ مِن ربّ العالَمين، ولذلك قال الله تعالى: {ٱئْتُونِى بِكِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَآ أَوْ أَثَٰرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎} صدق الله العظيم.

    ولكنكم تُجادِلونَني برِواياتٍ مُفتَرَياتٍ تُخالفُ لآياتِ الكتابِ البيّناتِ لعالِمِكم وجاهِلكُم إن كنتُم تَعقِلون! وعلى سَبيل المِثال: حُجّتكم التي تُحاجُّونَ بها الإمام المهديّ خليفة الله المُصطفَى ناصر محمد اليمانيّ فتُنكِرونَ عليه قوله: يا أيّها الناس إنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله المُصطفَى مِن ربِّ العالَمين. ومِن ثُمّ قلتُم: "ألا إنّ قَولكَ هذا للناسِ أنّك المهديّ المنتظَر هو حُجّتُنا عليك، كَون المهديّ المنتظَر إذا حضَرَ لا يقولُ أنّه المهديّ المنتظَر؛ بل علماء الأُمّة يُعَرِّفونَه على شَخصِه فيَقولون له أنّه المهديّ المنتظَر حتى ولو أنكَر أجبَروهُ على البَيعَةِ كَرهًا"! ومِن ثُمّ يقولُ لكم ناصر محمد اليمانيّ: فما يُدريكُم أنّه المهديّ المنتظَر إذا كان هو لا يَعلمُ أنّه المهديّ المنتظَر فهل أنتم أعلمُ منه؟ فكيف يَزيدُكم الله بَسطةً في العِلم على الإمام المهديّ! إذًا فكيف يَستطيعُ أن يَحكُمَ بينكم مِن كتابِ الله فيما كنتم فيه تَختَلفُون؛ أفَلا تَعقِلون؟

    ويا أُمّة الإسلامِ؛ إنّي أَشهَدُ والله يَشهَدُ وكفَى بالله شَهيدًا أنّ الله لم يَجعَل لكم الخِيرة في اصطِفاءِ خَليفَتِه مِن دُونِه سُبحانَه وتعالى عمّا يُشرِكون؛ بل الذي خلقَنِي وخلقَكُم هو الذي يَختارُ خليفَتَه في قَدَرِهِ المَقدُور في الكتابِ المَسطُورِ تَصديقًا لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‎﴿٦٨﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    ويا أُمّة الإسلامِ؛ والله الذي لا إله غَيرُه لا أعلمُ لكم بِسَبِيلٍ للنّجاةِ إلّا أن تَعتَصِمُوا بحَبلِ الله القرآنِ العَظيم؛ فتَعتَصِمُوا بمُحكَم كتابِ الله وتَكفُروا بما خالَفَ لمُحكَم كتابِ الله سَوَاءً في التّوراةِ أو في الإنجيلِ أو في أحادِيث ورِواياتِ السُّنة النّبوِيّة، وذلكَ لأنّ الله لم يَعِدكم إلّا بحِفظِ كتابِ الله القرآن العظيم مِن التّحريفِ والتَّزيِيفِ إلى يومِ الدِّين ولذلكَ تَجِدونَه نُسخةً واحِدةً في العالَمين لم تَختَلِف فيه كلمةٌ واحدةٌ برغمِ أنّه عاصَرَ أعمارَ أُمَمٍ مِن البشَر ولا يزالُ مَحفوظًا مِن التّحريفِ تَصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ‎﴿٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحجر].

    ويا علماءَ المسلمين وأُمّتَهم؛ إنّ لكم الحَقّ أن لا تُصدِّقوا الإمامَ ناصِر محمد اليمانيّ حتى تَجِدوهُ هو حقًّ أعلمكم بكتابِ الله القرآن العظيم، ومِن ثُمّ لا تَجِدُوا أحدًا منكم يَستَطيع أن يأتِي بتَأويلِ القرآن كمِثلِ بيان الإمام ناصر محمد اليمانيّ، فإذا تبيَّنَ لكم أنّ بيانِي للقرآن هو حقًّا خَيرٌ مِنكُم وأحسَنُ تَفسِيرًا فقد تبيّنَ لكم أنّي حقًّا أعلمُكم بكتابِ الله القرآن العظيم.

    ولربّما يَوَدُّ أحدُ علماءِ الأُمّة أن يقول: "نعم إنّ لديكَ عِلمًا وافِرًا مِن كتابِ الله مِمّا عَلَّمكُم الله ولكن هذا لا يَعنِي أنكَ المهديّ المنتظَر". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ وأقول: ويا سُبحانَ ربّي! فكيفَ يُؤتِينِي اللهُ الحُكمَ والكتابَ ومِن ثُمّ أفتَري عليه ولم يَصطفِني المهديَّ المنتظَر ما لم يكن حقًّا اصطَفانِي عليكم وزادَني عليكم بسطةً في العِلم، أفلا تَعقِلون؟

    وإليكم سُؤال المهديّ المنتظَر: فهل لو أنّ الأنبياءَ افتَرَوْا على الله واتّبَعَهم الناسُ في دَعوَتِهم إلى عبادَة الله وهم ليسُوا بأنبياء ولم يُوحِ اللهُ إليهم شيئًا؛ فهل تَرَوْنَ أنّ الله سوفَ يُحاسِبُ أتباعَهم على اتّباعِهم وهم اسَتَجابوا لدَعوَة الحَقّ إلى عِبادَة الله وَحدَه لا شَريكَ له؟ حتى ولو كان الأنبياءُ مُفتَرينَ في الكتابِ المُنَزَّلِ عليهم لمَا حاسَبَ الله أتباعَهُم؛ بل سوفَ يُحاسِبُ مَن افتَرَى عليه وَحدَه تَصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُۥ فَعَلَىَّ إِجْرَامِى} صدق الله العظيم [سورة هود: 35].

    وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ إن يَكن مُفتَرِيًا وليسَ الإمام المهديّ المنتظَر فعَلَيَّ إجرَامِي، وأمّا أنتم فكيفَ يُحاسِبُكم الله لو استجَبتُم لدَعوَة الحَقّ إلى عِبادَةِ الله وَحدَه لا شَريكَ له وأتّبَعتُم آيات الكتابِ البَيِّناتِ لا يَكفرُ بها إلّا الفاسِقون؟ وذلك لأنّي أرَى الشياطين تُخوِّفكم في أنفُسِكم فتُوسْوِس لكم بغير الحَقّ فتقولون: "ماذا لو اتّبعنا الإمام ناصر محمد اليمانيّ وهو ليسَ المهديّ المنتظَر؟ إذًا فقد أضَلَّنا عن سوَاء السّبيل". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم الإمام المهديّ وعلى شياطينِكم مِن الجنّ والإنس: فهل مَن عبَدَ الله وَحدَه لا شريكَ له حتى جاءَ ربَّه بقلبٍ سليمٍ مِن الشِّركِ؛ فهل ترَونَه قد ضلّ عن سوَاء السّبيل؟ أفلا تتّقُون؟

    ويا علماءَ أُمّة الإسلام، إنّما أعِظُكُم بواحِدةٍ هو أن تقولوا: "يا ناصر محمد اليمانيّ نحن لن نُصَدّقَ أنّك حقًّا الإمام المهديّ حتى نَجِدكَ تَستَطيعُ أن تَحكُمَ بيننا فيما كُنّا نَختَلِفُ فيه مِن الدِّين فتأتينا بالحُكم المُقنِع لعُقولنا مِن مُحكَم كتابِ الله القرآن العظيم". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم ناصر محمد اليمانيّ وأقول: فذلك بيني وبينكم وما يَنبَغي لي أن أحكُمَ بينكم إلّا بما أرانِي الله في مُحكَم كتابِه تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُ} صدق الله العظيم [سورة النساء: 105].

    وقال الله تعالى: {وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِى ٱخْتَلَفُوا۟ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ‎﴿٦٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النحل].

    وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ} صدق الله العظيم [سورة المائدة: 48].

    ولرُبّما يَودُّ أحدُ فَطاحِلةِ علماء الأُمّة أن يُقاطِعَني فيقول: "مَهلًا مَهلًا إنّما ذلكَ القولُ مِن الله والأمرُ هو إلى رسوله وليسَ لك يا ناصر محمد اليمانيّ". ومِن ثُمّ يَردُّ عليه الإمام المهديّ وأقول: ولكنّي مُتّبعٌ ولستُ مُبتَدِعًا، وأعوذُ بالله أن أكون مِن الجاهلين فأَتّبع أهوَاءَكم؛ بل أدعوكم على بَصيرَةٍ مِن الله وهي ذاتها بَصيرَة محمدٍ رسول الله بالقرآن العظيم صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلكَ أُحاجّ الناس بما كان يُحاجّهم به خاتم الأنبياء محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن العظيم تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى} صدق الله العظيم [سورة يوسف: 108].

    إذًا بَصيرة القرآن هي لمحمدٍ رسول الله ولِمَن اتَّبعه، فلماذا اتّخَذتُم هذا القرآن مَهجُورًا؟ فمَن يُجيرُكم مِن الله؟ ولرُبّما يَودُّ عالِمٌ آخر أن يقول: "فهل أنت يا مَن تَزعمُ أنك المهديّ المنتظَر أعلمُ مِن محمدٍ رسول الله وصحابته الأخيار بهذا القرآن العظيم؟ فقد بيَّنه لنا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن طريق السُّنة فيَكفينا اتّباع السُّنة وذلك لأنّ القرآن لا يَعلمُ تأويله إلّا الله تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7].

    ومن ثُمّ يردُّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَٰنِۭ بِهَٰذَآ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ‎﴿٦٨﴾‏ قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ‎﴿٦٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة يونس].

    ولكنّي لم أجِد في كتابِ الله أنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلّا الله؛ بل قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلْفَٰسِقُونَ ‎﴿٩٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وقال الله تعالى: {هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ مِنْهُ ءَايَٰتٌ مُّحْكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَآءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِۦ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِى ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ‎﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    إذًا يا قوم إنّما يَقصِدُ الله بقوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ}؛ ويَقصدُ المُتَشابه وليس آياتِ الكتابِ المُحكَماتِ البيّنات هُنّ أُمّ الكتاب لعالِمكم وجاهِلكم، فلمَ تُحرِّفون كلامَ الله عن مَواضِعه حتى تتّبعوا أهواءَكم أفلا تتّقون؟ فمَن يُجيرُكم مِن الله؟ أفَلا تعلمونَ أنَّما المُتشابه في القرآن قليلٌ بنسبة عشرةٍ في المائة تَقريبًا وتِسعينَ في المائة مِن آياتِ الكتابِ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنّ أُمّ الكتاب جَعلهُنّ الله آياتٍ بيّناتٍ لعالِمكم وجاهلكم حتى لا تكونَ لكم الحُجّة على الله؛ بل وتُوجَدُ سورٌ جميعها مُحكَمٌ واضحٌ بيِّنٌ للعالِم والجاهل، أم أنّكم لا تَعلمونَ ما يَقصِدُ الله بقوله في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ‎﴿١﴾‏ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ‎﴿٢﴾‏ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ‎﴿٣﴾‏ وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ‎﴿٤﴾‏} صدق الله العظيم.

    أم أنّكم لا تعلمون ما يقصِدُ الله بقوله تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُۥ خَٰشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ‎﴿٢١﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿٢٢﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‎﴿٢٣﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ‎﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الحشر].

