الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
01 - جمادى الأولى - 1430 هـ
26 - 04 - 2009 مـ
11:08 مساءً
(بحسب التقويم الرسمي لأم القرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=906
________
بيان الإمام المهديّ إلى الصرخي الحسني والناس أجمعين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..
قال الله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم [فاطر:37].
إلى الصرخي الحسني، أخشى عليك أن تكون من الّكاذبين {يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}، فاتقِ الله ولا تصدّ عن آيات الله بغير الحقّ.
وأما بالنسبة لحجّتك علينا بالأخطاء الإملائيّة فكان جدّي محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أُمِّيًّا لا يقرأ ولا يكتب فجعل الله أُمِّيَّته حُجّةً له بالحقّ حتى يوقنوا أنه نبيٌّ ورسولٌ من ربّه الذي أنزل عليه هذا القرآن العظيم الذي يُبَيِّن لأهل الكتاب كثيرًا مِمَّا كانوا فيه يختلفون، وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ۚ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَمِنْ هَٰؤُلَاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ ﴿٤٧﴾ وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴿٤٨﴾ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴿٤٩﴾ وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥٠﴾ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا ۖ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت]. فوجدنا أنّ أُمِّيَّة محمدٍ رسول الله جعلها الله حُجّةً له على المنكِرين لآيات الله الحقّ من ربّهم في القرآن العظيم، ولذلك أدهشهم مِن أين له هذا العلم وهو أُمِّيٌّ، ولو كان يَقرأ ويكتُب إذًا لارتاب المبطِلون وقالوا: "درست ذلك في التّوراة والإنجيل"؛ فأصبحت أُمِّيَّتُه حُجّةً له لا عليه.
وأما المهديّ المنتظَر الشاهِد بالحقّ الذي آتاه الله عِلم الكتاب فهو يقرأ ويكتب، وإنما لديه قليلٌ من الأخطاء الإملائيّة فجعل الله ذلك حُجّةً له لا عليه، إذ كيف يأتي بالبيان الحقّ للقرآن العظيم وأحسن تفسيرًا مِن كافة علماء الأمّة الذين لا توجد لهم أخطاءٌ إملائيّةٌ ولكنهم لم يستطيعوا أن يأتوا ببيانٍ للقرآن هو خيرٌ من بيان ناصر محمد اليمانيّ وأحسن تفسيرًا؟ ولا ولن يجدوا له أخطاءً علميّةً، وزادني الله بَسطةً في العلم على كافة علماء الشيعة والسُّنة وكافة علماء المسلمين وكافة علماء النّصارى واليهود فجعلني الله مُهَيمنًا عليهم أجمعين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، فلا يجادلونني جِدالًا عِلميًّا سواء فقهيًّا أو فيزيائيًّا كَونِيًّا إلَّا كان الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ هو المُهيمن عليهم بسلطان العلم الحقّ حتى لا يجد الذين يريدون الحقّ إلَّا أن يُسَلِّموا للبيان الحقّ تسليمًا، فيعلمون أنْ لو كان ناصر محمد اليمانيّ دَرَس العلم لديهم لوجدوا أنه يحاججهم من مؤلفات الكتب البشرية.
إذًا مَنْ عَلَّمَ الإنسان - المهديّ المنتظَر - البيان الحقّ للقرآن؟ إنه الرحمن بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، فإذا كان وحيًا من الشيطان وليس من الرحمن فلن يستطيع ناصر محمد اليمانيّ أن يأتي بالسلطان من مُحكَم القرآن، وأُشهِدُ الله وكفى بالله شهيدًا بيني وبينكم أني أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله المحفوظ من التحريف لِآتيكم بحُكم الله مِن القرآن فيما كنتم فيه تختلفون حتى لا يجد الذين يريدون الحقّ في صدورهم حَرَجًا مِن الاعتراف بالحقّ ويُسَلِّموا تَسليمًا، وذلك حُجة المهديّ المنتظَر الذي يؤتيه الله علم الكتاب ويثبت حقيقة كتاب الله القرآن العظيم بكافة العلوم المنطقيّة في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحقّ، فإن كذَّب الناس بالبيان الحقّ للذِّكر أظهر الله المهديّ المنتظَر على كافة البشر في ليلةٍ بكوكب النار سَقَر اللوَّاحة للبشر أحد أشراط الساعة الكُبر؛ ليلةَ يسبق الليل النّهار؛ ليلةَ تأتيهم بغتةً فتبهتهم فلا يستطيع ردَّها الكفارُ ولا هم يُنصرون. تصديقًا لقول الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤١﴾ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَـٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ ﴿٤٢﴾ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا ۚ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ ﴿٤٣﴾ بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴿٤٥﴾ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
بمعنى أن النار سوف تأتيكم قبل يوم القيامة بَعد تكرار إدراك الشمس للقمر لأنها إحدى أشراط الساعة الكُبرى. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].
ومنها يأتيكم الدُّخان المبين كذلك من أشراط الساعة الكُبرى في عصر البيان الحقّ للذِّكر للمهديِّ المنتظَر المُرتَقِب لآية التَّصديق مِن ربّه. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
ولماذا لم يقُل الله تعالى أنّ العذاب يغشى الذين كفروا؟ بل قال الله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ العذاب سوف يَعُمّ جميع قُرى الناس أجمعين حتى قرية مكة المكرمة إن كذّب الناسُ بالبيان الحقّ للذِّكر - الكفار والمسلمون - لأنّ المهديّ المنتظَر يُحاجُّهم بالقرآن العظيم فأعرَضوا عن ذِكرهم ويريدون الحقّ أن يَتَّبِع أهواءهم، ولذلك يَعُمّ العذابُ قُرى المسلمين والكفار. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وذلك لأنّ ظهورَ كوكب النار آيةُ التَّصديق للبيان الحقّ للذِّكر الذي جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الناس كافة فإذا هم عن ذكرهم مُعرضون. وكان الله يُرسل بآيات المُعجزات من قبل آية العذاب حتى إذا كفروا بمعجزة التَّصديق مِن ثمَّ تأتيهم آية العذاب، وقال الله تعالى: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّـهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٣﴾ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّـهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿٧٥﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿٧٦﴾ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٧٧﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٧٨﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وقال الله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٤١﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٤٢﴾ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿١٤٣﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٤٤﴾ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٤٥﴾ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ﴿١٤٦﴾ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿١٤٧﴾ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴿١٤٨﴾ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ﴿١٤٩﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٥٠﴾ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ﴿١٥١﴾ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿١٥٢﴾ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴿١٥٣﴾ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿١٥٤﴾ قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿١٥٥﴾ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥٦﴾ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ﴿١٥٧﴾ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٥٨﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿١٥٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٤٦﴾ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّـهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴿٤٧﴾ وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿٤٨﴾ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّـهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٤٩﴾ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وقال الله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ﴿٢٣﴾ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴿٢٤﴾ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴿٢٥﴾ سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ﴿٢٦﴾ إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ﴿٢٧﴾ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ۖ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ ﴿٢٨﴾ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ ﴿٢٩﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٣٠﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ﴿٣١﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [القمر].
وكان ذلك هو النظام السائد في الكتاب أن تأتي آيةُ التَّصديق قبل آيةِ العذاب إلى مجيء القرآن العظيم، فجعل الله آية العذاب من قبل آيات المُعجزات نظرًا لكفر الناس بجميع آيات التَّصديق من ربّهم من قبل آية العذاب في جميع الأُمَم الأولى، وقال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
ثم يكشف الله عن الناس العذاب من بعد الإيمان والتَّصديق بالبيان الحقّ لذِكرهم الذي هم عنه معرضون - الكفار والمسلمون - إلَّا مَن شاء الله أن يهلكه أو ينجيه. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
ويا أيها الصرخي الحسني، أقسمُ بربي وربّك وربّ كلّ شيء الله ربّ العالمين أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّك الذي تريد أن تصُدّ عنه الناسَ صدودًا فلا يَتَّبِعوا الحقّ من ربّهم، وكوكب النار صار وشيكًا مِن أرضكم وأنتم لا تعلمون، ولن تأتيكم إلَّا بغتةً بحول الله وقُدرته وأنتم في غفلةٍ معرضون عن ذِكركم، أفلا تعقِلون؟!
وأنا الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم أريد لكم النجاةَ وليس الهلاك، ولكنكم قد علمتم أنه حقًّا بيان ناصر محمد اليمانيّ جاء بقدرٍ مَقدورٍ في الكتاب المَسطور في عصر اقتراب كوكب النار من أرضكم، ورأيتم وعَلِم كثيرٌ مِن الناس بِخَبَر اقتراب كوكب النار بِما يُسَمّونه (نيبيرو Nibiru Planet X)، ثم ما كان مِنكم إلَّا أن كَذَّبتم بالبيان الحقّ للذكر الذي تجدونه يُصدِّقه العلمُ والمنطقُ على الواقع الحَقيقيّ.