    ويا علماء أُمّة الإسلام لِمَ تخدَعونَ أنفسَكم وأُمَّتكم؟ فإذا كان لا يعلمُ تأويله إلّا الله؛ فلِمَ تجرَّأتُم على تفسيرِ القرآن مُحكَمه ومُتشابهه وأنتم لا تُفرِّقونَ بين المُتشابه والمُحكَم؟ ولسوفَ أُفتيكم وأُمّة المسلمين عالِمهم وجاهلهم كيف تُميِّزون بين آياتِ الكتابِ المُحكَمات هُنّ أُمّ الكتاب والآيات المُتشابهات؛ ألا وإنّ الأمرَ يَسيرٌ جدًّا يُدرِكُه أولوا الألباب الذين يتدبّرون آياتِ الكتاب الذين يَتلونَه حقَّ تلاوتِه تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُو۟لَٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ وَمَن يَكْفُرْ بِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ ‎﴿١٢١﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولا يَقصِدُ حقَّ تِلاوَته بالغُنّة والقلقلة والتّجوِيد كما جَعلتُم جُلَّ اهتِمامِكُم في ذلك وذلك مَبلغُكم مِن العِلم! بل حقّ تِلاوَته أيْ: بالتَّدبُّر والتَّفكُّر في آياتِه تَصديقًا لقول الله تعالى: {كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓا۟ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ‎﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة ص].

    وأمّا كيف تَستَطيعونَ أن تُميِّزوا بين آياتِ الكتابِ المُحكَماتِ مِن الآياتِ المُتشابِهات؛ فسَبقَ أن ضَربنا لكم على ذلك مَثلًا في قول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وكلمة التّشابُه هي في قول الله تعالى: {ٱلظَّٰلِمِينَ} فهل يَقصِدُ ظُلمَ الخطيئَة أم يَقصِدُ ظُلمَ الشِّركِ في القلبِ؟ فإذا كان يَقصِدُ ظُلمَ الخَطيئة فهذا يعني أنّ جميع الأنبياء والأئمّة مَعصومونَ مِن الخَطيئَة! ولكنّ الظنّ لا يُغني مِن الحَقّ شيئًا؛ فكيفَ لكم أن تَعلموا هل في هذه الآية تَشابُهٌ أم أنّها مُحكَمة؟ فالأمرُ يَسيرٌ عليكم لو كنتم تَعقِلون، فارجِعوا إلى قِصص الأنبياء والمُرسَلين وتدبَّروا هل قَطُّ وَجدتُم لأحَدِهم أخطاءً؟ فإذا لم تَجِدُوا أنّ أحدَهُم أخطأَ فقد تبيَّنَ لكم أنّ قول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾} صدق الله العظيم، خاليَة مِن كلماتِ التّشابُه.

    أمّا إذا وَجَدتُم أنّ المُرسَلين قد يَتعرّضُونَ لظُلم الخطيئَة فقد أصبحَت الآية فيها كلماتٌ مُتَشابِهة، وتعالوا للتّطبيقِ للتّصدِيق؛ فهل نَجِدُ أنّ الله يُفتِينا في آيةٍ أُخرَى أنّ المُرسَلين يتَعرّضُونَ لظُلم الخَطيئَة؟ وتَجِدونَ الفَتوَى في قولِ الله تعالى: {يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ ٱلْمُرْسَلُونَ ‎﴿١٠﴾‏ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنَۢا بَعْدَ سُوٓءٍ فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿١١﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    إذًا يا قوم إنّ المُرسَلين مُعرَّضونَ لظُلم الخطيئة وربّي غَفورٌ رَحيمٌ لِمَن تابَ وأنابَ كما أخطأ نبيّ الله موسى فارتكبَ ظُلم الخطيئَة بقتلِ نفسٍ تَعصُّبًا مع الذي هو مِن شِيعتِه في ساعةِ غَضبٍ، ولَمّا أدركَ موسى أنّه ظَلمَ نفسَه بخطيئَة القَتلِ قال: {قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَٱغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُۥٓ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    وذلك تَصديقًا لقول الله تعالى: {يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ ٱلْمُرْسَلُونَ ‎﴿١٠﴾‏ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنَۢا بَعْدَ سُوٓءٍ فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿١١﴾‏} صدق الله العظيم.

    ولو يتَدَبّر الباحثون عن الحَقّ كيف اختَلفَ علماءُ الشيعة وعلماءُ السُّنة في هذه المسألة فكُلٌّ منهم جاء ببُرهانه مِن القرآن، فأمّا الشيعة فقالوا أنّ الأنبياء والأئمة مَعصومُونَ مِن ظُلم الخَطيئَة وجاءُوا بالبُرهان على عقيدتهم مِن مُتَشابِه القرآن وقالوا: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وأمّا أهلُ السُّنة فاستَدَلّوا بقَتلِ موسى لنفسٍ فظلمَ نفسَه فتابَ وأنابَ وجاءُوا بالبُرهان مِن القرآن في قَولِ الله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَٱغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُۥٓ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    وعجَزَ أهلُ السُّنة في إقناعِ الشيعَة وعَجَز الشيعة في إقناعِ السُّنة! ولكنّ ناصر محمد اليمانيّ سوفَ يُلجمُ أَلْسِنَةَ الشيعة والسُّنة بالحقّ حتى لا يَجِدُوا إلّا أن يُسَلّموا تسليمًا لِما قَضيتُ بينهم بالحقّ أو يكفروا بالقرآن العظيم! وأمّا سِرُّ إلجامِي للشيعة، وذلك لأنّي أخَذتُ الآية التي يُحاجّونَ بها الناس وبيَّنتُ أنّ فيها مِن كلماتِ التّشابُه، وأنه يَقصِدُ ظُلمَ الشِّركِ ولا يَقصِدُ ظُلمَ الخطيئة وذلك لأنّ الشِّركَ ظُلمٌ عظيمٌ تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَلَمْ يَلْبِسُوٓا۟ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]، أي: أنّ قلوبَهم سَليمةٌ مِن ظُلم الشِّركِ بالله تصديقًا لقول الله تعالى: {‏يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ‎﴿٨٨﴾‏ إِلَّا مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ‎﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الشعراء].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة لقمان: 13].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ‎﴿١١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    ولذلك لا يَنبغِي أن يكون الأنبياء والأئمة مِن المُشركين بالله؛ بل يُطهِّر الله قُلوبَهم مِن ذلك تَطهيرًا حتى يَدعُوا الناس إلى كلِمة التّوحيدِ فيُخرجُوا الناس مِن الظُلماتِ إلى النُّور. وتبيَّن لكم الآن البيان الحَقّ لقول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وتَبيَّنَ لكم أنه يَقصِد: ظُلم الشِّركِ وليس ظُلمَ الخَطيئَة.

    ويا معشَر الأنصار، أرجُو مِن الله أن لا تَمَلّوا كثرةَ التِّكرارِ والتّفصِيلِ المُستَمِرّ لعلّه يُحدِثُ لهم ذِكرًا وتَجِدونَني أُكرِّر هذه النقطة كون هذه العقيدَة هي السبب في مُبالغَة الشيعة في الأئِمّة أنهم مَعصُومُونَ مِن الخطأ ويُحاجّونَ الناسَ بقول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم.

    ولكنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ؛ أَشهدُ لِله أنّي قد ارتَكبتُ ذُنوبًا كثيرةً ولا يُحِيطُ بها الناسُ عِلمًا، والحمدُ لله الذي هَداني حين وَجدَني تائبًا مُنيبًا فهَدانِي إلى ما يُحبُّه ويَرضَاه، والحمدُ لله ربّ العالَمين.

    ولرُبّما يَوَدُّ أحَدُ الأنصار أن يُقاطعَ المهديّ المنتظَر فيقول: "يا إمام ناصر لا تَجعَل للناس الحُجّة علينا فإنهم يُنكِرونَ أمرَك، وحين يَجدُونَ أنّكَ تقول: (أَشهَدُ لِله أنّي قد ارتَكبتُ ذُنوبًا كثيرةً ولا يُحيطُ بها الناسُ عِلمًا)، سوفَ يَزدادُونَ إنكارًا وسَيَقولونَ: أفَلَا تَرَونَ إمامَكم أنّه كان يَتّبِعُ الشَّهَواتِ؟! فكيف تُصدِّقونَه؟". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليه الإمام المهديّ الحَقّ وأقول: بل إنّي بقولي هذا قد أغلقتُ بابًا كبيرًا مِن أبوابِ الوَسواسِ الخنّاس في صُدورِ الناس حتى لا يَقولوا لأنصاري المُذنِبين: "كيف يقول ناصر محمد اليمانيّ أن أتْباعَهُ صَفْوَةُ البَشَريَّة وخير البَرِيّة وأنتم تَعلَمُونَ أنفسَكُم أنكم قد أذنَبتُم كثيرًا وناصر محمد اليمانيّ لا يعلمُ بِذُنوبِكُم، أفَلَا تَذكُرُ يا فلان ماذا فَعلتُ أنا وأنتَ في الجِنسِ اللطيفِ في الإجازة يوم سَافَرنا إلى الدّولةِ الفُلانيَّة؟ فكيف تكونُ مِن صَفوَةِ البَشَريّة وخيرِ البَريّة كونكَ مِن أتباعِ ناصر محمد اليمانيّ؟! فهذا يَدُلّ أنه لن يتّبِعَه إلّا الغاوُون"، ومِن ثُمّ يردُّ عليه الإمام ناصر محمد اليمانيّ الذي كان مِن المُذنِبينَ وأقول: بل نحن التَّوّابُونَ المُتَطهِّرون أحبابُ ربّ العالَمين تَصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [سورة البقرة: 222].

    ولا حاجَةَ لنا برضوانِ العالَمين؛ بل نَعبُد نعيمَ رِضوانِ الله ربّ العالَمين فنحن له عابدُون وفي حُبّه وقُربِه مُتنافِسُون.

    وسَلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالَمين..
    أخوكُم المُذنبُ التّائِب المُنيبُ إلى ربّه ليَغفِرَ ذنبَه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________



    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 5298 من موضوع تدبَّروا يا أولي الألباب تفسير هذه الآية بحديثٍ مُفترًى ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    13 - صفر - 1430 هـ
    08 - 02 - 2009 مـ
    06:10 مساءً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=470
    ____________


    تدبروا يا أولي الألباب تفسير هذه الآية بحديثٍ مُفترًى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} صدق الله العظيـــــم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ‎﴿١٢٤﴾} صدق الله العظيم [طه].

    فانظروا لبيانها بحديثٍ مُفترًى عن الله ورسوله وصحابته الأخيار، فلا أشتم أحدًا منهم، فكما افتُريَ عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كذلك افتُريَ على الرواة من صحابته الأخيار.

    وقال سفيان بن عيينة عن أبي حازم عن أبي سلمة عن أبي سعيد في قوله: {معيشة ضنكا} قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيه وقال أبو حاتم الرازي: النعمان بن أبي عياش يكنى أبا سلمة وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان أنبأنا الوليد أنبأنا عبد الله بن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثمّ عن أبي سعيد قال: قال رسول الله في قول الله عز وجل {فإن له معيشة ضنكا} قال: ضمة القبر له والموقوف أصح وقال ابن أبي حاتم أيضا: حدثنا الربّيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج أبو السمح عن ابن حجيرة واسمه عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله قال: [ المؤمن في قبره في روضة خضراء ويفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له قبره كالقمر ليلة البدر أتدرون فيم أنزلت هذه الآية {فإن له معيشة ضنكا} أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رؤوس ينفخون في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم يبعثون ] رفعه منكر جدا.

    وقال البزار: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي: حدثنا محمد بن عمرو حدثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن النّبيّ في قول الله عز وجل: {فإن له معيشة ضنكا} قال [ المعيشة الضنك الذي قال الله إنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية ينهشون لحمه حتى تقوم السّاعة ] وقال أيضا: حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النّبيّ {فإن له معيشة ضنكا} قال: [ عذاب القبر ] إسناد جيد.
    انتهـــــى ..