وأقسمُ بالله الواحد القهّار الذي يُدرِك الأبصار ولا تُدركه الأبصار أني تلقَّيت الأمر مِن الله الواحد القهّار أن أُحَذِّركم مِن اقتراب كوكب العذاب مِن أرضكم، ولست مُتَّبِعًا لعلماء الفضاء فأحاجّكم من كُتبهم في تفصيل كوكب العذاب؛ بل فصّلناه لكُم مِن كتاب الله القرآن العظيم تفصيلًا، وعلَّمتكم أنَّه كوكب النار، وعلَّمتكم أنها تأتي لأرضكم من الأطراف؛ أيْ مِن جهة الأقطاب، وعلَّمتكم أن موقعها في الفضاء من بعد أرضكم وأسفل الكواكب، وعلَّمتكم أنه كوكبٌ مُضيءٌ وليس مُنيرًا ذلك لأنّ الكوكب المُنير هو الذي يقتبس نورَه مِن الكوكب المُضيء، وفصَّلت لكم الحقّ من كتاب الله تفصيلًا، حتى إذا تبيَّن لكم الحقّ مِن ربّكم وأن ناصر محمد اليمانيّ آتاه اللهُ البيانَ الحقّ للقرآن العظيم في كافة المجالات ثم ما كان قول الذين لا يعقلون منكم إلَّا أن قالوا: "إذًا ناصر محمد اليمانيّ مُتَّفِقٌ مع الكَفَرة الفَجَرة أن يأتوا بعلومٍ فيزيائيّةٍ كونيّةٍ مُطابِقةٍ لبيان ناصر محمد اليمانيّ، فكيف يجعل بيانه للقرآن مُطابِقًا لعلومهم؟". ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأفتي في شأنهم بالحقّ وأقول: إنكم كالأنعام بل أضلُّ سبيلًا، وكيف للكَفَرة الفَجَرة أن يُعينوا ناصر محمد اليمانيّ على دعوة العالمين إلى لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟! وكيف للكَفَرة الفَجَرة أن يعينوا دعوة الإمام ناصر محمد اليمانيّ للمسلمين بالرجوع إلى كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ؟ فهل جعلتموهم أنصار الحقّ وأنتم الكُفار؟! أفلا تتَّقون؟
ولكني لا أتَّبِع كافة علومهم إلَّا ما كان مُطابِقًا لِما في الكتاب، وما أجده مِن علمهم مُخالِفًا لمُحكَم القرآن العظيم فإني أفرك ما خالَف لكتاب ربّي بنعل قَدَمي فأجعله وراء ظهري كمثل إعلانهم بالإنترنت العالميّة لنهاية العالم يوم 21 ديسمبر 2012، فأقول: كَلَّا ليست نهاية العالَم أجمعين؛ بل كوكب العذاب يُنقِص الأرضَ من البشر في كلّ مرةٍ يَظهَر لهم من جهة الأطراف. تصديقًا لقول الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. بمعنى أن الله سوف يهزم المكذِّبين بالحقّ من ربّهم بكوكب العذاب فيُهلِك مَن يشاء ويصرفه عَمَّن يشاء برحمته، ولا ولن يُهلِك البشرَ جميعًا بل يُنقِص الأرضَ مِن البشر في كلّ مرورٍ له، وأشدُّها هذا المرور على مدار خمسين ألف سنةٍ يمرّ اثنتي عشرة مَرَّة.
وكذلك أُنكِر عليهم تحديدَ موعده بالضبط، وأقول: حاشا لله أن يكون يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012؛ بل لا تأتيهم إلَّا بغتةً فتبهتهم. تصديقًا لقول الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وبما أنّي مُتَّبِعٌ لعلوم كتاب الله القرآن العظيم الحقّ؛ ولذلك أنكرتُ أن يكون مجيئُها في الموعد المُحدَّد الذي أعلن به كثيرٌ من علماء الغرب. وأُصَدِّق قولَ الله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.
فاتَّقوا الله يا معشر المسلمين والناس أجمعين: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥٠﴾ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥١﴾} [الذاريات]، فلا تدعوا مع الله أحدًا مِن عباده المقربين يا معشر الشيعة فذلك شركٌ بالله العظيم، ومَن أشرك بالله فقد ظلَم نفسه ظُلمًا عَظيمًا، وسوف يكفرُ كافةُ أئمة آل البيت بدعائكم لهم من دون الله يوم تقومون بين يدي الله، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].
ولكن عباد الله المُقرَّبين سوف يكفرون بعبادتكم فيكونون عليكم ضدًّا بين يدي الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].
فكيف تدعون عباد الله المُقرَّبين يا معشر المسلمين؟! فإنهم عبادٌ أمثالكم لا يملكون كَشف الضُرّ عنكم ولا تحويلًا، أفلا تتّقون؟ وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].
فإنّ عباد الله المُقرَّبين المُكرمين يخافون عذاب الله ويرجون رحمته، فإذا أردتم اتّباعهم فخافوا عذاب الله وارجوا رحمته وهو أرحم بكم من عباده يا معشر المشركين بربهم من كافة المسلمين، فلا تدعوا مع الله أحدًا لعلكم تهتدون، واتَّبِعوا الحقّ من ربّكم، وإنما بعثني الله ناصرًا لدعوة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يجعلني الله مُبتَدِعًا بل مُتَّبِعًا لكتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ وبصيرتي على الناس هي ذاتها بصيرة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ لأنّي مِن التَّابعين لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكيف أحاجّكم بغير بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].
فلماذا تُكَذِّبون بدعوة الحقّ على بصيرةٍ من ربّي كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ؟ فهل صرتم ترون الحقّ باطلًا والباطل حقًّا؟! فالحُكم لله وهو خير الفاصلين، فلماذا تَصدّون عن دعوة التوحيد إن كنتم مسلمين؟ فالحُكم لله وهو أسرع الحاسبين، فلماذا تصدّون عن دعوة الناس أن لا يشركوا بالله وأن لا يدعوا مع الله أحدًا ثم تُكَذِّبون بدعوة الحقّ من ربّكم؟! {وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّـهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} [غافر:12].
سبحان ربّك ربّ العزّةِ عمّا يصفونَ، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد للهِ ربّ العالمين..
الدَّاعي إلى الصراط المستقيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________