    وإليكم بيانها الحقّ في محكم القرآن لتعلموا أنَّ الحديث الذي وُضِعَ عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بيانًا لها هو كذبٌ وافتراءٌ، وإلى البيان الحقّ ليتبيّن لكم الحقّ من الباطل، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} صدق الله العظيم [طه:124].

    فما هي المعيشةُ الضَّنك للمُعرض عن ذكر الله؟ وذلك لأنّ الله يجعل صدره ضيِّقًا حرجًا فلا يشعر بسكينةٍ وطمأنينةٍ في قلبه لأنه مُعرضٌ عن ذكر الله، ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب، ونظرًا لإعراضه عن ذكر الله يجعل الله صدره ضيِّقًا حرجًا وكأنّما يصَّعَّدُ في السماء فيقِلُّ عليه الأوكسجين وكأنه يشعر باختناقٍ في التّنفس نظرًا لأنّ الله جعل صدره ضيّقًا حرجًا، فيكون في ضيقٍ وضنكٍ في الحياة، تصديقًَا لقول الله تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ‎﴿١٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    إذًا، الحديث الذي زعم المفترون أنه بيانٌ لها قد تبيّن لمن يريد الحقّ أنه حديثٌ موضوعٌ، وكذلك كافّة الأحاديث عن فِرية عذاب القبر في حُفرة السّوءَة، برغم أننا لا نُنكر العذاب من بعد الموتِ مباشرةً، ولكنه في ذات النّار على الروح من دون الجسد، كما فصّلنا ذلك تفصيلًا من قبل في شأنِ بطلانِ العقيدة الباطلة في عذاب القبر.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  9. افتراضي

    اقتباس==========

    اقتباس المشاركة 5299 من موضوع تدبَّروا يا أولي الألباب تفسير هذه الآية بحديثٍ مُفترًى ..

    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    07 - صفر - 1430 هـ
    02 - 02 - 2009 مـ
    10:29 مساءً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=471
    ــــــــــــــــــــــ



    إلى كافّة علماءِ البشرِ على مختلف التّيارات أجمعين ..


    بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
    وقال الله تعالى:
    {
    لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ‎﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الحشر].

    قال الله تعالى:
    {
    اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ۚذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [الزمر].

    وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ‎﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال الله تعالى:
    {
    كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ‎﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ‎﴿٢﴾‏ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ‎﴿٣﴾‏ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ‎﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ‎﴿٢٠٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ يَسَّرْ‌نَا القرآن لِلذِّكْرِ‌ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ‌ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [القمر].

    وقال الله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ‎﴿٢٥﴾‏ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ‎﴿٢٦﴾‏ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ‎﴿٢٧﴾‏ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ‎﴿٢٨﴾‏ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ‎﴿٢٩﴾‏} صدق الله العظيم [التكوير].

    من المهديّ المنتظَر من آل البيت المطهّر ناصر محمد اليمانيّ إلى كافّة علماء البشر من الجنّ والإنس على مختلف التّيارات، إنّي أُشهد الله وكفى بالله شهيدًا أنني أدعوكم للحوار على مختلف عقائدكم ودياناتكم وثقافاتكم إلى طاولة الحوار، وأنّني أعدكم وعدًا غير مكذوبٍ أنّي لا ولن أحذف بياناتكم أبدًا مهما كان فيها من الكفر والمخالفة لدعوتنا إلى الذِّكر للقرآن العظيم، ولا ينبغي لكم أن تُصدِّقوا أنّني المهديّ المنتظَر الناصر للذِّكر الذي جاء به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما لم أُخرس ألسنتكم كافةً بمُحكَم القرآن العظيم، وبما أنّ الله آتانيَ علم الكتاب فإني أتحداكم بمُحكمِه ومُتشابهِه، فلا تُجادلوني به إلا أتيتُكم بالحقّ وأحسن تفسيرًا بإذن الله مما علّمني ربّي إنه هو العليم الحكيم، وأُصدِر أمرًا إلى كافّة أعضاء مجلس الإدارة لطاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر، فأصدر الأمر إلى طاقم الإدارة بقيادة الحسين بن عمر أن لا يحذفوا حتى إبليس الشيطان الرجيم وكافّة أنصاره من المغضوب عليهم وكافّة الضالين والمجوس وحزب الطاغوت والمسلمين والنّصارى واليهود، وإنّي أحرّم عليكم حجبهم مهما شتموني ومهما سبّوني ومهما لعنوني فلن يلعنوا إلا أنفسهم، فلا يجوز لكم مخالفة أمري أبدًا مهما أخَذَتكم الغيرة على إمامكم حتى لا تكون لهم الحجّة علينا فيقولون للناس إنما حجبناهم لأننا عجزنا عن إلجامهم، وكذلك آمر جميع الأنصار بالأمر أن لا يردّوا السبَّ بالسبِّ والشتمَ بالشتمِ واللعنَ باللعنِ، بل قولوا: "سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين"، وقد علّمكم الله أنَّ الصّبرَ خيرٌ لكم. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ ﴿١٢٦} صدق الله العظيم [النحل]، فلم يأمركم الله أن تعاقبوا بمثل ما عوقبتم به؛ بل جعل الله لكم الخيار بين الصبر والمُعاقبة، وعلّمكم الله أنّ الصبر هو خير لكم: {وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ}.

    ويا معشر الأنصار، إنما حزب الإمام المهديّ هم عباد الرحمن الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {
    وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿٦٣} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وكلا ولا ولن أسمح بعد اليوم لأعضاء مجلس الإدارة لطاولة الحوار للمهديّ المنتظَر أن يحذفوا بيانَ أحدٍ أبدًا مهما كان كُفْرِيًّا ومهما كان لا أخلاقيًّا إلا روابط المواقع سواء كانت إباحيّةً أو غيرها فإني آمركم بحذفها، فلا يجب بقائها في طاولة الحوار العالميّة للجنّ والإنس، إلا أن تكون روابط لمواقع علميّة فلا بأس بها، وأمّا ما دون ذلك فلا يجوز لكم أن تعصوا أمري شيئًا، فإن فعلتم فسوف أعتزل موقعي فيذهب إمامكم عنكم، وأعلم إنما الغيرة تأخذكم بالحقّ على إمامكم ولكن تذكّروا إِنّ المُحبَّ لمن يُحبُّ مُطيعٌ، فأطيعوا أمري ولا تحذفوا أحدًا إلا بأمرٍ مني، فإذا رأيتُه لا يُنَزِّل إلا بياناتٍ لا علاقة لها بالحوار ليشغل بها القرّاء والباحثين عن الحقّ خارجةً عن مواضيع الحوار؛ فعند ذلك سوف يصدر فيه أمرٌ منّي على صفحة الموقع، أما البيان الذي يخالفني فلا تحذفوه أبدًا فسوف أهيمن عليهم بالعلم والسلطان من القرآن العظيم إن كانوا به يؤمنون.

    وكذلك نشدّ أزر رئيس طاقم الإدارة ابن عمر بخمسةٍ ليكونوا مراقبين لروابط المواقع الإباحيّة والصور الخليعة من قبل أولياء الشياطين وحجب عضوياتهم فورًا.

    ويا معشر علماء الأمّة، ليست دعوتي لكم إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم تعني أنني لا أتّبع إلا القرآن! حاشا لله، فإن لم أجد سلطان علمي في القرآن فحتمًا تجدونني أذهب لسُنَّة محمدٍ رسول الله الحقّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمّا الذين أحاجِجْهم بكتاب الله وهم يُحاجّوني بما يخالف لمُحكم القرآن العظيم في السُّنة النّبويّة فاعلموا أنهم إنما يحاجّوني بقول الشيطان الرجيم من الأحاديث الموضوعة على لسان أوليائه، وتجدونها حتمًا جميعًا مخالفةً لمُحكم القرآن العظيم.

    ويا معشر علماء الجنّ والإنس إني أفتيكم بالحقّ، إنما أدعوكم للاحتكام للقرآن لأنه حجّة الله عليكم وعلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولأنّه محفوظٌ من التحريف، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩} صدق الله العظيم [الحجر].

    ولسوف آتيكم بالبرهان المبين من مُحكَم القرآن العظيم أنّ القرآن هو حجّة الله عليكم لعلكم تتقون، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ أَعْرَ‌ضَ عَن ذِكْرِ‌ي فَإِنَّ له مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُ‌هُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ ربّ لِمَ حَشَرْ‌تَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كنت بَصِيرً‌ا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

    فانظروا للحجة من الله على المُعرِض عن الذكر:
    {قَال كَذَلِكَ أَتَتْكَ آياتنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنْسَى}. وأرى المُفترين يقولون: "يا ناصر محمد اليماني، إنك تنكر السُنَّة برغم أنَّ الأحاديث عن المهديّ هي في السُنَّة". ومن ثمّ أردّ عليه وأفتيهم بالحقّ وأقسمُ بالله العظيم: إنّ من كفر بسنة محمدٍ رسول الله الحقّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فكأنما كفر بمُحكم القرآن العظيم، قاتلكم الله أنّى تؤفكون! وإنما أكفر بما جاء مخالفًا لِمُحكَم القرآن العظيم لأنّي أعلم أنه حديثٌ من عند غير الله؛ مِن الشيطان الرجيم على لسان أوليائه المُفترين على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقًا لقول الله تعالى: {
    وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم [النساء:81].

    وكَم أفتينا الفتوى تتلو الأخرى أنّ السُنَّة النّبويّة الحقّ جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، ولكن الله علّمكم بالحقّ أن الأحاديث النّبويّة في السنة ليست محفوظةً من التحريف، وعلّمكم أن تجعلوا مُحكَم القرآن هو المرجع، فإذا كان هذا الحديث النّبويّ في السّنة غير الذي يقوله محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فإنكم حتمًا سوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ‎﴿٨٠﴾‏ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ‎﴿٨١﴾‏ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ‎﴿٨٢﴾‏ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ‎﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وفي هذه الآيات بيّن الله لكم فتاوى أساسية في الدّين الإسلامي الحنيف لعلكم تتّقون، وسوف نُفصّل هذه الآيات تفصيلًا وهي [
    80] و[81] و[82]، وهي:
    1 - أمركم الله بطاعة رسوله، وأنَّ ما أمركم به رسولُ الله فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠} صدق الله العظيم.

    2 - أفتاكم الله أنَّ السُنَّة ليست محفوظةً من التحريف من قِبَلِ أولياء الطاغوت المنافقين الذين يظهرون الطاعة لله ولرسوله حتى يكونوا من رواة الحديث، فإذا خرجوا يُبيِّتون أحاديثَ غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام، تصديقًا لقول الله تعالى: {
    وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١} صدق الله العظيم.

    3 - ومن ثمّ أمركم الله بالاحتكام إلى محكم القرآن للتدبُّر، فإذا وجدتم أنّ هذا الحديث بينه وبين آياتٍ محكماتٍ من أمّ الكتاب اختلافًا كثيرًا فإنّ ذلك الحديث النّبوي جاء من عند غير الله ورسوله، تصديقًا لقول الله تعالى: {
    أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢} صدق الله العظيم.

    4 - وعلّمكم الله أنه إذا جاءكم أمرٌ من الأمن أيْ من عند الله ورسوله، أو من الخوف أيْ من عند غير الله ورسوله؛ من عند الطاغوت -ومَن أطاعه فلا أمْنَ له في الدُّنيا والآخرة- فيتنازع علماء الحديث، فطائفةٌ تقول هذا حديثٌ حقٌّ، وطائفةٌ أخرى تنكره، فيذيع الخلاف فيما بينهم في شأن ذلك الحديث، ثمّ أمركم الله أن تردّوه إلى الرسول إذا كان لا يزال موجودًا فيكم؛ هل قال ذلك الحديث؟ وإذا لم يعد موجودًا بَعد أن توفاه الله فأمركم الله أن تردّوه إلى أولي الأمر منكم الراسخين في العلم من الذين أمركم الله بطاعتهم من بعد الله ورسوله، {
    لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}: أي لَعَلِموا هذا الحديث هل هو مُفترًى عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيَسْتنبطون لكم آيةً مُحكمةً بينها وبين هذا الحديث النّبويّ اختلافٌ كثيرٌ، ومن ثمّ يتبيّن لكم أنّ هذا الحديث النّبوي جاء من عند غير الله ورسوله فتجتنبوه وتنبذوه وراء ظهوركم، وعلّمكم الله بأنْ لولا فضل الله عليكم يا معشر المسلمين لاتّبعتم المسيح الدجال الشيطان الرجيم إلا قليلًا، وها هو فضل الله عليكم بين أيديكم وأنتم عنه مُعرِضون، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم.

    المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    __________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 5643 من موضوع المهديّ المنتظَر يُعلن عن اقتراب توقُّف الساعة ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 10 - 1428 هـ
    23 - 10 - 2007 مـ
    11:47 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    المهديّ المنتظَر يُعلن عن اقتراب توقُّف الساعة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المطهَّر إلى الناس كافةً في البوادي والحضر: يا أيها الناس لقد انتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلةٍ معرضون عن الحقّ الحقيق الذي لا يقول على الله غير الحقّ "الإمام ناصر محمد اليمانيّ" والسلام على من اتبع الهُدى وبعد..

    يا معشر علماء الأمَّة الإسلاميّة وجميع علماء العالمين على مختلف مجالاتهم العلميّة، حقيقٌ لا أقول لكم إلا الحقّ بالبيان الحقّ من القرآن فلا كتابَ جديدٌ؛ بل آتيكم بالبيان من نفس القرآن لقومٍ يعلمون.

    يا معشر علماء الأمَّة والناس أجمعين، أيَّ آيات الله تُنكرون؟ أفكلَّما بيَّنّا لكم آياته فكأنكم تجعلون أصابعكم في آذانكم حتى لا تسمعوا داعي الحقّ؟ أم أن في آذانكم وقْراً فأنتم لا تسمعون؟ أم أنكم صُمٌّ بُكمٌ عُمْيٌ أم ماذا دهاكم وماذا حلَّ بكم؟ فما خطبكم عن الحقّ معرضون؟ وما هي حُجّتكم على التكذيب؟ فهل أُخاطبكم بكتابٍ جديدٍ لا عهدَ لكم به وما سمعتم به من قبل فأنتم له مُنكِرون؟ بل أُخاطبكم من رسالة الله ربّ العالمين إلى الناس كافة "القرآن العظيم" لمن شاء منكم أن يستقيم، وإذا أنتم لا تشاءون الهدى فلا يهدي الله من لا يشاء هُداه ولا يريد سبيل الحقّ، واعلموا أنّ الله يحول بين المرء وقلبه فيُصرِّف قلوبكم بحسب ما اخترتم، فمن أراد الهُدى وبحث عنه فحقٌّ على الله أن يهديه ومن أراد الضلالة أضلَّه الله عن الصراط المستقيم.

    ويا أيها الناس، لقد جعلني الله علَمَ الهُدى على بصيرةٍ من ربّي "القرآن العظيم" رسالة الله إليكم قبل أكثر من (1400) سنةٍ رسالةً شاملةً من ربّ العالمين إلى الناس أجمعين فاتَّخذتموه مهجوراً، فقد أمهلكم الله كثيراً لعلَّكم تتدبَّرون آياته وتخافون وعيده فما زادكم إلا طُغياناً كبيراً، وانتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلةٍ معرضون وأوشكت الساعة على التوقُّف يا معشر المسلمين فاتقوا الله يا من تزعمون أنكم تؤمنون بالقرآن العظيم، فهل تروني أُخاطبكم بالسلطان من غير القرآن ثم لا تؤمنون فبأيِّ حديثٍ بعده تؤمنون؟ وتعالوا لِأُبيِّن لكم التأويل الحقّ لقول الله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ويا معشر المسلمين، هل تعلمون لماذا قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ}؟ وذلك إنْ صدَّق المسلمون بالمهديّ المنتظَر الذي لا يُخاطبهم إلا بما أنزله الله على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإنْ صدَّق المسلمون بالحقّ وأجابوا داعي الحقّ - إلا الكافرون بما نُزِّل على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم - فسوف يُصْدِق اللهُ المسلمين المستضعفين بالحقّ فيُهلِك عدوَّهم فيجعلهم الوارثين ويجعلهم أئمةً يدعون إلى الحقّ، وأما إذا كذَّب المسلمون المهديّ المنتظَر الذي يدعوهم إلى الرجوع إلى كتاب الله والاحتكام إليه فيما كان فيه يختلف علماءُ الحديث - ومن أحسنُ من الله حُكماً ومن أصدقُ من الله قيلاً؟ - فأمّا إذا كفر المسلمون بداعي الله وأعرضوا عنه فهنا الوضع يختلف فلن يورثهم الله الأرض كما وعدهم ولن يُحقِّق آية العذاب على الكفار خاصةً؛ بل سوف يُحقِّق قيام الساعة فتقوم بدلاً عن العذاب المكتوب قبل قيام الساعة نظراً لكفر المسلمين وإعراضهم عن داعي الحقّ الإمام المبين المُتحدِّث بحديث الله ربّ العالمين السلطان المبين فجعلني الله المُهيمِن به على جميع علماء الأمَّة أجمعين، وأُكرِّر فأقول إن صدَّقني المسلمون واستجابوا لداعي الحقّ الذي يُحييهم ويشرح به صدورهم فيُنير به دروبهم فأُبشِّرهم بأن الله سوف يُهلِك عدوَّهم ثم ينجيهم برحمةٍ منه وذلك العذاب المكتوب من قبل الساعة، أمّا إذا كذَّب المسلمون بالقرآن العظيم واتَّبعوا الجاهلين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فسوف يعلمون أيَّ مُنقلَبٍ ينقلبون فأُبشِّرهم بالساعة أدهى وأمرّ من العذاب الأليم فيمحو الله آية العذاب فيُحكِم الساعة لذلك قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ} صدق الله العظيم.

    تصديقاً لقول الله تعالى: {يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    فهل تدرون لماذا يا معشر المسلمين سوف تقوم عليكم الساعة مع المجرِمين؟ وذلك لأنكم كذَّبتم بداعي الحقّ فأعرضتم عنه، وشَرّ العلماء تحت سقف السماء المحفوظ هم الذين يُظهِرهم الله على أمري ومن ثم يُعرِضون عنه، فلو كانوا يرون فيه باطلاً فلماذا لا يحاوروني ويُرجِعوني عن ضلالي؟ ولكنهم يرون الحقّ من ربّهم ولكنها لا تَسْتَيْقِنُهُ أنفسُهم ومن ثم يُعرضون.

    ويا معشر المسلمين المُثقَّفين والباحثين عن الحقيقة، هل تظنون لو أن علماء المسلمين يرونني على ضلالٍ بأنهم سوف يسكتون عني؟ فكيف يسكتون عن الذَّود عن حياض الدين فيقفون صفّاً واحداً أَمام داعيةٍ ينفي عذاب القبر في حفرة السوءة وكذلك ينفي حدّاً موضوعاً من الحدود الشرعيّة في الإسلام وكذلك ينفي فتنة المسيح الدجال بمعجزاتٍ إلَهِيّةٍ.

    ويا معشر المسلمين، وتالله إذا لم تتبعوني فإنكم سوف تقولون لعلمائكم كما قال الذين من قبلكم: {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} [إبراهيم:21]، فمن ذا الذي ينفعكم من الله لئِن كذَّبتم بالتأويل الحقّ للقرآن العظيم فها هو عاد القرآن غريباً على المسلمين بسبب تأويله الحقّ كما كان غريباً من قبل يوم تنزيله وهو الحقّ من ربّهم.

    ويا معشر علماء الأمَّة، فلنَفرِض بأني على ضلالٍ مبينٍ فهل يجوز لكم الصموت عن الذَّود عن حياض الدين فتُلجِموني وتُخرِسوا لساني بالحقّ والبيان الحقّ حتى لا أُضِلّ المسلمين إن كنتم تروني على ضلالٍ مبينٍ؟ وإن كنتم تروني على الحقّ فلماذا أنتم معرضون؟ فكيف تَنجون من عذاب يومٍ عقيمٍ على الأبواب وأنتم كفرتم بالقرآن من قبل أن يكفر بي الكافرون؟ بل كنتم أوّل كافرٍ به برغم أنكم تزعمون أنكم بالقرآن العظيم وبسنة محمدٍ رسول الله مستمسكون؛ فإني أُشهِد الله وملائكته وابن عمر من البشر بأني أتحداكم بكتاب الله وسنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحقّ التي لا تُخالف لما أنزل الله، وما اختلف منها مع القرآن من أحاديث السُّنة فأُشهِد الله وملائكته وجميع الأنصار أنه حديثٌ من أحاديث شياطين الجنّ والإنس الذين يريدون أن يصدّوكم عن إيمانكم فيردّوكم من بعد الإيمان به كافرين.

    ويا معشر علماء الأمَّة: وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتُصدِّقوني بأني أنا المهديّ المنتظَر ما لم آتِكم بسلطانٍ مبينٍ، وقد جعل الله سلطاني البيان الحقّ للقرآن، وآية سلطاني للمسلمين كافة إن رأوني أَلجَمتُ عُلماءَ المسلمين على مختلف فِرقهم ومذاهبهم عن بكرة أبيهم إلجاماً، فذلك نصرٌ من الله عظيمٌ وإقامةُ الحجّة على كُلِّ مسلمٍ لم يتبعني ويعترف بشأني بعدَ أن أَظهره الله على أمري في الإنترنت العالميّة أو سُلِّمتْ له نسخةٌ ورقيّةٌ ثم لا يبحث عن الحقيقة ويتولّى ويقول: "إنْ آمن به علماءُ الأمَّة آمنّا وإن كفروا بأمره فهم الصادقون". فسوف يعلمون من الكذاب الأشِر!

    وإني أنا المهديّ المنتظَر ولا أقول على الله غير الحقّ ولم أقُل لكم بأني رسولٌ جئتكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل بالبيان الحقّ للقرآن المجيد من نفس القرآن ولا وحيَ جديدٌ ولا كتابَ جديدٌ؛ بل القرآن الذي أنتم به مؤمنون، ولكني أرى إيمانكم يأمركم أن تكفروا بالحقّ! فلَبِئس ما يأمركم به إيمانكم يا معشر المسلمين. وأُذكِّركم بما يقوله الله لكم أنتم يا معشر المؤمنين في عصر الظهور في قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحديد].

    ويا قوم، ما خطبكم قَتلتم القرآن شرّ قتلةٍ بأسباب النزول؟ والتي معظمها كذبٌ وافتراءٌ على المؤمنين الحقّ في عهد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذين قال الله عنهم: (المُخبِتين) وأَمَرَ رسولَه أن يُبشِّرهم وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وقال الله عنهم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فهل هم صحابة رسول الله الحقّ الذين معه قلباً وقالباً؟ فنقول بلى وقال الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    فكيف تَفتَرون عليهم يا معشر المُفسِّرين؟ يا إمَّعات يا من تتبعون الأقاويل بغير تدبّرٍ ولا تفكّرٍ فأضللتم المسلمين عن الصراط المستقيم وحصرتم القرآن بأسباب النزول لجماعةٍ ما وهو مطلقٌ للأُمم والناس أجمعين، وتتّهمون صحابة رسول الله الحقّ بأنّ قلوبهم لم تخشع لذِكر الله وما نزل من الحقّ وإنكم لكاذبون يا معشر المفترين يا من تقولون على الله ورسوله ما لا تعلمون فأطعتم أمر الشيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وعصيتم أمر الله الذي نهاكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون! فكيف تظنّون بأنّ هذه الآية التالية نزلت في صحابة رسول الله الحقّ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحديد]؟

    بل والله العليّ العظيم إنه يخاطبكم أنتم يا معشر المسلمين في عهد الظهور؛ أما آنَ لكم التصديق؟ ألم أُعلِن لكم عن نهاية الحياة الدنيا من قبل أن تدرك الشمس القمر فيتلوها هِلالاً، ثم أدركته فتلاها هِلالاً، ثم اجتمعت به وقد هو هلالٌ كراراً ومراراً ولم يُحدِث لكم ذكرى؟

    ويا معشر المسلمين، هل تعلمون كم الأمد؟ إنه زمنٌ أكثر من ألف عامٍ وليس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فطال عليكم الأمد فقست قلوبكم.

    ويا قوم، إنها لَتوجد في القرآن آيات مُخاطبة ولا يَقصد بها المؤمنين ولا الكافرين في عهد رسول الله على الإطلاق؛ بل يخاطب الله بها قوماً في آخر الزمان، كمثال قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

    فبالله عليكم ما يُدري رعاة الإبل بذلك بأنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً كوكباً نيترونيّاً واحداً فتَكوَّنت نتيجة الانفجار الأعظم ثم استوى إلى السماء وهي دخانٌ من بعد الانفجار الأعظم فقضاهنّ سبع سماواتٍ، فكيف يخاطِب قوماً كافرين لا يرون ذلك حقاً على الواقع الحقيقيّ؟ بل يخاطِب كفارَ اليوم الذين يرون ذلك حقّاً على الواقع الحقيقيّ، ولأنهم يرون ذلك يقول الله لهم في آخر الآية: {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء:30]، فمن ذا الذي يقول إنه يخاطب كفار قريش؟ بل يخاطبهم على قَدْر فهمهم، وأكثر خبرتهم في الإبل لذلك قال: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الغاشية].

    فدعاهم إلى التفكّر في الإبل، وذَكَرها قبل أن يذكر السماوات والجبال والأرض وذلك لأنّ أكثر خبرتهم وعلمهم في الإبل، ويخاطب القرآن الناس في كلّ زمانٍ ومكانٍ على قدر فهمهم وعلمهم وقد أحاط الله هذه الأمَّة من بين الأمم بالعلم في شتى المجالات؛ ولذلك المهديّ المنتظَر يخاطبهم بالعلم والمنطق ويُبيِّن لهم ما هي الساعة فلو جاء بيان الساعة لِكفار قريش لما فهموا الخبر. وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].


    وانتهت المقدِّمة للخطاب وجاء بيان الساعة ..

    يا معشر علماء الأمَّة، إنهُ كما بيَّنّا لكم من قبل بأنّ الساعة هي أرضكم التي تعيشون عليها، وأما سبب تسميتها بالساعة وذلك لأن كوكبكم الأرضيّ التي هي أرضكم هذه هي الساعة الكونيّة، فتعالوا لِنزيدكم علماً في حركة الشمس والقمر بأن لهما علاقةً بالميقات المعلوم حسب يومكم 24 ساعةً نتيجة دوران أرضكم حول نفسها، وكما علمناكم من قبل بأنّ الشمس والقمر بحسبان وأنّ الشهر القمريّ يعدل ثلاثين شهراً مما تعدّون، وأنّ السّنة القمريّة الواحدة تعدل ثلاثين سنةً مما تعدّون، وأنّ الشهر الشمسيّ الواحد يعدل ألف شهرٍ مما تعدّون، وأنّ السّنة الشمسيّة تعدل ألف سنةٍ مما تعدّون، وأن الميعاد ليوم العذاب قد جعله الله بحساب السّنة الشمسيّة، وأمّا الأهلّة فهي مواقيت للناس والأعمار والحجّ، فتعالوا لِننظر سوياً مدى حقيقة ما يقوله ناصر اليمانيّ عن حساب السّنة الشمسيّة والتي يأتي آخِرُ يومٍ فيها بحسب يومكم بعد ألف سنةٍ ممّا تعدّون وتلك هي السّنة الشمسيّة، فتعالوا يا معشر علماء الفلك والحساب لنبحث سوياً عن هذه الحقيقة لحركة الشمس وكم مدى ارتباطها بحركة الأرض بالسّنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية، وإنا لصادقون ولسنا مبالغين بغير الحقّ.

    ونبدأ الحساب من الثانية التي هي جُزءٌ من الدقيقة وذلك لأن حركة الكواكب دقيقةٌ جداً محسوبةٌ بالثانية كما يعلم علماء الفلك، والسؤال الذي نطرحه على أهل الحساب وأولي الألباب: إذا كان حقاً الشمس والقمر بحسبان والشهر الشمسيّ يعدل ألف شهرٍ من شهورنا، والسّنة الشمسيّة تعدل ألف سنةٍ من سنيننا، فكم طول اليوم الشمسيّ بحسب حركة الشمس حول نفسها؟ فإذا كُنّا صادقين فلا بُدّ أن تجدوه 24 ساعة بالدِّقّة المتناهية على حسب سرعة حركة الشمس حول نفسها، وكذلك الساعة الشمسيّة تجدونها تتكوّن من ستّين دقيقةً حسب حركة الشمس حول نفسها، وكذلك الدقيقة فلا بُدّ أن تجدوها تتكوّن من ستّين ثانيةً حسب حركة الشمس حول نفسها بمنتهى الدِّقّة.

    وهذه الأسئلة مطروحةٌ لأهل الحساب وأولي الألباب وجوابها يسيرٌ جداً جداً وإنما لِفحص دِقَّة معلومات الإمام ناصر اليمانيّ، ولا تنسوا بأنّ حركة الشمس بطيئةٌ فلا بدّ أن تكون ثانيتها بطيئةً، ويتكوّن الدهر من ثواني والثواني تتكوّن منها الدقائق والدقائق تتكوّن منها الساعات والساعات تتكوّن منها الأيّام والأيّام تتكوّن منها الشهور والشهور تتكوّن منها السنين ثم تخرجون بناتج في منتهى الدقة عن حركة الشمس وأن دقيقتها ستون ثانيةً وساعتها ستون دقيقةً ويومها 24 ساعةً وشهرها ثلاثون يوماً وسنتها 360 يوماً حسب حركة الشمس في ذات الشمس فهل من مجيب فهو اللبيب.

    أخوكم الإمام ناصر اليماني .
    __________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  10. افتراضي

    ____________________

    اقتباس المشاركة 5609 من موضوع الردّ الهام للغاية ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 12 - 1429 هـ
    22 - 12 - 2008 مـ
    01:32 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    الردّ الهام للغاية ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين، وبعد..

    يا أيّها الفلسطيني وكافة الباحثين عن الحقّ، فإن كنتم تريدون الحقّ فإنّي أُشهد الله وكفى بالله شهيداً بيني وبينكم أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ بلا شك أو ريب وبعثني الله لأدعوكم إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله وما خالف لمُحكم الكتاب من الأحاديث النَّبويّة فقد أمركم الله أن لا تتنازعوا وأن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم، فأمّا الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضلٍ ويهديهم إليه صراطاً مستقيماً تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وذلك لأنّ الله لم يعدكم بحفظ السنّة من التحريف برغم أنّها جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ونظراً لأن السُّنّة ليست محفوظةً من التحريف فما خالف منها لمُحكم القرآن فأمركم الله أن تستمسكوا بالقرآن فتعتصموا به تصديقاً لقوله الحقّ: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم.

    وأمّا الذي تحتكمون إليه ليستنبط لكم حُكم الله الحقّ من الكتاب فإنّه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن كان لا يزال فيكم فيُريه الله الحُكم الحقّ في الكتاب فيستنبط لكم حُكم الله الحقّ من الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ} صدق الله العظيم [النساء:105].

    وأمّا في حالة عدم وجود محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فقد أمركم الله أن تحتكموا إلى أولي الأمر منكم من الذين أمركم الله بطاعتهم من بعد الله ورسوله فزادهم عليكم بسطةً في العلم وجعل ذلك برهان الخلافة عليكم من بعد رسوله ليحكموا بينكم بالحقّ بما أنزل الله فيريهم الحُكم الحقّ في الكتاب فيستنبطونه لكم تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وتحكيم القرآن بينكم إنّما هو تحكيم الله، وإنّما الرسول وأولي الأمر منكم يُريهم الله حُكمه الحقّ في الكتاب فيستنبطونه لكم، وذلك لأنّ الله أخبركم أنّه توجد طائفةٌ من صحابة محمدٍ رسول الله ظاهر الأمر اتَّخذوا أيمانَهم جُنَّة ليكونوا من رواة الحديث فصدّوا عن سبيل الله بأحاديث غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبما أنّ أحاديث السُّنة هي من عند الله كما القرآن لا يفترقان فيختلفان في شيء أبداً، وبما أنّ القرآن محفوظٌ من التحريف فقد جعله الله المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث وعلّمكم أنّ الحديث السُنّي المُفترى الذي ليس من عند الله ورسوله بأنّكم سوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً وأمركم أن تحتكموا إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إذا كان لا يزال فيكم، وإذا لم يعُد فيكم فأمركم أن تحتكموا إلى أولي الأمر منكم لكي يستنبطوا لكم الحكم الحقّ من الكتاب في شأن أمر الحديث النَّبويّ تطبيقاً للمرجعيّة لكشف الأحاديث المدسوسة. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن ثمّ يتبيَّن لكم الحديث النَّبويّ الذي تنازعتم فيه هل أتى من الأمن من عند الله ورسوله؟ ومن أطاع الله ورسوله فيأتي يوم القيامة آمنا، أم أنّه كان مُفترًى؟ ومن استمسك به وهو مُخالف لمُحكم القرآن ولم يعتصم بحبل الله القرآن العظيم فيحشرهم الله مع أئمّتهم المُفترين فسيأتون يوم القيامة أفئدتهم هواء من الخوف وجوههم مسودّةٌ باسرة تظُنّ أن يُفعل بها فاقرة لأنّهم كذّبوا بآيات الكتاب، فإن كانوا لا يؤمنون وهم به كافرون فتلك مصيبةٌ، وأمّا إذا كانوا يؤمنون به ثمّ يعرضون عن الدّاعي إلى الحقّ من ربّهم فالمصيبة أعظمُ فبئس ما يأمرهم به إيمانهم أن يُعرضوا عن آيات الكتاب.
    تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴿١٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٤٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿١٧٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ۚ أُولَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [التغابن].

    ويا معشر المؤمنين بالقرآن العظيم، لمَ لا تخشع قلوبكم للحقِّ من ربّكم وأنتم به مؤمنون؟ أم أنّه طال عليكم الأمد والانتظار للمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فقست قلوبكم فأصبحت كالحجارة؟ فإليكم خطاب الله الخاص لأُمّة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار، وقال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحديد].

    ويا معشر علماء المسلمين وكافة الشعوب الإسلاميّة، إنّي أُشهد الله وكفى بالله شهيداً أنّي أدعوكم لأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ولا ينبغي لي أن آتيكم بالحُكم من رأسي من ذات نفسي ولا اجتهاداً ولا برأيي، بل آتيكم بحُكم الله الحقّ بينكم من مُحكم كتابه القرآن العظيم يفقهه كُلّ ذي لسانٍ عربيٍّ لأنّه الحُكم الحقّ من مُحكم القُرآن العربيّ المُبين فترونه الحُكم الحقّ من ربّكم ثمّ يشهد أولو الألباب أنّه الحُكم الحقّ من ربّكم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيتُ بينهم بالحقّ ويُسلّموا تسليماً، فيذروا ما خالف لحكم الله في الكتاب وراء ظهورهم لأنّهم علموا أنّه مُفترى على الله ورسوله، ومن أحسن من الله حُكماً ومن أصدق من الله قيلاً؟ ومن أصدق من الله حديثاً؟ وبأيّ حديثٍ بعده تؤمنون؟ وأعلم أنّكم لا تُكذّبون ولكنّكم بآيات الله لا توقنون حتى إذا وقع القول عليكم أخرج الله لكم دابةً من الأرض تُكلّمكم فيدعوكم إلى اتّباع الحقّ من ربّكم ويكون من التابعين؛ إنّه كلمة الله التي ألقاها إلى مريم كُن فيكون المسيح عيسى بن مريم عبد الله ورسوله صلّى الله عليه وعلى أمّه الصِّدّيقة القِدّيسة المباركة وسلّم تسليماً كثيراً.

    ويا معشر المسلمين اتّقوا الله وأنيبوا إلى ربّكم لاجئين إليه أن يُريكم الحقّ حقاً فإنّي أراه عليكم عمًى وهو مُبينٌ بين أيديكم، ولكنّ المُنكرين للحقِّ لا يُبصرون بسبب عدم وجود النور، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور، وإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، فهل تستوي الظلمات والنور والظلّ والحرور والأحياء والأموات؟ وما أنت بمُسمعٍ من في القبور.

    وها هو الإمام المهديّ بينكم يا معشر المسلمين يناديكم يدعوكم إلى الحقّ منذ أربع سنوات ولا أزال أدعوكم إلى الحقّ لعلّكم تتّقون، ولكن يا أسفي عليكم كأسف يعقوب على يوسف فكأنّ المهديّ المنتظَر ينادي من على منبرٍ بين المقابر! وما أنت بمُسمعٍ من في القبور.

    وأرى الصُّم البكم العمي الذين لا يعقلون يقولون: "يا ناصر محمد اليماني، ما بالك تريد أن تستغل قدوم الكوكب الذي أخبر به من قبلك الكافرون من أميركا وروسيا والصين والهند وكافة علماء الفضاء من الغرب وتوقعوا هلاك العالم بأسره يوم الجمعة (21) ديسمبر 2012 ثمّ تُريد أن تستغل هذه الحدث الطبيعي القادم فتجعله وكأنّه آية التصديق لناصر محمد اليماني وذلك حتى نُصدّق أنّك الإمام المهديّ المنتظَر بل أنت كذّابٌ أشِرٌ ولست المهديّ المنتظَر؟" أولئك لا يزيدهم البيان الحقّ لآيات الله في الكتاب في الآفاق إلّا رجساً إلى رجسهم؛ بل أخبر به القرآن العظيم من ربِّ العالمين قبل أن يكتشفوا كوكب العذاب بأكثر من ألف وأربعمائة وثلاثين عاماً، وأقول بل الفرق عظيم بين نبأ علماء الفضاء الكُفّار ونبأ ناصر محمد اليماني بإعلان النبأ العظيم من محكم القرآن العظيم الذي أخبركم بالنبأ العظيم عن هذا الكوكب الحامل لبطش الله العزيز الجبّار من قبل أكثر من ألف وأربعمائة وثلاثين عاماً، ولذلك قال الذين كفروا به من قبلكم: اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، وذلك لأنّ محمداً رسول الله أخبر الناس بمطر الحجارة من السّماء من كوكب العذاب الأليم لئن استمروا بالتكذيب بالقرآن العظيم ذكراً للعالمين، ولذلك قال الكُفّار أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً وأكّد الله نزوله إن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحابٌ مركوم ولكنّ الله أمر رسوله أن يقول: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ولأنّ القرآن العظيم رسالة الله شاملةٌ لكافة العالمين وليست إلى قريةٍ واحدةٍ؛ بل إلى كافة قُرى أهل الأرض جميعاً ولذلك جعل الله له أمداً بعيداً وأوشك أن ينتهي ذلك الأمد البعيد، أفَهُم الغالبون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴿٤٥﴾ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    {وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    وهذا الكوكب هو آية التصديق لمن كذّب بالبيان الحقّ للذكر للمهديّ المُنتظَر بإذن الله الواحد القهّار، وبما أنّ القرآن الذي كذّبتم به رسالة الله الشاملة إلى كافة قُرى أهل الأرض ولذلك قدّر الله العذاب أن يشمل كافة قُرى البشريّة جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولربما يتساءل أولو الألباب: "أليست الآيات الخارقة عن العادة مُعجزات التصديق تأتي من قبل حتى إذا كذّب الناس بمعجزات التصديق من ربّهم ومن ثمّ يأتيهم الله بالعذاب؟". ومن ثمّ نردّ عليهم وأقول قال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ويا معشر الذين يصدّون عن الحقّ صدوداً من المسلمين الصُّمّ البُكم العمُي الذين لا يعقلون وعن ذكر ربّهم مُعرضون إلّا من رحم ربّي من أولي الألباب منهم، ألم أثبت لكم من مُحكم القرآن العظيم أنّ الأراضين سبعٌ، وكذلك بيّنتُ لكم من مُحكم القرآن العظيم أنّ مواقعهنّ في الفضاء السُّفلي من بعد أرضكم، ثمّ بيَّنتُ لكم من مُحكم القرآن العظيم أنّ أرضكم التي تعيشون عليها التي تنزّل فيها أمر القرآن العظيم يخرج رقمها عن رقم السبع الأراضين؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الطلاق].

    ولو كنت من أهل التأويل بالأرقام من الذين يفترون على الله بغير الحقّ لقلتُ لكم: أفلا ترون أنّ هذه الآية رقم (12) والمجموعة الشمسية عددهم (12)! ولكنّي أعلم إنّه وإن وافق الرقم معي في هذه الآية صُدفةً فلن يستمر البيان بالأرقام لكافة القرآن، ألا وإنّ تفسير القرآن بالأرقام عملٌ من وحي أمر الشيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وليس أمراً من الرحمن! فاتّقوا الله يجعل لكم فُرقاناً. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ألا وإن الفُرقان نور تُبصر به القلوب المُبصرة فتفرّق بين الحقّ والباطل.

    وكذلك أخبرتُكم من مُحكم القرآن العظيم أنّ أسفل الأراضين السّبع سيجعله الله عاليها فيمطر عليكم حجارةً من سجّيلٍ منضودٍ من طينٍ من كوكب النار وما هي من الظالمين ببعيد، وأخبرتكم أنّه سبق وأن مرّ من قبل على هذه الأرض في زمن قوم رسول الله إبراهيم ولوط صلّى الله عليهم وآلهم وسلّم فدمَّر الذين كذّبوا بهم تدميراً وأنجا الله إبراهيم ولوطاً إلى الأرض التي بارك فيها للعالمين مكة المُكرمة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٣٦﴾ خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤١﴾ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَـٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ ﴿٤٢﴾ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا ۚ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ ﴿٤٣﴾ بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴿٤٥﴾ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٤٦﴾ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ ﴿٤٧﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٨﴾ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ﴿٤٩﴾ وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴿٥٠﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿٥٧﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٦٨﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿٧٠﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وأكرر الذِّكر لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٣٦﴾ خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.

    وأكرر الذِّكر عن اللواحة للبشر:
    {وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٣٦﴾ خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.

    ذلك كوكب النار آية التصديق من ربّكم، أفسِحرٌ هذا أم أنّكم لا تُبصرون؟ ذلك كوكب النار قادمٌ إليكم يا معشر البشر؛ ذلك كوكب سقر لواحة للبشر فتظهر عليهم بين الحين والآخر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴿٢٧﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴿٢٨﴾ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ ﴿٢٩﴾ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴿٣٠﴾ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدّثر].

    اللهم قد بلّغتُ اللهم فاشهد، فبأيّ حديثٍ بعد الله وآياتِه يؤمنون؟

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 5300 من موضوع تدبَّروا يا أولي الألباب تفسير هذه الآية بحديثٍ مُفترًى ..

    - 3 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    24 - محرم - 1430 هـ
    21 - 01 - 2009 مـ
    11:57 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=472
    ____________


    بيان التّمييز بين آيات القرآن المحكمات أمّ الكتاب عن المتشابهات ..


    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وخاتم النّبيين وآله الطاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد ..

    يا معشر الأنصار كونوا شهداء على نسيم وكافة علماء السُّنة وقولُهم هو نفس قول نسيم، ونقتبس لكم من بيانه هذا القول:

    اقتباس المشاركة :
    (ولا يعلم تفسير الكتاب إلا الله، وما جعله الله لغير رسوله سيدنا محمد يفسره ويفصله، ليس كما يشتهي في نفسه بل كما يحب الله أن يفسره، ولا يعلم تأويله إلا الله)
    انتهى الاقتباس
    وهذا القول ليس قول نسيم وحده؛ بل قول كافة علماء السُّنة مُتَّفقين عليه بأنَّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله، وبما أنَّ السُّنة جاءت بيانًا للقرآن؛ فقالوا حسبنا ما وجدناه في سنّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك يُسمّون أنفسهم بأهل السُّنة.

    وإني أدعوهم لنحتكم إلى القرآن العظيم، فإن صدَق قولهم بالحقّ بأنَّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله ولذلك يستمسكون بالسّنة وحدها سواء اتفقت مع القرآن أو اختلفت فقد صدَقوا، وإن لم يقل الله إنه لا يعلم بتأويل القرآن إلا هو فقد كذبوا على ربّهم، ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا؟ ذلك لأنّ الله لم يقل ذلك أنه لا يعلمُ بتأويل القرآن إلا هو؛ بل المتشابه فقط، ولم يجعل الله آيات الكتاب المتشابهات الحجّة عليكم نظرًا لأنه لا يعلمُ بتأويله إلا هو سبحانه، ولكن الله جعل عليكم الحجّة آيات القرآن المحكمات هُنّ أمّ الكتاب الذي أمركم الله أن تتَّبعوا آيات القرآن المحكمات وأن لا تتَّبعوا ظاهر المتشابه من القرآن والذي لا يعلم بتأويله إلا الله، ولم يجعله الله الحجّة عليكم، بل حجّة الله عليكم هي آيات القرآن المحكمات هُنّ أمّ الكتاب، فأمّا الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ الواضح والمُحكَم فسوف ينبذهنّ وراء ظهره فيتّبع المتشابه ابتغاء البرهان لأحاديث الفتنة وابتغاء تأويله، ولا يعلم بتأويل المتشابه من القرآن إلا الله، ويُعلِّمه لمن يشاء من عباده، ولم يجعل الله متشابه القرآن هو الحجّة عليكم أبدًا، بل آياته المحكمات الواضحات هُنّ أمّ الكتاب، ومن زاغ عن مُحكَم القرآن واتّبع المتشابه ففي قلبه زيغٌ عن الحقّ المُحكم البيِّن، وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فكيف تحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه وتقولون إنه لا يعلم تأويل القرآن إلا الله؟! وذلك لكي تتمسكوا بالسُّنة وحدها وحسبكم ذلك سواءً اتّفقت مع مُحكَم القرآن أو اختلفت! ولا ترجعون للقرآن إلا لتفسير الآيات المُتشابهات والتي لم يجعلها الله الحجّة عليكم؛ بل آياته المحكمات أمّ الكتاب وليست المتشابهات التي لا يعلمُ بتأويلهنّ إلا الله، وذلك لأنّ الآيات المتشابهات تختلف في ظاهرها عمّا جاء في آيات القرآن المُحكمات، فإذا تركتم المُحكَم واتّبعتم المتشابه هلكتم وفي قلوبكم زيغٌ عن الحقّ البيِّن في آيات أمّ الكتاب، أفلا تعقلون؟!

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، إني الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم وسوف أفصّل لكم بإذن الله كيف تعلمون آيات القرآن المُحكَمات التي جعلهنّ الله أمّ الكتاب وأمركم باتّباعهنّ، وأمركم بالإيمان بالمُتشابِه الذي لا يعلمُ تأويله إلا الله، وكلٌّ من عند ربنا مُحكمه ومتشابهه وسنّة رسوله الحقّ، وأمركم الله بالاستمساك بمُحكَم القرآن وسنة محمد رسول الله الحقّ التي لا تخالف لمُحكَم القرآن، ولم يأمركم الله بنَبذ سُنة نبيّه وراء ظهوركم بل أمركم بالاستمساك بمُحكَم القرآن والسُّنة النّبويّة إلا ما خالف لمُحكَم القرآن العظيم، وعلّمكم الله أنَّ ما خالف لمُحكَم القرآن العظيم فإن ذلك من عند غير الله، ولكنكم تفترون على الله يا معشر السُّنة والشيعة وتقولون يا معشر أهل السُّنة: "إنَّ القرآن لا يعلم تأويله إلا الله ومحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنّ حسبكم الاستمساك بالسُّنة النّبويّة لأنها جاءت بيانًا للقرآن"، وقال معشر الشيعة: "إن القرآن لا يعلمُ بتأويله إلا الله ورسوله والراسخون في العلم عترة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم"، وأن حسبهم ما ورد عن آل البيت وعن رسول الله، ولذلك ضللتم يا معشر السُّنة والشيعة عن سواء السبيل وذلك لأن الله لم يعدكم بحفظ أحاديث محمدٍ رسول الله من التحريف والتزييف، فكيف بأحاديث أئمة آل البيت؟

    وأُقسم بالله الواحد القهّار الذي يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار، لأخرسنَّ ألسنتكم بمُحكَم القرآن العظيم عمّا جاء في آياته المحكمات أمّ الكتاب حتى لا تجدوا في صدوركم حرجًا مما قضيتُ بينكم بالحقّ وتُسلِّموا تسليمًا إن كنتم مؤمنين، وأمّا إذا تركتم الآيات المُحكمات أمّ الكتاب فاتّبعتم المتشابه من القرآن فقد هلكتم، لأنّ أعداء الله سوف يضعون لكم أحاديثَ تتشابه بالضبط مع ظاهر هذه الآيات التي لا يعلمُ تأويلها إلا الله ولم يجعلها الله حجّته عليكم، بل أنتم لم ترجعوا أصلًا للقرآن إلا إلى آياته المتشابهات نظرًا لأنهنّ أعجبنكم لأنهنّ تشابهن في ظاهرهنّ للمُفترى الذي بين أيدِيكُم.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار وكافة الباحثين عن الحقّ، إني الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم سوف أُعرِّف لكم كيف تُميّزون آيات القرآن المُحكمات أمّ الكتاب عن آياته المتشابهات، فإنكم سوف تجدون بينهنّ اختلافًا وليس في آيات الله اختلافٌ شيئًا، وإنما الآيات المتشابهات تخالف لمُحكَم القرآن في ظاهرهنّ وتأويلهنّ غير ما جاء في لفظهنّ الظاهري، ولذلك لا يعلم تأويل المتشابه إلا الله.

    ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلًا في عقيدة رؤية الله، وآتي بالآيات المُحكمات في هذا الشأن، ومن ثمّ آتيكم بالمُتشابهات اللاتي تخالف للمُحكمات في ظاهرهنّ ولكن تأويلهنّ غير ما جاء في ظاهرهنّ لو كنتم تعلمون، ونبدأ بالآيات المُحكمات في نفي العقيدة برؤية الله جهرةً:
    1- وقال الله تعالى: {بَدِيعُ السموات وَالأرض ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ له وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن له صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كلّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كلّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كلّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    2 - قال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٤٣﴾} ‏صدق الله العظيم [الأعراف].

    3 - وكذلك بيّن الله أنه ما كان لبشر أن يُكلِّمَه الله جهرةً، وقال الله تعالى: {۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏} صدق الله العظيم [الشورى].

    4 - وكذلك بيّن الله إنه لا يُكلّم النّاس يوم القيامة جهرةً بل من وراء حجابٍ، وبيَّن لكم حجابه يوم القيامة أنه يُكلم النّاس من وراء الغَمام وهو حجاب الربّ سبحانه، وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ‎﴿٢١٠﴾‏} ‏صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثمّ نأتي الآن للآيات المتشابهات في هذا الشأن، ولكننا سوف نجدهنّ عكس المُحكَم في ظاهرهنّ، غير أن تأويلهنّ غير ما جاء في التشابه اللغوي في ظاهرهنّ.

    1 - قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ‎﴿٢٢﴾‏ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} صدق الله العظيم [القيامة].

    2 - قال الله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ‎﴿١٥﴾‏ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ‎﴿١٦﴾‏} صدق الله العظيم [المطففين].

    فأمّا المُحكَم فهو مُحكَمٌ، وجعله الله واضحًا بيِّنًا يتكلم عن العقيدة برؤية الله بالنفي المُطلَق في نفس وقلب الموضوع؛ ظاهرهنّ كباطنهنّ لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ فيتَّبع المتشابه الذي يخالف للمُحكَم في ظاهره، ولكن تأويله غير ظاهره، ولذلك لا اختلاف ولا تناقض في القرآن العظيم، وإنّي على بيان الآيات المُتشابهات لقديرٌ بإذن الله العليّ القدير من يُعلّمني بذلك، ولكني أعلم أنّ الحجّة قد جعلها الله في المُحكَم الذي أغناه الله عن تأويل ناصر محمد، فلا يزيغ عن مُحكَم القرآن إلا من كان في قلبه زيغٌ فيتَّبع المتشابه الذي يخالف عن المُحكَم في ظاهره ويختلف في تأويله، فأمّا المُحكَم فلا ترونه يحتاج لبيانٍ، ولكني سوف آتيكم بالبيان للمتشابه وذلك لكي أبيّن لكم أنه لا تناقض في القرآن كما يزعم الكافرون بالقرآن العظيم.

    1 - قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ ربّها نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    والتشابه اللفظي
    {نَاظِرَةٌ}، ولكن الله يقصد الانتظار لرحمة الله وليس النظر إلى ذات الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥٤} صدق الله العظيم [الأنعام].

    بمعنى أنهم منتظرون لرحمة الله،
    وذلك لأنّ التأويل الحقّ لناظرة هو مُنتَظِرة، ولذلك قالت ملكة سبأ: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [النمل].

    وليس ذلك قياسًا وإنما لفهم كلمة ناظرة؛ هل بالإمكان أن تأتي بمعنى منتظرة؟ وذلك لأنه لا ينبغي أن يكون هناك تناقضًا بين القرآن العظيم، فلا بدّ أنّ بيانها غير لفظها الظاهري المختلف مع المُحكَم ولكنه لا يخالفه في التأويل، فتبيّن لكم أنّ الوجوه الصالحة ناظرة إلى رحمة الله وليست ناظرة إلى ذات الله سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، وانظروا إلى الوجوه الأخرى فتجدون أنها لا تنتظر لرحمة الله بل تظنّ أن يُفعل بها فاقرة، وقال الله تعالى:
    {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ﴿٢٤تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [القيامة].

    إذًا وجوهٌ ظنُّها في الله أن ينالها برحمته فهي ناظرةٌ لرحمة ربها، وأمّا الباسرة فظنُّها في الله أنه سوف يفعل بها فاقرة، فما السبب؟ وذلك لأنّ الباسرة محجوبةٌ عن معرفة ربّها أنّه أرحم الراحمين، ولا يزال حجابهم عن معرفة الحقّ على قلوبهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    أولئك قلوبهم محجوبةٌ عن معرفة ربّهم وما قدروه حقّ قدره، ولذلك يسألون ملائكته خزنة جهنّم من دونه، وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗوَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠} صدق الله العظيم [غافر].


    فانظروا للتعليق الحقّ على دُعائهم من ربّهم وهو قوله تعالى:
    {وَمَا دعاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنهم يدعون غير الله فيلتمسون الرحمة عند عباده الذين هم أدنى رحمة من أرحم الراحمين ولذلك لم يجدوها، ولكن انظروا للذين دعوا ربّهم من أهل الأعراف فاستجاب لهم، وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧} [الأعراف]، ومن ثمّ انظروا لردِّ الله عليهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩} صدق الله العظيم [الأعراف].

    إذًا يا إخواني إنما الحجاب على القلب، وهذا الحجاب هو ذاته الذي كان على قلوبهم في الدُّنيا عن معرفة ربّهم، وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وذلك لأنّ الذين لا يعلمون سوف يتَّبعون هذه الآية، قال الله تعالى:
    {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴿١٥ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴿١٦} صدق الله العظيم [المطففين].

    فَيُظَنُّ أنَّ الصالحين ليس بينهم وبين ربّهم حجاب ولذلك يُشاهدونه، وإنما الحجاب عن ربّهم للكافرين ومن ثمّ يستدل بهذه الآية المتشابهة:
    {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن ربّهم يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴿١٥﴾ ثمّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم، فيتّبع المتشابه ويذر المُحكم في هذا الشأن.

    ولكني أبشّركم برؤية نور الله من وراء الغَمام يوم القيامة، وقال الله تعالى:
    {وَأَشْرَ‌قَتِ الأرض بِنُورِ‌ ربّها وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بالحقّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كلّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن هذا النور يشعُّ من وجه الله من وراء الغمام، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وما هو الغمام الذي تشقق به السماوات؟ وإليكم الفتوى الحقّ أنه حجاب وجه الله سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذًا يا معشر علماء الأمّة إني أُحذركم كما حذَّركم الله أن تتّبعوا المتشابه من القرآن الذي لا يعلم تأويله إلا الله ويُعلِّم به من يشاء، وتذرون المُحكَم الواضح والبيّن من آيات أمّ الكتاب وهُنّ حجّة الله عليكم لو كنتم تعلمون، ومن اتّبع المتشابه والذي لا يعلمُ تأويله إلا الله ويَذَر المُحكَم الواضح والبيّن من آيات أمّ الكتاب فليعلم أنّ في قلبه زيغٌ عن الحقّ وقد ضلّ عن سواء السبيل، وذلك لأنّ المُفترين سوف يستغلون الآيات المتشابهات فيأتون بأحاديثَ تتشابه مع المُتشابِهة في ظاهرها بالضبط، إذًا أين التأويل؟ وذلك لأنّ من المفروض أن الحديث يأتي ليفسرها لنا كمثل قول الله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [القيامة]، ومن ثمّ يوضع حديثٌ بمكرٍ وافتراءٍ عن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنه قال: "سوف ترونَ ربّكم يوم القيامة جلياً كما ترون البدر لا تُضامون في رؤيته"
    ، ومن ثمّ يزعم الجاهلون أنّ هذا الحديث جاء تأويلًا لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣} صدق الله العظيم، إذًا أين التأويل؟ فإذا حَكمنا على ظاهرها فسوف نتَّبع هذا الحديث المتشابه مع ظاهرها بالضبط، ولكن المُحكَم لكم لبالمرصاد لأنه يأتي يتكلم في نفس الموضوع وينفي هذا الحديث جُملةً وتفصيلًا ويختلف معه اختلافًا كثيرًا، وإنما لجأوا للقرآن للمتشابه فقط وليس للمُحكَم؛ بل أعجبهم من القرآن المتشابه فيبتغونه برهانًا لحديث الفتنة ويبتغون هذا الحديث تأويلًا لهذه الآية المتشابهة، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكني أُشهدُ الله إني أدعوكم وأحاجّكم بمُحكَم القرآن العظيم والذي لم يجعله الله بحاجة للتأويل؛ واضحٌ وبيِّنٌ ظاهره كباطنه، فهل أنتم مُتّبعون؟ وإن ظللتم تتَّبعون ما خالف لمُحكَم القرآن من السُّنة يا معشر علماء السُّنة فلن تجدوا لكم من دون الله وليًّا ولا نصيرًا بعد أن جاءكم التفصيل من ربِّكم، وكذلك أنتم يا معشر علماء الشيعة فإن ظللتم تتَّبعون لما يخالف من روايات العِترة عن مُحكَم القرآن فلن تجدوا لكم من دون الله وليًّا ولا نصيرًا.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار والباحثين عن الحقيقة بلّغوا بياني هذا لمعشر السُّنة والشيعة لعلَّهم يتَّقون وبشّروهم أنَّ الله قد ابتعث الإمام المهديّ إليهم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ويُحاجِجهم بمُحكم القرآن العظيم ويحكم بينهم في جميع ما كانوا فيه يختلفون، فيستنبط الحكم الحقّ بينهم من مُحكَم القرآن وعدًا علينا بالحقّ بإذن الله ربّ العالمين، المُعلِّم لعبده ونعم المُعلِّم ونعم المولى ونعم النّصير، وأخبروهم إنَّ مذهب آبائي شافعيٌّ سُنّيٌّ، ولكني أعلن الكفر بالتعدديّة المذهبيّة جُملةً وتفصيلًا مستمسكًا بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ومِن أتباع محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا أعلمُ بنبيٍّ ولا رسولٍ من بعد محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى أكون من أتباعه، ولذلك جعل الله في اسمي خبري وعنوان أمري
    (ناصر محمد)، ولذلك تَرون اسمي في رايتي لأنّ الله جعل في اسمي حقيقةً لأمري (ناصرًا لما جاءكم به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم) وفي ذلك تكمن حكمة التواطؤ للاسم محمدٍ في اسمي في اسم أبي، وذلك لأني لستُ مُبتدعًا بل مُتَّبِعًا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأدعو على بصيرةٍ من ربّي وهي ذاتها بصيرة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

    ويا نسيم، أرجو من الله أن يهديك إلى الصراط المستقيم فتكون من السابقين الأنصار الذين صدّقوا بالبيان الحقّ للقرآن صفوة البشريّة وخير البريّة الذين صدَّقوا في عصر الحوار من قبل ظهور المهديّ المنتظَر على كافة البشر بكوكب سقر في ليلةٍ وهم صاغرون.
    وسلامُ الله عليك يا نسيم ورحمةٌ من لدنه وبركاته، وأستحلفك بالله أن لا تُصدّقني حرجًا مِنّي ما لم ترَ أنّ ناصر محمد اليماني ينطقُ بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..

    الإمام المبين، الداعي إلى الصراط المستقيم، الذليل على المؤمنين، العزيز على الكافرين، ناصر محمد اليماني.
    ______________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -


    اقتباس ممن عنده علم الكتاب بقلم أخوكم الإمام ناصر اليماني " وَيَا أُمَّة الْإِسْلام إِن الْلَّه يَعْلَم وَأَنْتُم لَا تَعْلَمُوْن وَإِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَة هُو أَن تُنِيْبُوْا إِلَى الْلَّه فِي خَلَوَاتُكُم بِرَبِّكُم وَتَخَيَّلُوْا لَو أَن الْإِمَام نَاصِر مُحَمَّد الْيَمَانِي هُو حَقّا خَلِيْفَة الْلَّه الْإِمَام الْمَهْدِي الَّذِي لَه تَنْتَظِرُوْن بِفَارِغ الْصَّبْر وَأَنْتُم عَنْه مُعْرِضُوْن فَمَا يُدْرِيْكُم لَعَل نَاصِر مُحَمَّد الْيَمَانِي مَن الْصَّادِقِيْن فَلَا تَحْكُمُوْا عَلَيْه أَنَّه كَمَثَل الَّذِيْن خَلَوْا مِن قَبْلِه مِن الْمَهْدِيِّيْن الْكَاذِبِيْن

    بَل أَنِيْبُوْا إِلَى رَبِّكُم فِي جَوْف الْلَّيْل وَتَضَرَّعُوْا بَيْن يَدَيْه وَأَنِيْبُوْا إِلَيْه لَيُبْصِر قُلُوْبِكُم بِالْحَق وَقُوْلُوْا

    (( الْلَّهُم إِنَّك تَعْلَم وَعِبَادِك لَا يَعْلَمُوْن سُبْحَانَك لَا عِلْم لَنَا إِلَا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّك انْت الْعَلِيْم الْحَكِيْم الْلَّهُم إِن كَان نَاصِر مُحَمَّد الْيَمَانِي هُو حَقّا خَلِيْفَة الْلَّه الْإِمَام الْمَهْدِي الْمُنْتَظَر الَّذِي نَنْتَظِرُه بِفَارِغ الْصَّبْر الْلَّهُم فَبَصُر قُلُوْبَنَا بِالْحَق حَتَّى لَا يَكُوْن حَسْرَة عَلَيْنَا وَنَدَامَة فَنَعْض عَلَى أَيْدِيَنَا مِن شِدَّة الْنَّدَم لَو أَنَّنَا صَدَّقْنَاه فَتَجْعَلُنَا مَن الْمُكْرَمِيْن وَمَن صَفْوَة الْبَشَرِيَّة وَخَيْر الْبَرِيَّة الْلَّهُم إِن كَان نَاصِر مُحَمَّد الْيَمَانِي هُو حَقّا الْمَهْدِي الْمُنْتَظَر فَإِنَّه فَضْل مِن الْلَّه عَظِيْم وَرَحْمَة لِلْأُمَّة فَاجْعَلْنَا مِن الْشَّاكِرِيْن أَن قَدَّرْت بَعَث الْمَهْدِي الْمُنْتَظَر فِي أُمَّتِنَا وجِيْلْنا فَكَم تَمُنُّوْا الْأُمَم مِن قَبْلِنَا أَن يَبْعَثَه الْلَّه فِيْهِم وَلَكِن لَم يِحُالُفِهُم الْحَظ فَإِذَا بَعَثْتُه فِيْنَا فَقَد فَضَّلْتَنَا عَلَى الْأُمَم بِبَعْث الْإِمَام الْمَهْدِي الْمُنْتَظَر فِي أُمَّتِنَا فَاجْعَلْنَا مِن الْشَّاكِرِيْن بِرَحْمَتِك يَا أَرْحَم الْرَّاحِمِيْن الْلَّهُم عَبْدُك فِي ذِمَّتِك أَن لَا يَفُوْتَنِي الْتَّصْدِيْق بِالْحَق إِن كَان نَاصِر مُحَمَّد الْيَمَانِي هُو حَقّا الْمَهْدِي الْمُنْتَظَر الْنَّاصِر لِّمَا جَاء بِه مُحَمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم فَكَيْف نُكَذِّب حَبِيْب الْلَّه وَحَبِيْب رَسُوْلِه وَنَعُوْذ بِالِلّه أَن نُكَذِّب خَلِيْفَة الْلَّه الْمَهْدِي لَو قُدِّر الْلَّه بَعَثَه فِيْنَا وَقَدَّر عْثَورَنا عَلَى دَعْوَتِه لِلْعَالَمِيْن أَن لَا نَكُوْن مِن الْسَّابِقِيْن الْمُصَّدِّقِين لِخَلِيْفَة الْلَّه الَّذِي بَشَّر بِبَعْثِه مُحَمَّد رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم الْلَّهُم إِنَّك قُلْت وَقَوْلُك الْحَق وَقَال رَبُّكُم ادْعُوْنِي أَسْتَجِب لَكُم وَهَا هُو عَبْدُك يَدْعُوَك مُنِيْبا إِلَيْك إِن كَان نَاصِر مُحَمَّد الْيَمَانِي هُو حَقّا الْمَهْدِي الْمُنْتَظَر أَن تَجْعَلَنِي مِن الْمُصَدِّقِيْن وَمَن الْأَنْصَار الْسَّابِقِيْن الْأَخْيَار فِي عَصْر الْحِوَار مِن قَبْل الْظُّهُور بِبَأْس شَدِيْد مِن لَّدُنْك بِالْدُّخَان الْمُبِيْن يَاحَي يَاقَيُّوْم يَامَن يَحُوْل بَيْن الْمَرْء وَقَلْبِه لَا تَعْمَي قَلْب عَبْدِك وَأَمَتُك عَن الْحَق وَالْحَق أَحَق أَن يُتَّبَع يَامَن وَسِعَت كُل شَيْء رَّحْمَة وَعِلْمِا يَامَن تَحُوْل بَيْن الْمَرْء وَقَلْبِه فَإِذَا كَان هُو حَقّا الْإِمَام الْمَهْدِي فَلِيلَين قُلُوْبَنَا بَيَانَه وَتَذْرِف أَعْيُنِنَا مِمَّا عَرَفْنَا مَن الْحَق حَتَّى تَطْمَئِن قُلُوْبُنَا أَنَّه حَقّا الْإِمَام الْمَهْدِي لَا شَك وَلَا رَيْب بِرَحْمَتِك يَا أَرْحَم الْرَّاحِمِيْن إِنَّك قُلْت وَقَوْلُك الْحَق ((الَلَّه يَجْتَبِي إِلَيْه مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْه مَن يُنِيْب(13)) صَدَق الْلَّه الْعَظِيْم
    و بِمَا إِنِّي الْإِمَام الْمَهْدِي الْحَق فَوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه غَيْرِه أَن مِن فَاضَت عَيْنَاه أَثْنَاء تِلَاوَة هَذَا الْبَيَان أَنَّه مَن أَحْبَاب الْلَّه وَرَسُوْلَه وَالْمَهْدِي الْمُنْتَظَر وَأَن الْلَّه سَوْف يَهْدِي قَلْبَه إِلَى الْصِّرَاط الْمُسْتَقِيْم فَكُوْنُوْا مِن الْشَّاكِرِيْن يَا أَحْبَاب رَب الْعَالَمِيْن وَأَنِيْبُوْا إِلَى رَبِّكُم لِيَهْدِي قُلُوْبِكُم وَكُوْنُوْا مِن الْقَوْم الَّذِي وَعَد الْلَّه بِهِم فِي مُحْكَم الْقُرْآَن الْعَظِيْم فِي قَوْل الْلَّه تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِيْن آَمَنُوْا مَن يَرْتَد مِنْكُم عَن دِيْنِه فَسَوْف يَأْتِي الْلَّه بِقَوْم يُحِبُّهُم وَيُحِبُّوْنَه أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِيْن أَعِزَّة عَلَى الْكَافِرِيْن يُجَاهِدُوْن فِي سَبِيِل الْلَّه وَلَا يَخَافُوْن لَوْمَة لَائِم ذَلِك فَضْل الْلَّه يُؤْتِيَه مَن يَشَاء وَالْلَّه وَاسِع عَلِيِّم}صَدَق الْلَّه الْعَظِيْم "

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 11-04-2023, 03:04 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-11-2019, 11:27 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-07-2014, 06:24 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-02-2014, 05:39 AM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-02-2014, 05:02 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •